الثورات الكردية في تركيا

الثورات الكردية في هجريا (بالإنجليزية: Kurdish rebellions in Turkey)‏ تشير إلى الانتفاضات الكردية القومية في هجريا، التي بدأت مع حرب الاستقلال الهجرية والانتنطق من الإمبراطورية العثمانية إلى دولة هجريا الحديثة وحتى الصراع الهجري الكردي المستمر حاليًا.

اندلعت الثورات الكردية في الأناضول لقرنين من الزمن طبقًا للسجلات العسكرية العثمانية، بينما يُعتقد حتى الاحتجاجات الكردية ملف أغلق في العقود الأخيرة للإمبراطورية العثمانية، يُعتقد حتى الثورات الكردية الحديثة بدأت منذ عام 1922، بنشوء القومية الكردية بموازاة تكوين الدولة الحديثة لهجريا. قاد الشيخ سعيد بيران انتفاضات الاستقلال الكردي لتكوين دولة كردستان في عام 1925، وأخمدت سريعًا بإعدام الشيخ سعيد و36 من أتباعه. سقط عدد من الانتفاضات الكردية في جبل أرارات وخلال تمرد درسيم في عام 1930 و1937. تحدث القنصل البريطاني في طرابزون والمخط الدبلوماسي القريب من درسيم حول العنف غير الشرعي والوحشية الصريحة بالمقارنة بالمذابح الأرمنية في 1915. وخط «آلاف الأكراد، ومنهم نساء وأطفال ذُبحوا، وألقي بالأطفال في نهر الفرات، بينما سقط آلاف الآخرين في مناطق أقل عداءً، فحرموا أولًا من الماشية ومتعلقاتهم، ثم رُحلوا إلى مقاطعات في وسط الأناضول. ويُعتقد حتى السؤال الكردي لم يعد مطروحًا الآن في هجريا.»

يتهم الأكراد الحكومات الهجرية بقمع هويتهم من خلال منع اللغة الكردية في الطباعة والإعلام. افترض أتاتورك حتى وحدة واستقرار البلد مبني على الهوية السياسية الواحدة، فعزم على حصر الاختلافات الثقافية والإثنية إلى المجال الخاص. لكن الأكراد لم يتنازلوا عن هويتهم ولغتهم بسهولة. نشبت الكثير من الصراعات المسلحة بين القوات المسلحة الهجرية وحزب العمال الكردستاني بين ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، مخلفة 35 ألف قتيل. وفرت التحركات الأخيرة للحكومة الهجرية بعض الحقوق والحريات للأكراد، خاصة فيما يخص اللغة الكردية والتعليم والإعلام. ولكن السياسيون الأكراد ما يزالون يشعرون بالضغوطات المفروضة عليهم.

التاريخ

ثورة كوخجيري (1920)

اندلعت أحداث الثورة في عام 1920 في المنطقة الغزيرة بالقزلباش في درسيم، وبينما شنتها قبيلة القزلباش كوخجيري، خطط لها أعضاء منظمة معروفة باسم جمعية تعالي كردستان. فشلت هذه الثورة بالتحديد لعدة أسباب؛ تتمحور أغلبها حول طبيعة الشخصية القزلباشية. في الواقع، ظل كثيرون من زعماء قبائل درسيم يدعمون الكماليين -يعتقدون حتى مصطفى كمال أتاتورك «الحامي» ضد الموجات الدينية السنية، وكان بعضهم من أكراد كورمانسي. اعتبر أغلب الأكراد الكورمانسيين حتى تلك الانتفاضة علاهية محضة، وبالتالي لا تهمهم. انتشر الحديث حول الجمهورية الهجرية الجديدة عقب ثورة كوخجيري، وعن مجلس الأمة الهجري الكبير، بشكل محدود من «الحكم الذاتي» للأكراد في المنطقة الكردية المتمركزة في كردستان. اختفى جميع ذلك في معاهدة لوزان. تحول الأكراد إلى الصراع المسلح من حديث بدافع الإحباط في عام 1925، بقيادة عالم الدين من طائفة الزازا، الشيخ سعيد، ولكنها كانت بتنظيم منظمة كردية قومية جديدة باسم آزادي.

ثورة الشيخ سعيد (1925)

تحتل ثورة الشيخ سعيد مكانة رئيسة في تاريخ التمرد الكردي في هجريا، الثورة التي اندلعت في عام 1925 في منطقة كردستان في هجريا، بقيادة الشيخ سعيد. مهدت العداوات الكمالية والنزعات مفرطة الفهمانية للنظام الهجري وعمليات طمس الهوية الكردية لمزيد من التمرد الكردي. بدأت ثورة الشيخ سعيد في فبراير 1925. اتى أغلب المشاركين الأكراد من المقاتلين من الزازا، وبلغ عددهم 15 ألف مقاتل كردي في لقاءة 52 ألف من قوات الدرك الهجرية. امتدت الثورة في نطاق مقاطعة ديار بكر ومدينة ماردين. كانت ثورة الشيخ سعيد أول ثورة تندلع على نطاق واسع للعرق الكردي في هجريا. نظمت الجمعية الكردية المستقلة آزادي هذه الثورة بصورة أساسية. توجهت نية آزادي نحوتحرير الأكراد من القمع الهجري، وتوفير مناخ من الحرية للأكراد، وتطوير الدولة. انتهى التمرد سريعًا في مارس عام 1925. شُنق الشيخ سعيد وكل القادة المنظمين للثورة في 29 يونيو.

بدأت سلسلة الهجمات على الحاميات الهجرية في بالووملطية بعد سقوط الشيخ عبد الرحمن (شقيق الشيخ سعيد) في عام 1927. استطاع المتمردون السيطرة على مدينتي لايس وبينكل. واحتلوا مرتفعات جنوب أرضروم. استخدمت القوات العسكرية الهجرية غارات جوية ضد الثوار في ماردين. هاجم الثوار منطقة دوغبايزيد. حاول شقيق الشيخ سعيد الانتقام من الحكومة الهجرية بالهجوم على الكثير من القواعد العسكرية الهجرية في كردستان. لم يُنجز شيء دائم. انسحب الثوار بعد التعزيزات العسكرية الهجرية التي وصلت للمنطقة.

فشلت الثورة، وسيطرت حركة إحسان نوري الباشا على مساحة كردية كبيرة في 1929، وانتهت الانتفاضة في عام 1930.

تمرد أرارات

كانت دولة أرارات دولة كردية مزعومة. تقع أرارات في شرق هجريا الحديثة، في مركز مقاطعة آغري. أُعلن عن استقلال جمهورية أرارات في عام 1927، أثناء موجة من تمرد الأكراد في الجنوب الشرقي لهجريا. كان التمرد بقيادة اللواء إحسان نوري الباشا. ولكنها لم تنل الاعتراف من الدول الأخرى، وافتقرت للدعم الدولي.

قصفت القوات الجوية الهجرية مواقع كردية حول جبل أرارات من كافة الاتجاهات بحلول نهاية صيف عام 1930. حطم التفوق العسكري للقوات الجوية الهجرية من عزيمة الأكراد وأدى إلى استسلامهم، طبقًا للواء إحسان نوري الباشا. قُمع تمرد زيلان في 13 يوليو. استخدمت القوات الجوية الهجرية سربًا مكونًا من 10-15 مقاتلة جوية لسحق الثورة. أسقط الأكراد طائرتين هجريتين في 16 يوليووأعدموا طياريها. استمر القصف الجوي لعدة أيام، ما أجبر القوات الكردية على الانسحاب إلى ارتفاعخمسة آلاف متر. دمر القصف الهجري عددًا من الحصون الكردية بحلول 21 يوليو. زحفت القوات الهجرية خلال هذه العمليات بنحو66 ألف جندي و100 طائرة حربية. انتهت الحملة الممنهجة ضد الأكراد في 17 سبتمبر عام 1930. هُزمت انتفاضة أرارات في عام 1931، واستمرت السيطرة الهجرية على المنطقة.

الإجراءات الحكومية بعد 1937

فُرضت الأحكام العهدية على الجنوب الشرقي للأناضول بعد قمع آخر الثورات الكردية في 1937. شجعت الحكومة الهجرية استقرار ألبان كوسوفووالآشوريون في المنطقة الكردية بعد تدمير القرى والترحيل الجماعي؛ لتغيير المزيج الإثني للمنطقة. اتخذ الجيش الهجري هذه الإجراءات بعد الثورات الأعنف من الانتفاضات السابقة. رُحل وذُبح ما يزيد عن 1.5 مليون كردي بين عامي 1925 و1938، طبقًا لتصريحات الحزب الشيوعي الكردي. أُشعلت النيران في القرى والأبنية لقمع السكان الأكراد. مُنع الأجانب من زيارة المنطقة الواقعة شرق الفرات بالكامل حتى عام عام 1965 لمنع أي تأثير سلبي على السمعة الدولية لهجريا، وحتى عام 1950 ظلت المنطقة تحت الحصار العسكري. جُرمت اللغة الكردية وأزيلت حدثات مثل «الأكراد» و«كردستان» من القواميس وخط التاريخ، وأشير للأكراد بقلب «أتراك الجبال».

«الأتراك، الذين يصارعون مؤخرًا لنيل الحرية، اصطدموا بالأكراد، الذين يسعون لحريتهم. يستغرب المرء من تحول القومية الدفاعية إلى قومية عنيفة، ويتحول القتال على الحرية إلى سيطرة على الآخرين.» -جواهر لال نهرو، ردًا على الثورات الكردية في الدولة الهجرية المبكرة.

الصراع الكردي الهجري (1978-الآن)

بُعثت الإثنية الكردية في سبعينيات القرن الماضي عندما اشتبك اليسار واليمين في السياسة الهجرية، وشُكل حزب العمال الكردستاني الماركسي للمطالبة بدولة كردية مستقلة. أعرب حزب العمال الكردستاني عن أهدافه لتحرير أجزاء من كردستان من القمع الاستعماري وتأسيس دولة كردستان الاشتراكية المستقلة المتحدة. جذبت تلك الفكرة القطاعات الفقيرة من الشعب الكردي وأصبح حزب العمال الحزب الوحيد الذي لا تهيمن عليه الروابط القبلية. افتخر رئيس الحزب، عبد الله أوجلان، بأصوله المتواضعة. اتسم الصراع بمعاداة الاستعمار، وبالتالي توجه العنف على المتعاونين، مثل زعماء القبائل الكردية، الذين يشتهرون بالولاء للدولة الهجرية، وضد المنظمات المتنافسة أيضًا.

أدى الانقلاب العسكري في 1980 إلى فترة من القمع وإبادة أغلب المنظمات اليسارية الكردية. نجى من تلك الحملات حزب العمال الكردستاني وحده، وتوسع بعد الانقلاب. بدأ الحزب حرب عصابات بسلسلة من الهجمات على القوات الهجرية وأقسام الشرطة، وبسبب مقاومته لتحدي الجيش الهجري اكتسب شعبية في صفوف الشعب الكردي. أقام الحزب إدارته الخاصة في المناطق الريفية في مستهل 1990. تغيرت أهداف الحزب في هذه الأثناء من الاستقلال الكردي الكامل إلى مناقشات للتسوية مع الحكومة الهجرية، خاصة بعد وعود غير مباشرة من الرئيس توركوت أوزال. كثفت القوات العسكرية الهجرية حملاتها على قواعد حزب العمال الكردستانية بعد وفاة أوزال المفاجئة. نجحت تلك الإجراءات في عزل حزب العمال الكردستاني عن المدنيين، وتقليل حروب العصابات على الجبال. أدى الضغط الهجري على سوريا إلى طرد أوجلان واعتنطقه على يد القوات الخاصة الهجرية في كينيا عام 1999. خُففت الأوضاع وبدأ وقف إطلاق النار في عام 2014، ولكن بدأ النزاع من حديث بسبب حصار كوباني.

شرعت هجريا ببرنامج الاستيعاب القسري للشعب الكردي في ثمانينيات القرن الماضي. وبلغت تلك الحملات ذروتها في عام 1984 عندما بدأ حزب العمال الكردستاني بالتمرد ضد الحكم الهجري والهجوم على الأهداف العسكرية والمدنية الهجرية. قُتل نحو37 ألف إنسان منذ بداية العمليات العسكرية لحزب العمال الكردستاني. ولكن مع تغير الأوضاع ووصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة، تحسنت الأوضاع. وتقلص الصراع إلى 3000 مقاتل فقط.

المراجع

^ Birand, Mehmet Ali (2008-01-03). "How many Kurdish uprisings till today?". صحيفة حريت. اطلع عليه بتاريخ 30 يوليو2008. ^{[وصلة مكسورة]} Translated from Turkish by Nuran İnanç.
^ "16. Turkey/Kurds (1922-present)". uca.edu. مؤرشف من الأصل في 19 أبريل 2019. اطلع عليه بتاريخ 27 أغسطس 2018.
^ (Olson 2000)
^ (Olson 1989)
^ Martin van Bruinessen. "Genocide in Kurdistan? The Suppression of the Dersim Rebellion in Turkey (1937-38) and the Chemical War Against the Iraqi Kurds (1988)". مؤرشف من الأصل في 26 أكتوبر 2019.
^ "Kurds". A Country Study: Turkey. مخطة الكونغرس. January 1995. مؤرشف من الأصل في 12 أكتوبر 2017.
^ Associated Press (2007-02-23). "Turks Charge Kurd With Inciting Hatred". Washington Post. صفحات A12. مؤرشف من الأصل في 20 أكتوبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 01 أغسطس 2008.
^ (van Bruinessen 1978, p. 446) (footnote 35) and (Olson 1989, pp. 26–33)
^ (van Bruinessen 1978, pp. 374–75)
^ (Olson 2000, p. 79)
^ (Olson 2000, p. 82)
^ (Olson 2000, p. 86)
^ (Olson 2000, p. 88)
^ Abdulla, Mufid (2007-10-26). "The Kurdish issue in Turkey need political solution". Kurdish Media. مؤرشف من الأصل في 28 ديسمبر 2007. اطلع عليه بتاريخ 01 أغسطس 2008.
^ Dahlman, Carl (2002). "The Political Geography of Kurdistan" (PDF). Eurasian Geography and Economics. 43 (4): 271–299. doi:10.2747/1538-7216.43.4.271. مؤرشف من الأصل (PDF) في 03 أكتوبر 2008. اطلع عليه بتاريخ 30 يونيو2008.
^ Gérard Chaliand, A.R. Ghassemlou, M. Pallis, A People Without A Country, 256 pp., Zed Books, 1992, (ردمك 1-85649-194-3), p.58
^ Pike, John (2004-05-21). "Kurdistan Workers' Party (PKK)". اتحاد الفهماء الأمريكيين. مؤرشف من الأصل في 20 نوفمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 23 أغسطس 2008.
^ van Bruinessen, Martin. The Kurdish movement: issues, organization, mobilization نسخة محفوظة 2011-07-24 على مسقط واي باك مشين., Newsletter of the Friends of the International Institute for Social History, No.8, 2004, pp.6-8
^ Hassanpour, Amir (1992). "Kurdish Language Policy in Turkey". Nationalism and Language in Kurdistan 1918-1985. Edwin Mellon Press. صفحات 132–136, 150–152. اطلع عليه بتاريخ 23 أغسطس 2008.
^ "Turkish forces on high alert against PKK attacks". وكالة أنباء شينخوا. China Daily. 2007-10-19. مؤرشف من الأصل في 12 أكتوبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 23 أغسطس 2008.