منازعة الشرود

منازعة الشرود (بالإنجليزية: Distraction-conflict)‏ مصطلح يُستخدم في فهم النفس الاجتماعي. يُعتبر مصطلح منازعة الشرود بديلًا للمبدأ الأول لنظرية روبرت زايونتس عن التيسير الاجتماعي. يظهر هذا المبدأ الأول محل ترحيب عن نموذج منازعة الشرود. يصيغ زايونتس هذا المبدأ كالآتي: حضور فرد في وسط ما يؤدي إلى نوع من الإثارة، تيسر هذه الإثارة من المهمات المتقنة وتثبط من إمكانية المهمات المعقدة. ينص نموذج منازعة الشرود على الآتي: «ينشأ التنازع في حضور الآخر، بين الانتباه للشخص والانتباه للمهمة». يستدعي نموذج منازعة الشرود هذا التنازع الانتباهي قائلًا إنه مسؤول عن إثارة الذات.

يقع التنازع الانتباهي بين المنبهات الكثيرة عندما تهتم الذات بتكريس الانتباه لكل منبه. يُشار للمهمة البعيدة عن الهدف الأساسي للذات باسم المشتتة. ينشأ النزاع عندما يصير الضغط على الذات للانتباه لكل مدخلاتها متساويًا، مع ضعف قدرة الفرد الإدراكية على تحقيق ذلك.

يطرح البعض حتى نظرية منازعة الشرود تقترح حتى «الشرود أثناء مهمة بسيطة سيحسن من الأداء إذا أثار تنازعًا انتباهيًا». وكما تفيد نظرية التيسير الاجتماعي لزايونتس، تشير نظرية منازعة الشرود إلى تيسير أداء الفرد في مهمة بسيطة بعمل الإثارة، بينما يعيق الشرود أداءه في المهمات المعقدة عند التعرض لنفس المادة المثيرة. يجب على مستوى المشتت حتى يتعلق بالأداء لكي تتفوق فوائد الإثارة على تكاليف الارتباك. قد تكلف منازعة الشرود -بالإضافة للريب الاجتماعي والانتباه للذات- «موارد باهظة لأنها تمتص القدرة الانتباهية».

يتسقط هذا النموذج نشوء الدافع من أي تنازع انتباهي. دعمت الكثير من الدراسات نموذج منازعة الشرود، بنتائجها التي تظهر حتى «المشتتات، مثل الضوضاء أوالومضات، لها نفس التأثيرات الدافعة لأداء المهمة التي يعملها الجمهور». لأن «انتباهنا يُقسَّم بين المهمة ذات الشأن وملاحظة ردود عمل الجمهور» بنفس الكيفية التي يُشتت فيها الفرد من المهمة ذات الشأن بالأصوات أوالومضات الضوئية. يظهر حتى تأثير منازعة الشرود أقوى عند وجود شعور الطوارئ.

النتائج التجريبية الرئيسة

افترض ساندرز وبارون وموور في البحث المبدئي في عام 1978، حتى الخاضعين للتجربة سيشردون عند أداء مهمة ما بحضور الجمهور مقارنة بإتمام العمل وحدهم. أمل الباحثون حتى يوضحوا ذلك خلال مهمة الحدثة المزدوجة.

خضع المشاركون في هذه الدراسة إلى تجارب استباقية، إذ قُدمت الحدثة الدالة في زوجين وحاول المشارك تخمين الحدثة المناسبة المتعلقة بها. خضع المشاركون إلى قائمة تنافسية (قائمة معقدة تكون الحدثة الدالة فيها ذات صلة بعيدة بالأخرى) وقائمة غير تنافسية (قائمة بسيطة بزوجين من الحدثات جميع منهما متعلق بالآخر). أُدخل الجمهور بين التجارب الاختبارية والممارسة.

قيس الأداء بالأخطاء الإجمالية مقسمة على أزواج الحدثات في القائمة. وقيس الشرود بالتقرير الذاتي عن الانتباه للمهمة وأخطاء الاستنادىء. عثر الباحثون حتى حضور الجمهور أعاق الأداء في القائمة المعقدة وساعد الأداء في القائمة البسيطة. أكد ساندرز وبارون وموور حتى تلك البيانات تشير إلى زيادة الشرود في حضور الجمهور. استنتج الباحثون حتى إثارة الخاضعين للتجربة والتأثيرات المصاحبة لذلك كانت بسبب المادة المشتتة إلى حد ما.

تشتيت الآخرين

أثير تساؤل حول هذه النظرية عن المصدر الحقيقي لتشتت الانتباه في حضور الآخرين. طرح ساندرز وبارون وموور حتى الشرود قد يحدث إذا «أرادت الذات الحصول على معلومات بالمقارنة الاجتماعية من الطرف الآخر. أقام الباحثون في التجربة نفس المهمة في ثلاث أحوال مختلفة: وحيدًا، وإجراء المهمة مع إنسان آخر يقوم بنفس المهمة، ومع إنسان آخر يقوم بمهمة مختلفة، وافترضوا حتى الشرود لن يحدث إلا عند أداء الشخص الآخر لنفس المهمة بسبب إثارة هذا الموقف للمقارنة الاجتماعية. افترض الباحثون حتى الأشخاص مشتتون لأنهم يثيرون الاحتياج إلى المقارنة الاجتماعية، لذا يحسن هذا الضغط من تأثيرات التيسير الاجتماعي».

أجرى المشاركون مهمة منسوخة في حالتين. أُخبر البعض حتى الدراسة تدور حول انطباعاتهم عن المهمة، لذا لم يخضع هؤلاء المشاركون إلى ضغط كبير للمقارنة الاجتماعية. بينما أُخبر المشاركون الآخرون عن وجود مفاجأة مؤجلة تتناسب مع أدائهم، ما جعلهم يقارنون أداءهم مع زميل العمل.

وجد ساندرز وبارون وموور حتى المشاركين في التجربة دُفعوا إلى مقارنة أدائهم مع الزملاء، ما سبب الشرود. ولاحظوا حتى تأثيرات التيسير الاجتماعي ارتبطت بهذا الشرود.

النتائج الحديثة

فحص هوغيوت وزملاؤه (1999) تأثير الحضور الاجتماعي في تأثير ستروب. طلب الباحثون من المشاركين في التجربة إنهاء هذه المهمة وحدهم أومع زميل. عمل هذا الزميل على المهمة ببطء، أوبنفس السرعة، أوعمل أسرع من المشارك. عثر الباحثون حتى تدخل ستروب يقل للمشاركين الذين عملوا بنفس سرعة الزميل أويفوقونه في السرعة. تشير النتائج إلى دخول المشاركين في المقارنة الاجتماعية مع الزميل، وهذه المقارنة تثير شرودًا.

وجدت الدراسة التي أجراها مولر وأتزيني وبوتيرا في عام 2004 دليلًا على فرضية التنازع الانتباهي في نموذج منازعة الشرود. كُلف الخاضعون للتجربة عشوائيًا بمهمة في الحالات الآتية: وحيد، وفي حالة مقارنة اجتماعية مع زميل متفوق، وفي حالة مقارنة اجتماعية مع زميل أقل منه أداءً، وطُلب منهم إكمال مهمة بالإشارة لعلامة الدولار «$» في صور متعددة. عثر الباحثون حتى العمل المشهجر قلل الخطأ في حالة المقارنة الاجتماعية مع الزميل المتفوق. يستنتج المؤلفون حتى الزملاء يؤججون المقارنة الاجتماعية، لذا فهم مثيرون.

نقائص نموذج منازعة الشرود

تنتج النقائص الرئيسة من نموذج منازعة الشرود من حدود البيانات والتفسيرات البديلة المتاحة. اعترفت دراسة ساندرز وبارون وموور في عام 1978 حتى الشرود ليس السمة الوحيدة المحفزة للإثارة. ويلاحظون:

المقاييس [الخاصة بالمشتتة] لا تتوافق مع بعضها أومع الأداء، ولا تُنتج اختلافات بين الأحوال، وتفشل في مجاراة توجهات بيانات الأداء ذات الصلة أومراجعتها.

لم يحسم البحث الجاري السبب الأولي لزيادة الدافعية بعزوه للشرود.

المراجع

^ Guerin, B. & Innes, J. M. (1984). "Explanations of social facilitation: A review". Current Psychology. 3 (2): 32–52. doi:10.1007/BF02686548.
^ Baron, R. S. (1986). "Distraction-conflict theory: Progress and problems". Advances in experimental social psychology. 19: 1–39. doi:10.1016/S0065-2601(08)60211-7.
^ Robert S. Baron; Norbert L. Kerr (2003). . Open University Press. صفحة 26. مؤرشف من الأصل في 18 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 18 ديسمبر 2011.
↑ Craig D. Parks; Lawrence J. Sanna (1999). . Westview Press. صفحة 77. مؤرشف من الأصل في 18 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 18 ديسمبر 2011.
↑ Pennington, Donald C. (2002). . صفحة 54. مؤرشف من الأصل في 18 يناير 2020. اطلع عليه بتاريخ 18 ديسمبر 2011.
^ Sanders, G. S.; Baron, R. S. & Moore, D. L. (1978). "Distraction and social comparison as mediators of social facilitation effects". Journal of Experimental Social Psychology. 14 (3): 291–303. doi:10.1016/0022-1031(78)90017-3.
↑ Huguet, P.; Galvaing, M. P.; Monteil, J. M.; Dumas, F. (1999). "Social presence effects in the Stroop task: further evidence for an attentional view of social facilitation" (PDF). Journal of Personality and Social Psychology. 77 (5): 1011. doi:10.1037/0022-3514.77.5.1011. PMID 10573878. مؤرشف من الأصل (PDF) في 02 فبراير 2017. اطلع عليه بتاريخ 30 يناير 2017.
^ Muller, D.; Atzeni, T. & Butera, F. (2004). "Coaction and upward social comparison reduce the illusory conjunction effect: Support for distraction–conflict theory". Journal of Experimental Social Psychology. 40 (5): 659–665. doi:10.1016/j.jesp.2003.12.003.