النسيان المحرض باسترجاع الذكريات
عودة للموسوعةيُعهد النسيان المحرض باسترجاع الذكريات (بالإنجليزية Retrieval-induced forgetting) أنه ظاهرة متعلقة بالذاكرة، إذ تتسبب عملية التذكر بنسيان معلومات أخرى في الذاكرة، عُرفت هذه الظاهرة للمرة الأولى عام 1994، رغم حتى مفهوم آر آي إف نوقش في فترة سابقة في سياق تثبيط استرجاع الذكريات.
عُرفت هذه الظاهرة من خلال تجربة ثلاثية المراحل، ضمت هذه التجربة دراسة وتجريب بعض المواد المدروسة، وإجراء اختبار نهائي لجميع هذه المواد. تستخدم هذه التجارب أيضًا عدة أنماط من الاختبارات النهائية، بما فيها القيام باسترجاع الذكريات اعتمادًا على إشارات تصنيفية فقط، واسترجاع الذكريات باستخدام التصنيفات وجذور الحدثات، واختبارات التعهد. يمكن إنتاج التأثير الناجم عن استخدام عدة أنواع من المواد الدراسية في ظروف المجموعة، وينقص هذا التأثير في مجموعات سريرية محددة.
رغم حدوث آر آي إف نتيجةً للتذكر الواعي الناجم عن استرجاع الذاكرة الصريحة، يُعتقد حتى النسيان الحقيقي يحدث ضمنيًا، أي تحت مستوى الوعي.
يستمر ممارسوفهم النفس المعهدي بالجدل حول سبب حدوث النسيان المحرض باسترجاع الذاكرة، وكيف يرتبط بصورة أضم بالذاكرة والفهم العامة. يختلف الباحثون بشكل خاص في تفسير حدوث النسيان، هل هوناجم عن عملية تثبيط فعالة للمعلومات،يا ترى؟ أوأنه بسبب تداخل معلومات أخرى مع الذاكرة،يا ترى؟ يُعتبر التثبيط المترافق مع آر آي إف شكلًا مشابهًا للتثبيط الجسدي. ارتبط آر آي إف أيضًا باستراتيجيات استرجاع الذاكرة، حيث تبين حتى عرقلة هذه الاستراتيجيات يؤثر في هذه الظاهرة.
الأبحاث السابقة والمرتبطة
رغم حتى مصطلح «النسيان المحرض باسترجاع الذكريات» استخدم للمرة الأولى عام 1994، وصف في مراجعة سابقة أجراها البروفيسور روبرت ألين جورك بشأن تثبيط الذكريات التي تنشط دون حتىقد يكون لها ارتباط مع حالة معطاة. وصف جورك دراسةً أجراها جميع من نيلي Neely ودورغونغلوDurgunoğlu اللذان اكتشفا انخفاض سرعة المشاركين في التعهد على الحدثات عندما تُعرض عليهم حدثات مرتبطة بها قبلها مباشرةً. افترض الباحثون حتى المشاركين في الحقيقة يحاولون كبح الحدثات المرتبطة خلال قيامهم بالتعهد، إذ أنها شكلت معلومات غير متصلة بالموضوع وغير مفيدة في إتمام مهمة التعهد.
يشابه النسيان المحرض باسترجاع الذكريات ظواهر الذاكرة الأخرى. يمكن مقارنته بالإشارات المحددة جزئيًا إذ يظهر كلاهما انخفاضًا في أداء الذاكرة عند إعطائها بعض المعلومات المدروسة مسبقًا. في أحد الأمثلة عن الإشارة المحددة جزئيًا، طُلب من الناس تذكر ما يمكنهم من أسماء الولايات الأميركية، استطاع هؤلاء تذكر عدد أكبر من الأسماء مقارنةً مع القسم الذي عُرض عليه بعض الأسماء مسبقًا. إذا حصولك على جزء من المعلومات التي يجب عليك تذكرها يسيء إلى قدرتك على التذكر. يرتبط آر آي إف أيضًا بالنسيان العائد إلى تبدلات في بيئة الفرد، إذقد يكون النسيان هنا تلقائيًا دون وعي بحدوثه. يعد تداخل النتائج ظاهرةً مرتبطة بالنسيان المحرض بالاسترجاع، حيث قد يؤدي تكوين حدثات تابعة لتصنيفات معينة مثل الفواكه إلى جعل حدثات أخرى من ذات التصنيف صعبة التذكر، أوتسبب حدوث ظاهرة المداومة (المواظبة)، إذ يكرر المشاركون حدثات تذكروها مسبقًا.
النموذج التحليلي لممارسة الاسترجاع
ظهر آر آي إف في تجارب النماذج التحليلية الخاصة بممارسة الاسترجاع، مع تعليمات دقيقة وإجراءات تختلف قليلًا بين تجربة وأخرى. استخدمت كتيبات للتحفيز وإتمام الاختبار في النسخة الأصلية من التجربة. وتلا ذلك استخدام برمجيات حاسوبية مثل برنامج ميكروسوفت بوربوينت أوإي-برايم. تضم التجربة عادةً إجراء فترة الدراسة، وفترة ممارسة الاسترجاع، وفترة الاختبار.
فترة الدراسة
في فترة الدراسة، يُطلب من المشاركين دراسة أزواج من الحدثات التي تحوي اسمًا تصنيفيًا، وحدثةً تنتمي إلى ذلك التصنيف، على سبيل المثال: فاكهة-برتنطق. تُستخدم عادةً أزواج من الحدثات تنتمي إلى عدة تصنيفات، فلنقل مثلًا 48 مفردةً تنقسم بتساوٍ إلى ثمانية أبواب. قد يفهم المشاركون أمثلة مماثلة لما يلي:
معدن-حديد
شجرة-القضبان
معدن-فضة
شجرة-الدردار
فترة ممارسة الاسترجاع
يضم الاختبار مجموعةً فرعيةً من المفردات، ويتبع طريقة ملء الفراغات. لاختبار مفردة معينة، يظهر للمشارك اسم أحد التصنيفات وأول حرفين من حدثة درسها في الفترة السابقة وتنتمي إلى هذا التصنيف (مثال: معدن-حد_____). يطلب من المشاركين ملء الفراغات بالحدثات المدروسة المناسبة التي تنتمي للتصنيف. سيقوم المشاركون عادةً بممارسة عملية تذكر المفردات مرات عديدة.
تقسم فترة ممارسة الاسترجاع المفردات إلى ثلاثة أنواع مختلفة تجذب الانتباه خلال الاختبار النهائي، ويشار إليها غالبًا باستخدام الرموز التالية:
- العناصر التي تجاوز التدرب عليها (ممارسة الاسترجاع مع وجود عناصر مدروسة «آر بّي + عناصر»): هي حدثات مدروسة يحاول المشارك تذكرها خلال ممارسة الاسترجاع.
- العناصر المرتبطة بالتصنيف دون وجود تدريب سابق عليها (ممارسة الاسترجاع دون وجود عناصر مدروسة «آر بّي - العناصر»): هي حدثات مدروسة لم يتدرب عليها المشاركون، لكنها مرتبطة (بالتصنيف) بحدثات تدربوا عليها سابقًا.
- العناصر غير المرتبطة غير المتدرب عليها (إن آر بّي العناصر): حدثات مدروسة تعود لتصنيفات لم يتدرب عليها المشاركون. لا ترتبط هذه التصنيفات عادةً بالتصنيفات التي تدربوا عليها سابقًا. تفيد هذه العناصر باعتبارها مقياسًا قاعديًا للمقارنة مع العناصر المرتبطة دون وجود تدريب سابق.
فترة الاختبار
بعد القيام بممارسة الاسترجاع، يخضع المشاركون للاختبار النهائي، إذ يطلب منهم تذكر كافة العناصر المدروسة. تهدف هذه الفترة إلى تقييم مدى التأثير الإيجابي لممارسة الاسترجاع على تذكر الحدثات المرتبطة دون وجود تدريب سابق مقارنةً مع الحدثات غير المرتبطة دون وجود تدريب سابق. يقاس النسيان المحرض باسترجاع الذكريات بناءً على الفرق بين نسبة العناصر المذكورة بين هذين النوعين.
في اختبار تصنيف-إشارة، يظهر تصنيف مدروس واحد جميع مرة، ويُطلب من المشارك تذكر جميع العناصر المدروسة المرتبطة بهذا التصنيف. رغم وجود وقت محدد لكل تصنيف، يتنوع هذا التوقيت بين الدراسات. على سبيل المثال، في دراسة أجراها أندرسون وزملاؤه عام 1994، مُنح المشاركون 30 ثانية لكل إشارة تصنيفية (فهمًا حتى هناكستة حدثات في جميع تصنيف، وهذا يعني حتى المشارك لديه بالمتوسطخمسة ثوان لتذكر جميع عنصر). استخدمت باقي الدراسات مدة أطول.
اختبارات الإشارات التصنيفية المدعومة بجذر الحدثة: يُضاف هنا جذر الحدثة إلى إشارة التصنيف. يعطى المشاركون عادةً عددًا محددًا من الأحرف تطابق حدثة مدروسة محددة من التصنيف. يُمنح المشاركون وقتًا أقل للاستجابة مقارنةً مع اختبارات إشارات التصنيف السابقة لأن هذه الإشارات نوعية لحدثة محددة. يتنوع زمن الاستجابة بين دراسة وأخرى، لكن الكثير من الدراسات اعتمدت مدةعشرة ثوان، رغم حتى البعض الآخر حدد مدة ثلاثة ثوان للاستجابة. تضم اختبارات إشارات التصنيف المدعومة بجذر الحدثة الحرف الأول من الحدثة فقط، ولكن بعضها قد يضم أحرفًا متعددة.
لا تتطلب اختبارات التعهد استحضار حدثة من الذاكرة. وبدلًا من ذلك، يرى المشاركون أمامهم حرفيًا حدثةً ما، ويطلب منهم تذكر ظهورها في فترة الدراسة. تُظهر اختبارات التعهد عادةً جميع الحدثات المدروسة وعددًا من الحدثات غير المدروسة، التي تدعى الحدثات الخادعة. يقيس الباحثون عدد العناصر السليمة التي يتعهد عليها المشاركون، وعدد المرات التي يتعهدون بها على حدثات خادعة بشكل خاطئ. يمثل الفرق بين هاتين النسبتين مقياسًا إحصائيًا لقدرة الفرد على التمييز بين العناصر المدروسة وغير المدروسة، استخدم هذا المقياس في تمثيل النسيان المحرض باسترجاع الذكريات. يستخدم زمن الارتكاس أيضًا في تمثيل آر آي إف، إذ يُعتقد حتى زمن الارتكاس الأبطأ يعبر عن ازدياد في النسيان المحرض باسترجاع الذكريات بسبب صعوبة التعهد على العناصر المدروسة.
المراجع
- ^ Perfect, Timothy J.; Stark, Louisa-Jayne; Tree, Jeremy J.; Moulin, Christopher J.A.; Ahmed, Lubna; Hutter, Russell (1 October 2004). "Transfer appropriate forgetting: The cue-dependent nature of retrieval-induced forgetting". Journal of Memory and Language. 51 (3): 399–417. doi:10.1016/j.jml.2004.06.003.
- ^ Anderson, Michael C.; Bjork, Robert A.; Bjork, Elizabeth L. (1994). "Remembering Can Cause Forgetting: Retrieval Dynamics in Long-Term Memory". Journal of Experimental Psychology: Learning, Memory, and Cognition. 20 (5): 1063–1087. CiteSeerX = 10.1.1.119.3933 10.1.1.119.3933. doi:10.1037/0278-7393.20.5.1063. مؤرشف من الأصل فيسبعة أبريل 2016.
- ^ Robert A. Bjork (1989). Henry L. Roediger; Fergus I. M. Craik (المحررون). . Psychology Press. صفحة 337. ISBN . مؤرشف من الأصل في 13 مارس 2020.
- ^ Neely, James H; Durgunoǧlu, Aydin Y (1985). "Dissociative episodic and semantic priming effects in episodic recognition and lexical decision tasks". Journal of Memory and Language. 24 (4): 466–489. doi:10.1016/0749-596X(85)90040-3.
- ^ Nickerson, R.S. (1984). "Retrieval inhibition from part-set cuing: A persisting enigma in memory research". Memory & Cognition. 12 (6): 531–552. doi:10.3758/BF03213342.
- ^ Anderson, Michael C.; Spellman, Barbara A. (1 January 1995). "On the status of inhibitory mechanisms in cognition: Memory retrieval as a model case". Psychological Review. 102 (1): 68–100. doi:10.1037/0033-295X.102.1.68. PMID 7878163.
- ^ Bajo, M. Teresa; Gómez-Ariza, C.J.; Fernandez, C.; Marful, A. (September 2006). "Retrieval-induced forgetting in perceptually driven memory tests". Journal of Experimental Psychology: Learning, Memory, and Cognition. 32 (8): 1185–1194. doi:10.1037/0278-7393.32.5.1185. PMID 16938055.
- ^ Aslan, Alp; Bäuml, Karl Heinz; Pastotter, Bernhardt (2007). "No Inhibitory Deficit in Older Adults' Episodic Memory". Psychological Science. 18 (1): 72–78. doi:10.1111/j.1467-9280.2007.01851.x. PMID 17362381.
- ^ Jakab, Emőke; Raaijmakers, Jeroen G. W. (2009). "The Role of Item Strength in Retrieval-Induced Forgetting". Journal of Experimental Psychology: Learning, Memory, and Cognition. 35 (3): 607–617. doi:10.1037/a0015264. PMID 19379039.
- ^ Storm, Benjamin C.; Bjork, Elizabeth L.; Bjork, Robert A.; Nestojko, John F. (2006). "Is retrieval success a necessary condition for retrieval-induced forgetting?". Psychonomic Bulletin & Review. 13 (6): 1023–1027. doi:10.3758/bf03213919. PMID 17484429. مؤرشف من الأصل فيعشرة يناير 2020.
- ^ Román, Patricia; Soriano, M.F.; Gómez-Ariza, C.J.; Bajo, M.T. (2009). "Retrieval-induced forgetting and executive control". Psychological Science. 20 (9): 1053–1058. doi:10.1111/j.1467-9280.2009.02415.x. PMID 19656337.
- ^ Veling, Harm; Van Knippenberg, A. (204). "Remembering can cause inhibition: Retrieval-induced inhibition as cue independent process". Journal of Experimental Psychology: Learning, Memory, and Cognition. 30 (2): 315–318. doi:10.1037/0278-7393.30.2.315. PMID 14979806. مؤرشف من الأصل فيثمانية فبراير 2020.
التصنيفات: اختبارات الذاكرة, ذاكرة, علم النفس الاستعرافي, عمليات الذاكرة, صفحات بها وصلات إنترويكي, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات
