المازري

أبوعبد الله محمد بن علي بن عمر بن محمد التَّميمي المازَري، إمام المالكية في عصره، ومن المحدّثين المشهورين، بلغ درجة الاجتهاد، حتى سُمِّي "بالإمام". نطق عنه القاضي عياض: «هوآخر المتحدثين من شيوخ إفريقية بتحقيق الفقه ورتبة الاجتهاد ودقّة النظر، لم يكن في عصره للمالكية في أقطار الأرض أفقه منه ولا أقوم بممضىهم»، ووصفه المضىي بوصف: «الشيخ الإمام العلامة البحر المتفنِّن». وُلد وعاش في المهدية الموجودة حاليًا في تونس، وتُوفي بها.

حياته وطلبه للفهم

وُلد المازري في مدينة المهدية في المغرب (موجودة حاليًا في دولة تونس)، في حدود سنة 443 هـ، وقيل سنة 453 هـ الموافق 1061. والمازّري بفتح الزاي عند الأكثر وجوز كسرها جماعة، وهوإلى بلدة "مازَرَة" أو"مازر" جنوبي جزيرة صقلية. سَكَن مدينة المهدية في إفريقية (تونس حاليًا) منذ طفولته، وترعرع بها، وقد تلقّى تعليمه فيها، فدرس أصول الفقه والدِّين والحديث والفقه، كما تعلّم الطب حتى صار ممن يفتي فيه كما يفتي في الفقه كما قيل عنه.

طلب الفهم على يد كبار فهماء المغرب العربي في ذلك الوقت، أشهرهم أبي الحسن اللخمي، وعبد الحميد القيرواني المشهور بابن الصائغ وغيرهم من الفهماء. وقد تصدّر لاحقًا للتدريس بالجامع الكبير في المهدية الذي بناه عبيد الله المهدي. لُقِّب في عصره "بالإمام"، وقد نقل أصحاب التراجم سببًا لهذا اللقب، وهوأنّ المازري رأى رؤيا في نومه، فقد رأى النبي محمد، فنطق: يا رسول الله، أحقّ ما يدعونني برأيهم، يدعونني بالإمام،يا ترى؟ فنطق له: وسَّعَ الله صدرك للفُتيا.

تلاميذه

تتلمذ على يديه في المهدية عدد كبير من مشاهير المغرب العربي وفهمائه، أشهرهم محمد بن تومرت مؤسس الدولة الموحدية، والعالم أبوبكر بن العربي من الأندلس، وعلي بن الصاعد، وغيرهم. كما راسله عدد كبير من فهماء عصره رغبوا بالأخذ عنه عن طريق الإجازة مثل ابن رشد والقاضي عياض وابن الفرس وابن أبي جمرة وابن الحاج وأبي بكر بن أبي العيش.

ثناء الفهماء عليه

ابن فرحون: «كان أحد رجال الكمال في وقته في الفهم، وإليه كان يُفزع في الفتوى. وكان حسن الخُلُق، مليح المجلس أنيسه، كثير الحكايات وإنشاد بتر الشعر، وكان قلمه في العالم أبلغ من لسانه، لم يكن في عصره للمالكية في أقطار الأرض أفقه منه، ولا أقوم لممضىهم».
أحمد بن محمد المقري: «هوأحد الأئمة الأعلام المُشار إليهم في حفظ الحديث والكلام، عليه عمدة النُظَار وتُحفة الأمصار، المشهور في الآفاق والأقطار، حتى عُدَّ في الممضى إمامًا ومَلَك من مسائله زمامًا».
ابن خلكان: «أحد الأعلام المشار إليهم في حفظ الحديث والكلام عليه».

مؤلفاته

ضريح المازري في المنستير

كثُرت تآليف المازري في الفقه والأصول والأدب والعقيدة والحديث والطبّ وغيرها، كان منها:

المفهم بفوائد مسلم، وهوأوّل شرح وُضع لكتاب سليم مسلم في الحديث.
المعين على التلقين، وهوشرح لكتاب "التلقين"، لعبد الوهاب المالكي، في الفقه المالكي.
إيضاح المحصول من برهان الأصول، وهوشرح لكتاب "برهان الأصول" لأبي المعالي الجويني في أصول الفقه.
نظم الفرائد في فهم العقائد.
تعليق على مدونة سحنون بن سعيد التنوخي، في الفقه المالكي.
الكشف والإنباء عن المترجم بالإحياء، في نقد كتاب إحياء علوم الدين للغزالي.
أمالي على الأحاديث التي جمعها أبوبكر الجوزقي.
أمالي على رسائل إخوان الصفا.
النقط البترية في الرد على الحشوية.
الواضح في بتر لسان النابح.
كشف الغطا عن لمس الخطا، في الفقه.
كتاب في الطب.
تثقيف منطقة أولي الفتوى وتعنيف أهل الجهالة والدعوى، وهوكتاب في باب القضاء.

وفاته

تُوفّي يوم 18 ربيع الأول سنة 536 هـ وقِيل يومثمانية ربيع الأول الموافق 1141 في مدينة المهدية عن عُمُر 83 عامًا، ودُفن في المنستير في تونس، وأقيم على قبره مقامًا يزوره الزوّار.

المصادر

↑ النص الكامل متوفر في: http://www.oxfordreference.com/view/10.1093/acref/9780195382075.001.0001/acref-9780195382075 — المحرر: Emmanuel K. Akyeampong وهنري لويس غيتس — العنوان : Dictionary on African Biography — الناشر: دار نشر جامعة أكسفورد — ISBN 978-0-19-538207-5
^ Identifiants et Référentiels — تاريخ الاطلاع: 13 مايو2020 — الناشر: Bibliographic Agency for Higher Education
↑ المضىي (2001). . مؤسسة الرسالة. صفحة ج20، ص104-107. مؤرشف من الأصل في 12 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ أربعة أبريل 2015.
^ الزركلي (2002). (الطبعة 15). دار الفهم للملايين. صفحة ج6، ص277. مؤرشف من الأصل في 07 أبريل 2015. اطلع عليه بتاريخ أربعة أبريل 2015.
↑ حسن حسني عبد الوهاب. (PDF). دار الخط الشرقية تونس. صفحة 49-55. مؤرشف من الأصل (PDF) في 13 مايو2020. اطلع عليه بتاريخ أربعة أبريل 2015.
^ ابن فرحون. . القاهرة: دار التراث للطبع والنشر. صفحة ج2، ص250-251. مؤرشف من الأصل في 31 مايو2019. اطلع عليه بتاريخ أربعة أبريل 2015.
↑ أحمد بن محمد المقري (1939). . القاهرة: طبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر. صفحة ج3، ص165-166. مؤرشف من الأصل في 23 مايو2019. اطلع عليه بتاريخ أربعة أبريل 2015.
↑ ابن خلكان (1971). . بيروت: دار صادر. صفحة ج4، ص285-286. مؤرشف من الأصل في 18 مايو2019. اطلع عليه بتاريخ أربعة أبريل 2015.
^ حسن حسني عبد الوهاب. (PDF). دار الخط الشرقية تونس. صفحة 59-75. مؤرشف من الأصل (PDF) في 13 مايو2020. اطلع عليه بتاريخ أربعة أبريل 2015.