تالة هي مدينة تونسية تقع في الوسط الغربي في ولاية القصرين وهي مركز معتمدية تالة. تقع المدينة في منطقة الظهير التونسي الجبلية وترتفع 1017 م عن سطح الماء مما يجعلها أكثر المدن إرتفاعا في البلاد. تبعد عن العاصمة 250 وقع و54 وقع عن مدينة القصرين. يتسم مناخ المدينة بالبرودة بفصل الشتاء وبسقوط الثلج فيما تبلغ معدل كمية الأمطار التي تنزل سنويا حوالي 450 مم. يبلغ مساحتها 752 كم2 وتضم 34508 ساكن حسب إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء للسكنى والسكان سنة 2004. تاريخيا ساهمت المدينة بشكل فاعل في مقاومة الإستعمار الفرنسي وفي الثورة التونسية.

التاريخ

تعتبر مدينة تالة من أقدم المدن التونسية فقد تعاقبت عليها الكثير من الحضارات، فمن الحضارة القبصيّة:7000 سنة ق م مرورا بالنوميديين إلى الحضارة الرومانية. وقد ارتبط اسم المدينة بالحضارة الأمازيغية فهي"العين الجارية" كما يسمونها. وهي العاصمة الثانية للاوراس الأمازيغية الشاوية بالجزائر. وكانت أيضا حصنا آمنا لقادتها على غرار يوغرطة الأمازيغي. كما كانت مدينة تالة منذ الفتح الإسلامي مركزا مهما عسكريا وتجاريا لدى الكثير من الدول التي تعاقبت على حكم البلاد التونسية، وصولا إلى الاستعمار الفرنسي حيث ناضلت المدينة منذ سنة 1824 إلى سنة 1906 ضد الاضطهاد الطبقي والديني والسياسي (ثورة على بن غذاهم وثورة عمر بن عثمان أوما يسمى بثورة الفلاحين سنة 1906). إنّ هذا النضج السياسي الوطني لدى أهالي المدينة دفع بالمستعمر الفرنسي إلى هجريز مراقبة مدنية بالجهة مع مطلع القرن العشرين. حدودها:شمالا وادي سراط الكاف وجنوبا وادي الكبير قفصة وشرقا الروحية وسبيطلة وغربا الحدود الجزائرية، والمراقبة العامة هي بمثابة الولاية حاليا فهي تشرف عسكريا وإداريا على رقعة جغرافية كبيرة المساحة تصل إلى حدود أربع ولايات حسب تقسيمها الحالي. هذا بالإضافة إلى انشاء مركز عسكري لتجويد الخيول تابع للفيلق الثامن مكلف بتزويد الجيش الفرنسي بالخيول الممتازة.

واستطاع "هنري كانوسي " وهوالمراقب آنذاك التحكم في ثروات الجهة والاستيلاء على أرضها خاصة وإن مدينة تالة تعتبر مركزا اقتصاديا هاما حيث تأسست بها سوق أسبوعية سنة 1872 وكان يدوم ثلاثة أيام متتالية في الأسبوع. إذا هذه المكانة الاقتصادية للجهة أهلها بأن تكون قطبا إداريا وثقافيا ورياضيا ودينيا وصحيا، عملى المستوى الإداري فقد تمّ تأسيس بلدية تالة سنة 1904 التي كان نشاطها يصل إلى حدود الكاف شمالا وقفصة جنوبا وسبيطلة شرقا، أمّا على المستوى الثقافي والتعليمي فقد تمّ تأسيس مدرسة تالة فلسطين سنة 1897 وهي من أقدم المدارس في الجمهورية وقد تخرج منها الكثير من الوجوه والكوادر اللامعة في تونس وقد كان لهذه المدرسة الدور الكبير في نشر الثقافة والعلوم في صفوف أهالي الجهة وتعميق الروح الوطنية لديهم. وفي المجال الرياضي فقد تمّ تأسيس جمعية تالة الرياضية لكرة القدم سنة 1921، وفي أرشيف البلدية هناك الكثير من الخرائط والتصاميم التي تشير إلى أنّ المراقب العام كان ينوي إنشاء مسابح وملاعب لرياضة التنس ومسالك لرياضة سباق الخيل. وفي المجال الصحي فقد تأسّس المستشفى سنة 1923. أما في المجال الديني فقد عهدت الجهة تأسيس الكثير ن الزوايا التعليمية والدينية على غرار"زاوية سيديبن عزوز" و"زاوية الشافعي"، وقد كانت هذه الزوايا وغيرها قبلة الكثير من الطلبة الوافدين إليها من مختلف تراب الجمهورية. إنّ هذا الثراء الثقافي والحضاري والفهمي لمدينة تالة جعلها تكون من المدن الأولى التي احتضنت النضال الوطني ضد الاستعمار الفرنسي فكريا وميدانيا حيث ساهم الكثير من أبناء الجهة في بلورة أفكار ومبادئ الحزب الدستوري التونسي بمشاركتهم في مختلف جلسات الحزب السرية والعلنية، كما ساهم فرع جامع الزيتونة بتالة (المؤسّس سنة 1947على يد العلامة حمد الرحموني الذي اعدمه بورقيبة وضل رفاته مجهول المكان إلى ان استرجعه احفاده ابان ثورة 2011) في بلورة الوعي الوطني وفي شحذ همم الأهالي للدفاع بالغالي والنفيس عن الوطن المقدس، فخاض الكثير من أهالي المدينة معركة الكرامة والشرف إبان حرب التحرير بالقلم والسلاح فاستشهد منهم الكثير، وعاصر منهم الكثير فرحة الاستقلال وقد كان للمدينة شرف المساهمة في تحرير تونس من استعمار فرنسا وطغيان بن علي وبقيت جبال تالة تروي حكايات الأمجاد وبطولات الشرفاء.

الجغرافيا

مدينة تالة أوكما يسميها أحد المؤرخين"سقف البلاد التونسية" تقع في الوسط الغربي للبلاد التونسية على ازدياد 1044 م على سطح البحر وهي أعلى منطقة في الجمهورية التونسية، تتميز بهوائها النقــــي وثرواتها الغابية والمائية والرخامية . فهي تحتوي على أكثر منعشرة ألاف هك من الصنوبر الحلبي وأكثر من 25 عينا جارية . ما تم تشييده في العهد الروماني على غرار "عين تالة" وهي رمز المدينة. وتبعد 250 كم عن العاصة و54 كم عن مركز ولاية القصرين

الاقتصاد

يرتكز اقتصاد معتمدية تالة على الفلاحة وتربية الماشية وهي تحتوي على 6000 هكتار من نبات التين الشوكي، كما تمتاز المنطقة بمقاطع الرخام الذي يتم تصدير ثلثه تقريبا.

الرياضة

في ميدان كرة القدم تنشط جمعية تالة الرياضية في القسم الرابع هواة وتأسست الجمعية سنة 1921.

أعلام المدينة

  • الدكتور محمد رشاد الحمزاوي مؤسس فهم المعجمية الحديثة في تونس.
  • نور الدين الخادمي، ولد في 18 ماي 1963، وزير الشؤون الدينية بحكومة حمادي الجبالي، ثم عين في نفس المنصب في حكومة علي العريض منذ 2013.
  • الدكتور حسن الغربي : دكتور في الأشعة وأستاذ فيزياء طبية .
  • سلوى الراشدي شاعرة وأديبة تونسية.
  • العلامة حمد الرحموني : استاذ ومفكر ومناضل زيتوني اسس أول فرع زيتوني بمدينة تالة سنة 1947 قبل ان يعدمه بورقيبة

المراجع

  1. ^   "صفحة تالة في GeoNames ID". GeoNames ID. اطلع عليه بتاريخ 1 يونيو2020.
  2. المسقط الرسمي لمدينة تالة نسخة محفوظة 29 نوفمبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  3. ^ المعهد الوطني للإحصاء - تونس نسخة محفوظة 24 سبتمبر 2015 على مسقط واي باك مشين.
  4. ^ إسلام ويب https://web.archive.org/web/20191214175658/http://library.islamweb.net/newlibrary/display_umma.php?lang=A&BabId=1&ChapterId=1&BookId=265&CatId=201&startno=0. مؤرشف من الأصل في 14 ديسمبر 2019. مفقود أوفارغ |title= (مساعدة)
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:15:01
التصنيفات: أماكن مأهولة في تونس, أماكن مأهولة في ولاية القصرين, بلدات ومدن رومانية في تونس, بلديات تونس, مدن أمازيغية قديمة, مدن ولاية القصرين, مرجع من ويكي بيانات, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات تحتوي مراجع ويب بدون عنوان, صفحات تحتوي مراجع ويب برابط تشعبي فقير, صفحات تستخدم خاصية P18, صفحات تستخدم خاصية P2096, خريطة موقع من ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P625, صفحات تستخدم خاصية P17, صفحات تستخدم خاصية P131, صفحات تستخدم خاصية P2044, صفحات تستخدم خاصية P1082, صفحات تستخدم خاصية P281, صفحات تستخدم خاصية P1566, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, بوابة أفريقيا/مقالات متعلقة, بوابة تجمعات سكانية/مقالات متعلقة, بوابة تونس/مقالات متعلقة, بوابة جغرافيا/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات مع الخرائط

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الأهلي المصري ضيفا على سيمبا التنزاني.. التشكيلة الأساسية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 21:07:43
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 91%

التدشين الرسمي لمسجد محمد السادس بكوناكري

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 21:08:27
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 54%

الأهلي يضع قدمًا في نصف النهائي ويفوز على سيمبا داخل ملعبه

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 21:08:35
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 49%

القوات المساعدة تعزز أسطولها بـ 88 مدرعة من طراز “BearCat”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 21:09:12
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 85%

شاهد.. بنزيما يهدر ركلة جزاء للاتحاد

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 21:07:40
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 99%

إلياس أخوماش يتلقى أخبارا سارة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 21:09:03
مستوى الصحة: 68% الأهمية: 81%

الجيش الإسرائيلي يعلن شن سلسلة غارات على لبنان

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 21:07:35
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 98%

تدشين خط الربط الكهربائي بين العراق والأردن

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 21:07:36
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 99%

بهدف كوكا وتألق شوبير.. الأهلي يتقدم على سيمبا في الشوط الأول

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 21:08:37
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 35%

اتهمها بـ”الاستغلال”.. محمد الترك يهاجم أسرة دنيا بطمة من جديد

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 21:09:09
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 79%

رد روسي قاس على كيربي بعد تصريحاته الوقحة عن بعض المسؤولين الروس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 21:07:32
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 97%

إشبيلية يصدم يوسف النصيري بهذا القرار!

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 21:09:06
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 84%

تسجيل سبع إصابات جديدة بكوفيد-19 خلال الأسبوع الماضي

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 21:08:28
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

تطوير البحث العلمي الوطني يجر ميراوي إلى مساءلة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-03-29 21:08:59
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 71%

تحميل تطبيق المنصة العربية