الأبوذية

الأبوذية نوع من الشعر الشعبي أوالشعر العامي أوشعر البادية، وهوكنوع منتشر في منطقة الهلال الخصيب بشكل عام وفي العراق بشكل خاص، والتسمية هذه عراقية صرفة. والحدثة مركبة من (أبو) بمعني صاحب و(ذيّة) مخففة من أذية، والمعنى: صاحب الأذية، أي المُبتلى. قيل: دعي هذا اللون من الشعر بذلك لأنه ينظم بعواطف متأثرة، ولا سيما الغزل، لكثرة ما يعبر العشاق عن آلامهم من صدود من يحبون وتمنعهم. وينشد هذا الشعر في محافل البادية ومجالسها، سواء في الأفراح والأتراح. يتألف البيت الشعري من أربع أشطر، ثلاثٌ قوافيها مجنسة ورويٌ واحد، والرابع مخالف. ولا بد حتى تختم الشطرة الرابعة بـ(يّة) دلالة على الأبوذية، وأغلب أوزانهم على بحر الهزج المسبع (سبع مرات مفاعيلن). ومنتشر بأن أول من نطق ونظم شعر الأبوذية هم أهالي سوق الشيوخ في العراق، إذ لديهم باع طويل في نظمه فضلا عن باقي أنواع الشعر الشعبي.

عنها

الابوذية هوأحد أنواع الشعر الشعبي ويتكوّن من أربعة أشطر تسمّى البيت. تنتهي الأشطر الثلاث الأولى بقافية مؤلفة من حدثة واحدة أومتقاربة جداً، والشطر الرابع لا بدّ حتى ينتهي بحدثة نهايتها (يه) ويسمّى الرباط. ولابدّ للفظ المشهجر - القافية- في الأشطر الثلاث حتى يعطي في كلّ شطر معنى مختلف، وبذلكقد يكون لفظا واحداً بثلاث معانٍ. وقد سميَّ بـ (أبوذيه) لانتهاء القفل في الشطر الاخير بحرفي الياء والهاء. وقد استخدمه الشعراء من هذا النوع في وصف الشوق والحنين والغزل بمسحة حزينة. ولا ينظم الأبوذيه بالأفراح لمخالفته الذوق والغرض من هذا الشعر وإن طبقت قواعد تأليفه، فلذا يستهجن الشعراء الذين يخطونه كلّ من ينظّم الأبوذيه بالأفراح ويفقد البيت معناه لديهم.

ويتضمن في معانيه في بعض الاحيان معنى يسمى بـ الحسجه والحسجه هي الكلام الذي يُفهَم ظاهره غير مضمونه الأعمق ويفهم هذه المعاني من له فراسة في معنى الكلام. وقد تستخدم الحسجه كرسائل مشفرة.

وقد دأب الشعراء الذين يخطون الأبوذيه حتى يخط أحدهم بيتاً من الشعر ويرسله إلى شاعر آخر أوإلى جمع منهم بواسطة أومباشرةً من خلال جلساتهم المشهجرة طالباً منهم الردً عليه وتسمّى هذه الطريقة بالمجاراة. ولهذه المجاراة قواعد يلتزم بها الشاعر عند الردّ وهوحتى يستخدم نفس اللفظ المشهجر في البيت المرسل له أوبحدثه قريبة منها في المعنى والوصف.

مثلا: قافية البيت المرسل : ضمهه

وقافية الرد الأول : ضمنه

وقافية الرد الثاني: ضماي

إلى غير ذلك يتحدّى الشعراء بعضهم البعض. ومن المعروف حتى أهالي سوق الشيوخ يخطون الأبوذيه، ليس الشعراء منهم فقط، بل ان كثيرا من الأهالي يخط الأبوذيه، وعندما تحدث مصيبة لأحدهم فأنّ أصدقائه يواسونه ببيت من الأبوذيه يدلون به على مشاركتهم الوجدانية معه في المصاب.