إطار العمل التنموي البنائي هوإطار نظري للتقدير المعهدي والنفسي للكبار. يُبنى هذا الإطار على البحث التنموي التجريبي الذي يظهر حتى رؤية الفرد للحقيقة إنما هي «عالم خاص به»، وفريد من نوعه، يستمر في تطويره وبنائه طول حياته.

طور هذا الإطار أوتولاسكي بناءً على أعمال روبرت كيغان ومايكل باسيكس، وهما أستاذا لاسكي في جامعة هارفارد. يستخدم منهج إطار العمال التنموي البنائي ثلاث آلات مستقلة تقيس جميع واحدة منها على حدة حالة الإنسان الاجتماعية العاطفية، ومستوى نموالوعي، والحالة النفسية. يقدم الإطار ثلاثة جوانب معهدية (إبستمولوجية) للعملاء الأفراد أوالفُرُق. تصمم هذه الأبنية لسَبْرِ كيف من الممكن أن يشكل الفرد أوالمجموعة العالمَ الحقيقي مفاهيميًا، وما مدى اقتراب تفكير الفرد الحالي من تعقيد العالم الحقيقي.

نظرة عامة

يعتمد المنهج الفهمي لإطار العمل التنموي البنائي على البحث التجريبي حول نموالكبار الإيجابي، الذي بدأه لاورنس كوهلبرغ في الستينيات، واستمر فيه روبرت كيغان (1982، 1994)، ومن بعده مايكل بيسيكيس عام 1984، وأوتولاسكي (1998، 2006، 2009، 2015، 2018). قدم لاسكي (1998، 2009) مفاهيم من فلسفة جورج وليام فريدريك هيغل، ومدرسة فرانكفورت إلى الإطار، ليفرق تمامًا بين النموالعاطفي الاجتماعي، ونموالوعي.

شرح كيغان (1982) مستويات النموالخمسة، وبين حتى آخر أربعة منها تكون في الكبر لا في الطفولة. بين باسيكيس حتى الكبار يجاوزون الطريقة المنطقية في التفكير إلى طريقة من التفكير الجدلي، على أربع مراحل مقيسة بمؤشر سيولة. وقد طور لاسكي ونقح كلا اكتشافي كيغان وباسيكيس في عامي 2005 و2008. في 2008 و2015، اقترح لاسكي حتى أشكال التفكير الجدلي مماثلة للحظات الجدلية الأربع عند باسكار (ميلد، باسكار 1993)، وأن هذه اللحظات الأنطولوجية تشكل سلسلة: إم -< إي -< إل -< دي، وتحدد هذه السلسلة نمووعي الفرد (لاسكي 2015)، فقدم بهذا أساسًا لفهم الفهم الجدلية، وفهمًا للإدارة الموجهة بالفهم. بناء على مفهوم «الجدلية الحوارية»، شدد لاسكي على أهمية حتىقد يكون فهم الاجتماع حواريًا ثنائيًا، لا فرديًا أحاديًا. يستخدم إطار العمل التنموي البنائي ثلاث طرائق مستقلة لقياس الحالة العاطفية الاجتماعية لإنسان «ماذا علي حتى أعمل ومن أجل مَن؟»، ومستوى النموالمعهدي «ماذا يمكنني حتى أعهد،يا ترى؟ ثم ما هي خياراتي؟»، والحالة النفسية «كيف حالي الآن؟». تقدم الطريقتان الأولتان منظورًا معهديًا، فيما تقدم الثالثة منظورًا نفسيًا عن حالة الفرد أوالمجموعة. انظر في المراجع أدناه.

في إطار العمل التنموي البنائي، تكون التقديرات الثلاثة (الاجتماعية العاطفية، والوعيية، والنفسية) منفصلة، كما يلي:

حالة الشخص الاجتماعية العاطفية بالسؤال «ماذا ينبغي حتى أعمل،يا ترى؟ ومن أجل مَن؟»، تُقاس اعتمادًا على لقاءة شبه منظمة، مدتها ساعة، ويكون القياس باستخدام «المراحل» (صممها كيغان ليهي في 1988، ونقحها لاسكي عام 2005).

حالة وعي الشخص بالسؤال «ماذا يمكنني حتى أعهد،يا ترى؟ ثم فما هي خياراتي؟»، تُقاس اعتمادًا على لقاءة شبه منظمة، مدتها ساعة، ويكون القياس باستعمال «أشكال الفكر الجدلي» وسهولة استخدامها خلال اللقاءة أوفي نص مكتوب (بيسيكيس عام 1984، ونقحها لاسكي عام 2008).

حالة الشخص النفسية بالسؤال «كيف حالي الآن؟»، تُقاس باستبيان الحاجة والضغط الذي وضعه موريس أديرمان بناءً على نظرية هنري موراي للشخصية (أديرمان 1970).

في إطار العمل التنموي البنائي، تُعتبر جميع حالة من الحالات الثلاث تجريدًا خالصًا، لأن الأبعاد المخفية لوعي الشخص لا تتبين ولا يمكن حتى تكون أساسًا للعلاج إلا بفهم هذه الحالات معًا. والأهم حتى العلاج في إطار العمل التنموي البنائي يحتاج التفكير الجدلي، خلافًا للتفكير المنطقي الخالص المستعمل في البحث الوَضْعي. لذلك، فإن الإطار التنموي البنائي نموذج من البحث الحواري الثنائي، لا الأحادي.

النموالاجتماعي العاطفي

مراحل نموالكبار

وفقًا لعالم النفس التطوري روبرت كيغان، فإن مفهوم الشخص عن نفسه يتطور عبر سلسلة من المراحل في حياته. يقود هذا التطور حافزان أساسيان متعاقبان: الاستقلال، والانتماء. يتحكم هذان الدافعان بالإنسان، لا على أنهما مؤثران فيه، بل على أنهما معرّفان له. بل إذا هذين الدافعين في صراع، وتتطور علاقتهما على مدى العمر.

يصف كيغان خمس مراحل للنمو، آخر أربع منها يتدرج الإنسان في تحصيلها في كبره، على حتى فئة قليلة من الكبار تبلغ الفترة الرابعة أوتتخطاها:

الفترة الأولى: الاندفاع البحت، أوالانقياد اللاإرادي (الطفولة المبكرة).

الفترة الثانية:قد يكون فيها وعي الإنسان لنفسه محكومًا بحاجاته ورغباته. لا يهم من حاجات الآخرين ورغباتهم إلا ما كان يصب في حاجته هوورغبته. لذلك،قد يكون الإنسان -عمليًا- في عالم غير عالم الآخرين (الطفولة إلى المراهقة).

الفترة الثالثة: يتحد وعي الإنسان لنفسه مجتمعيًا، على أساس الواقع، أوالتسقطات المتخيلة عن الآخرين (بعد المراهقة).

الفترة الرابعة: يتحدد وعي الإنسان بنفسه بمجموعة من القِيَم التي أثبتت جدواها (قلما حُصلت هذه الفترة، وإن حُصلت ففي الكِبَر).

الفترة الخامسة: لا يعود وعي الإنسان بنفسه مقيدًا بأي جانب من جوانبه أوتاريخه، بل يتحرر ليسمح لنفسه حتى يركز على مسيرة حياته.

يشير الإطار التنموي البنائي إلى هذه المراحل بوصفها اجتماعية عاطفية، لأنها ترتبط بالكيفية التي يصنع فيها الإنسان معنى لتجربته في العالم الاجتماعي. وفي الإطار التنموي البنائي حتى الناس قلما كانوا على إحدى هذه الدرجات تمامًا، بل كثيرًا ماقد يكونون في أمر بين الأمرين، لذلكقد يكونون محل صراع بين الفترة الأعلى والفترة الأدنى.

تقدير الحالة الاجتماعية العاطفية لشخص

تُقدر الحالة الاجتماعية العاطفية للفرد بطريقة اللقاءة التي تسمى لقاءة «الفاعل-المفعول به». في اللقاءة، يقدم المقابِل حدثات مثل «النجاح»، «التغيير»، «التحكم»، «الحدود»، «خيبة الأمل»، «الخطر»، ويدعوالمقابَل إلى حتى يصف تجارب ذات معنى تحت هذه العناوين.قد يكون المقابِل هنا مستمعًا، دورُه هجريز انتباه المقابَل على أفكاره ومشاعره.

تسجل اللقاءة بتحديد مقتطفات من الكلام تدل على فترة محددة، أوفترة فرعية محددة. تُختار مقتطفات من نص اللقاءة وتُحلَّل لتحديد فترة النمو. وأكثر فترة فرعية تكشفها اللقاءة عادةً هي «مركز ثقل» المقابَل. تُوصف جميع المراحل التي تكون تحت مركز الثقل أنها خطر، خطر التراجع، وكل المراحل التي تكون فوقه توصف بالإمكانات، إمكانات النمو. يلخص تقسيم النتائج إلى مؤشر «خطر-وضوح-إمكان»، الذي يُستخدم في تحديد تحديات النموالتي تقابل الشخص.

نموالوعي

مراحل نموالوعي لدى الكبار

وفقًا لجان بياجيه، فإن الوعي يتطور في أربع مراحل من الطفولة حتى الرشد. سمى بياجيه هذه المراحل: الحسية الحركية، قبل الفاعلية، الفاعلية الصلبة، الفاعلية المنهجية. يستمر تطور التفكير الفاعلي المنهجي حتى سن 25 تقريبًا. ركز باحثون لاحقون على تعبير كوهلبرغ المشهورة هذه الأيام: «هل توجد حياة بعد الخمسة والعشرين؟». في إطار العمل التنموي البنائي، يتحدد نموالتفكير الفاعلي المنهجي في الفرد الكبير أولًا على قوة التفكير الجدلي المقيس بسهولة استخدام نمط التفكير.

تبعًا لباسكار (1993)، فالتفكير الإنساني من منظور إطار العمل التنموي البنائي يتطور على أربع مراحل أوحِقَب، هي «الحس المشهجر»، «الفهم»، «العقل»، وفي النهاية «الحكمة العملية». أول ثلاثة مراحل من نموالتفكير يمكن حتى ترتبط بنُظُم التفكير المتنوعة التي وضعها الفلاسفة لوك، وكانط، وهيغل. جميع فترة لاحقة تحتوي وتعلوعلى نظام التفكير للفترة السابقة. تعود الفترة الأخيرة من الحكمة العملية لتصبح شكلًا أعلى من الحس المشهجر، يصبح فيه التفكير المعقد طبيعة ثانية، فيصبح بلا جهد ولا تكلف. خلافًا لدراسات أخرى عن نموالكبار، مثل دراسة فيشر وكومونز، فقد وصف لاسكي النموالمعهدي قبل الفاعلي أنه استخدام وتنسيق لأشكال الفكر الجدلي، ومجموعات أنماط التفكير التي وصفها بيسيكيس بمخططات الذهن.

المراجع