جعفر النميري

عودة للموسوعة

جعفر محمد النميري (26 أبريل1930 - 30 مايو2009)، الرئيس الرابع لجمهورية السودان خلال الفترة من 25 مايو1969 إلىستة أبريل 1985.

نشأته وحياته قبل الانقلاب

ينتسب الرئيس جعفر نميري إلى قبيلة الدناقلة وهي من القبائل النوبية في شمال السودان. تفهم النميري بمدرسة الهجرة بأم درمان والوسطى الابتدائي بمدرسة ود مدني الأميرية ثم مدرسة حنتوب وبعد ذلك تقدم لكلية الخرطوم الجامعية ولكنه آثر الالتحاق بالكلية الحربية السودانية لأسباب مادية عام 1950م. تخرج في الكلية الحربية بأم درمان عام 1952، وحصل على الماجستير في العلوم العسكرية من فورت ليفنورث بأركنساس الولايات المتحدة الأميركية سنة 1966.

ووالد نميري هومحمد محمد نميري ووالدته آمنة نميري، عمل والده جندياً في "قوة دفاع السودان" لكنه بعد الزواج هجر العمل في الجيش واختار العمل ساعياً في شركة سيارات، وعندما افتتحت الشركة فرعاً لها في واد مدني انتقل إلى الفرع واستقر به المقام هناك مع أسرته التي باتت تتكون من الأب والأم وثلاثة أبناء هم: مصطفى وجعفر وعبد المجيد الذي توفي وهوفي الرابعة والعشرين من عمره، وكان جعفر كثير الترديد بعد وصوله إلى السلطة بأنه ابن الساعي للتدليل على انتمائه وانحيازه لعامة الشعب.

وشهدت طفولة نميري حسب (الشرق الأوسط ) تفاصيل حياة قاسية وشظف عيش قابلته منذ الصغر. تحدث عن طفولته وشبابه في إحدى المرات قائلا :" أتذكر قساوة الحياة التي عشناها وأتذكر في الوقت نفسه كيف من الممكن أن حتى مرتب والدي عندما أحيل إلى المعاش لم يتجاوز تسعة جنيهات، وبسبب ضآلة هذا المرتب حرص والدي على حتى يفهمنا، عشنا قساوة الحياة، ولكي يؤمن لي والدي فرصة الدراسة الكاملة فإنه طلب من أخي الأكبر حتى تتوقف دراسته عند الفترة المتوسطة ويبدأ العمل". فعمل مصطفى، الأخ الأكبر براتب قدره أربعة جنيهات شهرياً، وأكمل نميري دراسته وتمكن من الالتحاق بالثانوية العليا، مدرسة "حنتوب الثانوية"، ولكن بسبب الظروف المادية الصعبة التي تقابل الأسرة بصورة لا تسمح بتوفير مطالب دراسته، قرر نميري بعد اكمال الفترة الثانوية الالتحاق بالقوات المسلحة بدلا من دخول الجامعة.

ويقول عن هذا الاختيار " الذي شجعني على ذلك شعوري بأن التحاقي بالكلية الحربية سيؤمن لي دخلاً أساعد به عائلتي، وكان الدخل تعبير عن أربعة جنيهات ونصف الجنيه شهرياً للضابط حديث التخرج، أوفد نصفه إلى والدي ووالدتي مع مبلغ آخر يرسله أخي إليهما".

في عدة مواقع عمل في الجيش السوداني شمالاً وجنوباً. واتهم عام 1955 بتدبير انقلاب عسكري على النظام الديمقراطي القائم في البلاد في ذلك الوقت، غير أنه «تبين للقيادة بعد التحقيق معه حتى الأمر ليس أكثر من وشاية، وبعدما تبين لها ذلك حُفظ التحقيق». أُجرِيَ التحقيق معه مرةً أخرى حول محاولة انقلابية فاشلة قادها ضابط اسمه خالد الكد، غير حتى التحقيق لم يتوصل إلى ما يجرِّم النميري في المحاولة الفاشلة.

انقلاب مايو1969

في صبيحة يوم 25 مايو1969م بثت إذاعة أم درمان بياناُ للعقيد أركان حرب جعفر محمد النميري معلناً استيلاء القوات المسلحة السودانية على السلطة في البلاد، وتم تكوين مجلسين هما:

  • مجلس قيادة الثورة برئاسته الذي ترقى في اليوم ذاته إلى رتبة لواء (ثم لاحقا إلى رتبة مشير).
  • مجلس الوزراء تحت رئاسة بابكر عوض الله رئيس القضاء السابق الذي استنطق من منصبه في عام 1964 م، احتجاجاً على قرار حلّ الحزب الشيوعي السوداني.

مثل المجلسان سوياُ السلطة التشريعية والسلطة التطبيقية. ضم مجلس قيادة الثورة تسعة ضباط كلهم تقريباً من رتبة رائد وضمت الحكومة الجديدة (21) وزيراً برئاسة جعفر نميري رئيس مجلس قيادة الثورة ووزير الدفاع. وكانت حكومةَ تكنوقراط عمليةً يحملُ أعضاؤها درجاتٍ فهميةً كبيرةً ومؤهلاتٍ عُلْياَ من بينهم:

  • الدكتور موريس سدرة أخصائي الطب الباطني الذي أوكلت إليه وزارة الصحة.
  • الدكتور محمد عبد الله نور (عميد كلية الزراعة بجامعة الخرطوم آنذاك)، الذي أصبح وزيراً للزراعة والغابات.
  • الأستاذ محجوب عثمان (نائب رئيس تحرير جريدة الأيام حينذاك) وزيراً للإرشاد القومي.
  • المحامي أمين الطاهر الشبلي وزيراً للعدل.
  • المحامي فاروق أبوعيسى (نقيب اتحاد المحامين العرب السابق) وزيراً لشؤون الرئاسة.
  • وضمت فيما بعد الدكتور منصور خالد، المفكر السياسي والأستاذ بجامعة كلورادو، وزيراً للشباب.

كما ضمت الحكومة اثنين من المثقفين الجنوبيين هما الدكتور جوزيف قرنق، برلماني ورجل قانون، وعيّن وزيراً للتموين، والقاضي أبيل الير وأصبح وزيراً للإسكان.

دوره في إنقاذ ياسر عهدات

لعب جعفر النميري دوراً أساسياً في إنقاذ حياة ياسر عهدات خلال ما عهد بأحداث أيلول الأسود في عام 1970 عندما ترأس وفد القمة العربية ومضى إلى الأردن وكان معه الباهي الأدغم رئيس وزراء تونس آنذاك، والشيخ سعد العبد الله الصباح، وزير الدفاع الكويتي آنذاك بالإضافة إلى الفريق محمد صادق وقد نجح يومها في إخراج ياسر عهدات من الأردن بعد حتى تَنَكَّر بزي امرأة ونَقَله بطائرته إلى القاهرة.

الفترة اليسارية

وضحت منذ البداية توجهات الحكومة الجديدة اليسارية حين ضمت في تشكيلتها عددا كبيرا من الشيوعيين واليساريين البارزين والقوميين العرب. شكل أنصار الحزب الشيوعي قاعدة شعبية لها، فيما تولت المنظمات التابعة له دعم النظام الجديد-الذي عهد لاحقاً بنظام مايو- وحشد التأييد الشعبي له.

ركزت البيانات الأولى للحكام الجدد على فشل التجربة الديمقراطية ذات الأحزاب المتعددة في السودان في حل مشكلات السودان الثلاثة:التنمية والجنوب والدستور الذي شله الصراع الحاد بين نادىة الفهمانية والدولة الدينية. وأعربت حكومة نميرى الحرب على الأحزاب التقليدية وفي مقدمتها حزب الأمة والإتحادي الديمقراطي ووصفتها بالإقطاع.

بدأت الخلافات تطفوعلى السطح داخل المعسكر اليساري، خاصة بين الشيوعيين والقوميين العرب والناصريين حول الرؤى والتصورات التي يجب حتى يأخذ بها النظام في تعاطيه مع مشاكل السودان. وحمل القوميون العرب شعار الدين في وجه الشيوعية مطالبين بالاشتراكية العربية المرتكزة على الإسلام في لقاءة الاشتراكية الفهمية.

الرئيس جعفر نميري في آخر أيام حكمه 1984

التنمية

في المجال الأقتصادي تبنت حكومة نميري سياسة تأميم البنوك والشركات التجارية الكبيرة في البلاد وتحويلها إلى القطاع العام. كما قامت لاحقاً بتشييد شبكة من الطرق بين المدن وتعاقدت مع شركة شيفرون الأمريكية للتنقيب عن النفط وهومشروع لم يكتمل آنذاك لدواعي أمنية تماماً كمشروع حفر قناة في ولاية جونقلي لتحويل مسار بحر الجبل وتفادي منطقة السدود بغية زيادة مياه نهر النيل. كما أحدثت تغييرات ضمت قطاعات أخرى كالتعليم والخدمة المدنية وغيرها.

التضخم

فيما بين 1980 و1985 فقد الجنيه السوداني 80% من قيمته بتأثير عودة الحرب الأهلية والسياسة الاقتصادية ولم يعد ثمن صرف الجنيه إلى الاستقرار إلا في نهاية التسعينات.

الدستور

وفي سعيه لحل معضلة نظام الحكم قام جعفر نميري بحل مجلس قيادة الثورة وأجرى استفتاء عام على رئاسة الجمهورية ليصبح النميري أول من حاز على لقب رئيس الجمهورية في السودان. وتم تشكيل لجنة حكومية لدراسة الهيكل الدستوري وكلف الدكتور جعفر محمد علي بخيت بوضع المسودة، على حتى يساعده جميع من منصور خالد وبدر الدين سليمان. بينما حل الاتحاد الاشتراكي السوداني محل الأحزاب إلى جانب المنظمات والإتحادات الجماهيرية التابعة له، في إطار ما عهد آنذاك بتحالف قوى الشعب العاملة(المقتبسة من نظام الرئيس جمال عبد الناصر في مصر).

إسلامية الدولة

أجريت انتخابات لبرلمان أطلق عليه اسم مجلس الشعب، فاز فيها كثير من أعضاء البرلمانات السابقة. وكان من الطبيعي حتى تصطدم وجهة نظر واضعي مسودة الدستور بأعضاء المجلس، خاصة فيما يتعلق بفهمانية النظام أوإسلاميته لأن مسألة شكل النظام الجمهوري قد تم حسمها بتنصيب جعفر نميري رئيساً للجمهورية. واحتدم الجدل من حديث بين الفريقين الفهماني والديني وكانت أول نقطة أثارها هذا الأخير هوخلومسودة جعفر محمد بخيت من النص على دين الدولة الرسمي. ونطق أحد النواب " إذا الدستور قد نص على اللغة والفهم والأوسمة، فكيف يعقل حتى يهمل الدين". أما الفريق الفهماني وعلى رأسه جعفر محمد بخيت، "صاحب المسودة"، وصف مسألة النص على الدين بأنها "مسألة مظهرية وليست جوهرية ولا دلالة فهمية لها، لأن الدولة كائن معنوي لا دين لها، وهي لا تمارس العبادة التي يمارسها الفرد والدولة هي أساس المواطنة لا الدين". ومضى الجنوبيون هذا الممضى ذاته عندما أكدوا على حتى السودان دولة فهمانية وليست دينية.

إصلاح التعليم

اعتبرت حكومة نميري: "إن نظام التعليم في السودان لا يلبي احتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية بشكل كاف" وسار في درب إصلاح التعليم فغير المناهج والسلم التعليمي ونشر المدارس وزاد أعداد الطلاب بصورة واسعة. أنشأت في عهده جامعة الجزيرة وجوبا ووسع معهد الكليات التكنولوجية. لمعلومات إضافية أنظر التعليم في عهد النميري.

نميري والإسلاميين

أكسبت المشاكل السياسية التي حلت بحكومة جعفر نميري والمحاولات الانقلابية المتعددة النميري خبرة في التعامل مع المشاكل السياسة التي قابلت حكومته. فأتقن ضرب الحركات والأحزاب السياسية ببعضها وتغيير تحالفاته. فبعد حتى كان النظام يعتبر في بداياته صنيعة لليسار، تحرر من قبضة اليساريين ليضم إلى معسكره قيادات حزبية تقليدية بارزة، ثم اتجه نحوالإسلاميين الذين منحهم السانحة لتصفية حساباتهم مع اليسار. وفي غضون ذلك ازدهرت الحركة الفكرية الإسلامية في السودان واكتظت الساحة السياسية بالأفكار والأنشطة والجماعات الإسلامية، جميع يبشر بأفكاره بدءا بالأخوان المسلمين وجماعة انصار السنة مرورا بالطرق الصوفية المتنوعة وانتهاء بالأحزاب التي دخلت الحلبة عن طريق طوائفها الدينية كالختمية والأنصار. وكانت هذه القوى كلها تدعوإلى تطبيق مبادئ إسلامية عامة.

قابل ذلك من الناحية الاقتصادية تدهور خطير في الإنتاج الزراعي والصناعي وتدني فظيع في عائدات الصادرات وعجز كبير في ميزان المدفوعات جعل البلاد تعيش في حالة أزمة اقتصادية حقيقية أدت إلى موجة من الأضرابات العامة هددت بانهيار حكومة نميري.

أزمة القضاء وقوانين الشريعة

وفي فبراير / شباط 1980 م، استنطق عدد من القضاة احتجاجاً على تدخل الحكومة في شئون القضاء. وفي يونيو/حزيران 1983م، هاجم نميري القضاة ووصفهم "بالتسيب" و"انعدام الأخلاق" وقام بطرد عدد منهم من الخدمة ورد القضاة بتوقف جماعي عن العمل. وباءت محاولات الحكومة لسد الفراغ وملء الوظائف التي أُخليت بالفشل، بما في ذلك محاولة الاستعاضة عنهم بقضاة متقاعدين أوقضاة مصريين، فأعرب نميري ما أسماه "بالثورة القضائية" و"العدالة الناجزة" وتمثل ذلك في اصدار عدد من القوانين الجديدة تم نشر نصوصها للعامة بالصحف المحلية ووصل عددها إلى 13 قانون أبرزها قانون العقوبات الذي اشتمل على العقوبات الحدية، إلى غير ذلك ولدت التشريعات الإسلامية التي عهدت بقوانين الشريعة الإسلامية عند مؤيديها، أوبقوانينسبتمبر / أيلول عند معارضيها.

مشكلة الجنوب

تمثلت أولى خطوات حكومة النميري لتسوية معضلة جنوب السودان في إعلان التاسع من يونيو/ حزيران 1969 م، الذي انطلق من الاعتراف بالتباين والفوارق بين شمال السودان وجنوبه، وحق الجنوبيين في حتى يطوروا ثقافتهم وتنطقيدهم في نطاق سودان "اشتراكي" موحد مما يشكل نقطة تحول كبرى في سياسات الشمال تجاه جنوب السودان حيث حتى ذلك يعني التخلي عن أبرز توجه الأحزاب الشمالية في تسوية إشكالية الجنوب عن طريق نشر الثقافة العربية والدين الإسلامي في الأنطقيم الجنوبية، لكن ذلك لم يشفع للنظام انتمائه الواضح لليسار في نظر المتمردين الجنوبيين الذين استغلوا هذا التوجه السياسي الجديد للشمال، فأعربوا انهم يحاربون الشيوعية والتدخل السوفيتي في الجنوب. بدأت حكومة نميري أولا بالاهتمام بالمسيحية، وجعلت العطلة الأسبوعية في الجنوب يوم الأحد بدلاً عن يوم الجمعة، وسعت إلى تحسين علاقتها مع الكنيسة وبالتالي تحسين علاقات السودان بالغرب ومع البلدان الأفريقية المجاورة وفي مقدمتها إثيوبيا التي كانت تحتضن قادة التمرد الجنوبيين.

اتفاقية أديس أبابا

وفي ظل هذه التحولات السياسية تم التوقيع على إتفاقية أديس أبابا في ثلاثة مارس 1972 م، بين حكومة السودان والمتمردين الجنوبيين تحت وساطة إثيوبية ومجلس الكنائس العالمي ومجلس عموم أفريقيا الكنسي، وتمخضت الاتفاقية عن وقف لإطلاق النار واقرار لحكم ذاتي إقليمي تضمن إنشاء جمعية تشريعية ومجلس تطبيقي عال، ومؤسسات حكم إقليمي في جنوب السودان واستيعاب ستة آلاف فرد من قوات حركة الأنيانيا في القوات المسلحة السودانية. والبقية في مؤسسات الدولة المتنوعة. كماعترفت الاتفاقية باللغة العربية كلغة رسمية للبلاد واللغة الإنجليزية كلغة عمل رئيسية في جنوب السودان وكفلت حرية العقيدة وحرية إقامة المؤسسات الدينية في حدود المصلحة المشهجرة وفي إطار القوانين المحلية.

وجدت الاتفاقية معارضة من قبل بعض القوى السياسية أبرزها الاتحاد العام لجبال النوبة الذي وصفها وعلى لسان زعيمه الأب فيليب عباس غبوش بأنها تمثل خيانة لقضية السودانيين الأفارقة. كما انتقدها نادىة الانفصال من الجنوبيين لأنها لا تلبي مطامحهم وانتقدها أيضا القوميون العرب من السودانيين. وأشار نقادها إلى وجود ثغرات بها مثل حق الفيتوالذي يتمتع به رئيس الجمهورية ضد أي مشروع قرار صادر عن حكومة جنوب السودان يرى بأنه يتعارض مع نصوص الدستور الوطني. وواقع الحال حتى الغرض من وضع هذا النص هولكيقد يكون صمام أمان لوحدة البلاد.

ما حتى تم وضع الاتفاقية موضع التطبيق حتى دب الخلاف والصراع في جنوب السودان وأخذت الجمعية التشريعية الإقليمية صورة البرلمان الوطني نفسها من مشاهد لمنافسات حادة ذات ابعاد شخصية وخلافات عميقة ذات نعرة قبلية إلى جانب العجز في الكوادر الإدارية والنقص فيالموارد البشرية والمادية وسوء الإدارة وانعدام الرقابة مما أدى إلى فشل كافة المشاريع التنموية في جنوب السودان وبحلول السبعينيات في القرن الماضي ساءت العلاقة بين أبيل الير رئيس المجلس التطبيقي الذي عينه الرئيس نميري دون توصية من المجلس التشريعي الإقليمي وزعيم المتمردين السابق جوزيف لاقو. أدت اتفاقية أديس أبابا إلى فتح الباب على مصراعيه أمام البعثات التبشيرية المسيحية الغربية ومنظمات الدعوة الإسلامية من الدول العربية والإسلامية في تنافس حاد إلى جانب تفشي الانقسامات القبلية بين السياسيين الجنوبيين وبإعلان تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية ازداد التذمر وسط الجنوبيين بما في ذلك الكنيسة التي جاهرت بمعارضتها، ولم تفلح محاولات الحكومة لتهدئتهم من خلال تنظيم جولات للحوار معهم سعياً إلى إقناعهم بأن الشريعة الإسلامية لا تمس حقوقهم.

جون قرنق دي مابيور.

الحرب الأهلية الثانية

وبحلول عام 1983 م، بلغ الاحتقان ذروته وتفجر الوضع في الجنوب عندما رفضت فرقة عسكرية في مدينة أكوبوبشرق أعالي النيل بالجنوب الأوامر الصادرة إليها بالانتنطق إلى الشمال واغتالت الضباط الشماليين وفرت بعتادها إلى الغابة مطلقة على نفسها اسم حركة "انيانيا ـ 2 "، إلى غير ذلك بدأ التمرد الثاني. وأوفدت الحكومة ضابطاُ جنوبياً برتية عقيد هوجون قرنق دي مابيور لتثنية الفرقة المتمردة عن تمردها وحثّها على إلقاء السلاح، إلا حتى العقيد جون قرنق انضم إلى المتمردين في الغابة بدلاً عن تهدئتهم وإقناعهم بالعدول عن التمرد، منشئاً الجيش الشعبي لتحرير السودان وجناحها المدني الحركة الشعبية لتحرير السودان. وبدأ العد التنازلي لحكم جعفر نميري، والسودان بدون دستور دائم أونظام للحكم متفق عليه مع حرب مستعرة في جنوبه وحالة من الارتباك السياسي والضبابية لم يعهدها من قبل.

الانقلابات عليه

انقلاب هاشم العطا

وفي 16نوفمبر 1970م أصدر نميري قرارا بفصل هاشم العطا، وبابكر النور وفاروق حمدالله من مجلس قيادة الثورة بعد حتى أطلق عليهم "الثلاثة المعوقين" واتهمهم صراحة بأنهم يقومون بتسريب مداولات المجلس إلى سكرتير الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب، وشكل فصل الرجال الثلاثة مقدمة لحركة يوليوالتسليمية التي اشتهرت ب"انقلاب هاشم العطا" في 19 يوليو1971م وكان الانقلاب بمثابة الصدمة لنميري وأركان حكمه لمخالفته جميع أدبيات الانقلابات الكلاسيكية حيث تحركت الدبابات للاستيلاء على السلطة عند الثانية ظهرا وليس فجرا كعادة الانقلابات الأخرى، وقتها كان نميري ينوي زيارة الحصاحيصا ضمن جولة تضم سنار التقاطع وكوستي والجزيرة أبا، وأيضا تصادف وصول عضومجلس الثورة الرائد زين العابدين محمد احمد عبد القادر برفقة وزير الخارجية فاروق ابوعيسى من القاهرة بعد مشاركتهما في محادثات دول "ميثاق طرابلس" في الليلة السابقة للانقلاب والذي كان دمويا بكل ماتحمله الحدثة، حيث اغتال (19) ضابطا وضابط صف عزل من السلاح في حادثة "بيت الضيافة" قبل حتى يعود نميري ورفاقه في 22 يوليوويقوم بإعطاء أوامره بإعدام جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة رميا بالرصاص كبابكر النور والعطا وحمدالله والحردلووآخرين وطال حكم الإعدام شنقا سكرتير الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب وسكرتير عام نقابات عمال السودان الشفيع احمد الشيخ ووزير شؤون الجنوب جوزيف قرنق، بجانب اعتنطق مئات الشيوعيين والحكم عليهم بالسجن لفترات متفاوتة بكل أنحاء السودان وكانت محصلة ضحايا الأحداث التي أطلق عليها النظام المايوي "المحنة السوداء" (38) قتيلا وجريحا حسب الاحصائيات الرسمية.

دخول الجزيرة أبا

ثم ولج نميري أيضاً في لقاءة مع زعيم الأنصار في ذلك الوقت الامام الهادي من معقله في الجزيرة أبا جنوب الخرطوم، وانتهت هي الأخرى بمجزرة ضد الأنصار، طالت المئات بمن فيهم الإمام الهادي الذي لاحقه جنود نميري وقتلوه على الحدود مع أثيوبيا شرقاً. وبذلك وضعت أحداث الجزيرة حجر أساس متينا لخصومة طويلة بين الأنصار ونميري.

انقلاب حسن حسين

قضى نميري بسهولة على الانقلاب الثاني بقيادة الضابط حسن حسين في سبتمبر عام 1975، ويقول حوله «إنها محاولة محدودة ومعزولة والدليل على ذلك حتى الذين اشهجروا فيها كانوا تعبير عن أعداد قليلة من الجنود وصغار الجنود يجمعهم انتماؤهم العنصري إلى منطقة واحدة».

هجوم المرتزقة

وفي عام 1976 خططت المعارضة السودانية من الخارج وتضم: الحزب الشيوعي وحزب الامة والحزب الاتحادي الديمقراطي والإخوان المسلمين بالتعاون مع السلطات الليبية لانقلاب عسكري ضد نميري عن طريق غزوالخرطوم بقوات سودانية تدربت في ليبيا بقيادة العقيد محمد نور سعد وكاد يستولي على السلطة، ولكنه أُحبِط، وقتل نميري المشاركين في الانقلاب بمن فيهم قائده، وأطلق على المحاولة هجوم المرتزقة في أدب النظام وغزوة يوليوالمباركة في أدب الانقلابيين.

تهجير الفلاشا

ساهم جعفر النميري في إتمام أول عملية تهجير للآلاف من الفلاشا أطلق عليها اسم “عملية موسى” وذلك في العام 1984. وتواصلت فيما بعد عمليات تهجير الفلاشا من إثيوبيا إلى إسرائيل حيث هاجر أكثر من 20 ألفا من الفلاشا في العام 1985 في عملية أطلق عليها اسم ” عملية سبأ ” وذلك بفضل جورج بوش الأب نائب الرئيس الأمريكي وقتئذ، والذي زار الخرطوم من أجل طمأنة النميري وتأكيد الضمان الأمريكي لنجاح العملية ووافق النميري بشرط عدم توجه الطائرات الأمريكية التي ستنقل المهاجرين إلى تل أبيب مباشرة بل عبر مدينة أخرى. وعبر مطار مهجور” العزازا ” بشرق السودان بالقرب من مراكز تجمع الفلاشا، تمكنت المخابرات الأمريكية وعملاؤها من تطبيق العملية، ونقلتهم الطائرات العسكرية الأمريكية مباشرة إلى مطار عسكري إسرائيلي في منطقة النقب.

إعدام محمود محمد طه

أصدر الجمهوريون سنة 1983 كتابا عن الهوس الديني على أثره أعتقل محمود محمد طه ومعه ما يقرب الخمسين من الجمهوريين لمدة ثمانية عشر شهرا. في نفس هذا العام صدرت قوانين الشريعة الأسلامية والمسماة "بقوانين سبتمبر 1983" فعارضها محمود محمد طه والجمهوريون وفي 25 ديسمبر 1984 أصدر الجمهوريون منشورهم الشهير "هذا أوالطوفان" في مقاومة قوانين سبتمبر. أعتقل الجمهوريون وهم يوزعون المنشور واعتقل محمود محمد طه ومعه أربعة من تلاميذه وقدموا للمحاكمة يومسبعة يناير 1985 وكان محمود محمد طه قد أعرب عدم تعاونه مع تلك المحكمة الصورية في حدثة مشهورة فصدر الحكم بالإعدام ضده وضد الجمهوريين الأربعة بتهمة إثارة الكراهية ضد الدولة..حولت محكمة أخرى التهمة إلى تهمة ردة.. وأيّد الرئيس جعفر نميرى الحكم ونفذ في صباح الجمعة 18 يناير 1985.

الانتفاضة

سافر نميري في رحلة علاج إلى واشنطن في الأسبوع الأخير من مارس عام 1985، فبلغت مسببات الغضب على نظامه درجاتها العليا. وخرج الناس إلى الشارع تقودهم النقابات والاتحادات والأحزاب بصورة أعيت حيل أعتى نظام أمني بناه نميري في سنوات حكمه، فأعرب وزير دفاع النظام آنذاك، الفريق عبد الرحمن سوار المضى، انحياز القوات المسلحة للشعب، حين كان نميري في الجوعائداً إلى الخرطوم ليحبط الانتفاضة الشعبية، ولكن معاونيه نصحوه بتغيير وجهته إلى القاهرة.

المنفى والعودة

لجأ سياسياً إلى مصر عام 1985 إلى عام 2000 حيث عاد إلى السودان وأعرب عن تشكيل حزب سياسي حديث يحمل اسم تحالف قوى الشعب العاملة .

مزاعم تورط النميري في تسميم عبد الناصر

اتّهم عاطف أبوبكر القيادي الفلسطيني وعضوالدائرة السياسية لحركة فتح المجلس الثوري الرئيس السوداني جعفر النميري وصبري البنا الشهير بـأبي نضال بدور ما "مشبوه" بتسميم الرئيس جمال عبد الناصر وذلك خلال زيارته إلى السودان في 2 يناير 1970 لافتتاح معرض "غنائم من الجيش الإسرائيلي" كان قد أقامه صبري البنا أبونضال، عندما كان ممثلاً لحركة فتح في الخرطوم متسائلًا: "هل تم تسميم عبد الناصر في المعرض عبر إهداءه مسدسًا مسمومًا، وهل للرئيس النميري دور في ذلك؟". ولم يسبق لأي طرف حتى اتّهم النميري أوصبري البنّا بهذا الأمر طيلة عقود.

وفاته

توفي يوم السبت الموافق 30 مايو2009 بعد صراع طويل مع السقم.

المناصب السياسية
سبقه
إسماعيل الأزهري
رؤساء السودان

1969 - 1985 م

تبعه
عبد الرحمن سوار المضى


انظر أيضاً

  • الإسلام والسياسة في السودان (كتاب)

المصادر

  1. معهد ملف استنادي متكامل: https://d-nb.info/gnd/119080435 — تاريخ الاطلاع: 14 أكتوبر 2015 — الرخصة: CC0
  2. معهد الشبكات الاجتماعية وسياق الأرشيف: https://snaccooperative.org/ark:/99166/w6gx77m3 — باسم: Gaafar Nimeiry — تاريخ الاطلاع:تسعة أكتوبر 2017
  3. معهد موسوعة بريتانيكا على الإنترنت: https://www.britannica.com/biography/Gaafar-Mohamed-el-Nimeiri — باسم: Gaafar Mohamed el-Nimeiri — تاريخ الاطلاع:تسعة أكتوبر 2017 — العنوان : Encyclopædia Britannica
  4. فايند اغريف: https://www.findagrave.com/cgi-bin/fg.cgi?page=gr&GRid=64940524 — باسم: Gaafar Muhammad Al-Nimeiry — تاريخ الاطلاع:تسعة أكتوبر 2017
  5. أرشيف مونزينجر: https://www.munzinger.de/search/go/document.jsp?id=00000012392 — باسم: Jaafar Mohammed al- Numeiri — تاريخ الاطلاع:تسعة أكتوبر 2017
  6. ^ وصلة : https://d-nb.info/gnd/119080435 — تاريخ الاطلاع: 13 ديسمبر 2014 — الرخصة: CC0
  7. ^ وصلة : https://d-nb.info/gnd/119080435 — تاريخ الاطلاع: 31 ديسمبر 2014 — الرخصة: CC0
  8. ^ موسوعة السودان الرقمية نسخة محفوظة 27 يونيو2014 على مسقط واي باك مشين.
  9. ^ مسقط وزارة الدفاع نسخة محفوظةخمسة ديسمبر 2018 على مسقط واي باك مشين.
  10. ^ "نميري". مؤرشف من الأصل في 27 يونيو2014. اطلع عليه بتاريخ 26 يناير 2020.
  11. ^ عبد اللطيف البوني: تجربة نميري الإسلامية، مايو1969م - أبريل 1985م، معهد البحوث والدراسات الاجتماعية، الخرطوم (1995) ص. 13
  12. ^ حكومات السودان، خمسون عاماً من التململ والقلق، رحلة التغييرات في الجهاز التطبيقي، 1954-2004م: عبد الباسط صالح سبدرات، الدار السودانية للخط، الخرطوم.
  13. ^ http://www.sudan.gov.sd/en/index.php?option=com_content&view=article&id=224&Itemid=76
  14. ^ أبوعمار وداعا ـ من أسرار أيلول الأسود عام1970 إزاحة الستار لأول مرة عن عملية إخراج عهدات من عمان إلى القاهرة نسخة محفوظة 23 نوفمبر 2016 على مسقط واي باك مشين.
  15. ^ نميري وعهدات في القاهرة سبتمبر 1970 - YouTube نسخة محفوظة 20 ديسمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
  16. ^ عبد اللطيف البوني: تجربة نميري الإسلامية مايو1969م - أبريل 1985م، معهد البحوث والدراسات الاجتماعية، الخرطوم (1995) ص. 14
  17. ^ أحمد البشير الأمين، المستقبل العربي، العدد 77.
  18. ^ عبد اللطيف البوني:تجربة نميري الإسلامية ميو1969م - أبريل 1985م، معهد البحوث والدراسات الاجتماعية، الخرطوم (1995) ص. 14
  19. ^ عبد اللطيف البوني: تجربة نميري الإسلامية في السودان، مايو1969م-1985م، معهد البحوث والدراسات الاجتماعية، الخرطوم (1995)، صفحة (21).
  20. ^ منصور خالد:السودان والنفق المظلم، صفحة 85.
  21. ^ عبد اللطيف البوني: تجربة نميري الإسلامية في السودان، مايو1969م -1985م، معهد البحوث والدراسات الاجتماعية، الخرطوم (1995)، صفحة 22.
  22. ^ عبد اللطيف البوني: تجربة نميري الإسلامية في السودان، مايو1969م - 1985م، معهد البحوث والدراسات الاجتماعية، الخرطوم (1995) صفحة 24.
  23. ^ عبد اللطيف البوني: تجربة نميري الإسلامية في السودان، معهد البحوث والدراسات الاجتماعية، الخرطوم(1995) صفحة 35.
  24. ^ عبد اللطيف البوني: تجربة نميري الإسلامية مايو1969م - أبريل 1985م، معهد البحوث والدراسات الاجتماعية، الخرطوم (1995).
  25. ^ 武蔵村山新築図録 | 武蔵村山には新築がいっぱい♪[وصلة مكسورة]نسخة محفوظة 25 أبريل 2016 على مسقط واي باك مشين.
  26. ^ عبد اللطيف البوني: تجربة نميري الإسلامية مايو1969م - أبريل 1985م، معهد البحوث والدراسات الاجتماعية، الخرطوم (1995) ص. 31
  27. ^ عبد اللطيف البوني:تجربة نميري الإسلامية مايو1969م - أبريل 1985م، معهد البحوث والدراسات الاجتماعية، الخرطوم (1995) ص. 54
  28. ^ منصور خالد: لا خير فينا إذا لم نقلها ص.61-75.
  29. ^ عبد اللطيف البوني: تجربة نميري الإسلامية مايو1969م - أبريل 1985م، معهد البحوث والدراسات الاجتماعية، الخرطوم (1995) ص. 60
  30. ^ فلاشا - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
  31. ^ BBC Arabic News | News | نميري يرشح نفسه لانتخابات الرئاسة في السودان نسخة محفوظة 12 ديسمبر 2003 على مسقط واي باك مشين.
  32. ^ قيادي فلسطيني سابق: تسميم عبد الناصر وقع في السودان - العربية.نت | الصفحة الرئيسية نسخة محفوظة 25 فبراير 2018 على مسقط واي باك مشين.
  33. ^ BBCArabic.com | الشرق الأوسط | تشييع الرئيس السوداني الاسبق جعفر نميري نسخة محفوظة 07 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.


تاريخ النشر: 2020-06-01 18:45:43
التصنيفات: مواليد 1930, مواليد في أم درمان, وفيات 2009, وفيات في الخرطوم, أشخاص من أم درمان, أشخاص من دنقلا, حاصلون على الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة, رؤساء السودان, رؤساء وزراء سودانيون, سودانيون مناهضون للشيوعية, سياسيو الاتحاد الاشتراكي السوداني, سياسيون سودانيون, شخصيات الحرب الباردة, عسكريون سودانيون, قادة خلعوا من السلطة عن طريق انقلاب, قادة وصلوا إلى السلطة عن طريق انقلاب, قوميون عرب سودانيون, مواليد 1348 هـ, مواليد 1928, ناصريون, وزراء خارجية السودان, وزراء دفاع سودانيون, وفيات 1430 هـ, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, جميع المقالات ذات الوصلات الخارجية المكسورة, مقالات ذات وصلات خارجية مكسورة منذ يوليو 2017, صفحات تستخدم خاصية P18, مواليد 1 يناير, صفحات بها مراجع ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P569, صفحات تستخدم خاصية P19, صفحات تستخدم خاصية P570, صفحات تستخدم خاصية P20, صفحات تستخدم خاصية P27, صفحات تستخدم خاصية P39, صفحات تستخدم خاصية P580, صفحات تستخدم خاصية P582, صفحات تستخدم خاصية P1365, صفحات تستخدم خاصية P1366, صفحات تستخدم خاصية P106, صفحات تستخدم خاصية P102, صفحات تستخدم خاصية P1412, صفحات تستخدم خاصية P241, صفحات تستخدم خاصية P410, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P213, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P906, بوابة السودان/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة السياسة/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

لمنع انهيار صفقة الأسرى ..مدير «CIA» إلى القاهرة - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-02-10 12:25:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

تعليم الرياض تحتفي بيوم التأسيس السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-02-10 12:25:54
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 68%

موسكو: نية مصادرة الأصول الروسية لمساعدة أوكرانيا لصوصية اقت

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-10 12:23:47
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 60%

زلزال بقوة 7 .5 درجة يضرب جزيرة مينداناو الفلبينية

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-10 12:23:39
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

غموض يلف رفض الحكم المغربي "رضوان جيد" قيادة مباراة الترتيب بـ"كان 2023"

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-02-10 12:23:14
مستوى الصحة: 72% الأهمية: 70%

السعودية تجدد رفضها لترحيل الفلسطينيين قسريًا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-10 12:23:13
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 62%

أول تعليق من حماس على قرار الاحتلال التوغل بريًا في رفح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-10 12:23:07
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 69%

ضبط 18901 مخالف لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-02-10 12:25:50
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

الدفاع الروسية: اعتراض 3 طائرات أوكرانية دون طيار فوق منطقة

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-10 12:23:33
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 61%

ما الذي سيجنيه البام من رحيل عبد اللطيف وهبي؟

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-02-10 12:26:09
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 70%

الرئيس الأوكراني يطالب بمزيد من المساعدات الأمريكية لكييف

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-10 12:23:26
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

بايدن يجتمع مع العاهل الأردني في البيت الأبيض الإثنين المقبل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-02-10 12:23:21
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 68%

تحميل تطبيق المنصة العربية