واشو (شيمبانزي)

واشو (سبتمبر1965 – 30 أكتوبر2007)، هي أنثى شيمبانزي رائج والتي كانت أول مخلوق غير بشري يتفهم التواصل باستخدام لغة الإشارة الأمريكية بعد إشراكها في تجربة لبحث قابلية الحيوانات لتفهم اللغة.

تفهمت واشونحو350 إشارة من لغة الإشارة الأمريكية وفهمت ابنها المتبنى لوليس بعضًا من هذه الإشارات.

حياتها المبكرة

وُلدت واشوفي غرب أفريقيا في 1965. أُسرت من قبل القوات الجوية الأمريكية لاستخدامها في برامج بحثية تابعة لوكالة ناسا. سُميت واشوبهذا الاسم نسبة إلى مقاطعة واشوفي ولاية نيفادا والذي ترعرعت فيه وتفهمت كيفية استخدام لغة الإشارة الأمريكية.

أسس جميع من ألن غاردنر وبيهجرس غاردنر في 1967 مشروعًا لتعليم واشوكيفية استعمال لغة الإشارة الأمريكية في جامعة نيفادا، رينو. فشلت المحاولات السابقة لتعليم الشيمبانزي في كيفية تقليد اللغات الصوتية (مشروعا غوا وفيكي). آمن آل غاردنر باحتواء التجارب السابقة على أوجه للقصور بسبب عدم استطاعة الشيمبانزي جسديًا إصدار الأصوات المطلوبة للتحدث باللغات الشفهية. ابتكر الباحثان حلًا يستند إلى الاستفادة من قدرة الشيمبانزي على تكوين إيماءات جسدية متنوعة، والتي تمثل الكيفية التي يتواصلون فيها مع بعضهم البعض في البرية، وذلك عن طريق إنشاء مشروع لغوي يعتمد على لغة الإشارة الأمريكية. ربى آل غاردنر واشوكطفلة لهما. لبست واشوالثياب في كثير من الأحيان وجلست معهم على مائدة الطعام. امتلكت واشومقطورتها الخاصة التي يبلغ طولها 24 قدمًا وعرضهاثمانية أقدام واحتوت على مقتنيات متكاملة مع مناطق للمعيشة والطبخ. احتوت المقطورة على أريكة وأدراج وبراد وسرير مجهز بملاءات وبطاطين. امتلكت واشوملابس وأمشاطًا وألعابًا وخطًا وفرشاة للأسنان. خضعت واشو، وبصورة مماثلة للطفل البشري، إلى روتين يومي مؤلف من أعمال منزلية ولعب في الهواء الطلق وجولات في سيارة العائلة. أشّرت واشوبإشارة «ماء» و«طير» عند رؤيتها لبجعة في الماء. يصف عالم النفس روجر براون من جامعة هارفارد هذا بقوله: «كان هذا كاستلام إشارة إس أوإس من الفضاء الخارجي».

قرر آل غاردنر الانتنطق لتطبيق مشاريع أخرى عند بلوغ واشوالخامسة من عمرها، ونُقلت إلى معهد دراسات الرئيسيات في جامعة أوكلاهوما الواقعة في مدينة نورمان ضمن ولاية أوكلاهوما وتحت رعاية جميع من روجر فوتس وديبورا فوتس.

الوعي بالذات والمشاعر

كانت إحدى مقدمي الرعاية لواشوحاملًا وتغيبت لبضعة أسابيع عن العمل بسبب إجهاضها لحملها. يروي روجر فوتس هذه الحالة:

تُعامل واشوالأشخاص الذين يتغيبون عن العناية بها بطريقة باردة، وتُمثل هذه المعاملة طريقتها بإبلاغهم بأنها منزعجة منهم. رحبت واشوبكات (مقدمة الرعاية) بهذه الطريقة الباردة عند عودتها إلى العمل مع قردة الشيمبانزي. اعتذرت كات من واشو، وقررت لاحقًا حتى تخبرها بالحقيقة عن طريقة إشارتها لجملة «توفي طفلي». حدّقت واشوإليها، ونظرت بعدها إلى الأسفل. نظرت بعد ذلك إلى عيني كات مجددًا وأشرت «بكاء»، لامست خدها محركة إصبعها على المسار الذي كانت لتشكله الدمعة على خد الإنسان (لا تذرف قردة الشيمبانزي الدموع). أشارت كات لاحقًا إلى حتى هذه الإشارة بمفردها قد ساعدتها على التعهد أكثر على واشووقدراتها الذهنية أكثر من جميع جملها الطويلة والمتقنة النحو.

خسرت واشوطفلين: توفي الطفل الأول بعد الولادة بقليل بسبب سقم قلبي خلقي، وتوفي الطفل الآخر، سيكوياه، بعمر الشهرين بسبب التهاب المكورات العنقودية.

عند عرض صورة واشوعليها في المرآة وسؤالها عن الشيء الذي تراه، أجابت:«أنا، واشو». تؤمن خبيرة الرئيسيات جين موريس جودال، والتي درست وعاشت مع قردة الشيمبانزي لعقود، حتى هذا قد يُشير إلى وجود نوع من الوعي بالذات. عانت واشوبما بدا كأزمة في الهوية بعد حتى التقت بقردة شيمبانزي آخرين، وصُدمت بأنها ليست من بني البشر. تمتعت بعد ذلك تدريجيًا بالاختلاط مع قردة الشيمبانزي الآخرين.

استمتعت واشوباللعب التخيلي مع دماها، والتي كانت تحممهم وتتحدث معهم وتمثل معهم سيناريوهات متخيلة. أمضت بعض الوقت أيضًا في تفريش أسنانها وفي الرسم وفي إقامة حفلات الشاي.

بطأت واشومن سرعة لغة الإشارة الخاصة بها عند قدوم طلاب جدد للعمل معها بسبب كونهم مبتدئين في لغة الإشارة، ما هجر انطباعًا بالتواضع على الكثير منهم.

حياتها اللاحقة ومماتها

عاشت واشوفي جامعة سنترال واشنطن منذ عام 1980. أعرب المسؤولون التابعون لمعهد تواصل الشيمبانزي والبشر في الحرم الجامعي لجامعة سنترال واشنطن موت واشوفي 30 أكتوبر 2007 عن عمر ناهز 42 عامًا.

تأثيرها على أخلاقيات فهم الأحياء

يعتقد البعض حتى حقيقة تواصل واشومع البشر وتكوينها لعلاقات وثيقة وشخصية مع البشر يشير إلى أنها ذات مشاعر وأحاسيس وأنها تستحق مكانة أخلاقية.

شجع العمل مع واشووغيرها من الرئيسيات القادرة على التواصل بلغة الإشارة تأسيس مشروع القردة العليا، والذي يأمل في «تضمين جميع القردة العليا مثل الشيمبانزي وإنسان الغاب والغوريلا في مجتمع الأفراد المتساوين عن طريق منحهم الحقوق الأخلاقية الأساسية وضمانات الحماية القانونية التي يتمتع بها البشر فقط في الوقت الحالي»، وذلك من أجل تصنيفهم أخلاقيًا تحت فئة «الأشخاص» بدلًا من تصنيفهم كملكيات خاصة.

انظر أيضًا

ذكاء الحيوانات
لغة القردة العليا
كوكو(غوريلا)
أليكس (ببغاء)

مراجع

^ http://ktar.com/?nid=45&sid=634651
^ Livingston, John A. (1996). "other selves". In Vitek, William; Jackson, Wes (المحررون). Rooted in the land: essays on community and place. Yale University Press. صفحة 133. ISBN .
^ Johnson, Lawrence E. (1993). . Cambridge University Press. صفحة 27. ISBN . مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 2020.
^ Fouts, R.H.; Fouts, D.M.; Van Cantfort, T.E. (1989). Gardner, Beatrice; Allen, R.; et al. (المحررون). . SUNY Press. صفحات 281–282. ISBN . مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 2020.
^ Fouts, Roger S. & Waters, Gabriel S. (2002). "Continuity, Ethology, and Stokoe: How to Build a Better Language Model". In Stokoe, William C.; Armstrong, David F.; et al. (المحررون). The study of signed languages: essays in honor of William C. Stokoe. Gallaudet University Press. صفحة 107. ISBN .
^ Byrne, Richard W. (1999). "Primate cognition: evidence for the ethical treatment of primates". In Dolins, Francine L. (المحرر). Attitudes to animals: views in animal welfare. Cambridge University Press. صفحة 119. ISBN .
^ Signing" chimp Washoe broke language barrier". The Seattle Times. November 1, 2007. مؤرشف من الأصل في 20 سبتمبر 2011.
^ Gardner, R. Allen, Beatrix T. Gardner, and Thomas E. Van Cantfort. Teaching Sign Language to Chimpanzees. State University of New York Press, 1989, p. 1
^ Goodall, Jane (September 1986). . Belknap Press. ISBN . مؤرشف من الأصل فيخمسة فبراير 2020.
^ Goodall, Jane (April 1, 1996). (الطبعة Revised). Aladdin. ISBN . مؤرشف من الأصل فيخمسة فبراير 2020.
^ Prof. Mark Kruase, Southern Oregon University, January 20, 2011.
^ Carey, Benedict (November 1, 2007). "Washoe, a Chimp of Many Words, Dies at 42". The New York Times. مؤرشف من الأصل في 14 يوليو2019.
^ Hillix, William A. & Rumbaugh, Duane P. (2004). . Springer. صفحات 87–88. ISBN . مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 2020.
^ Donovan, James M. & Anderson, H. Edwin (2006). . Berghahn Books. صفحة 190. ISBN . مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 2020.
^ Mitchell, Robert W. (2002). "A history of pretense in animals and children". In Mitchell, Robert W. (المحرر). Pretending and imagination in animals and children. Cambridge University Press. صفحة 40. ISBN .
↑ Van Lawick-Goodall, Jane (2010). "The Behavior of Chimpanzees in their Natural Habitat". In Cohen, Yehudi (المحرر). Human Adaptation: The Biosocial Background. Aldine Transaction. صفحة 113. ISBN .
^ Peterson, Dale & Goodall, Jane (2000). . University of Georgia Press. صفحات 21–22. ISBN . مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 2020.
^ Blum, Deborah (1995). . Oxford University Press. صفحات 15–16. ISBN . مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 2020.
^ Gómez, Juan-Carlos & Martín-Andrade, Beatriz (2005). "Fantasy Play in Apes". In Pellegrini, Anthony D. & Smith, Peter K. (المحررون). The nature of play: great apes and humans. Guilford Press. صفحة 153. ISBN .
^ McCune, L. & Agayoff, J. (2002). "Pretending as representation". In Mitchell, Robert W. (المحرر). Pretending and imagination in animals and children. Cambridge University Press. صفحة 51. ISBN .
^ "Meet Washoe - Friends of Washoe". www.friendsofwashoe.org. مؤرشف من الأصل في 24 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 07 أبريل 2018.
^ Fouts, Roger S. (2008). "Foreword". In McMillan, Franklin D. (المحرر). Mental Health and Well-Being in Animals. Wiley-Blackwell. صفحات 15–17. ISBN .
^ Fern, Richard L. (2002). . Cambridge University Press. صفحة 20. ISBN . مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 2020.
^ Guerrini, Anita (2003). . JHU Press. صفحة 135. ISBN . مؤرشف من الأصل في 05 فبراير 2020.