الأخطل التغلبي ويكنى أبومالك ولد عام 19 هـ، الموافق عام 640م، وهوشاعر عربي وينتمي إلى قبيلة تغلب العربية، وكان مسيحياً، وقد مدح خلفاء بني أمية بدمشق في الشام، وأكثر في مدحهم، وهوشاعر مصقول الألفاظ، حسن الديباجة، في شعره إبداع. وهوأحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم: جرير والفرزدق والأخطل.

نشأته

  • هو: غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمروبن سيجان بن عمروبن فدوكس بن عمروبن مالك بن جشم بن بكر بن حبيب بن عمروبن غنم بن تغلب بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.

نشأ في دمشق واتصل بالأمويين فكان شاعرهم، وتهاجى مع جرير والفرزدق، فتناقل الرواة شعره، وكان معجباً بأدبه، تياهاً، كثير العناية بشعره. وكانت إقامته حيناً في دمشق وحيناً في الجزيرة الفراتية.

نظم الشعر صغيرا، ورشحّه كعب بن جعيل شاعر تغلب ليهجوالأنصار، فهجاهم وتعززت صلته ببني أمية بعد ذلك، فقرّبه يزيد، وجعله عبد الملك بن مروان شاعر البلاط الرسمي، يدافع عن دولة بني أمية، ويهاجم خصومها. أقحم نفسه في المهاجاة بين جرير والفرزدق حين فضّل الفرزدق على جرير، وامتدّ الهاتى بينه وبين جرير طوال حياته وقد جمع أبوتمام نقائض جرير والأخطل.

برع الأخطل في المدح والهاتى ووصف الخمرة، ويتهمه النقاد بالإغارة على معاني من سبقه من الشعراء، والخشونة والالتواء في الشعر والتكلّف أحيانا، وهوفي نظرهم شاعر غير مطبوع بخلاف جرير، ولكنه واسع الثقافة اللغوية، تمثّل التراث الأدبي وأحسن استغلاله.

نماذج من شعره

أجود شعره على الإطلاق رائيتاه الشهيرتان وهما من عيون الشعر العربي، الأولى في هاتى القبائل القيسية، وهي :

أَلا يا اسلَمي يا هِندُ هِندَ بَني بَدرِ وَإِن كانَ حَيّانا عِدىً آخِرَ الدَهرِ
وإن كنتِ قدْ أقصدتني إذ رَميتني بسَهْمكِ، والرَّمي يُصيبُ، وما يدري
أسيلَة ُ مجرَى الدَّمعِ، أمّا وشاحُها فجارٍ، وأمّا الحِجْلُ منها فما يجري
تموتُ وتحيا بالضجيعِ وتلتوي بمطردِ المتمينِ منتبرِ الخصرِ
وكُنْتُمْ إذا تنأَون مِنّا، تَعَرَّضَتْ خيالاتكمْ أوبتَّ منكمْ على ذكرِ
لقدْ حملتْ قيسَ بن عيلانَ حربُنا على يابسِ السيساء محدوبِ الظهرِ
وقَدْ سرّني مِن قَيْسِ عَيْلان، أنّني رَأيْتُ بني العَجْلانِ سادوا بني بدْرِ
وقَدْ غَبَرَ العَجْلانُ حِيناً، إذا بكى على الزادِ ألقتهُ الوليدة ُ في الكسرِ
فيصبحُ كالخفاشِ، يدلكُ عينهُ فقُبّحَ مِنْ وَجْهٍ لئيمٍ، ومَنْ حَجْرِ
وكُنْتُمْ بَني العَجْلانِ ألأممَ عِنْدَنا وأحْقَرَ مِن حتى تشهدوا عاليَ الأمْرِ
بني كلّ دسماء الثيابِ، كأنما طلاها بنوالعَجْلانِ مِن حُمَمِ القِدرِ
تَرَى كعْبَها قد زالَ مِن طولِ رَعِيها وَقاحَ الذُّنابى بالسّويّة ِ والزِّفْرِ
وإن نزَلَ الأقْوامُ مَنْزِلَ عِفّة ٍ نزَلتُمْ بَني العَجْلانِ مَنزِلَة َ الخُسرِ
وشاركَتِ العجلانُ كعباً، ولمْ تكُنْ تشاركُ كعباً في وفاءٍ ولا غدرِ
ونجى ابن بدرٍ ركضهُ منْ رماحنا ونضاحة ُ الأعطافِ ملهبة ُ الحضر
إذا قُلتُ نالَتهُ العوالي، تقاذفَتْ به سوْحقُ الرجلين صايبة ُ الصدْر
كأنّهما والآلُ يَنجابُ عَنهُما إذا انغَمسا فيهِ يَعومانِ في غَمْرِ
يُسِرُّ إلَيها، والرّماحُ تَنُوشُهُ: فدًى لكِ أُمّي، إذا دأبتِ إلى العَصرِ
فطَلَّ يُفَدِّيها، وطَلّتْ كأنّها عقابٌ نادىها جنحُ ليلٍ إلى وكرِ
كأنَّ بِطُبْيَيْها ومَجرى حِزامِها أداوى تسحُّ الماءَ منْ حورٍ وفرِ
ركوبٌ على السواءات قدْ شرمَ آسته مزاحمة ُ الأعداء والنخسِ في الدبرِ
فطاروا شقاقاً لاثنتينِ، فعامرٌ تَبيعُ بَنيها بالخِصافِ وبالتَّمْرِ
وأمّا سُلَيْمٌ، فاستَعاذَتْ حِذارَنا بحَرَّتِها السّوْداء والجَبلِ الوَعْرِ
تَنِقُّ بلا شيءٍ شُيوخُ مُحاربٍ وما خلتُها كانتْ تريشُ ولا تبري
ضَفادعُ في ظَلْماءِ لَيْلٍ تجاوَبَتْ فدَلَّ عَلَيْها صَوْتُها حيّة َ البَحْر
ونحنُ رفَعْنا عَنْ سَلولٍ رِماحَنا وعَمْداً رَغِبْنا عَنْ دماء بني نَصْرِ
ولوببني ذبيانَ بلتْ رماحُنا لقَرَّتْ بهمْ عَيْني وباءَ بهِمْ وِتْري
شفى النفسَ قتلى من سليمٍ وعامرٍ ولمْ تَشْفِها قَتْلى عَنِيّ ولا جَسْرِ
ولا جشمٍ شرّ القبائلِ، إنها كبيضِ القطا، ليسوا بسودٍ ولا حمرِ
وما ترَكَتْ أسْيافُنا حينَ جُرّدَتْ لأعْدانا قَيْسِ بنِ عَيْلانَ مِنْ عُذْرِ
وقد عركتْ بابني دخانٍ فأصبحا إذا ما احزَألاَّ مِثْلَ باقيَة ِ البَظْرِ
وأدْرَكَ عِلْمي في سُواءة َ، أنّها تقيمُ على الأوتارِ والمشربِ الكدرِ
وظل يجيشُ الماءُ من متقصدٍ على جميع حالٍ من مذاهبهِ يجري
فأقسمُ لوأدركنهُ لقذفنهُ إلى صَعْبَة ِ الأرْاتى، مُظْلمَة ِ القَعْرِ
فوَسّدَ فِيها كفَّهُ، أوْ لحجّلَتْ ضِباعُ الصَّحاري حَوْلَهُ، غيرَ ذي قبرِ
لعَمْري لقَدْ لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ على جانبِ الثرثاء راغية َ البكرِ
أعِنّي أميرَ المؤمنين بنَائِلٍ وحُسْنِ عطاء، ليْس بالرَّيِّثِ النَّزْرِ
وأنتَ أميرُ المؤمنينَ، وما بنا إلى صُلْحِ قَيْسٍ يا بنَ مَرْوان مِن فَقْرِ
فإنْ تكُ قيسٌ، يا بْنَ مرْوان، بايعَتْ فقَدْ وَهِلَتْ قيسٌ إليك، مِن العُذْرِ
على غير إسلامٍ ولا عنْ بصيرة ٍ ولكنّهُمْ سِيقوا إليكَ عَلى صُغْرِ
ولمّا تَبَيّنّا ضَلالَة َ مُصْعَبٍ فتَحْنا لأهْلِ الشّامِ باباً مِنَ النّصْرِ
فقَدْ أصْبَحَتْ مِنّا هَوازِنُ كُلُّها كواهي السُّلامى ، زِيد وقْراً على وَقْرِ
سَمَوْنا بِعِرْنينِ أشمَّ وعارِضٍ لمنعَ ما بين العراقِ إلى البشرِ
فأصبحَ ما بينَ العراقِ ومنبجِ لتَغْلِبَ تَرْدى بالرُّدَيْنِيّة ِ السُّمْرِ
إلَيْكَ أميرَ المؤمنينَ نَسيرُها تخبّ المطايا بالعرانينِ من بكرِ
برأسِ امرئٍ دلّى سليماً وعامراً وأوْرَدَ قَيْساً لُجَّ ذي حَدَبٍ غَمْرِ
فأسْرَين خَمساً، ثمَّ أصبحنَ، غُدوَة ً يُخَبِّرْنَ أخْباراً ألذَّ مِنَ الخَمْرِ
تَخَلَّ ابنَ صَفارٍ، فلا تذْكُرِ العُلى ولا تذكُرَنْ حَيّابِ قوْمكَ في الذِّكْرِ
فقد نهضت للتغلبين حية ٌ كحية ِ موسى يوم أيدَ بالنصرِ
يُخْبَرْنَنا أنَّ الأراقِمَ فَلَّقُوا جماجمَ قيسٍ بينَ رذانَ فالحضرِ
جماجمَ قومٍ، لمْ يعافوا ظلامة ولمْ يَعْلَمُوا أيْنَ الوفاءُ مِنَ الغَدْرِ


والأخرى في مدح عبد الملك بن مروان وبني أمية وذم خصومهم، وفيها يهجوجرير وقومه كليب بن يربوع وهي :

خَفَّ القطينُ، فراحوا منكَ، أوْ بَكَروا وأزعجتهم نوى في صرفْها غيرُ
كأنّني شارِبٌ، يوْمَ اسْتُبِدَّ بهمْ من قرقفٍ ضمنتها حمصُ أوجدرُ
جادَتْ بها مِنْ ذواتِ القارِ مُتْرَعة ٌ كلْفاءُ، يَنْحتُّ عنْ خُرْطومِها المَدرُ
لَذٌّ أصابَتْ حُميّاها مقاتِلَهُ فلم تكدْ تنجلي عنْ قلبهِ الخُمرُ
كأنّني ذاكَ، أوْ ذولَوْعة ٍ خَبَلَتْ أوْصالَهُ، أوْ أصابَتْ قَلْبَهُ النُّشَرُ
شَوْقاً إليهِمْ، وَوجداً يوْمَ أُتْبِعُهُمْ طرْفي، ومنهم بجنبيْ كوكبٍ زُمرُ
حثّوا المطيّ، فولتنا مناكبِها وفي الخدورِ إذا باغمتَها الصوَرُ
يبرقنَ بالقومِ حتى يختبِلنهُمْ ورأيهُنَّ ضعيفٌ، حينَ يختبرُ
يا قاتلَ اللهُ وصلَ الغانياتِ، إذا أيقنَّ أنكَ ممنْ قدْ زها الكبرُ
أعرضنَ، لما حنى قوسي مُوترها وابْيَضَّ، بعدَ سَوادِ اللِّمّة ِ، الشّعَرُ
ما يَرْعوينَ إلى داعٍ لحاجتِهِ ولا لهُنَّ، إلى ذي شَيْبَة ٍ، وَطَرُ
شرقنَ إذْ عصرَ العِيدانُ بارحُها وأيْبسَتْ، غَيرَ مجْرَى السِّنّة ِ، الخُضَرُ
فالعينُ عانية ٌ بالماء تسفحهُ مِنْ نِيّة ٍ، في تلاقي أهْلِها، ضَرَرُ
منقضبينَ انقضابَ الحبلِن يتبعهُم مِنَ الشّقيقِ، وعينُ المَقْسَمِ الوَطَرُ
ولا الضِّبابَ إذا اخْضَرَّتْ عُيونُهُمُ أرْضاً تَحُلُّ بها شَيْبانُ أوْ غُبَرُ
حتى إذا هُنَّ ورَّكْنَ القَضيمَ، وقَدْ أشرقنَ، أوقلنَ هذا الخندقُ الحفرُ
إلى امرئٍ لا تعدّينا نوافلهُ أظفرهُ اللهُ، فليهنا لهُ الظفرُ
ألخائضِ الغَمْرَ، والمَيْمونِ طائِرُهُ خَليفَة ِ اللَّهِ يُسْتَسْقى بهِ المطَرُ
والهمُّ بعدَ نجي النفسِ يبعثه بالحزْمِ، والأصمعانِ القَلْبُ والحذرُ
والمستمرُّ بهِ أمرُ الجميعِ، فما يغترهُ بعدَ توكيدٍ لهُ، غررُ
وما الفراتُ إذا جاشتْ حوالبهُ في حافتيهِ وفي أوساطهِ العشرُ
وذَعْذعَتْهُ رياحُ الصَّيْفِ، واضطرَبتْ فوقَ الجآجئ من آذيهِ غدرُ
مسحنفرٌ من جبال الروم يسترهُ مِنْها أكافيفُ فيها، دونَهُ، زَوَرُ
يوماً، بأجْودَ مِنْهُ، حينَ تَسْألُهُ ولا بأجهرَ منهُ، حين يجتهرُ
ولمْ يزَلْ بكَ واشيهِمْ ومَكْرُهُمُ حتى أشاطوا بغَيْبٍ لحمَ مَنْ يَسَرُوا
فلَمْ يَكُنْ طاوِياً عنّا نصِيحَتَهُ وفي يدَيْه بدُنْيا دونَنا حَصَرُ
فهوفداءُ أميرِ المؤمنينَ، إذا أبدى النواجذَ يومٌ باسلٌ ذكرُ
مفترشٌ كافتراشِ الليث كلكلهُ لسقطة ٍ كائنٍ فيها لهُ جزرُ
مُقَدِّماً مائتيْ ألْفٍ لمنزِلِهِ ما إذا رأى مثلهمْ جنّ ولا بشرُ
يَغْشَى القَناطِرَ يَبْنيها ويَهْدِمُها مُسَوَّمٌ، فَوْقَه الرَّاياتُ والقَتَرُ
قَوْمٌ أنابَتْ إليهِمْ كلُّ مُخْزِية ٍ وبالثوية ِ لم ينبضْ بها وترُ
وتَسْتَبينُ لأقوامٍ ضَلالَتُهُمْ ويستقيمُ الذي في خدهِ صعرُ
ثم استقلَّ باثنطق العراقِ، وقدْ كانتْ لهُ نقمة ٌ فيهم ومدخرُ
في نَبْعَة ٍ مِنْ قُرَيشٍ، يَعْصِبون بها ما إنْ يوازَى بأعْلى نَبْتِها الشّجَرُ
تعلوالهضابِ، وحلّوا في أرومتها أهْلُ الرّياء وأهْلُ الفخْرِ، إنْ فَخَروا
حُشْدٌ على الحَقّ، عيّافوالخنى أُنُفٌ إذا ألمّتْ بهِمْ مَكْروهَة ٌ، صبروا
وإن تدجتْ على الآفاقِ مظلمة ٌ كانَ لهُمْ مَخْرَجٌ مِنْها ومُعْتَصَرُ
أعطاهُمُ الله جداً ينصرونَ بهِ لا جَدَّ إلاَّ صَغيرٌ، بَعْدُ، مُحْتقَرُ
لمْ يأشَروا فيهِ، إذْ كانوا مَوالِيَهُ ولوْقد يكونُ لقومٍ غيرهمْ، أشروا
شمسُ العداوة ِ، حتى يستقادَ لهم وأعظمُ الناس أحلاماًن إذا قدروا
لا يستقلُّ ذووالأضغانِ حربهمُ ولا يبينُ في عيدانهمْ خورُ
هُمُ الذينَ يُبارونَ الرّياحَ، إذا قَلَّ الطّعامُ على العافينَ أوْ قَتَروا
بني أميّة َ، نُعْماكُمْ مُجَلِّلَة ٌ تَمّتْ فلا مِنّة ٌ فيها ولا كَدَرُ
بني أُميّة َ، قدْ ناضَلْتُ دونَكُمُ أبناءَ قومٍ، همُ آووا وهُمْ نصروا
أفحمتُ عنكُم بني النجار قد فهمت عُلْيا مَعَدّ، وكانوا طالما هَدَرُوا
حتى استكانوا: وهُم مني على مضضٍ والقولُ ينفذُ ما لا تنفذُ الإبرُ
بَني أُميّة َ، إنّي ناصِحٌ لَكُمُ فَلا يَبيتَنَّ فيكُمْ آمِناً زُفَرُ
وأَتْخِذوهُ عَدُوّاً، إنَّ شاهِدَهُ وما تغيبَ من أخلاقهِ دَعرُ
إن الضغينة َ تلقاها، وإن قدُمتْ كالعَرّ، يَكْمُنُ حِيناً، ثمّ يَنْتشِرُ
وقَدْ نُصِرْتَ أميرَ المؤمنين بِنا لمّا أتاكَ ببَطْنِ الغُوطَة ِ الخَبَرُ
يعهدونكَ رأس ابن الحُبابِ، وقدْ أضحى ، وللسيفِ في خيشومهِ أثرُ
لا يَسْمَعُ الصَّوْتَ مُسْتَكّاً مسامِعُهُ وليسَ ينطقُ، حتى ينطقَ الحجرُ
أمْسَتْ إلى جانبِ الحَشاكِ جيفَتُهُ ورأسهُ دونهُ اليحمومُ والصُّوَرُ
يسألُهُ الصُّبْرُ مِن غسّان، إذ حضروا والحزنُ كيف من الممكن أن قراكَ الغلمة ُ الجشرُ
والحارثَ بن أبي عوفٍ لعبنَ بهِ حتى تعاورَهُ العقبانُ والسبرُ
وقيس عيلان، حتى أقبلوا رقصاً فبايعوكَ جهاراً بعدما كفروا
فلا هدى اللَّهُ قَيساً مِن ضَلالتِهِمْ ولا لعاً لبني ذكوانَ إذا عثروا
ضجّوا من الحرب إذا عضَّت غوارَبهمْ وقيسُ عيلان من أخلاقها الضجرُ
كانوا ذَوي إمة ٍ حتى إذا علقتْ بهمْ حبائلُ للشيطانِ وابتهروا
صُكّوا على شارِفٍ، صَعْبٍ مَراكبُها حَصَّاءَ لَيْسَ لها هُلْبٌ ولا وبَرُ
ولمْ يَزَلْ بِسُلَيْمٍ أمْرُ جاهِلِها حتى تعايا بها الإيرادُ والصدرُ
إذْ يَنظُرون، وهُمْ يجْنون حَنْظَلَهُمْ إلى الزوابي فقلنا بعدَ ما نظروا
كروا إلى حرتيهم يعمُرونَهُما كما تكرُّ إلى أوطانها البقر
وأصْبحَتْ مِنهُمُ سِنْجارُ خالِيَة ً والمحلبياتُ فالخابورُ فالسرَرُ
وما يُلاقونَ فَرَّاصاً إلى نَسَبٍ حتى يُلاقيَ جَدْيَ الفَرْقَدِ القَمَرُ
وما سعى فيهم ساعٍ ليدرِكنا إلا تقاصرَ عنا وهوَ منبهرُ
وقد أصابتْ كلاباً، من عداوتنا إحدى الدَّواهي التي تُخْشى وتُنْتَظَرُ
وقد تفاقمَ أمرٌ غير ملتئمٍ ما بَيْنَنا رَحِمٌ فيهِ ولا عِذَرُ
أما كليبُ بن يربوعِ فليسَ لهمْ عِنْدَ التّفارُطِ إيرادٌ ولا صدَرُ
مخلفونَ، ويقضي الناسُ أمرهمُ وهُمْ بغَيْبٍ وفي عَمْياءَ ما شَعروا
مُلَطَّمونَ بأعْقارِ الحِياضِ، فما ينفكّ من دارمي فيهم أثرُ
بئس الصحاة ُ وبئس الشربُ شربهُمُ إذا جرى فيهمِ المزاءُ والسكرُ
قوم تناهت اليهم جميع فاحشة وكل مخزية سبت بها مضر
على العِياراتِ هَدّاجونَ، قدْ بلَغَتْ نَجْرانَ أوْ حُدّثتْ سوءاتِهم هَجَرُ
الآكلون خبيثَ الزادِ، وحدهُمُ والسائلون بظهرِ الغيبِ ما الخبرُ
واذكرْ غدانة ً عداناً مزنمة ً مِن الحَبَلَّقِ تُبْنى حوْلها الصِّيَرُ
تُمْذي، إذا سَخَنَتْ في قُبلِ أذْرُعِها وتزرئِمُّ إذا ما بلها المطرُ
وما غُدانَة ُ في شيء مكانَهُمُ الحابسوالشاءَ، حتى يفضلَ السؤرُ
يتصلونَ بيربوعِ ورفدهمُ عِنْدَ التّرافُدِ، مغْمورٌ ومُحْتَقَرُ
صُفْرُ اللِّحى مِن وَقودِ الأدخِنات، إذا ردّ الرفادَ وكفَّ الحالبِ القررُ
وأقسمَ المجدُ حقاً لا يحالفهمْ حتى يحالفَ بطنَ الراحة ِ الشعرُ


وفاته

توفي الأخطل في السبعين من عمره سنة 92 هـ، الموافق عام 710م، في السنة الخامسة من خلافة الوليد بن عبد الملك. ولا تتوافر معلومات موثقة عن مكان وفاته، والأرجح أنه توفي بين قومه في الجزيرة الفراتية. وقد توفي على دينه المسيحية..

انظر أيضا

  • جرير
  • عبد الله بن الدمينة الخثعمي
  • الفرزدق
  • عمر بن أبي ربيعة
  • الصمة القشيري

المراجع

  1. ^ معهد اتحاد مخطات البحوث الأوروبية: https://data.cerl.org/thesaurus/cnp00543975 — باسم: Ġiyāṯ Ibn-Ġauṯ al- Aḫṭal — تاريخ الاطلاع:تسعة أكتوبر 2017 — الناشر: اتحاد مخطات البحوث الأوروبية — الرخصة: Open Data Commons Attribution License وCreative Commons Attribution 2.0 Generic
  2. ^ http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb134851143 — تاريخ الاطلاع:عشرة أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
  3. ^ إكمال الكمال ج4 ص383
  4. ^ الموسوعة العربية: الأخطل نسخة محفوظة 02 مايو2017 على مسقط واي باك مشين.
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:29:11
التصنيفات: وفيات 710, أعلام بني ربيعة, بنو تغلب, سريان أرثوذكس, شعراء العصر الأموي, شعراء عرب, عرب في القرن 7, عرب في القرن 8, مسيحيون عرب في بلاد الرافدين, مواليد 19 هـ, مواليد 640, وفيات 90 هـ, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات ويكي بيانات بحاجة لتسمية عربية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, صفحات تستخدم خاصية P19, صفحات بها مراجع ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P570, صفحات تستخدم خاصية P20, صفحات تستخدم خاصية P106, صفحات تستخدم خاصية P1412, صفحات بها وسائط مستغنى عنها, صفحات تستخدم قالب:صندوق معلومات شخص مع وسائط غير معروفة, صفحات تستخدم قالب:صندوق معلومات كاتب مع وسائط غير معروفة, مواطنة شاعر مطابقة في ويكي بيانات, بوابة الدولة الأموية/مقالات متعلقة, بوابة أدب عربي/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة شعر/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P213, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P906, صفحات تستخدم خاصية P268, صفحات تستخدم الضبط الاستنادي مع عوامل متغيرة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

مكة.. وزير النقل يوجّه بسرعة تنفيذ المشاريع بأعلى معايير الجودة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:25:18
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 61%

بايرن يقترب من حسم صفقة ماني

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:25:31
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

 الأمير عبدالله بن فهد يلتقي رئيس الاتحاد الدولي للفروسية

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:27:12
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 50%

لايبزج يبرم صفقة ضم النمساوي شلاجر من فولفسبورج

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:27:16
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 43%

«الحج والعمرة» تكشف التطعيمات المطلوبة من حجاج الداخل 

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:26:54
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 47%

رحيل رجل العلم والتواضع.. الشيخ عبد الرحمن السدحان

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:25:44
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 70%

الأرصاد: عواصف رملية وأتربة على الشرقية حتى الـ 11 مساءً 

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:25:49
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

الصين تكتشف علامات للمياه على سطح القمر

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:25:30
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

«الإحصاء»: نشر البيانات الأولية للتعداد سيكون بنهاية 2022

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:25:26
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

«سدايا» تشغّل 15 محطة لإنهاء إجراءات الحجاج في إندونيسيا 

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:25:24
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 50%

40 حكما لإدارة مباريات بطولة كأس الأمم الأفريقية للسيدات بالمغرب

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 21:15:23
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 47%

شاهد.. حوار بين وزير سعودي وموظفة ينتهي بتعيينها مديرة.. وجه لها هذا السؤال

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:27:18
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 59%

محامي رابطة الدوري الإسباني يطالب بإلغاء عقد مبابي

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:27:14
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 41%

والي الشلف ينتفض بسبب مشروع مُعطل ببلدية تنس .. ويتوعد

المصدر: صوت الشلف - الجزائر التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:26:44
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

بوتين: سنضمن سلامة صادرات الحبوب الأوكرانية بهذا الشرط 

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:25:20
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 66%

أحد معتقلي مجموعة مراكش 1984 يراسل المجلس الوطني لحقوق الإنسان

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 21:15:24
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 47%

بعد القبض عليه بتهمة التحرش.. من هو الإخواني بهجت صابر؟

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:26:32
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

الحارس الاسطورة تشيلافيرت يترشح لرئاسة بلاده

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:27:11
مستوى الصحة: 36% الأهمية: 44%

الصومال يمنح وسام الشرف لمركز الملك سلمان للإغاثة 

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:25:33
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 67%

لندن توافق على طلب تسليم جوليان أسانج إلى الولايات المتحدة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:25:06
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 67%

أوروبا في مرمى نيران الجفاف وحرائق الغابات 

المصدر: صحيفة اليوم - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:26:52
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 35%

بوتين: أوروبا تلقت خسائر تقدر بـ400 مليار دولار

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:25:38
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

عدد الأطفال النازحين حول العالم يصل إلى 37 مليوناً

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-17 18:25:40
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 51%

تحميل تطبيق المنصة العربية