الحد من وطأة الانحياز المعرفي

عودة للموسوعة

تهدف طرق الحد من وطأة الانحياز المعهدي إلى منع وتخفيف الآثار السلبية للانحيازات المعهدية –وهي مؤثرات تلقائية لاشعورية تؤثر بالسلب على حكم الإنسان وإتخاذ القرارات، مما يدفع بالإنسان إلى ارتكاب أخطاء إستدلالية.

ونادرًا ما قد نجد نظرية شاملة موحدة في التعامل والحد من تأثير الانحيازات المعهدية. وتختص هذه الموضوعة بذكر أدوات التخفيف من آثار تلك الانحيازات، والطرق والأطروحات والمبادرات الأخرى في المجالات الأكاديمية والمهنية والتي تهتم بدراسة كفاءة قدرة الاستدلال البشري، التي تقترن بالانحيازات المعهدية وطرق الحد منها. وبذلك نرى حتى معظم تلك النظريات تتعامل مع تلك المسألة بشكل ضمني عوضًا عن لقاءتها مباشرة.

ساهم النقاش الدائم حول قدرة البشر على اتخاذ القرارات على تطور النظريات والمناهج التي تعني بالحد من الانحيازات. ويتجلى لنا من هذا النقاش التباين الواضح بين النموذج المثالي المتمثل في العامل الاقتصادي العقلاني، وبين الإنسان المقيد باحتياجاته الاجتماعية ودوافعه الشخصية. وكذلك نرى التباين واضحًا بين الطرق التي تسعى إلى تحليل وتسقط تصرفات البشر وعملية اتخاذ القرارات، وبين الطرق التجريبية (التي تعتمد على الحدس المهني) والتي هجرز على الحالات العاطفية بصفة أكبر. وتختص هذه الموضوعة بالمواضيع التي يحوم حولها هذا النقاش.

إطار النقاش

من خلال عدد ضخم من الأدلة تم إثبات حتى السمة المشهجرة التي تتميز بها الانحيازات المعهدية أنها تظهر بشكل تلقائي ولاشعوري على نطاق واسع من عمليات الاستدلال البشرية. وبالتالي فحتى وإن كان الإنسان واعيًا بوجود هذه الانحيازات، فهيهات له حتى يرصدها في تصرفاته، ناهيك عن حتى يحد منها بمساعدة عقله الواعي فحسب.

تأثير الانحيازات المعهدية في العالم الواقعي

وتوجد عدة دراسات تربط بشكل صريح بين الانحيازات المعهدية وبين وقائع حدثت في العالم الواقعي آلت إلى نتائج سلبية. ومن أمثلتها:

  • تناولت إحدى الدراسات الانحياز المعهدي بصفته عامل محتمل في حدوث مشاكل على مستوى كارثي. حيث بحثت تلك الدراسة في مسببات فقدان عدة أفراد خلال يومين متتاليين من مجموعتين في رحلة استكشافية أعلى جبل إفرست عام 1996. وتوصلت تلك الدراسة إلى حتى عدة انحيازات معهدية كان لها دورًا في تطور الوضع على الجبل، إلى جانب ردود أفعال بشرية أخرى. فقد كانت هذه الحادثة مثالًا على وجود أشخاص محترفين ومخضرمين ومدربين على أعلى مستوى، إلا أنهم خالفوا قواعد مهنتهم. وقد نستنتج من الأدلة المعطاة حتى أفعالهم كانت تحت تأثير الثقة المبالغة، ومغالطة التكلفة الغارقة، ومغالطة الاعتماد على الحدس، وربما عدة انحيازات أخرى. ونتيجة لذلك لاقىخمسة أشخاص (ومن بينهم قائدا المجموعتين) حتفهم بالرغم من تلقيهم تحذيرات إرشادية قبل طلوع الجبل وفي أثناءه. وإلى جانب الأخطاء التي ارتكبها قادة الرحلة، فقد عدل بقية أعضاء المجموعة عن الإصرار على إتباع الإرشادات والقواعد، وذلك على الرغم من معهدتهم بالأخطار التي قد تلحق بهم إذا ما أذعنوا إلى قرارات قادتهم.
  • وفي إحدى الدراسات حول مسقط «MarketBeat» (وهومسقط أوصفحة رقمية يزعم أنه يساعد مستخدميه في إتخاذ قرارات اقتصادية سليمة من خلال متابعة تطورات السوق)، توصل الباحثون الألمان إلى دور الانحيازات المعهدية المحتمل في حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية بداية من عام 2007. حيث استنتج الباحثون حتى الخبرة العريقة التي كان يتمتع بها خبراء البورصة والتجار جعلتهم يتجاهلون العلامات المميزة التي تخالف تسقطاتهم واعتقادهم بأن الوضع الراهن يفترض أن يظل كما هو. فقد تأثرت عقولهم بحالة مستعصية من الانحياز التأكيدي، وبالتعاون مع تأثير الثقة المبالغة وانحياز الوضع الراهن، فقد حجبت جميع هذه العوامل العلامات التي تشير إلى انهيار اقتصادي عن أعين الخبراء، حتى وإن كانت ظاهرة جلية أمام العامة من الناس.
  • وبصفة مماثلة تتضح الرؤية في أحد الأوراق البحثية المنشورة من قبل دانيال كانمان (عالم الاقتصاد حائز على جائزة نوبل)، والتي وضح فيها حتى أداء المديرين الماليين المخضرمين لا يختلف كثيرًا عن الحظ. وذلك إلى حد كبير بسبب جميع العوامل المذكورة في الفقرة السابقة. وقد أشار كانمان إلى تلك الظاهرة باسم «وهم المهارة».

وهنالك الكثير من الامثلة الجمة على حوادث توصلت التحقيقات حولها حتى الخطأ البشري كان السبب المركزي في حدوث نتائج كارثية محتملة أومؤكدة. ويُعد تأثير الانحيازات المعهدية تفسيرًا منطقيًا في مثل هذه الظروف. ومن بين هذه الأمثلة:

  • حادثة «طيران كندا رحلة رقم 143» (أوما تعهد أيضًا بـ«Gimli Glider»): في يوليو23، عام 1983، نفد الوقود من الطائرة المتجهة من مونتريال إلى إدمونتون وهي تحلق على ازدياد 41,000 قدمًا (12,500 مترًا) فوق مقاطعة مانيتوبا، وذلك بسبب خطأ في حساب الوقود اللازم قبل الانطلاق. وبعد التحقيقات حول هذه الحادثة، تبين لنا حتى سببها هوحتى الطاقم البري تصرف بناءً على سلسلة من الافتراضات غير المؤكدة. واستطاع طاقم الطيران إنقاذ الطائرة بركابها بعدما نجحوا في تحديد مسقط مدرج هبوط مهجور تابع للقوات الكندية الجوية بالقرب من جيملي، مانيتوبا، فهمًا بأن كلًا من الراديووالرادار وجميع وسائل الملاحة المساعدة لم تكن تعمل نظرًا لغياب الطاقة، ولم يكن بيد طاقم الطائرة حيلة سوى أنظمة التحكم اليدوية. ومع غياب طاقة المحرك، ومع وجود نظام المكابح اليدوية فقط، تمكن الطيار من عملية الهبوط بنجاح، واستطاع حتى يوقف الطائرة بدون أي خسائر في الأرواح (61 راكب بالإضافة إلى طاقم الطائرة). ونجحت عملية الهبوط نتيجة لمهارة الطيار أولًا (فقد كان لديه خبرة في التعامل مع مثل هذه الظروف)، وبفضل الحظ الجيد ثانيًا (فقد تصادف حتى طاقم الطائرة يعهد بوجود مدرج الهبوط المهجور). لم يلق أحد مصرعه في هذه الرحلة، والأضرار التي لحقت بالطائرة كانت متواضعة. وبفضل نجاة طاقم الطائرة الذي استوعب جسامة الخطأ المرتكب، تم إعلام السلطات المعنية بأسباب الحادثة والإصلاحات اللازمة في إجراءات تزويد الطائرات بالوقود.
  • ضياع «مسبار المريخ المداري»: في سبتمبر 23، عام 1999، كان المسبار يحلق على ازدياد منخفض جدًا من المريخ، ومن ثم فُقِد أثره. وقد وصفت ناسا سبب الحادثة الممنهج بالفشل النظامي، حيث حتى الأسباب المباشرة لهذا الحادث حتى عدة فرق مساهمة في تلك المهمة تصرفت بناءً على افتراضات غير مؤكدة بخصوص الخلط بين الوحدات المترية والوحدات البريطانية المستخدمة في عدة أنظمة على متن تلك المركبة. ولك حتى تتخيل حتى حشدًا من الانحيازات المعهدية كان تلعب دورها في تطور هذا الموقف، ومنها: الانحياز التأكيدي، وانحياز الإدراك المتأخر، وتأثير الثقة المبالغة، وانحياز الفهم الفورية، وكذلك أيضًا النقطة العمياء للتحيز (وهوحتى يتهم أحدهم غيره بالوقوع في انحيازات معهدية دون حتى يدرك انحيازاته الخاصة).
  • حادثة منجم سوليفان: التي سقطت في مايو18، عام 2006، وفيها توفي اثنان من خبراء حفر المناجم، وكذلك اثنان من أطباء الإسعافات بداخل منجم سوليفان المهجور الواقع في كولومبيا البريطانية، كندا، وذلك على الرغم من التدريبات التي تلقوها عن الإجراءات الوقائية. وقد كان الحادث نتيجة عدم إدراكهم أنهم كانوا تحت ظروف مهددة للحياة، رغم أنه بعد التفكير مليًا في الحادث، كانت هذه الظروف واضحة تمامًا أمامهم. ولقى أول الضحايا حتفه بعدما تعذر عليه حتى يميز الجوالخانق في قاع البركة الواقعة داخل سقيفة العينات، والتي يمكن الوصول إليها بواسطة سلم متنقل. ومن ثم لاقى الثلاثة الآخرون مصرعهم بنفس الكيفية تمامًا، حيث حتى كلًا منهم تجاهل جميع الأدلة التي أدت إلى وفاة الضحية التي سبقته إلى قاع البركة. وتأثير الانحياز التأكيدي وحده كفيل بجعلهم يتخذون هذا القرار الطائش، ولكن من المرجح كذلك حتى تأثير بعض الانحيازات الأخرى كان له دوره في الحادث.
  • حادثة فشل نظام إسعاف لندن عام 1992: وفيها تعطلت عدة أنظمة إسعاف حاسوبية، مما أدى إلى تأخر وصول سيارات الإسعاف إلى المسقط، حيث تم الإبلاغ عن عدة حالات وفاة بسبب هذه التأخيرات. وكان تأثير هذا العطب النظامي جسيمًا، حيث حتى الإسعاف كان يتأخر أحيانًا لمدة تصل إلى 11 ساعة مما أدى إلى ما يقارب 30 حالة وفاة كان يمكن منعها، بالإضافة إلى المئات من الإجرائات الطبية المتأخرة. وتعد هذه الحادثة مثالًا على مشاريع تطوير أنظمة حاسوبية ضخمة تظهر عليها عدة عيوب جسيمة من حيث التخطيط، والتصميم، والتطبيق، والاختبار، والتوظيف، والصيانة الدورية.
  • يروي أتول قواندي (أحد المحترفين البارزين في المجال الطبي) نبأ المبادرة التي نُفذت في أحد المستشفيات الكبرى في الولايات المتحدة، وذلك بعدما أظهرت نتائج اختبارات الجودة حتى الجراحين كانوا يتناسون أحد الإجراءات الوقائية الخمسة على الأقل في ثلث العمليات الجراحية. وبناءً عليه تكلف المسقمين مسؤولية مراقبة وملاحقة الجراحين الذين يتناسون أي خطوات لازمة من بين قائمة الإجراءات الموجهة نحوتقليل معدل الإصابة بالعدوى. ونتيجة لهذا الإصلاحات الإدارية، فقد انخفض معدل حدوث العدوى من 11% إلى 0%، وتم تفادي حدوثثمانية حالات وفاة، بالإضافة إلى تجنب خسائرمالية تقدر بمليوني دولا.
  • وبالإضافة إلى القائمة السابقة، فهنالك الكثير من الأمثلة التي لا تحصى عن الأخطاء البشرية والانحيازات المعهدية التي تسببت أوكان يمكن حتى تتسبب في وقوع خسائر جسيمة، مثل: حادثة الانصهار النووي في مفاعل جزيرة ثري مايل، حادثة فقدان مكوك تشالينجر، انفجار مفاعل تشيرنوبل النووي، سقوط طائرة ركاب إيران للطيران، والاستجابة غير ملائمة لكارثة إعصار كاترينا، والقائمة تطول.

وجميع الانحيازات المعهدية التي نعهدها حتى الآن، والتي تقارب في عددها المائة، من المحتمل حتى تتسبب في وقوع نتائج سلبية، إلا أنها نادرًا ما تكون بنفس جسامة وخطورة الأمثلة السابق ذكرها. وإليك قائمة مختارة من أشهر الأمثلة على تلك الانحيازات وأكثرها شيوعًا بناءً على الدراسات المتعددة:

  • الانحياز التأكيدي: وهوميل الفرد إلى انتقاء المعلومات التي تعزز أوتدعم نظرياته أومعتقداته المسبقة، وتجاهل جميع المعلومات والدلائل التي تتناقض معها. على سبيل المثال: الإنصات إلى طرف واحد فقط في النقاشات السياسية، أورفض القبول بحقيقة حتى الوظيفة التي تعمل بها صارت غير مطلوبة.
  • تأثير سياق الكلام: وهوميل الفرد إلى أخذ أحكام وقرارات بناءً على الكيفية التي استقبل بها المعلومات والمعطيات، وليس بناءً على محتواها الحقيقي. فمثلًا، قد يمتنع أحدهم عن إجراء عملية جراحية ما بعدما يخبره أحدهم حتى هذه العملية قد تفشل بنسبة 10%، وذلك رغم أنه قد يقتنع بذات العملية عندما يعهد حتى نسبة نجاحها 90%، أوعندما يمتنع أحدهم من حتى يوافق على اختيار «متبرع أعضاء» أثناء إجراءات تجديد رخصة القيادة عند فهمه بأن الاختيار الافتراضي هو«كلا».
  • انحياز الارتساء: وهوميل الفرد إلى التشبث بأول ما يتلقى من المعلومات، والاستناد عليها في إتخاذ القرارات بصفة مبالغ فيها. فمثلًا: قد يقتنع أحدهم على الفور بالثمن الذي يمليه عليه سمسار العقارات دون حتى يتحقق من القيمة الحقيقية للعقار.
  • مغالطة المقامر (أوانحياز التكلفة الغارقة): هوعندما يتعذر على أحدهم حتى يراجع تسقطاته وتطلعاته عندما ينقلب به الحال. فمثلًا: قد يشتري أحدهم جزءًا كبيرًا من أسهم شركة معينة، ومن ثم يكتشف أنها على حافة الخسارة العاجلة، لكنه يرفض حتى يبيع حصصه من الأسهم خوفًا من ضياع استثماراته. أوعندما يصر أحدهم حتى يشاهد فيلمًا لا يعجبه لا لشئ سوى أنه دفع ثمن التذكرة بالعمل ولا يريد حتى يخسر شيئًا، رغم أنه سواء شاء حتى يشاهد الفيلم أم لا فذلك لا يغير من قيمة التكلفة غير المستردة. أوعندما يصر أحدهم حتى يستمر في لعب القمار رغم أنه خسر الكثير من المال بالعمل.
  • انحياز التجارب التمثيلية: هوميل الفرد إلى حتى يصدر أحكامًا بشأن انتماء فرد ما إلى طائفة معينة بناءً على عدة صفات ظاهرية، وذلك دون حتى يتحقق من معدل ظهور تلك الصفات. فمثلًا: قد يعتقد أحدهم أنه من المحال حتى ينتهي به المطاف مدمنًا للكحوليات لأنه يفتقر إلى بضعة سمات من الصورة النمطية عن مدمن الكحول. أوقد يعتقد إنسان آخر أنه من المحتمل حتى يفوز باليناصيب لأنه اقتنى التذاكر من نفس البائع الذي اقتنى منه الفائز باليناصيب السابق.
  • تأثير الهالة: هوميل الفرد إلى تعظيم قدرات إنسان ما وإسناد صفات إيجابية غير مؤكدة إليه بناءً على ملاحظة صفة أوقدرة معينة. فمثلًا: قد يظن البعض حتى الشخص الذي يتمتع بالطول والوسامة هوبالضرورة إنسان ذكي وطيب.
  • انحياز الإدراك المتأخر: هوعندما يظن أحدهم بأن قراراته وآرائه كانت صائبة من البداية بعد وقوع وقع مهم، رغم أنها لم تكن كذلك. فمثلًا: قد يزعم أحدهم أنه أول من كان يتسقط خسارة فريق فانكوفر في كأس

ستانلي عام 2011 (فقد خانته الذاكرة وجعلته يظن حقًا أنه عملا ذلك حقًا حتى وإن لم يعمل). أوعندما يتشدق أحدهم بأنه "وحده من كان يعهد مسببات وقوع الأزمة الاقتصادية من البداية ولكن لم يصدقه أحد".

  • انحياز الفهم الفورية: هوميل الفرد إلى تصديق الأحداث التي يتذكرها بسهولة عوضًا عن تلك التي ليست حاضرة في ذهنه. فمثلًا: عندما يؤكد أحد أعضاء الاجتماع حتى جميع المعلومات التي يفترض أن تنطق مملة للغاية، وذلك بناءً على آخر اجتماع حاضر في ذهنه (حتى وإن كان موضوع الاجتماع السابق مختلف).
  • تأثير الرواج (أوتأثير عربة السيرك المتحركة): هوميل الفرد إلى الانصياع إلى الآراء والمعتقدات الرائجة أوالشعبية، أوإتباع معتقدات الآخرين دون تفكير. فمثلًا: قد يصوت أحدهم لأحد المرشحين لمنصب سياسي لا لشئ سوى حتى والده كان يؤيد الحزب المنتمي لهدون انقطاع. أوعندما يمتنع أحدهم من لقاءة المتنمرين لا لشئ سوى حتى زملائه واقفين لا يحركون ساكنًا مثله تمامًا.

الطرق الحديثة

يعكف عدد متزايد من الأكاديميين والمجالات المهنية على إيجاد طرق للحد من تأثير الانحيازات المعهدية. وما يلي هووصف تام لجميع الافتراضات، والنظريات، والطرق، والنتائج المدروسة في المجالات المهتمة بدراسة قدرات الإنسان الإستدلالية، والتي تعني من قريب أومن بعيد بالحد من تأثير الانحيازات المعهدية من حيث المبدأ والتطبيق. ونرتيب الملخص التالي يعتمد على تطور تلك الأساليب والنظريات عبر التاريخ، إلأ أنها في الواقع قد تتشابك مع بعضها بشكل ملحوظ.

نظرية القرار

نظرية القرار هي فهم يعود في جذوره إلى فهم الاقتصاد الكلاسيكي المستحدث، وهويقتصر في مجال اختصاصه على قدرات الإستدلال البشرية، والأحكام، والاختيارات، والقرارات التي قد يتخذها المرء تحت ظروف مختلفة. وأساس النظرية يعتمد على تصور وتسقط تصرف إنسان ما إذا ما عرض عليه حتى يشارك في لعبة تمنح لاعبيها فرصة واحدة للفوز، وفيها يتعامل طرفين مع بعضهما مع الفهم بوجود معطيات مكتملة أوغير مكتملة. والأساس النظري هنا هوافتراض حتى جميع المشاركين في اللعبة هم أمثلة على العامل العقلاني المثالي، الذي يسعى بشتى الطرق إلى أعلى مكسب اقتصادي ممكن بناءً على الاختيارات المتاحة، وحتى يتحقق له ذلك فهويستخدم جميع الطرق التحليلية المتاحة مثل الرياضيات، والاحتمالات، والإحصاء، والمنطق، وذلك باستخدام قدرات ذهنية محدودة.

وتهتم نظرية القرار المعيارية بالقرارات التي يجب على الأفراد حتى يتخذوها بغرض تحقيق أعلى مكسب أومنفعة. وهذا النهج لا يحاكي بأي شكل من الأشكال العوامل اللاشعورية التي يتحكم بها العقل الباطن (على سبيل المثال: الانحيازات المعهدية)، أي حتى تلك النظرية تفترض حتى جميع قرارات الأفراد هي قرارات واعية وعقلانية. ومن ثم يتعامل المنخرطون في هذا المجال مع أي حيود عن السلوك المعتاد الذي يسلكه العامل العقلاني على أنها «أخطاء غير عقلانية» وعليه فيجب على متخذي القرار حتى يلتزموا بالامتثال إلى النموذج المثالي من العامل العقلاني. إلا حتى تلك النظرية لا توفر أي طريقة أونهج للمساعدة في تحقيق هذا الهدف. أما نظرية القرار الإيجابية، أوالوصفية، فهي تهتم بدراسة ما يعمله البشر حقًا: حيث حتى الممارسين في هذا المجال يقرون بأنه من الصعب التخلي عن تلك التصرفات غير العقلانية. ورغم حتى بعضهم يوعزون تلك التصرفات إلى دوافع البشر وانحيازاتهم، إلا أنهم لا يتناولون تلك العوامل بشكل صريح في نظرياتهم.

المراجع

  1. Ariely, D. (2008). Predictably Irrational: The Hidden Forces That Shape Our Decisions, Harper Collins.
  2. Epley, N.; Gilovich, T. (2006). "The Anchoring-and-Adjustment Heuristic: Why the Adjustments are Insufficient". Psychological Science. 17 (4): 311–318. doi:10.1111/j.1467-9280.2006.01704.x. PMID 16623688.
  3. Gigerenzer, G. (2006). "Bounded and Rational." Contemporary Debates in Cognitive Science. R. J. Stainton, Blackwell Publishing: 115–133.
  4. Gilovich, T. (1991). How We Know What Isn't So: The Fallibility of Human Reason in Everyday Life. New York, NY, The Free Press.
  5. Hammond, J. S.; Keeney, R. L.; et al. (2006). "The Hidden Traps in Decision Making". Harvard Business Review. 84 (1): 118–126.
  6. Haselton, M. G., D. Nettie, et al. (2005). The Evolution of Cognitive Bias. Handbook of Evolutionary Psychology. D. M. Buss. Hoboken, Wiley: 724–746.
  7. Henrich; et al. (2010). "Markets, Religion, Community Size, and the Evolution of Fairness and Punishment". Science. 327 (5972): 1480–1484. CiteSeerX = 10.1.1.714.7830 10.1.1.714.7830. doi:10.1126/science.1182238. PMID 20299588.
  8. Lerher, J. (2009). How We Decide. New York, NY, Houghton Mifflin Harcourt.
  9. Nozick, R. (1993). The Nature of Rationality. Ewing, NJ, Princeton University Press.
  10. Schacter, D. L. (1999). "The Seven Sins of Memory: Insights From Psychology and Cognitive Neuroscience". American Psychologist. 54 (3): 182–203. doi:10.1037/0003-066x.54.3.182. PMID 10199218.
  11. ^ Morewedge, Carey K.; Kahneman, Daniel (October 2010). "Associative processes in intuitive judgment". Trends in Cognitive Sciences. 14 (10): 435–440. doi:10.1016/j.tics.2010.07.004. PMC 5378157. PMID 20696611.
  12. ^ Roberto, M. A. (2002). "Lessons from Everest: The Interaction of Cognitive Bias, Psychological, Safety and System Complexity." California Management Review (2002) 45(1): 136–158.
  13. ^ Knauff, M.; Budeck, C.; Wolf, A. G.; Hamburger, K. (2010). "The Illogicality of Stock-Brokers: Psychological Experiments on the Effects of Prior Knowledge and Belief Biases on Logical Reasoning in Stock Trading". PLoS ONE. 5 (10): e13483. doi:10.1371/journal.pone.0013483. PMC 2956684. PMID 20976157.
  14. ^ Kahneman, D. (2011). Thinking, Fast and Slow, Doubleday Canada.
  15. ^ Stephenson, Arthur G.; LaPiana, Lia S.; Mulville, Daniel R.; Rutledge, Peter J.; Bauer, Frank H.; Folta, David; Dukeman, Greg A.; Sackheim, Robert et al (1999-11-10). "Mars Climate Orbiter Mishap Investigation Board Phase I Report." National Air and Space Administration.
  16. ^ British Columbia Ministry of Energy, Mines and Petroleum Resources: Sullivan Mine Accident Report, May 17, 2006.
  17. Beynon-Davies, P., "Information systems `failure': case of the LASCAD project", European Journal of Information Systems, 1995.
  18. ^ Mann, C. C. (2002). "Why Software is So Bad." Technology Review, MIT, July 2002.
  19. ^ Stacy, W.; MacMillan, J. (1995). "Cognitive Bias in Software Engineering". Communications of the ACM. 38 (6): 57–63. doi:10.1145/203241.203256.
  20. ^ Kahneman, D.; Thaler, R. (2006). "Utility Maximization and Experienced Utility". Journal of Economic Perspectives. 20 (1): 221–234. doi:10.1257/089533006776526076.
  21. ^ Frey, B.; Stutzer, A. (2002). "What Can Economists Learn from Happiness Research?". Journal of Economic Literature. 40 (2): 402–35. doi:10.1257/002205102320161320
  22. ^ Kahneman, D. (2000). "Experienced Utility and Objective Happiness: A Moment-Based Approach." Chapter 37 in: D. Kahneman and A. Tversky (Eds.) "Choices, Values and Frames." New York: Cambridge University Press and the Russell Sage Foundation, 1999.
تاريخ النشر: 2020-06-01 19:17:28
التصنيفات: انحيازات معرفية, بوابة تفكير/مقالات متعلقة, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, بوابة منطق/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تحت الطبع.. «إضاءات حول التنزيل الحكيم» عن دار غراب للنشر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:33
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 64%

نجوم الصف الأول.. تفاصيل حلقات عيد الأضحى على قنوات المتحدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:19
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

أشرف زكى: فخور بعودة مصر لرئاسة اتحاد الإذاعات الاسلامية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:18
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 68%

«عبد الناصر والذين كانوا معه».. كتاب على مائدة ثقافة الدقهلية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:33
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 70%

بعد فتح باب التقديم فيه.. ما هو نظام التعليم والتدريب المزدوج؟

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:16
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 52%

تليجراف: جونسون فقد ثقة الجميع بعد تجاهله فضيحة جنسية لأحد موظفيه

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:23
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 57%

جمال أبوالفتوح: أولى فعاليات الحوار الوطني بداية قوية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:26
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 55%

القبض على طالب أصاب موظفا بطلق خرطوش بالخطأ

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:14
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 70%

العراق وأمريكا يبحثان التعاون والتنسيق الأمني

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:24
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 60%

برلماني: مصر تخطو لعصر جديد من التكنولوجيا بمشروعات «مصر الرقمية»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:25
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

«إي فاينانس» تتوسع في 3 دول وتعزز تعاونها مع البنك المركزي خلال 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:28
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 63%

«أبوالغيط»: المنطقة العربية ليست بمنأى عن المخاطر النووية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:27
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

النيابة تفرغ كاميرات المراقبة في تحرش عامل بشقيقة هنا الزاهد

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:14
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

غدًا.. بسنت حميدة في ضيافة منى الشاذلي على cbc

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:18
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 63%

وزير الاتصالات: 90% من بيانات آسيا وأوربا تمر عبر مصر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:27
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 55%

زيادة واردات الصين من النفط الروسي بنسبة 55%

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:23
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

أمين هيئة كبار العلماء: الإسلام اهتم بإعمار الأرض وعدم الإفساد فيها

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:37
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

تجديد حبس 6 متهمين بنشر أخبار كاذبة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:13
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 50%

قبل العيد.. ارتفاع أسعار الدواجن بالأسواق وتجار يكشفون الأسباب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:15
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 61%

حصاد الدور الرقابي للنواب.. مناقشة 509 طلبات إحاطة و511 اقتراح برغبة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-07-06 15:21:26
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

تحميل تطبيق المنصة العربية