البسملة أوبسم الله الرحمن الرحيم هي مفتاح القرآن، وأول ما جرى به القلم في اللوح المحفوظ، وأول ما أمر الله به جبريل حتى يُقرِئَه النبي محمد:  اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ  ، فكان أول أمر ينزل عليه. معنى بسم الله أي: أبدأ قراءتي باسم الله، أوباسم الله أبدأ قراءتي والبدأ بها للتبرك، اتفق الفهماء على حتى بسم الله الرحمن الرحيم آية من سورة النمل في قول الله:  إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ   واتفقوا على عدم قراءتها في أول سورة التوبة (سورة براءة)، لأنها نزلت بالسيف ولأنها نزلت بالإذن والأمر من الله بقتال المشركين كافة، وإخراجهم من جزيرة العرب، فلذلك لم يتناسب حتى يُبدأ بها بالبسملة، واختلف الفهماء هل هي آية من القرآن أوآية من سورة الفاتحة. مضى جمهور المسلمين على إثباتها في أول سورة الفاتحة، واختلف القراء السبعة على الإتيان بها عند ابتداء القراءة بأول أي سورة من سور القرآن ما عدا سورة التوبة، فمنهم من قرأ بها ومنهم من قرأ بحذفها، والقارئ مخير في الإتيان بها في أجزاء السورة من القرآن.

البسملة في اللغة هي حدثة منحوتة من لفظ بسم الله الرحمن الرحيم، يقول ابن عاشور: «البسملة اسم لحدثة باسم الله، صيغ هذا الاسم من حروف الحدثتين بسم والله على كيفية تسمى النَّحْت، وهوصوغ عملِ مُضِيٍ على زنة "فَعْلَل" مما ينطق به الناس اختصاراً عن ذكر الجملة كلها لقصد التخفيف لكثرة دوران ذلك على الألسنة». كانت البسملة في الجاهلية: باسمك اللهم، فلما نزلت آية: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم، خطها النبي بهذه الصيغة. للبسملة أهمية كبيرة في حياة المسلم، فقد شرعها الإسلام في جميع أمر حسن وخاصة فيما يتعلق بابتداء أفعال العباد، تشرع البسملة وهي قول: بسم الله الرحمن الرحيم في عدة مواضع منها: عند قراءة القرآن الكريم وبخاصة عند الابتداء بأوائل السور باستثناء سورة التوبة، كما تشرع في بداية الخط والرسائل والخطب والمسائل الفهمية، تأسيًا بكتاب الله وبسنة الرسول حين كان يبتدئ بها في خطه للملوك. للبسملة فضل كبير فقد ورد عن النبي قوله: «أُنزلت عليَّ آيةٌ لم تنزل على نبي غير سليمان بن داود وغيري وهي: بسم الله الرحمن الرحيم».

التاريخ

جرت عادة الكتاب منذ الجاهلية على استهلال رسائلهم بالبسملة تيمنًا بحسن الفاتحة، وتبركًا بجميل الابتداء، فكانت جملة باسمك اللهم الجملة الأثيرة التي ابتدأ بها عرب الجاهلية ممحرراتهم، وقد كان شعار المشركين في عصر الجاهلية باسمك اللهم، وكانوا يستفتحون بذلك كلامهم، ومن ذلك ما جرى في صلح الحديبية، وذلك حتى سهيل بن عمرولما اتى إلى النبي واتفقوا على حتى يخطوا الصلح فنطق رسول الله لعلي بن أبي طالب: «اخط بسم الله الرحمن الرحيم». أمره النبي حتى يخط البسملة، وفيها ثلاثة أسماء وهي: الله والرحمن والرحيم. لكن وفد قريش نطقوا: لا نعهد الرحمن إلا صاحب اليمامة (يعنون به مسيلمة الكذاب، يعني: سمى نفسه الرحمن) نطقوا: لا نعهد الرحمن إلا هذا الرجل، أُكْتُب كما كنت تخط بسمك اللهم. كان النبي يخط في ممحرراته بسمك اللهم حتى نزلت البسملة. أخرج عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه وابن المنذر وغيرهما عن الشعبي أنه نطق: «كان أهل الجاهلية يخطون: باسمك اللهم فخط النبي صلى الله عليه وسلم أول ما خط: باسمك اللهم حتى نزلت: بسم الله مجراها ومرساها فخط: بسم الله، ثم نزلت: ادعوا الله أوادعوا الرحمن فخط: بسم الله الرحمن، ثم نزلت آية النمل إنه من سليمان الآية، فخط: بسم الله الرحمن الرحيم». وأخرج أبوعبيد القاسم بن سلام في فضائله عن الحارث العكلي نطق: نطق لي الشعبي: «كيف كان كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إليكم، قلت: باسمك اللهم، فنطق: ذاك الكتاب الأول، خط النبي صلى الله عليه وسلم: «باسمك اللهم». فجرت بذلك ما شاء الله حتى تجري، ثم نزلت: بسم الله مجراها ومرساها فخط: «باسم الله». فجرت بذلك ما شاء الله حتى تجري، ثم نزلت: قل ادعوا الله أوادعوا الرحمن فخط: «باسم الله الرحمن». فجرت بذلك ما شاء الله حتى تجري، ثم نزلت: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم فخط بذلك».

التسمية

البسملة مصدر بَسْمَلَ يُبَسْمِل: أي نطق بسم الله الرحمن الرحيم، وهومن باب النَّحت كقول: حوقلة وحمدلة وغيرهما. نطق ابن فارس في فقه اللغة: «باب النحت: العرب تنحت من حدثتين حدثة واحدة، وهوجنس من الاختصار كحيعلة من حيَّ على». ويقول ابن السكيت في كتاب إصلاح المنطق: «ينطق قد أكثر من البسملة إذا أكثر من قول بسم الله، ومن الهيللة إذا أكثر من قول لا إله إلا الله، ومن الحوقلة والحولقة إذا أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، ومن الجعفدة: أي من جعلت فِداك، ومن السبحلة أي قول سبحان الله». أما ابن دحية في كتابه التنوير فيقول: «ربما يتفق اجتماع حدثتين من حدثة واحدة دالة عليهما، وإن كان لا يمكن اشتقاق حدثة من حدثتين على قياس التصريف. والبسملة قول باسم الله، والسبحلة قول سبحان الله والحسبلة قول حسبي الله، والسمعلة قول سلام عليكم، والطلبقة قول أطال الله بقائك، والدمعزة أدام الله عزك». ذكر جمع من اللغويين حتى البسملة وإن كانت في الأصل مصدرًا، إلا أنه غلب استعمالُه في قول: بسم الله الرحمن الرحيم، فيطلقون البسملة ويردون به هذه الحدثات.

ورد النحت في اللغة العربية على صور عديدة منها: تأليف حدثة من جملة لتؤدِّي مؤدَّاها، وتفيد مدلولها، كالبسملة المأخوذة من بسم الله الرحمن الرحيم، كما تُمثل البسملة أحد أنواع النحت العملي: وهوحتى تنحت من الجملة عملاً يدلُّ على النطق بها، أوعلى حدوث مضمونها. يقول ابن عاشور: «البسملة اسم لحدثة باسم الله، صيغ هذا الاسم على مادَّةٍ مؤلفة من حروف الحدثتين (باسم) و(الله) على كيفية تسمى النَّحْت، وهوصوغ عملِ مُضِيٍ على زنة "فَعْلَل" مؤلفةٍ مادِّتُه من حروف جملة أوحروفِ مركَّب إِضَافِيَ، مما ينطق به الناس اختصاراً عن ذكر الجملة كلها لقصد التخفيف لكثرة دوران ذلك على الألسنة... فأصل بسمل قول: بسم الله ثم أطلقه المولدون على قول: بسم الله الرحمٰن الرحيم، اكتفاءً واعتماداً على الشهرة وإن كان هذا المنحوتُ خِليَّاً من الحاء والراء اللذين هما من حروف الرحمن الرحيم، فشاع قولهم بسمل في معنى نطق بسم الله الرحمٰن الرحيم، واشتق من عمل بسمل مصدر هوالبسملة، وهومصدر قياسي لعملل».

الإعراب

• بسم الله: الباء في بسم متعلقة بمحذوف، فعند البصريين المحذوف مبتدأ والجار والمجرور خبره، والتقدير ابتدائي بسم الله: أي كائن باسم الله فالباء متعلقة بالكون والاستقرار. نطق الكوفيون: المحذوف عمل تقديره ابتدأت، أوأبدأ، فالجار والمجرور في موضع نصب بالمحذوف، وحذفت الألف من الخط لكثرة الاستعمال، فلوقلت لاسم الله بركة أوباسم ربك، يثبت الألف في الخط. وقيل حذف الألف لأنهم حملوه على سم، وهي لغة في اسم، ولغاته خمس: سم بكسر السين وضمها، اسم بكسر الهمزة وضمها، وسمى مثل ضحى. والأصل في اسم: السمو، فالمحذوف منه لامه، يشير على ذلك قولهم في جمعه أسماء وأسامي وفي تصغيره سمي وبنوا منه فعيلًا، فنطقوا فلان سميك: أي اسمه كاسمك، والعمل منه سميت وأسميت. نطق الكوفيون: أصله وسم لأنه من الوسم، وهوالعلامة، فإن قيل: كيف من الممكن أن أضيف الاسم إلى الله والله هوالاسم. قيل في ذلك ثلاثة أوجه أحدها: حتى الاسم بمعنى التسمية، والتسمية غير الاسم، لأن الاسم هواللازم للمسمى، والتسمية هوالتلفظ بالاسم. الثاني: حتى في الكلام حذف مضاف، تقديره باسم مسمى الله. الثالث حتى اسمًا زيادة، ومن ذلك قول لبيد بن ربيعة العامري: إلى الحول ثم اسم السلام عليكما، وقول ذي الرمة: داع يناديه باسم الماء، أي السلام عليكما، ونناديه بالماء. الأصل في الله الإلاء، فأُلقيت حركة الهمزة على لام الفهم ثم سكنت وأدغمت في اللام الثانية، ثم فخمت إذا لم يكن قبلها كسرة، ورققت إذا كانت قبلها كسرة، ومنهم من يرققها في جميع حال، والتفخيم في هذا الاسم من خواصه. نطق أبوعلي الفارسي: «همزة إلاه حذفت حذفًا من غير إلقاء، وهمزة إلاه أصل وهومن أله يأله إذا عبد، فالإله مصدر في موضع المفعول أي المألوه، وهوالمعبود». وقيل أصل الهمزة واولأنه من الوله، فالإله توله إليه القلوب أي تتحير. وقيل أصله لاه على عمل، وأصل الألف ياء، لأنهم نطقوا في مقلوبه لهي أبوك ثم أدخلت عليه الألف واللام.
• الرحمن الرحيم: صفتان مشتقتان من الرحمة. والرحمن من أبنية المبالغة، وفي الرحيم مبالغة أيضًا: إلا حتى عملانا أبلغ من فعيل. وجرهما على الصفة والعامل في الصفة هوالعامل في الموصوف. نطق الأخفش: العامل فيها معنوي وهوكونها تبعًا ويجوز نصبهما على إضمار أعني، وحملهما على تقدير هو. المشهور في أوجه من إعراب الرحمن الرحيم تسعة أقوال الأول: جرهما، الثاني: نصبهما، الثالث: حملهما، الرابع: جر الأول مع حمل الثاني، الخامس: جر الأول مع نصب الثاني، السادس: حمل الأول مع نصب الثاني، السابع: نصب الأول مع حمل الثاني. في هذه السبعة أوجه أحدها يجوز عربية ويتعين قراءة وهوالأول، أما الستة الباقية تجوز عربية لا قراءة. بقي وجهان ممتنعان أحدهما: حمل الأول وجر الثاني، ثانيهما: نصب الأول وجر الثاني. وإنما امتنعا لأن فيهما الاتباع بعد البتر والاتباع بعد البتر رجوع إلى الشيء بعد الانصراف عنه وهوممنوع عند الأكثر ونطق بعضهم لا يمتنع ذلك.

البسملة في القرآن

التفسير

بسم الله: أبتدأ هذا العمل مصاحبًا أومستعينًا باسم الله ملتمسًا البركة منه، والله هوالإله المحبوب المعبود الذي تتوجه إليه القلوب بالمحبة والتعظيم والطاعة العبادة، وهوالرحمن المتصف بالرحمة الواسعة، الرحيم الذي يوصل رحمته إلى خلقه. قيل المعنى: أبدأ هذا العمل بتسمية الله وذكره. نطق الإمام ابن جرير الطبري: «إن الله تعالى ذكره وتقدست أسماؤه، أدب نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بتعليمه تقديم ذكر أسمائه الحسنى أمام جميع أفعاله، وأمره حتى يصفه بها قبل جميع مهماته، وجعل ما أدبه به من ذلك وفهمه إياه منه لجميع خلقه سنة يستنون بها، وسبيلًا يتبعونه عليها، في افتتاح أوائل منطقهم وصدور رسائلهم وخطهم وحاجاتهم، حتى أغنت دلالة ما ظهر من قول القائل بسم الله على ما بطن من مراده الذي هومحذوف». ويوجد محذوف في تعبير باسم الله قبل البدء بالعمل، وهذا المحذوف تقديره: أبتدئ عملي باسم الله، مثل باسم الله أقرأ، باسم الله أخط، باسم الله أركب ونحوذلك. أوابتدائي باسم الله، ركوبي باسم الله، قراءتي باسم الله، ويمكن حتىقد يكون التقدير أيضًا: باسم الله أخط، باسم الله أقرأ، فيقدر العمل مؤخرًا، وهذا حسن ليحصل التبرك بتقديم اسم الله، وليفيد الحصر أي أبدأ باسم الله لا باسم غيره. لفظ الجلالة الله: هوالاسم الأعظم وهوأعهد المعارف الغني عن التعريف، وهوفهم على الباري مختص به دون سواه والسليم أنه مشتق من أله يأله ألوهة وإلهة، فهوإله بمعنى مألوه أي معبود فهو: ذوالألوهية. والحاصل حتى اسم الجلالة الله فهم على ذات الباري تجري عليه الصفات ولا يوصف به، ولفظ الإله صفة، ويجمع الجمهور على حتى معناه الشرعي: المعبود بحق، ولذلك أنكر القرآن على المشركين تسمية أصنامهم آلهة، والتحقيق أنه أنكر عليهم تأليهها وعبادتها، لا مجرد تسميتها، ومما يترتب على قول حتى لفظ الجلالة الله فهم يوصف ولا يوصف به حتى أسماء الله الحسنى صفات تجري على هذا الاسم العظيم، ولكونها صفات وصفت بالحسنى، وتسند إليه أفعال هذه الصفات.

الرحمن: اسم من أسماء الله الخاصة به، ومعناه ذوالرحمة الواسعة لأن وزن عملان، يشير على الامتلاء والكثرة وهوأخص أسماء الله بعد لفظ الجلالة، كما حتى صفة الرحمة هي أخص صفاته ولذا غالبًا يأتي ترتيبها بعد لفظ الجلالة كما في قوله تعالى: قل ادعوا الله أوادعوا الرحمن. والرحيم: اسم من أسماء الله معناه الموصل رحمته إلى من يشاء من عباده. نطق ابن القيم: «الرحمن دال على الصفة القائمة به سبحانه، والرحيم دال على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول للوصف والثاني للعمل فالأول دال على حتى الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته، وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله وكان بالمؤمنين رحيما، وقوله إنه بهم رءوف رحيم، ولم يجئ قط رحمن بهم، عملم حتى رحمن هوالموصوف بالرحمة، ورحيم هوالراحم برحمته». يجمع الجمهور على حتى معنى الرحمن: المنعم بجلائل النعم، ومعنى الرحيم: المنعم بدقائقها، وبعضهم يقول: إذا الرحمن هوالمنعم بنعم عامة تضم الكافرين مع غيرهم، والرحيم هوالمنعم بالنعم الخاصة بالمؤمنين. وكل هذا تحكم في اللغة مبني على حتى زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى، ولكن الزيادة تدل على زيادة الوصف مطلقًا، فصفة الرحمن تدل على كثرة الإحسان الذي يعطيه سواء كان جليلًا أودقيقًا وأما كون أفراد الإحسان الذي يشير عليها اللفظ الأكثر حروفا أعظم من أفراد الإحسان التي يشير عليها اللفظ الأقل حروفا فهوغير معني ولا مراد.

القراءات

تعتبر البسملة أول آية من سورة الفاتحة، وهي جزء من آية في سورة النمل نطق تعالى: إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. أجمع القراء على البسملة في أوَّل سورة الفاتحة سواءً ابتدأ بها القارئ أووصلها بسورة الناس، وأجمع القرَّاء على هجر البسملة في أوَّل سورة براءة، سواء ابتدأ بها أووصلها بسورة الأنفال، وكذلك اتفقوا على البسملة في ابتداء جميع سورة غير براءة. أما الابتداء بالأجزاء فالقارئ بعد الاستعاذة مخير إذا شاء بسمل بعد الاستعاذة وإن شاء اقتصر على الاستعاذة. أما الوصل بين السورتين والفصل بينهما بسكتة لطيفة دون تنفس والبسملة بينهما وهجرها، فالقراء اختلفوا في ذلك، فنطقون وابن كثير المكي وعاصم الكوفي والكسائي يبسملون بين جميع سورتين إلا بين سورة براءة والأنفال، ووافقهم حمزة في الفاتحة خاصة، ولا يبسمل فيما عدا الفاتحة بين جميع سورتين، وكذلك باقي القراء، وهم: ورش وأبوعمروالبصري وابن عامر الشامي يوافقونه في الفاتحة على البسملة.

أما بين جميع سورتين غير الفاتحة فلم يرد عنهم نص بالبسملة، ولكن يبسملون على سبيل الاستحباب، وأما الوصل والفصل فحمزة يصل بين جميع سورتين، وورش وأبوعمرووابن عامر اختلف عنهم في الوصل والفصل، وعلى هذاقد يكون لمن يبسمل بين جميع سورتين قولًا واحدًا وهم: ابن كثير وعاصم والكسائي ونطقون وورش، وإن كان له خلاف في البسملة ثلاث أوجه: وصل الطرفين مع البسملة، وبتر الطرفين مع البسملة وبتر الطرف الأول، ووصل الطرف الثاني مع البسملة. باقي القراء وهم: ورش وأبوعمرووابن عامر لهم خمسة أوجه: هذه الثلاثة، بالإضافة لوصل الطرفين مع عدم البسملة، وبتر الطرفين مع عدم البسملة، والمقصود بالطرفين: آخر السورة وأول السورة التي بعدها.

أما الابتداء بأواسط السور فيجوز الإتيان بالبسملة وهجرها، لا فرق في ذلك بين سورة براءة وغيرها، واستثنى بعضهم وسط براءة فألحقه بأولها في عدم جواز الإتيان بالبسملة لأحد من القراء، ومضى بعضهم إلى حتى البسملة لا تجوز في أوساط السور إلا لمن ممضىه الفصل بها بين السورتين. وأما من ممضىه السكت أوالوصل بين السورتين فلا يجوز له الإتيان بالبسملة في أواسط السور. وعلى هذا الممضى تكون أوساط السور تابعة لأولها، فمن بسمل في أولها بسمل في أثنائها، ومن هجرها في أولها هجرها في أوساطها؛ والمراد بأوساط السور ما بعد أوائلها ولوبآية أوبحدثة.

هل البسملة آية من القرآن

أجمع أهل الفهم على حتى البسملة آية من سورة النمل في قول الله: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم، ثم اختلفوا في مسألة هل البسملة آية مستقلة من القرآن الكريم أومن سورة الفاتحة أومن جميع سورة سوى سورة التوبة، أوأنها ليست بآية على تسعة أقوال، المشهور منها أربع أقوال:

• القول الأول: حتى البسملة ليست آية من القرآن الكريم مطلقًا، إلا في سورة النمل فهي آية منها، وإنما خطت البسملة في أوائل السور للاستفتاح بها، والابتداء والتبرك بها والتيمن والفصل بين السور. هذا القول صرح به قراء المدينة والبصرة والشام، وهوقول الإمام مالك بن أنس وعبد الله بن معبد، وقول منسوب لأبي حنيفة النعمان وبعض الصحابة والأوزاعي، وعن رواية عن الإمام أحمد بن حنبل ولكن ابن تيمية نطق: «لا يصح هذا عنه وإن كان قولا في ممضىه». واختار هذا القول الباقلاني. احتج ابن العربي لهذا القول بأن مسجد رسول الله بالمدينة منذ زمن الرسول حتى زمن الإمام مالك لم يقرأ فيه أحد قط: بسم الله الرحمن الرحيم اتباعًا للسنة، كما احتج الباقلاني والقرطبي لهذا القول بأن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، ولا تواتر هنا فيجب البتر بنفي كونها من القرآن.
• القول الثاني: أنها آية من سورة الفاتحة فقط. وهذا القول مروي عن طائفة من السلف الصالح منهم: سعيد بن جبير وأكثر قراء وفقهاء أهل مكة والكوفة، وهوقول الإمام الشافعي، ورواية عن الإمام أحمد بن حنبل، وروي عن إسحاق وأبي عبيد وأبي ثور ومحمد بن كعب القرظي والزهري وعطاء بن أبي رباح وغيرهم. استدلوا لهذا القول بأدلة منها: إثباتها في المصاحف مع الفاتحة وعدها من آياتها، وحديث أم سلمة عندما سئلت عن قراءة النبي فنطقت: «كان يبتر قراءته آية آية، بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم». ووجه استدلالهم حتى الرسول قرأ البسملة مع الفاتحة، نطقوا: فدل هذا على أنها آية منها. كما استدلوا بحديث أنس بن مالك عندما سئل عن قراءة النبي فنطق: كانت مدا، ثم قرأ: «بسم الله الرحمن الرحيم، يمد بسم الله، ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم». ونطقوا: فقراءة النبي للبسملة بالمد تدل على أنها آية من القرآن، إذ لولم تكن آية من القرآن لما قرأها الرسول بالمد كما يقرأ القرآن.
• القول الثالث: أنها آية أوبعض آية من جميع سورة سوى سورة براءة. نسب هذا القول لبعض قراء مكة والكوفة، كما روي من الصحابة عن: عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأبي هريرة، ومن التابعين: عن عطاء وطاووس بن كيسان وسعيد بن جبير ومكحول الهذلي والزهري، وهذا القول هوالمشهور من ممضى الشافعي، وإجماع فهماء الممضى الجعفري، ورواية عن الإمام أحمد ونسب لأبي حنيفة وسفيان الثوري وعبد الله بن المبارك وإسحاق بن راهويه والأوزاعي. استدل أصحاب هذا القول بأدلة منها: ثبوت البسملة في المصاحف مع جميع سورة سوى براءة مما يشير على أنها آية أوبعذ آية من جميع سورة. وما رواه أنس بن مالك نطق: «أغفى النبي صلى الله عليه وسلم إغفاءة ثم تبسم ضاحكًا فنطق: أنزل علي سورة، ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصلي لربك وانحر إذا شانئك هوالأبتر». ووجه استدلالهم من الحديث حتى البسملة آية أنزلت مع سورة الكوثر فهي كذلك آية أوبعض آية من جميع سورة تنزل معها وتعد منها.
• القول الرابع: حتى البسملة آية مستقلة من القرآن وليست من السور، وإنما هي آية تنزل مع جميع سورة للفصل بينها وبين التي قبلها. وهذا قول طائفة كبيرة من أهل الفهم منهم: الإمام أحمد بن حنبل في النصوص الصريحة عنه، وعبد الله بن المبارك ومحمد بن الحسن الشيباني وأبوالحسن الكرخي، وأبوبكر الرازي وداود الظاهري، واختار هذا القول ابن خزيمة والجصاص وابن قدامة وابن تيمية والزيلعي. استدل القائلون بهذا القول على إجماع الصحابة على إثباتها في المصحف وكتابتهم لها بخطه وقلمه، فنقلت نقله كما نقلت في سورة النمل، فلا يجوز الخروج عن إجماعهم وذلك لأنهم جردوا المصحف من غير الآيات القرآنية كالتفسير وغيره. كما استدلوا بحديث عبد الله بن عباس نطق: «كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعهد فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم». ونطقوا: كونها تنزل يشير على أنها آية من القرآن، وكونها للفصل بين السور يشير على أنها ليست من السور وإنما آية مستقلة.

إهمالها في سورة التوبة

أجمع المسلمون على هجر الفصل بالبسملة بين سورة الأنفال وسورة التوبة لإجماع المصاحف على هجر التسمية بينهما. وإذا ابتدأ القارئ بسورة براءة فإنه يتعوذ فقط كما لوقرأ من وسطها. اختلف في السبب الذي من أجله هجرت البسملة في مطلع سورة براءة، مضى الجمهور إلى حتى السبب هوما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده والترمذي في سننه عن عبد الله بن عباس نطق: «قلت لعثمان رضي الله عنه: ما حملكم على حتى عمدتم إلى سورة الأنفال وهي من المثاني وإلى سورة براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تخطوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم فوضعتموها في السبع الطوال فما حملكم على ذلك، نطق كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهوينزل عليه من السور ذوات العدد فكان إذا أنزل عليه الشئ نادى بعض من يخط له فيقول ضعوا هذه في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا أنزلت عليه الآيات نطق ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وإذا أنزلت عليه الآية نطق ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا وكانت سورة الأنفال من أوائل ما هبط بالمدينة وكانت سورة براءة من أواخر ما أنزل من القرآن، نطق فكانت قصتها شبيهاً بقصتها فظننا أنها منها وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أخط بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها في السبع الطوال». أي حتى النبي لم يبين لهم من شأنها شيءًا، وكانت قصتها تشبه سيرة سورة الأنفال، فلم يخطوا بينهما: بسم الله الرحمن الرحيم، واختار هذا القول الطحاوي وصححه ابن عربي. وقيل: إذا ذلك من شأن العرب إذا كان بينهم وبين قوم عهد، فإذا أرادوا نقضه خطوا كتابًا ولم يخطوا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، فلما نزلت سورة براءة بنقض العهد الذي كان بين الرسول وبين المشركين بعث النبي علي بن أبي طالب فقرأها عليهم في الموسم ولم يبسمل على ما جرت به عادتهم. وقيل: لأن بسم الله الرحمن الرحيم رحمة وبراءة سخط، نطق عبد الله بن عباس: «سألت علي بن أبي طالب: لم لم يخط في براءة "بسم الله الرحمن الرحيم"، نطق: لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان». وقيل: هجرت التسمية إعظامًا لبسم الله الرحمن الرحيم من خطاب المشركين. وقيل: لأنهم اختلفوا هل هما سورتان أوسورة واحدة، فهجرت بينهما فرجة لقول من نطق إنهما سورتان، وهجرت بسم الله الرحمن الرحيم لقول من نطق إنهما سورة واحدة، فرضي الفريقان، وثبت حجتهما في المصحف. ونطق القرطبي: «والسليم حتى التسمية لم تخط لأن جبريل عليه السلام لم ينزل بها في هذه السورة، نطقه القشيري».

مناسبات البسملة

المناسبة في اللغة: هي المقاربة والمشاكلة. وتعهد اصطلاحًا بأنها: فهم تعهد به وجوه ارتباط أجزاء القرآن بعضها ببعض، وقول أجزاء القرآن تام للآية مع الآية، والحكم مع الحكم، والسورة مع السورة، والسيرة مع السيرة، وكل جزء من القرآن مع ما قارنه. فهم المناسبات نبه إلى أهميته عدد من الفهماء من أبرزهم الفخر الرازي حيث نطق: «أكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط». ونطق السيوطي: «فهم المناسبة فهم شريف قل اعتناء المفسرين به لدقته». ونطق البقاعي: «وهوسر البلاغة، لأدائه إلى تحقيق مطابقة المعاني لما اقتضاه من الحال، وتتوقف الإجازة فيه على فهم مقصود السورة المطلوب ذلك فيها، ويفيد ذلك في فهم المقصود من جميع جملها، فلذلك كان هذا الفهم في غاية النفاسة، وكانت نسبته من فهم التفسير كنسبة فهم البيان من النحو».

أولًا: الاستعاذة والبسملة: ألمح الرازي إلى المناسبة بين البسملة والاستعاذة، فاعتبر حتى الاستعاذة فرارًا واعتبر البسملة قرارًا، فالاستعاذة فرار من الشيطان وهوقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، والاستقرار في حضرة الملك الجبار بقول بسم الله الرحمن الرحيم، وهذا الربط للبسملة بالاستعاذة مع الفهم حتى الاستعاذة ليست آية. ثانيًا: مناسبة الحمد لله رب العالمين بقوله تعالي: بسم اللهِ الرحمن الرحيم: لما ابتدأ الإنسان بآية التسمية استفتاحًا باسمه تعالى، واعترافاً بألوهيته، وبياناً لذكر فضله ورحمته، اشتغل بالشكر لربه والحمد له فنطق: الحمد لله، ولما رأى نعم الله تعالى على غيره واضحة كما شاهد آثارها على نفسه، عهد أنه تعالى رب الخلائق أجمعين فنطق: رب العالمين. ثالثًا: المناسبة بين سورة الفاتحة والبسملة، وهي ما اشتملت عليه الفاتحة من الأسماء الحسنى ومجئ قوله تعالى: الرحمن الرحيم في الآية الثالثة، فالتقدير كأنه قيل: اذكر أني إله ورب مرة واحدة، واذكر أني رحمن رحيم مرتين لتفهم حتى العناية بالرحمة أكثر منها بسائر الأمور، ثم لما بين الرحمة المضاعفة فكأنه نطق: لا تغتروا بذلك فإني مالك يوم الدين، وعليه كان التكرار في الرحمن الرحيم ولم يكن في بقية الأسماء وهي: الله والرب. ذكر فخر الدين الرازي حتى هناك مناسبة بين قول الله: ملك يوم الدين، وبين قوله الرحمن الرحيم إذ نطق: «ثم لما بين الرحمة المضاعفة فكأنه نطق لا تغتروا بذلك فإني ملك يوم الدين وهومن تعقيب الوعد والوعيد».

لفظ بِسْم وبِاسْم

وردت بسم في القرآن الكريم على وجهين الأول: بسم الله، والثاني: باسم ربك، حيث حذفت ألف اسم من قوله: بسم الله، وأُثبتت في قوله: اقرأ باسم ربك، والفرق من وجهين الأول: حتى حدثة باسم الله مذكورة في أكثر الأوقات عند أكثر الأفعال، فلأجل التخفيف حذفت الألف، بخلاف سائر المواضع فإن ذكرها قليل. الثاني وهوقول الخليل بن أحمد الفراهيدي: إنما حذفت الألف في قوله: بسم الله لأنها إنما دخلت بسبب حتى الابتداء بالسين الساكنة غير ممكن، فلما دخلت الباء على الاسم نابت عن الألف فسقطت في الخط، وإنما لم تسقط في قوله: اقرأ باسم رَبّكَ. لأن الباء لا تنوب عن الألف في هذا الموضع كما في بسم الله، لأنه يمكن حذف الباء من اقرأ باسم رَبّكَ، مع بقاء المعنى سليمًا، فإنك لوقلت اقرأ اسم ربك صح المعنى، أما لوحذفت الباء من بسم الله لم يصح المعنى فظهر الفرق.

#	اللَّفظ	الآية	اسم السورة	رقم الآية
1	بسم الله	بسم الله الرحمٰن الرحيم	جميع سور القرآن عدا التوبة	1 (في الفاتحة)
2	بسم الله	وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ	سورة هود	41
3	بسم الله	إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ	سورة النمل	30
4	باسم ربك	نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ  فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ	سورة الواقعة	74
5	باسم ربك	إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ  فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ	سورة الواقعة	96
6	باسم ربك	اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ	سورة العلق	1
7	باسم ربك	وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ  فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ	سورة الحاقة	52

الأحكام

قراءة البسملة في الصلاة

اختلف الفهماء في حكم قراءة البسملة في الصلاة على عدة أقوال، القول الأول: أنها تجب قراءتها في الصلاة وجوب الفاتحة لأنها آية منها، وهوقول عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر والزهري ومجاهد ويحيى بن جعدة وإسحاق بن راهويه وأبي ثور وأبي عبيدة، وهوالمشهور في الممضى الشافعي، ورواية عن الإمام أحمد بن حنبل. هذا القول على حتى البسملة آية من الفاتحة، فتجب قراءتها عندهم كما تجب قراءة بقية آيات الفاتحة، كما يشرع الجهر بها عندهم كما يجهر ببقية آيات الفاتحة. القول الثاني: حتى قراءتها في الصلاة مستحبة مع الفاتحة ومع جميع سورة سوى سورة براءة كما هومنصوص في المصحف، وهذا قول جمهور أهل الفهم ومنهم: أبوحنيفة النعمان والقول المشهور عن أحمد بن حنبل وأكثر أهل الحديث، لأنها آية مستقلة من القرآن وليست آية من السورة لا من سورة الفاتحة ولا من غيرها من السور، فلا تجب قراءتها لا مع الفاتحة ولا مع غيرها، لكن تستحب قراءتها معها ومع جميع سورة عدا سورة التوبة، ودليلهم ما ثبت من حديث أنس بن مالك وعائشة وأبي هريرة حتى الرسول وخلفاءه لا يجهرون بها، فلوكانت واجبة قراءتها وجوب الفاتحة لجهروا بها كما يجهرون ببقية آيات الفاتحة. القول الثالث: أنه لا تشرع قراءتها في المكتوبة لا سرًا ولا جهرًا، وهذا القول هوالمشهور في الممضى المالكي، إلا حتى مالك نطق بقراءة البسملة في النفل وقيام الليل ولمن يعرض القران عرضًا. ونقل القول بعدم مشروعية قراءتها عن الأوزاعي. هذا القول بُني على حتى البسملة ليست من القران، لا في أول الفاتحة ولا في أوائل السور، وليست آية مستقلة من القرآن، واستدل أصحاب هذا القول بحديث حتى الرسول وخلفائه كانوا يستتحون القراءة والصلاة بالحمد لله رب العالمين، وحديث أبي هريرة قول الله: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا نطق العبد: الحمد لله رب العالمين، نطق الله: حمدني عبدي، إذا نطق: الرحمن الرحيم. نطق الله: أثنى علي عبدي. فإذا نطق: مالك يوم الدين. نطق: مجدني عبدي. ونطق مرة: فوض إلي عبدي. وإذا نطق: إياك نعبد وإياك نستعين. نطق: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا نطق: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. نطق: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل».

الجهر بالبسملة في الصلاة

اختلف أهل الفهم في حكم البسملة من حيث الجهر بها والإسرار في الصلاة على أقوال، القول الأول: أنه يسن الجهر بها في الصلاة الجهرية والإسرار بها في الصلاة السرية. هذا القول روي عن عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس وابن عمر وأبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وشداد بن أوس وسعيد بن جبير ومحمد بن شهاب الزهري، وهوالقول المشهور عن الشافعية. أما أدلتهم فهي نفسها أدلة القائلين بوجوب قراءة البسملة في الصلاة. القول الثاني: أنه يسن الإسرار بالبسملة في الصلاة مطلقًا، وهوقول جمهور أهل الفهم من المحدثين والفقهاء، واستشهدوا بعدد من الأدلة منها حديث أنس بن مالك عن النبي وعن الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان أنهم كانوا لا يجهرون بسم الله الرحمن الرحيم. وقد بوب الدارمي في سننه باب أسماه: باب كراهية الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، نطق ابن تيمية: أما حديث أنس في نفي الجهر فهوحديث صريح لا يحتمل التأويل. القول الثالث: التخيير بين الجهر والإسراء، وهذا القول يروى عن الحكم بن عتيبة وإسحاق بن راهويه وابن أبي ليلى وابن حزم. اعتمد أصحاب هذا القول على الجمع بين أدلة الجهر وأدلة الإسرار.

والراجح حتى الجهر والإسرار بالبسملة قد وردا عن النبي، لكن الإسرار بها كان أكثر، نطق ابن القيم: «وكان يجهر بـ "بسم الله الرحمن الرحيم" تارة، ويخفيها أكثر مما يجهر بها، ولا ريب أنه لم يكن يجهر بها دائماً في جميع يوم وليلة خمس مرات أبداً حضراً وسفراً، ويخفى ذلك على خلفائه الراشدين، وعلى جُمهور أصحابه، وأهل بلده في الأعصار الفاضلة، هذا من أمحل المحال حتى يحتاج إلى التشبث فيه بألفاظ مجملة، وأحاديث واهية، فسليم تلك الأحاديث غير صريح، وصريحها غير سليم، وهذا موضع يستدعي مجلّداً ضخماً». أما في غير الصلاة فأكثر القراء يقولون بالجهر بالبسملة، ويروى عن بعضهم إخفاؤها منهم حمزة ونافع وروي عنهما الجهر بها.

مشروعية البسملة

تشرع البسملة في جميع أمر حسن وخاصة فيما يتعلق بابتداء أفعال العباد، أوفواتح الخط والرسائل والخطب، نطق ابن تيمية: «وتخط البسملة أوائل الخط كما خطها سليمان، وخطها النبي صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية وإلى فيصر وغيره، وتُذكر في ابتداء جميع الأفعال، وعند دخول المنزل وعند الخروج منه للبركة وهي تطرد الشياطين، وإنما تستحب إذا ابتدأ عملاً تبعاً لغيرها لا مستقلة فلم تجعل كالهيللة والحمدلة ونحوها». قسم بعض أهل الفهم أفعال العباد إلى ثلاثة أقسام قسم تشرع فيه البسملة، وقسم لا تشرع فيه، وقسم تكره فيه، اتى في الفروق لشهاب الدين القرافي: «أفعال العباد ثلاثة أقسام: منها ما شرعت فيه البسملة، ومنها ما لا تشرع فيه البسملة، ومنها ما تكره فيه، فالأول كالغسل والوضوء والتيمم على الخلاف، وذبح النسك وقراءة القرآن، ومنه مباحات ليست بعبادات كالأكل والشرب والجماع. والثاني: كالصلوات والأذان والحج والعمرة وكالأذكار والنادىء. والثالث: كالمحرمات. لأن الغرض من التسمية حصول البركة في العمل المبسمل عليه، والحرام لا يراد تكبيره، وكذلك المكروه. وهذه الأقسام تتحصل من تفاريع أبواب الفقه في الممضى، فأما ضابط ما تشرع فيه التسمية من القربات وما لم تشرع فيه فقد سقط البحث فيه مع جماعة من الفضلاء، وعسر تحرير ذلك وضبطه».

تشرع البسملة وهي قول: بسم الله الرحمن الرحيم في عدة مواضع منها: عند قراءة القرآن الكريم، وبخاصة عند الابتداء بأوائل السور باستثناء سورة التوبة، لأنها آية تنزل مع جميع سورة ولهذا أثبتت في المصاحف مع جميع سورة نزلت معها، وإن كانت ليست آية من السور مطلقًا. كما تشرع في بداية الخط والرسائل والخطب والمسائل الفهمية، تأسيًا بكتاب الله وبسنة الرسول حيث كان يبتدئ بها في خطه للملوك كما في كتابه إلى هرقل بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، وكذا كان الأنبياء قبله كما اتى في كتاب سليمان لبلقيس: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم. درج هذا العمل في سلف الأمة وخلفها في خطهم ورسائلهم وخطبهم ومنطقاتهم. اختلف الفهماء في حكم كتابتها أمام الشعر وفي الشعر، فمضى بعضهم إلى الكراهية والمنع كالشعبي والزهري الذي نطق: «مضت السنة ألا يخطوا في الشعر بسم الله الرحمن الرحيم»، وأجازه آخرون واستدلوا برواية ابن عباس: «اخط "بسم الله الرحمن الرحيم" أمام الشعر وغيره».

تشرع التسمية وهي قول: بسم الله في مواضع كثيرة جدًا منها: عند الوضوء لقول الرسول: «لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه». عند الدخول في المسجد والخروج منه، لقول فاطمة بنت محمد: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ولج المسجد يقول بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك، واذا خرج نطق: بسم الله والسلام على رسول الله اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك». عند الركوب، وذلك لقول الله: ونطق اركبوا فيها بسم الله مجرئها ومرسها إذا ربي لغفور رحيم. واتى في حديث جابر الطويل في سيرة بعيره حتى رسول الله نطق له: «اركب باسم الله». عند الذبح وعند الصيد لحديث عدي بن حاتم نطق رسول الله: «إذا أوفدت كلبك المفهم وذكرت اسم الله عليه فكل مما أمسك عليك». عند الأكل لقول الرسول: «ياغلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك». عند الجماع لما رواه ابن عباس عن النبي: أما إذا أحدكم إذا أتى أهله نطق: «بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فرزقنا ولدًا لم يضره الشيطان». عند الخروج من البيت لقول النبي: «إذا خرج الرجل من بيته فنطق بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله». في أذكار الصباح والمساء، لقول الرسول: «من نطق بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهوالسميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن نطقها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي». عند النوم لقول الرسول: «بسم الله وضعت جنبي». عند دخول الخلاء، لقول الرسول: «ستر ما بين الجن وعورات بني آدم إذا ولج الكنيف حتى يقول بسم الله». إذا عثر المرء أوعثرت دابته لقول النبي: «لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت تعس الشيطان تعاظم ونطق: بقوتي صرعته، وإذا قلت: بسم الله تصاغر حتى يصير مثل الذباب». عندما يجد المسلم وجعًا في جسده فيشرع له حتى يضع يده على موضع الألم ويسمي ويدعوا لقول الرسول: «ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل: بسم الله ثلاثًا». عند وضع الميت في قبره، لحديث ابن عمر حتى النبي إذا وضع الميت في القبر نطق: «بسم الله وعلى سنة رسول الله».

استدل الفقهاء من حديث جابر عن النبي: «إذا استجنح الليل أوكان جنح الليل فكفوا صبيانكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ، فإذا مضى ساعة من العشاء فخلوهم وأغلق بابك، واذكر اسم الله وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله عليه، وخمر إنائك واذكر اسم الله ولوتعرض عليه شيئًا». أنه يشرع للمسلم ذكر اسم الله في جميع أحواله تبركًا وتيمنًا واستعانة. لا تسن البسملة قبل نادىء القنوت في الوتر لخلوأكثر الأحاديث الواردة في نادىء الوتر في خط الصحاح، كما لا تسن البسملة عند ابتداء التشهد، وتحرم قراءة البسملة للجنب على المشهور بين الفهماء لأنها آية من القرآن.

فضل البسملة

• روى سليمان بن بريدة عن أبيه أنَّ الرسول نطق: «أُنزلت عليَّ آيةٌ لم تنزل على نبي غير سليمان بن داود وغيري وهي: بسم الله الرحمن الرحيم».
• روى جابر بن عبد الله حتى النبي نطق: «لما نزلت بسم الله الرحمن الرحيم هرب الغيم إلى المشرق، وسكنت الرياح، وهاج البحر، وأصغت البهائم بآذانها، ورجمت الشياطين، وحلف الله بعزته وجلاله حتى لا يسمى اسمه على شيء إلا بارك فيه».
• نطق عبد الله بن مسعود: «من أراد حتى ينجيه الله تعالى من الزبانية التسعة عشر، فليقرأ بسم الله الرحمن الرحيم فإنها تسعة عشر حرفًا، ليجعل الله جميع حرف منها جنة من واحد منهم».
• روى أبوهريرة نطق: «نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم: جميع كلام أوأمر ذي بال لا يفتح بذكر الله فهوأبتر أونطق أبتر».⁽¹⁾
• روي عن عثمان بن عفان أنه سأل رسول الله عن بسم الله الرحمن الرحيم فنطق: «هواسم من أسماء الله، وما بينه وبين اسم الله الأكبر إلّا كما بين سواد العين وبياضها من القرب».
• روي عن علي بن أبي طالب أنه نطق في قوله بسم الله الرحمن الرحيم: «بسم الله إنه شفاء من جميع داء، وعون على جميع دواء. وأما الرحمن فهوعون لكل من آمن به، وهواسم لم يسم به غيره. وأما الرحيم فهولمن تاب وآمن وعمل صالحًا».
• روى الخطيب البغدادي عن أنس بن مالك مرفوعًا: «من حمل قرطاسا من الأرض فيه بسم الله الرحمن الرحيم، إجلالا لله عز وجل حتى يداس، خط عند الله من الصديقين».

البسملة في الخط العربي

كان لانتشار الإسلام في مشرق الأرض ومغربها أثر كبير في تطور الخط العربي، كما كان لدخول أقوام كثيرة فيه عامل مكمل لازدهار فنون الخط العربي، وسعي جميع قوم وكل قطر إلى حتى يميِّز نفسه بخط معين. كما كان لاتباع الفنان المسلم لما حض عليه القرآن والأحاديث النبوية من تحريم وكراهية الرسم والنحت لذوات الأرواح، في انتشار تأييد واسع للخط والكتابة. كان لكتابة لفظ الجلالة أوالبسملة اهتمام كبير بين الخطاطين، وقد تعدى هذا الاهتمام من مجرد الكتابة إلا ابتكار الأشكال والإبداعات الخطية. يعد الخطاط خطاطًا ماهرًا إذا كان متقنًا لميزان البسملة، ولا سيما في خط الثلث وخط النسخ، وقد بذل الخطاطون المجودون جهودًا كبيرة في تطوير ميزان البسملة. وللبسملة أثر في الخطاطين، فالمفهمون يتخذون من البسملةً منهاجًا منذ بدء التدريس على مدى قرون حتى وصلت أعلى درجات الجمال والإبداع، ساهمت أكثر من حضارة في تلك الجهود متأثرين بقداسة وعظمة القرآن الكريم. يعتقد الخطاطون بالبسملة خيرًا، ويعدونها فاتحة خير وتسهيل مهمة تعليم الخط، ومفتاح تيسير الأمور والفتح والنصر، وكان الخطاطون ومازالوا يمشقون البسملة بعد صلاة الفجر مستبشرين بافتتاح يوم مبارك حديث متأثرين بوقت الفجر، وهذا يوضح تأثير القرآن في الخطاطين، وحثهم على الإبداع والتفوق، ومما زاد من اهتمام الخطاطين بكتابة البسملة وتجويدها اطلاعهم على بعض الأحاديث عن النبي في فضل كتابة البسملة. تعد البسملة بمثابة إجازة لمرور الخطاط لعالم فنون الخط العربي الإسلامي، بدأ بكتابتها الخطاط ابن مقلة قبل أكثر من ألف عام، ولا زال حتى الآن الخطاطون يتنافسون في كتابة حروف وتكوين البسملة بمختلف الأنواع والأشكال التي تجاوزت في تعدادها مئات الأنوع والأشكال، ضمت جميع الخطوط والفنون، وتنوعت ما بين خط: ثلث، وديواني، وثلث، وجلي ثلث، والمحقق، وجلي الديواني، والكوفي بكافة أنواعه، والمزخرف، وخط حر، وهندسي، وغيرها.

شكلت البسملة مادة مهمة في التأليف والدراسات وأبحاث تطور الخط العربي، يقول محمد إسماعيل بغدادي: «وقد سقط نظري على كتابٍ هجري قد جمع بين دفتيه مئات من أشكال الخطّ المتنوعة لكتابة البسملة وقد سمَّاه المؤلف بحديقة البسملة (The Garden Of Besmelah)». وقام الخطاط المكي محمد طاهر بن عبد القادر الكردي بإفراد قسم في كتابه تاريخ الخط العربي وآدابه أسماه: البسملة وكتابتها الآن وقبل خمسمئة سنة، واتى في دراسته بمقارنة بين البسملات التي خطها أبوالعباس القلقشندي في كتابه صبح الأعشى وبين البسملات التي خطها الخطاط العثماني أحمد قره حصاري، خرج الباحث إلى حتى هناك فرقًا كبيرًا بين الكتابة في زمن القلقشندي (ت: 821 هـ) وبين الكتابة الآن، أبرز الفروق: عثر لكتابة الرحمن والرحيم ثماني صور وللحاء أربع صور وللألف والام والراء ست صور، كما أنه لا أثر للميم والنون في الرحمن ولا أثر للراء في الرحمن الرحيم ولا أثر لسنة الياء في الرحيم، في حين حتى قواعد التشكيل موافقة للقواعد التشكيلية في هذا العصر. بينما البسملات عند حصاري (ت: 963 هـ) كانت كلها متصلة بعضها ببعض، وكان حسن الخط والتشكيل ظاهر فيها، في حدثة بسم كانت الكتابة بسنة واحدة والياء في الرجيم لا سنة لها على خلاف قواعد الكتابة الآن. ساهمت البسملة في حفظ بعض الخطوط من الانقراض، كما وساهمت في إبقاء بعض الخطوط قيد الاستعمال رغم إهمالها وقل استخدامها، من ذلك الخط الكوفي الذي ظل مستخدمًا حتى القرن الحادي عشر الميلادي، وكان الخط الرسمي لكتابة المصاحف، عندما حل خط النسخ بديلًا عنه في كتابة المصاحف قل استخدام هذا الخط، ولكنه حفظ عندما بقيت البسملة في المصاحف مكتوبة بالخط الكوفي. كان خط الطغراء الخط المستعمل توقيعًا وختمًا في البراءات والفرمنات السلطانية، لكن بزوال الدولة العثمانية تضاءل استعمال هذا الخط بشكل كبير جدًا، لكن الخطاطين مازالوا يخطون البسملة به من باب حفظ الأثر ويعدونه من بدائع الخط العربي.

البسملة في المسيحية

استخدم المسيحيون العرب تعبير البسملة في إشارة لعقيدة التثليث، وأخذت عدة تسميات كالبسملة المسيحية أوالبسملة الأنطاكية السريانية. من صيغاتها: «بسم الأب والابن والروح القدس إله واحد يا رب أرحم يا رب بارك آمين». وهي باللغة القبطية تعني باسم، وهي بداية البسملة المسيحية، وفي الطقس القبطي هناك ثلاثة نصوص ليتورجية للبسملة: الأول: «باسم الأب والابن والروح القدس». يُستخدم هذا النص في الرشم بالميرون المقدس بعد المعمودية. الثاني: «باسم الأب والابن والروح القدس الثالوث القدوس المساوي». ويُستخدم في التماجيد، وكذلك في مقدمة الطرح الواطس، معناها: نسجد للأب الصالح وابنه يسوع المسيح والروح القدس المعزي الثالوث القدوس المساوي. الثالث: «باسم الأب والابن والروح القدس، الإله الواحد». وهوأكثر النصوص انتشارًا، ويُستخدم في صلوات المعمودية والخطوبة والأكاليل والقداسات. أي حتى البسملة إما حتى تذكر أقانيم الثالوث القدوس فحسب دون أيَّة إضافة بعدها، أوتذكر الثلاثة أقانيم مضافًا إليها إما تعبير الثالوث القدوس المساوي أوالإله الواحد.

يقول السريان الأنطاكيين أنهم استخدموا البسملة كدلالة على الثالوث الإلهي في المسيحية قبل الإسلام بحوالي ستمائة سنة، فكانوا ينطقونها هكذا: «ܒܫܡ ܐܠܗܐ ܪܚܡܢܐ ܘܪܚܝܡܐ شم ألوهه رحمانوورحيمو». حدثة بسم كان السوريين الأنطاكيين ينطقونها بشم، وحرف الشين يقابله حرف السين في اللغة العربية، ويفسرونها بما يلي: ألوه هوالاسم العبرى للذات الإلهية، رحيموهوالروح القدس، اللهم هوأقرب اسم عربي لـ إيلوهيم وهذا الاسم اتى في بداية العهد القديم الذي يبدأ ببرخومشيخواعليخوملفونو.

معرض الصور

• بسملة على أحد مقابر الصين.

• بسملة بالخط الصيني في شانغهاي.

• «بسم الله الرؤوف الرحيم» مكتوبة على سبيل قبطي.

• بسملة بالخط الكوفي المربع.

• بسملة منحوتة في جدار أحد مساجد سوسة.

• بسملة في حيدر آباد الهندية.

• نماذج من البسملة بتفرعات الخط الكوفي.

• البسملة مكتوبه بخط موصول.

• البسملة مكتوبه على بلاطة في سوريا.

انظر أيضًا

• لفظ منحوت
• حمدلة
• قائمة سور القرآن الكريم
• استعاذة
• آية

هوامش

مراجع

وصلات خارجية

• القول في البسملة
• هل البسملة آية قرآنية
• اختلاف الفهماء في عدِّ البسملة آية من الفاتحة لا يدخل في تحريف القرآن
• أوجه القراءات في البسملة
• البسملة في الاديان التوحيدية (اليهودية، المسيحية، الاسلامية)