اختلاطية جنسية

عودة للموسوعة

الاختلاطية الجنسية (بالإنجليزية: Promiscuity)‏ هي ممارسة الجنس مع شركاء جنسيين مختلفين باستمرار أوالعشوائية في اختيار الشركاء الجنسيين. يمكن حتى يحمل المصطلح حكمًا أخلاقيًا إذا كانت المُثل الاجتماعية للنشاط الجنسي تقتضي علاقة آحادية. أحد الأمثلة الشائعة على هذا السلوك -والذي تعتبره الكثير من الثقافات اختلاطية جنسية- هوعلاقة الليلة الواحدة، ويعتبر الباحثون تكرارها علامة على الاختلاطية الجنسية.

يختلف السلوك الجنسي المُعَد اختلاطيًا من ثقافة لأخرى، ويختلف انتشار الاختلاطية الجنسية. غالبًا ما تطبَق معايير مختلفة على الأنواع الجندرية المتنوعة والقوانين المدنية. ناقش النسويون تقليديًا بوجود ازدواجية كبيرة في المعايير وكيل بمكيالين بين كيفية الحكم على الرجال والنساء على أساس الاختلاطية الجنسية. تاريخيًا، كانت الصور النمطية للمرأة اختلاطية العلاقات تميل إلى حتى تكون سلبية - مثل «الفاسقة» أو«الفاجرة»- بينما الصور النمطية للذكور كانت أكثر تنوعًا، إذ يعرب بعضهم عن موافقته -مثل «الفحل» أو«المتأنق»- بينما يراه آخرون دليلًا على الانحراف المجتمعي، مثل «زير النساء» أو«الداعر». وجدت دراسة فهمية نشرت في عام 2005 حتى الرجال والنساء الاختلاطيين جنسيًا معرضون لإصدار حكم انتقاصي.

الاختلاطية الجنسية شائعة في الكثير من أنواع الحيوانات. لدى بعض الأنواع نظم تزاوج اختلاطية، تتراوح بين تعدد الأزواج وتعدد الزوجات إلى أنظمة التزاوج التي لا يوجد بها علاقات مستقرة، إذ إذا التزاوج بين كائنين هووقع لا يحدث إلا مرة واحدة. الكثير من الأنواع تشكل ترابطات زوجية مستقرة، ولكن مع ذلك، ما تزال تتزاوج مع أفراد آخرين خارج إطار الزواج. في فهم الأحياء، عادةً ما تسمى حوادث الاختلاطية الجنسية في الأنواع التي لديها ترابطات زوجية «تزاوج خارج الترابط الزوجي».

عند البشر

من الصعب تحديد السلوك الجنسي للإنسان بدقة، نظرًا لوجود دوافع اجتماعية وشخصية قوية متعلقة بالضوابط الاجتماعية والتابوهات؛ إما للاستخفاف بالنشاط الجنسي المُعلن عنه أوالمبالغة فيه.

أظهرت التجارب الأمريكية في عامي 1978 و1982 حتى الغالبية العظمى من الرجال كانوا على استعداد لممارسة الجنس مع نساء لا يعهدونهم -من ذوات الجاذبية العادية- عرضن ذلك عليهم. على النقيض من ذلك، لم توافق أي امرأة على مثل هذه العروض من الرجال ذوي نفس درجة الجاذبية. وبينما كان الرجال عمومًا مرتاحين لهذه العروض -بغض النظر عن رغبتهم- استجابت النساء بصدمة واشمئزاز.

يتباين عدد الشركاء الجنسيين داخل مجموعة ما من السكان في حياتهم تباينًا واسعًا. توصلت دراسة استقصائية أجريت في عام 2007 في الولايات المتحدة على نطاق محلي إلى حتى متوسط عدد الشريكات من الإناث كان سبعة -حسب ما نطقه الرجال- وأن متوسط عدد الشركاء الذكور -حسب ما أعربت النساء- كان أربعة. هناك احتمالية بأنقد يكون الرجال قد بالغوا في عدد شركائهم المُبلغ عنه، أوحتى النساء أبلغن عن رقم أقل من العدد العملي، أوكان لدى أقلية من النساء عدد أكبر بما فيه الكفاية من معظم النساء الأخريات لإيجاد متوسط أعلى بكثير من المتوسط المُبلغ عنه، أوجميع هذه الاحتمالات. أفاد نحو29% من الرجال و9% من النساء بأنه كان لديهم أكثر من خمسة عشر شريكًا جنسيًا في حياتهم. تُظهر الدراسات المهتمة بانتشار الأمراض المنقولة جنسيًا دومًا حتى نسبة مئوية صغيرة من السكان الذين ضمتهم الدراسة لديهم شركاء أكثر من متوسط الرجال أوالنساء، وعدد أقل من الناس لديهم أقل من المتوسط الإحصائي. والسؤال المهم في وبائية الأمراض المنقولة جنسيًا هوما إذا كانت هذه المجموعات تتزاوج بشكل عشوائي مع شركاء جنسيين من جميع السكان أوضمن فئاتها الاجتماعية أم لا؟

تبين من مراجعة منهجية أُجريت في عام 2006 -لتحليل البيانات جُمعت من 59 دولة في جميع أنحاء العالم- عدم وجود أي صلة بين توجه السلوك الجنسي محليًا -مثل عدد الشركاء الجنسيين- والحالة الصحية الجنسية. إذا التكهن بالحالة الصحية الجنسية يتعدى -بمراحل- العوامل الاجتماعية الاقتصادية مثل: الفقر والتنقل.

إن الاختلاطية الشديدة المندفعة -إلى جانب الرغبة القهرية في ممارسة الجنس غير المشروع مع أشخاص مرتبطين- هوأحد الأعراض الشائعة لاضطراب الشخصية الحدي، واضطراب الشخصية التمثيلي، واضطراب الشخصية النرجسية، واضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، لكن معظم الأفراد الاختلاطيين لا يعانون من هذه الاضطرابات.

دراسات عالمية

في عام 2008، وجدت دراسة أجرتها جامعة أمريكية عن الاختلاطية على المستوى الدولي حتى الشعب الفنلندي لديه أكبر عدد من شركاء الجنس في العالم الصناعي، وأن الشعب البريطاني لديه العدد الأكبر بين الدول الصناعية الغربية الكبرى. تقيس الدراسة علاقات الليلة الواحدة، والمواقف من ممارسة الجنس الغريزي، وعدد الشركاء الجنسيين. في دراسة استقصائية أُجريت على مستوى المملكة المتحدة في عام 2014، حُدِدت ليفربول المدينة الأكثر اختلاطيةً في البلاد.

قد يحدث موقف بريطانيا من المؤشر الدولي «مرتبطًا بزيادة القبول الاجتماعي للاختلاطية بين النساء والرجال على السواء». كان تصنيف بريطانيا «يعزى إلى عوامل مثل تراجع الوازع الديني حول ممارسة الجنس خارج نطاق الزواج، ونموالمساواة في الأجور وتساوي الحقوق فيما يتعلق بالمرأة، والثقافة الشعبية ذات الطابع الجنسي الطاغي». احتلت المملكة المتحدة وألمانيا وهولندا وجمهورية التشيك وأستراليا والولايات المتحدة المراتب الأُولى بين أكثر الدول اختلاطيةً حسب تصنيف منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي يزيد عدد سكان دولها عن عشرة ملايين نسمة. تليهم فرنسا، وهجريا، والمكسيك، وكندا.

أجرت شركة دوريكس التي تُصنِّع الأوقية الذكرية استقصاء غير فهمي عام 2007 يقيس الاختلاطية عن طريق إجمالي عدد الشركاء الجنسيين. ووجدت الدراسة حتى الرجال النمساويين لديهم أكبر عدد من شركاء الجنس على مستوى العالم بمتوسط 29.3 شريك جنسي. كان لدى نساء نيوزيلندا أكبر عدد من شركاء الجنس في العالم بمتوسط 20.4 شريك جنسي. في جميع البلدان التي ضمتها الدراسة الاستقصائية -باستثناء نيوزيلندا- أبلغ الرجال عن وجود شركاء جنسيين أكثر من النساء.

يمكن حتى تختلف البيانات اختلافًا تامًا بين الدراسات نظرًا لقلة عدد المشاركين، إذ أظهرت دراسة مُمولة من دوريكس، نُشرت في عام 2009 (جُمعت بياناتها في عام 2006) في جميع المقاطعات التي ضمتها الدراسة -باستثناء نيوزيلندا- حتى الرجال أبلغوا عن وجود شركاء جنسيين أقل من النساء. وفي هذه الدراسة، كانت النساء في نيوزيلندا الوحيدات اللائي أبلغن عن انخفاض متوسط عدد الشركاء مقارنةً بالرجال.

وجد استعراض واحد حتى الأشخاص من الدول الغربية المتقدمة لديهم شركاء جنسيون أكثر من الأشخاص في البلدان النامية بوجه عام، بينما كان معدل الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا أعلى في البلدان النامية المفقرة.

وفقًا لدراسة استقصائية عالمية عن الجنس لعام 2005 أجرتها شركة دوريكس، كان للشخص في المتوسط تسعة شركاء جنسيين، وأكثرهم في هجريا (14.5) وأستراليا (13.3)، وأقلهم في الهند (3) والصين (3.1).

في الكثير من الحالات، يبلغ عدد سكان جميع بلد مشارك نحوألف شخص، ويمكن حتى يساوي أقل من 0.0003% من السكان، على سبيل المثال الدراسة الاستقصائية لعام 2017 من اثنين وأربعين دولة ضمت فقط 33000 شخص. في الهند، جُمعت البيانات من أقل من 0.000001% من إجمالي مجموع السكان في ذلك الوقت.

انظر أيضًا

  • زواج أحادي
  • زواج تعددي
  • تعدد الأزواج
  • نادىرة
  • إدمان الجنس
  • تنافس المني
  • تبادل (سلوك جنسي)

مراجع

  1. ^ "Promiscuous - definition of promiscuous by the Free Online Dictionary". The Free Dictionary. مؤرشف من الأصل في 14 نوفمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 21 سبتمبر 2013.
  2. ^ "UK's most promiscuous city in 'one night stand' poll revealed". Metro.co.uk. Associated Newspapers Limited. 2014-01-08. مؤرشف من الأصل في 28 يونيو2019.
  3. ^ Marks, Michael; Fraley, R. (2005). "The Sexual Double Standard: Fact or Fiction?". Sex Roles. 52 (3–4): 175–186. doi:10.1007/s11199-005-1293-5.
  4. ^ Lipton, Judith Eve; Barash, David P. (2001). . San Francisco: W.H. Freeman and Company. ISBN . مؤرشف من الأصل في 15 ديسمبر 2019.
  5. ^ Clark, Russell D. III; Hatfield, Elaine (1989). "Gender Differences in Receptivity to Sexual Offers" (PDF). Journal of Psychology & Human Sexuality. 2 (1): 39–55. doi:10.1300/J056v02n01_04. مؤرشف من الأصل (PDF) في 18 مايو2012.
  6. ^ "Average man sleeps withسبعة women - Health - Sexual health - NBC News". NBC News. مؤرشف من الأصل فيستة يناير 2018.
  7. Wellings K, Collumbien M, Slaymaker E, et al. (2006). "Sexual behaviour in context: a global perspective" (PDF). Lancet. 368 (9548): 1706–28. doi:10.1016/S0140-6736(06)69479-8. PMID 17098090. مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 سبتمبر 2018. ضع ملخصا – BBC (1 November 2006).
  8. ^ Garcia JR, Seibold-Simpson SM, Massey SG, Merriwether AM (2015). "Casual Sex: Integrating Social, Behavioral, and Sexual Health Research". In DeLamater J, Plante RF (المحررون). Handbook of the Sociology of Sexualities. Springer. صفحة 215. doi:10.1007/978-3-319-17341-2_12. ISBN . صيانة CS1: يستخدم وسيط المحررون (link)
  9. ^ Hull, J. W.; Clarkin, J. F.; Yeomans, F. (1993). "Borderline personality disorder and impulsive sexual behavior". Psychiatric Services. 44 (10): 1000–1001. doi:10.1176/ps.44.10.1000.
  10. Waite, Roger (2008-11-30). "Britain on top in casual sex league". The Times. London. مؤرشف من الأصل في 11 أكتوبر 2011. اطلع عليه بتاريخ 22 مايو2010.
  11. Beckford, Martin; Jamieson, Alastair (2008-11-30). "Britain is among casual sex capitals of the Western world, research claims". ديلي تلغراف. London. مؤرشف من الأصل في 26 أغسطس 2014. اطلع عليه بتاريخ 22 مايو2010.
  12. "British top promiscuity study". UPI. مؤرشف من الأصل في 12 يوليو2018.
  13. ^ "Liverpool named UK's most promiscuous city". themetro.co.uk. Mark Molloy. 2014-01-08. مؤرشف من الأصل في 28 يونيو2019.
  14. ^ New Zealand women most promiscuous The Sydney Morning Herald نسخة محفوظة 27 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
  15. Wylie, K. (2009). "A global survey of sexual behaviours". Journal of Family and Reproductive Health. 3 (23): 39–49. مؤرشف من الأصل فيعشرة ديسمبر 2019.
  16. ^ http://www.data360.org/pdf/20070416064139.Global%20Sex%20Survey.pdf, page 6
  17. ^ Kearney, S.L. (2017). "Durex global sex survey reveals India's changing sex lives". Desiblitz. مؤرشف من الأصل في 22 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 30 يناير 2019.
  18. ^ Durex (2014). "Global sex survey". مؤرشف من الأصل فيعشرة أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 30 يناير 2019.
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:48:22
التصنيفات: جنس عرضي, حب حر, علم الإنسان, نشاط جنسي بشري, صيانة CS1: يستخدم وسيط المحررون, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, مقالات تحتوي نصا بالإنجليزية, بوابة علم الجنس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P227

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

معرضين أثريين بمتحف جاير أندرسون

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-10-31 18:21:19
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

مندوب فلسطين بالجامعة العربية: غزة تحولت لمقابر جماعية

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-31 18:20:49
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 66%

رئيس الوزراء من سيناء: مصر أجهضت حلم إعادة ترتيب الشرق الأوسط

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-31 18:20:59
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 68%

تحميل تطبيق المنصة العربية