سايكولوجيا المفارقة
عودة للموسوعةسايكولوجيا المفارقة: هومنهج يهدف إلى تطوير المجال العام لفهم النفس والمعالجة. تضم هذه التطويرات: منهجًا يُعنى خصيصًا بالسقمى «عسيري العلاج» أوالمقاومين للعلاج، وتوفير فهم فهمي يدعم عملية «التغير التلقائي»، وتوحيد الاتجاهات السلوكية والمعهدية والديناميكية النفسية تحت مظلة نظرية واحدة، وتشكيل نموذج فهمي يوضح كيف من الممكن أن يؤثر علاج السلوكيات غير الإجرامية الثانوية (أي الغضب وتدني تقدير الذات والمهارات الاجتماعية الضعيفة... إلخ) على السلوكيات الإجرامية الأولية المستهدفة (غير المستقرة) (أي العنف والسلوك الجنسي الإشكالي وإشعال الحرائق... إلخ).
بالإضافة إلى ذلك، تحل سايكولوجيا المفارقة «اللغز» فيما يتعلق بالطبيعة المعاكسة للفطرة للتداخلات التناقضية. وبذلك، يمثل المنهج الامتداد المنطقي لنظرية التعلق كما وصفها بولبي وآينسوورث.
في حين توجد الكثير من النظريات التي تعالج الجوانب المنفصلة من السلوك والعواطف والتفكير، يركز هذا المنهج على الحقيقة الجلية وهي حتى وجود الإنسان كله «مفارقة حية». تُستنبَط هذه المفارقة من حقيقة أننا نعيش في جسد حيواني، ولكننا نمشي باستقامة و«رؤوسنا تحلق بين الغيوم»، حمضنا النووي مصمم للعمل عبر الغريزة، لكننا ما نزال نفضل حتى نمارس الإرادة الحرة، إننا أذكياء بما يكفي لـ«نعهد أكثر»، لكننا في أغلب الأحيان نكرر أخطاءنا الماضية. على هذا النحو، يمكن القول إذا دراسة «الإنسان بصفته مفارقة» تتوافق كثيرًا مع «جوهرنا» البشري.
المعالجون الكبار
في حين وثّق آدلر أسلوب المفارقة في أوائل عشرينيات القرن المنصرم، كان شرح أسلوبها المعاكس للفطرة أمرًا صعبًا دومًا. وصف آدلر الأسلوب في إحدى المرات بـ«البصق في حساء المريض»، ومعناه حتى هذا الأسلوب امتلك القدرة على التأثير في السلوك دون «إقناع» المريض أومكافأته كي يتغير.
منذ ستينيات القرن الماضي امتدادًا إلى ثمانينياته، أسس الكثير من المعالجين الكبار هذا الأسلوب بنجاح كبير. وضم ذلك: ميلتون إريكسون وفيكتور فرانكل وجاي هالي وسلفادور مينوشين وفريتز بيرلز وآخرون. أثبت الأسلوب قدرته الثابتة (كما وصفها الكثيرون) على إحراز «نتائج مذهلة» لدى السقمى الذين ظهر لديهم عدد كبير من المشاكل السلوكية التخريبية.
الأبحاث
تشير الأبحاث غير المتحيزة إلى حتى الأساليب السلوكية والمعهدية والديناميكية النفسية تُظهِر معدلات نجاح متساوية إحصائيًا عند العمل مع السقمى المتحفزين.
تبينَ حتى تداخلات المفارقة تملك أعلى معدل نجاح مع السقمى المعارضين أوالمقاومين للعلاج.
الأساس المثبت والفهمي
على الرغم من حتى هذا الأسلوب وُثِّق على أنه ناجح عندما يطبق في الحالات المقاومة للعلاج، فقد خسر التأييد في أواخر ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته. ويعود ذلك إلى حقيقة حتى مجال فهم النفس رغب بتقديم نفسه على أنه موجه فهميًا، وشجع على المناهج «المسندة بالدليل». لمّا كانت الآلية والنظرية الكامنة وراء منهج المفارقة بقي «لغزًا غير محلول»، لم يكن هناك مجال لدعم هذا الأسلوب بطريقة موجزة ومنطقية.
مع ذلك، استطاع البروفيسور إيليوت بّي. كابلان مؤخرًا حتى يوفر إطارًا فهميًا بسيطًا يقدم فهمًا أساسيًا لهذا المنهج الذي يظهر معقدًا. أثناء عمله في معالجة المراهقين المصابين بالسلوكيات الجنسية الإشكالية، تمكن من إظهار حتى نموذج مدارات وجاذبية أساسي يسمح لنا بحل الطبيعة المربكة للمنهج. يوضح النموذج حتى العملية بين السلوك والطاقة التكراريين (مدارات) وقوة التعلق (قوة الجاذبية) تُقاس عبر التحالف العلاجي. يجمع النموذج هذا البناء الفهمي ليحدد «العنصر النشط» الذي يسمح للأسلوب حتىقد يكون فعالًا باستمرار في تجريد مقاومة العلاج وتجاوزه.
أحد جوانب المنهج المثير للاهتمام هوالفكاهة والجودة السخيفة للتداخلات المعاكسة للفطرة. عادة ما تكون هذه الفكاهة غير المتسقطة هي ما «يخترق» محاولات المريض المعتادة لإبقاء الطبيب بعيدًا والدفاع ضد العلاج. تضم بعض التداخلات المعروفة جيدًا: وصف الأعراض، وتسقط السلوك والنتائج، والمبالغة في السلوك العرضي، وتخطيط الأعراض وجدولتها... إلخ.
فهم النفس العكسي
يميل أولئك الذين يفتقرون إلى الفهم بعمق تداخلات المفارقة إلى رفض المنهج ببساطة لاعتباره فهم نفس عكسي. في حين قد يظهر جميع من تداخل المفارقة وفهم النفس العكسي متشابهين في الظاهر، فإن أهدافهما الكامنة وتوجههما يختلفان تمامًا عن بعضهما. في فهم النفس العكسي، يأمل الطبيب حتى يتلاعب بالمريض ليتبع جدوله المخطط مسبقًا. (أي يأمر المريض حتى «يمضى لليسار» مخططًا حتى المريض سيقاوم أمره و«يمضى لليمين»).
لكن، يسعى تداخل المفارقة «الخالص» إلى تقوية التحالف دون دافع خفي. ويُجرى ذلك بفهم أنه مع «تبديل الجاذبية والتعلق» سيجري المريض تغييرات تلقائيًا برغبته وإرادته الخاصة. (هنا يعبر الطبيب عن احترام إيجابي غير مشروط. إذ إنه يقر بأن نمط المريض الاعتيادي هو«الذهاب لليسار»، ويقبل حقًا حتى المريض سيتصرف على هذا النمط على الأرجح في المستقبل القريب. ولكن، تناقضيًا بما حتى سلوك المريض أصبح متسقطًا وقُبِلت النتيجة المستقبلية، فإن المريض في موضع يسمح له باتخاذ «اختيار حر» للتراجع عن السلوك المتسقط). الفرق هنا هوحتى تداخل التناقض يدعم قدرة المريض على تحمل مسؤولية أفعاله، في حين يركز فهم النفس العكسي على قدرة الطبيب على خداع المريض، وهوفرق طفيف ولكنه هام. تهجرز فائدة هذا الأسلوب في القدرة على الاقتراب من المريض بطريقة غير مجابهة وغير مهددة، إذ «يفرض» على المريض المقاوم للعلاج تحمل مسؤولية ردود أفعاله وأنماطه المعتادة.
يجب ألا يُستخدم تداخل المفارقة لاستهداف السلوكيات الخطيرة والإجرامية مباشرةً. في مثل هذه الحالات، ينبغي على الأطباء السريريين استخدام تداخلات استراتيجية تستهدف السلوكيات غير الإجرامية الثانوية، التي ستؤثر بالنتيجة على السلوك الأولي غير المستقر المستهدف.
المراجع
- ^ Seligman, Martin E. P. (1995). "The Effectiveness of Psychotherapy: The Consumer Reports Study". American Psychologist. 50 (12): 965–974. doi:10.1037/0003-066X.50.12.965. PMID 8561380.
- ^ Smith, Glass, & Miller (1980). The benefits of psychotherapy. Baltimore MD: Johns Hopkins University Press. صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون (link)
- ^ Sheras, P. L. & Jackson, S. R. (1978) Paradox as an Intervention Strategy with Emotionally Disturbed Adolescents. Paper presented at the Annual Convention of the American Psychological Association, Toronto, Canada, August 1978
- ^ Shoham-Salomon, Avner, & Neeman, (1989) You're changed if you do and changed if you don't; Mechanisms underlying paradoxical interventions, Journal of Consulting and Clinical Psychology, 57, 590-598
- ^ Horvath & Goheen, (1990) Factors mediating the success of defiance and compliance based interventions. Journal of Counseling Psychology, 37, 363-370
- ^ Beuter, Moleiro, & Talebi (2002) Resistance in Psychotherapy: What conclusions are supported by research, Journal of Clinical Psychology, 58 (2), 207-217
التصنيفات: فروع علم النفس, مفارقات, صيانة CS1: أسماء متعددة: قائمة المؤلفون, مقالات يتيمة منذ يناير 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات