إليوت أرونسون

إليوت أرونسون (ولِدَ في التاسع من يناير عام 1932)، هوعالم نفس أمريكي، أجرى الكثير من التجارب على نظرية التنافر المعهدي (حالة من التوتر أوالإجهاد العقلي أوعدم الراحة التي يعاني منها الفرد الذي يحمل اثنين أوأكثر من المعتقدات، الأفكار أوالقيم المتناقضة في نفس الوقت)، وابتكر تقنية «جيغسو» وهي تقنية للتعلّم التعاوني للقضاء على التعصّب والتمييز العِرقي بين الطلاب وتسهّل عملية تعلّمهم. في عام 1972، صرّح أرونسون بقانونه الأول في كتاب فهم النفس الاجتماعي: «الأشخاص الذين يقومون بأفعال مجنونة؛ ليسوا بالضرورة مجانين»، مؤكّدًا بذلك أهمية العوامل المُحيطة التي أدّت لهذا السلوك الغريب. يُعتبر إليوت الشخص الوحيد على مرّ 120 سنة في تاريخ الرابطة الأمريكية لفهماء النفس الذي فاز بجميع الجوائز الرئيسية: الكتابة، التدريس والبحث. حصل على جائزة وليام جيمس لإنجاز العُمر من جمعية العلوم النفسية. أُشيد به على أنه «العالِم الذي غيّر بشكل أساسيّ الكيفية التي ننظر بها إلى الحياة اليومية». صُنِّف أرونسون كواحد من 78 عالم نفس الأكثر استشهادًا بهم في القرن العشرين. تقاعد أرونسون رسميًا في 1994 لكنّه مُستمر في التدريس والكتابة حتى اليوم.

النشأة والتعليم

نشأ أرونسون في مدينة رفير في ولاية ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية. عاش تحت خط الفقر المدقع خلال فترة الأزمة الاقتصادية «الكساد الكبير». كانت عائلته هي العائلة اليهودية الوحيدة في الحي، وكان يتعرّض للتنمّر في طريق عودته من المدرسة العبرية إلى المنزل من قِبل العصابات المُعادية للسامية. كان أرونسون يعتقد بأن جميع حياة تعتمد على مزيج من الحظ، الفرصة، الموهبة والحَدْس. بالرغم من تواضع درجاته في اختبارات المدرسة الثانوية، فقد كانت مُرتفعة في اختبار القدرة الدراسية «سات» والتي كانت كفيلة بحجز مقعد له في منحة دراسية وعمل في جامعة برانديز

بدأ أرونسون دراسته الجامعية بتخصص الاقتصاد، متأثرًا بأبيه. بالرغم من ذلك، قام أرونسون بتغيير اختصاصه إلى فهم النفس حالَ حضوره محاضرةً في فهم النفس التمهيدي مصادفةً، والذي كان يُدرّسها عالم النفس الأمريكي الدكتور أبراهام ماسلو. أدركَ بعد حضوره هذه المحاضرة حتى هناك فهمًا كاملًا مكرسًا لاستكشاف أنواع الأسئلة التي كانت تفتنه وتُثير اهتمامه كطفل. جعلته دراسته في جامعة برانديز على مقرُبة من عدد من فهماء النفس ذوي الشأن، لكن ماسلوكان أستاذه الرئيسي والذي كان له التأثير الأكبر على حياته الأكاديمية المبكرة.

حصل أرونسون في عام 1954 على درجة البكالوريوس من جامعة برانديز، ليحصل من بعدها عام 1956 على درجة الماجستير من جامعة ويلسيان حيث عمِل مع ديفيد ماكليلاند. ونال درجة الدكتوراه في فهم النفس من جامعة ستانفورد في عام 1959، حيث كان مُشرفة وأستاذه هوعالِم النفس التجريبي الاجتماعي ليون فيستنجر.

التاريخ المهني

درّس أرونسون في كلٍ من هارفارد، جامعة مينيسوتا، جامعة تكساس، وجامعة كاليفورنيا في سانتا كروز. وشغل منصب بروفيسور زائر متميّز في جامعة ستانفورد، شُمل اسمه في قائمة ضمّت مئةً من أكثر فهماء النفس تأثيرًا في القرن الواحد والعشرين التي نُشرت من قِبل مجلة فهم النفس العام، انتُخِب في الأكاديمية الأمريكية للفنون والعلوم ونال جائزة ويليام جيمس من جمعية العلوم النفسية لإنجاز العمر. ضم تكريمه جوائز البحث المتميز من الجمعية الأمريكية لفهم النفس، الرابطة الأمريكية للعلوم المتقدمة وجمعية فهم النفس الاجتماعي التجريبي. فاز بجائزة جوردون ألبورت لعمله في تقليل التحيّز. في عام 1981 كان أحد الأكاديميين الخمسة الذين مُنحوا لقب «أستاذ العام» من قِبل مجلس النهوض ودعم التعليم.

مواضيع البحث

التنافر المعهدي

تُعدّ نظرية التنافر المعهدي إحدى مجالات اهتمام وبحث أرونسون، والتي تفترض وصول الشخص لحالة من الانزعاج النفسي إذا ما كان لديه تنافر بين المواقف والسلوكيات، يُحفّز هذا الانزعاج الشخص ليعمل على تغيير السلوك أوالموقف حتى يستعيد التوافق المطلوب. أثبت أرونسون في تجربة كلاسيكية حتى الناس الذين تعرّضوا لموقف محرج في بداية انضمامهم لمجموعة ما طوّروا تقييمات أكثر توافقًا للمجموعة من أولئك الذين قُبلوا بشكل سهل في المجموعة وبدون أي بدايات محرجة. يقول أرونسون في نظريات التنافر المعهدي: «لا ترتكز نظرية التنافر على الافتراض القائل بأن الانسان هوحيوان عاقِل وإنما تُشير بأنه حيوانٌ يحاول حتى يظهر عقلانيًا لنفسه وللآخرين».

تقنية جيغسوالتعليمية

أرونسون عام 2001

قاد أرونسون تطويرًا لتقنيّة تعليمية جديدة من شأنها الحد من التعصب والتمييز العِرقي وإنهاء التوتّر الحاصل بين المجموعات وتعزيز احترام الذات. في عام 1971، قابلت المدارس في أوستن، تكساس أزمة عنف بين المجموعات العِرقية، بعد حتى طُبّق فيها حديثًا إلغاء التمييز. ولهذا الأمر، استُدعي أرونسون كمستشار من قِبل مدير المدرسة والذي كان طالبًا سابقًا، لاحظ أرونسون بأن الأجواء في المدراس تنافسية للغاية، وبالتالي كانت تؤجج التنافس العِرقي المتوتّر أساسًا، لذا قام بتطوير نموذج لممارسة تدريسية أشرك فيها طلابًا من الدراسات العليا وذلك تشجيعًا لثقافة الأهداف المشهجرة والدعم المتبادل. يُقسم الطلاب في تقنية التعليم «جيغسو» إلى مجموعات صغيرة، تضم الجميع حسب العِرق والقدرات، ليعملوا بشكل تعاونيّ لإتمام مهمة. كانت المواد التدريسية على سبيل المثال سيرة ذاتية لشخصية تاريخية ومقسّمة لعدة أقسام ليتولّى فرد واحد من جميع مجموعة مهمة قراءة جميع قسم. يجتمع الأعضاء من جميع مجموعة والذين هم في نفس الدور في (مجموعات الخبراء) وذلك لمناقشة أقسامهم ليعودوا بعد ذلك إلى مجموعاتهم الأم ويتناوبون على تقديم وشرح ما تعلّموه لباقي الأعضاء. يجري التقييم في نهاية المطاف بشكل فرديّ ويضم جميع أقسام المادة. يهدف تقسيم المسؤوليات هذا لدفع الطلاب لاستماع لبعضهم البعض أولًا، وجعل جميع فرد منهم يختبر دورًا قيّمًا بالنسبة للآخرين.

أظهرت المقارنات مع بيئات التعليم التقليدية بأن تقنيّة جيغسولها تأثير إيجابي على الأداء الأكاديمي، احترام الذات والمواقف تجاه المجموعات العرقية. ومنذ ذلك الحين طُبقت تقنية التعليم هذه على مئات المدارس في جميع أنحاء أمريكا الشمالية. ومنذ بداية تطبيقها في الفترة الدراسة الابتدائية من الصف الثالث وحتى الخامس، توسّعت لتضم جميع مستويات التعليم الأخرى. تشجّع أرونسون على إثر هذا النجاح لتطبيقه على قضايا أخرى مثل سياسة الحفاظ على الطاقة وسياسة معاملة المسنين. لاحقًا وبعد المذبحة التي حصلت في مدرسة كولومبين، نادى أرونسون لاعتماد تقنية جيغسووإدخالها كجزء لا يتجزّأ من المنهج الدراسيّ بهدف إخماد فتيل الانقسامات الاجتماعية وراء العنف المدرسي.

نظرية الربح والخسارة في الانجذاب الشخصي

اقترح أرونسون في عام 1965 حتى الانجذاب والإعجاب بين الأشخاص يُمكن فهمه من ناحية موازنة المكافأة والتكلفة. لكي يُفهم ضمنًا بأن التباين الحاصل بين كسب أوفقدان ردود العمل الإيجابية من الشخص الآخر له تأثير أكبر على الإعجاب من المستوى المطلق لردود الأفعال. كمثال على ذلك هوعندما يأتي الإطراء مثلًا من إنسان عادة ماقد يكون انتقاديًّا بطبعهقد يكون أكثر تعبيرًا من إطراء الشخص الموثوق والداعم. مثال آخر على ذلك في العلاقات الزوجية، إذ يشعر الزوجان بمزيد من التفاني إذا ما بدأت علاقتهما في بادئ الأمر بعدم إعجاب بين بعضهم.

تأثير الخطأ المُحرج

نشر أرونسون عام 1966 ورقة بحثيّة وصف فيها تجربة تختبر آثار القيام بحماقة بسيطة على جاذبية الشخص. إذا ما يُسمّى بتأثير الخطأ المُحرج هوميل الجاذبية للزيادة والنقصان عند قيام الشخص بارتكاب حماقة ما، وتعتمد تلك الزيادة أوالنقصان على كفاءة هذا الشخص أوقدرته، أي تزداد جاذبية الشخص الكفؤ عندما يقوم بحماقة ما، على عكس الشخص غير الكفء إذ تنخفض جاذبيته إذا ارتكبها.

الخط الأكاديمية المُشارِك بها

كُتيّب فهم النفس الاجتماعي (الطبعة الثانية والثالثة) (1968 & 1985).

استخدام الطاقة: البعد الإنساني (1984).

الإرهاق الوظيفي (1988).

طرق البحث في فهم النفس الاجتماعي (1990).

فهم النفس الاجتماعي: أبرز الأبحاث (المجلدات 1,2 و3) (1990).

لم يبق أحدٌ يكره: تعليم الرأفة بعد حادثة كولومبين (2000).

عصر النادىية والترويج: الاستخدام اليومي وإساءة الإقناع (2001).

ارتُكبت الأخطاء (لكن ليس مني): لما نبرر المعتقدات الحمقاء، القرارات السئية والأفعال المؤذية (2015).

التعاون في الفصل الدراسي: تقنيّة «جيغسو» التعليمية (الطبعة الثالثة) (2011).

الحيوان الاجتماعي (الطبعة الحادية عشرة) (2011).

قراءات حول الحيوان الاجتماعي (الطبعة الحادية عشرة) (2011).

فهم النفس الاجتماعي (الطبعة التاسعة) (2015).

مراجع

^ وصلة : https://d-nb.info/gnd/129197890 — تاريخ الاطلاع: 28 أبريل 2014 — الرخصة: CC0
^ معهد الشبكات الاجتماعية وسياق الأرشيف: https://snaccooperative.org/ark:/99166/w6c25cbv — باسم: Elliot Aronson — تاريخ الاطلاع:تسعة أكتوبر 2017
^ http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb12367188d — تاريخ الاطلاع:عشرة أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
^ Gonzales, Marti Hope; Tavris, Carol; Aronson, Joshua (2010), "Editor's Introduction", in Gonzales, Marti Hope; Tavris, Carol; Aronson, Joshua (المحررون), The scientist and the humanist: A Festschrift in honor of Elliot Aronson, New York: Psychology Press, صفحات 7–8, ISBN CS1 maint: ref=harv (link)
^ William James Fellow Award - Elliot Aronson (Association for Psychological Science) Accessed 2009-07-19 نسخة محفوظة ثلاثة مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
^ Haggbloom, Steven J.; Warnick, Renee; Warnick, Jason E.; Jones, Vinessa K.; Yarbrough, Gary L.; Russell, Tenea M.; Borecky, Chris M.; McGahhey, Reagan; et al. (2002). "The 100 most eminent psychologists of the 20th century". Review of General Psychology. 6 (2): 139–152. CiteSeerX = 10.1.1.586.1913 10.1.1.586.1913. doi:10.1037/1089-2680.6.2.139. مؤرشف من الأصل في 03 أكتوبر 2018.
^ Zimbardo, Philip (2010), "Honoring Elliot Aronson", in Gonzales, Marti Hope; Tavris, Carol; Aronson, Joshua (المحررون), The scientist and the humanist: A Festschrift in honor of Elliot Aronson, New York: Psychology Press, صفحات 15–18, ISBN CS1 maint: ref=harv (link)
^ Chibnall, John T., "Elliot Aronson and the life of becoming.", American Psychological Association, date نسخة محفوظةتسعة يناير 2020 على مسقط واي باك مشين.
↑ Aronson, E. (2010). Not by chance alone: My life as a social psychologist. New York: Basic Books. (ردمك 978-0-465-01833-8)
↑ American Psychologist (November 1999), 54 (11), pg. 873-875
^ Aronson, Joshua Michael (15 April 2002), , Emerald Group Publishing, صفحة 15, ISBN , مؤرشف من الأصل فيتسعة يناير 2020, اطلع عليه بتاريخ 11 يوليو2010 CS1 maint: ref=harv (link)
^ McNulty, Jennifer. "UCSC Professor Emeritus Elliot Aronson receives lifetime achievement award from the Association for Psychological Science". UC Santa Cruz. مؤرشف من الأصل في 13 يونيو2010. اطلع عليه بتاريخسبعة يوليو2010.
^ Gonzales, Marti Hope; Tavris, Carol; Aronson, Joshua (2010), "Elliot Aronson's Awards, Books, and Publications", in Gonzales, Marti Hope; Tavris, Carol; Aronson, Joshua (المحررون), The scientist and the humanist: A Festschrift in honor of Elliot Aronson, New York: Psychology Press, صفحات 345–346, ISBN CS1 maint: ref=harv (link)
^ "KU's Bricker recognised for outstanding teaching". Lawrence Journal-World. 28 May 1981. صفحة 6. مؤرشف من الأصل فيعشرة يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 11 يوليو2010.
↑ Levinson, David; Cookson, Peter W.; Sadovnik, Alan R. (2002), , Taylor & Francis, صفحة 117, ISBN , مؤرشف من الأصل فيعشرة يناير 2020, اطلع عليه بتاريخ 11 يوليو2010 CS1 maint: ref=harv (link)
^ Brophy, Jere (2004), , Routledge, صفحات 203–204, ISBN , مؤرشف من الأصل فيتسعة يناير 2020, اطلع عليه بتاريخ 11 يوليو2010 CS1 maint: ref=harv (link)
^ "OVERVIEW." The Jigsaw Classroom. N.p., n.d. Web. 06 June 2016.
^ Gilbert, Susan (March 27, 2001). "No One Left to Hate: Averting Columbines". New York Times. مؤرشف من الأصل في 26 يناير 2011. اطلع عليه بتاريخ 07 يوليو2010.
^ Reisman, John M. (September 1979). . Ardent Media. صفحات 79–80. ISBN . مؤرشف من الأصل فيخمسة مايو2016. اطلع عليه بتاريخ 02 يناير 2011.
^ Aronson, E., Willerman, B., & Floyd, J. (1966). The effect of a pratfall on increasing interpersonal attractiveness. Psychonomic Science.