عمالقة مونت براما

إلهة أم بأسلوب حجمي وهندسي، في سردينيا، الثقافة الأوزيرية، 3300-2700 ق.م.

عمالقة مونت براما هي منحوتات حجرية قديمة شيدتها الحضارة النوراجية في سردينيا، إيطاليا. وقد عُثِر عليها مصادفةً في مارس 1974، مجزأة إلى الكثير من البتر، في مغرسة بالقرب من مونت براما، كومونا كابراس، مقاطعة أرستانو، في وسط غرب سردينيا. التماثيل منحوتة في الحجر الرملي المحلي ويتراوح ارتفاعها بين 2 و2.5 متر.

بعد أربع حملات حفريات بين عاميّ 1975 و1979، خُزِنَت البتر المستعادة وعددها ما يقرب من خمسة آلاف بترة –متضمنة خمسة عشر رأسًا واثنين وعشرين جذعًا– لمدة ثلاثين عامًا في مستونادىت متحف كالياري الأثري الوطني، بينما عُرضت بعض البتر الأكثر أهمية في المتحف نفسه. إلى جانب التماثيل، تضم المنحوتات الأخرى المستعادة في المسقط نماذج كبيرة من مباني النوراك والكثير من البيتيلي (الحجارة المقدسة) من نوع «أوراجيانا»، التي استخدمها النوارجيون في سردينيا في خلق «القبور العمالقة».

بعد تخصيص وزارة التراث والأنشطة الثقافية الإيطالية ومنطقة سردينيا للأموال عام 2005، يجري تطبيق عمليات الترميم منذ عام 2007 حتى الوقت الحاضر (عام 2012) في مركز ترميم وحفظ التراث الثقافي في «ليبونتي» (ساساري)، بتنسيق وزارة التراث والأنشطة الثقافية الإيطالية في ساساري ونوورو، مع وزارة التراث والأنشطة الثقافية الإيطالية في كالياري وأرستانو. في هذا المسقط، عرضت خمسة وعشرين بترة من تماثيل المحاربين ورماة الأسهم والملاكمين ونماذج النوراك للجمهور في أحداث خاصة منذ عام 2009. ثم أصبح المعرض متاحًا بشكل دائم للجمهور منذ نوفمبر 2011.

وفقا لأحدث التقديرات، تنتمي الأجزاء إلى ما مجموعه أربعة وأربعين تمثالًا. جرى ترميم وتجميع خمسة وعشرين تمثال منهم بالعمل، بالإضافة إلى ثلاثة عشر نموذجًا للنوراك، بينما حُددت ثلاثة تماثيل وثلاثة نماذج أخرى للنوراك من شظايا لا يمكن إعادة بنائها حاليًا. بمجرد الانتهاء من الترميم، من المخطط إعادة أغلب البتر إلى كابراس لعرضها في متحف.

اعتمادًا على الفرضيات المتنوعة، يرجع تاريخ كولوسوي –وهوالاسم الذي أعطاه عالم الآثار جيوفاني ليليوللتماثيل– إلى ما بين القرنين الحادي عشر والثامن ق.م. إذا أكد فهماء الآثار ذلك، فسيكونون أقدم التماثيل المجسمة في تاريخ منطقة البحر المتوسط، بعد التماثيل المصرية، سابقين تماثيل كوروس من اليونان القديمة.

خط الباحث ديفيد ريدجواي عن هذا الاكتشاف الأثري غير المتسقط:

... خلال الفترة قيد الاستعراض (1974-1979)، بُعثت الحيوية في المشهد النوراجي من خلال واحدة من أبرز الاكتشافات التي تحققت في أي مكان على الأراضي الإيطالية في القرن الحالي (القرن العشرين)...

ـــ ديفيد ريدجواي،فهم الآثار في سردينيا وإتروريا، 1974 - 1979. التقارير الأثرية، 26 (1979-1980)، الصفحات 54-70.

بينما نطقت عالمة الآثار ميريام شارف بالموث:

... تطور أثري مذهل، من الممكنقد يكون أكثر اكتشافات هذا القرن استثنائية في مجال تاريخ الفن...

ـــ جوزيف ج. باسيلي، محارب كابسترانووالمعالم الأثرية ذات الصلة في القرنين السابع والخامس قبل الميلاد، ص 22.

تاريخ التماثيل في الفترة ما قبل النوراجية

الشواهد الأولى للنحت في سردينيا أقدم بكثير من تماثيل مونت براما. المثال الأبعد هوالتمثال المُسمى فينوس ماكومر، المنحوت بتقنية إنفنيتو(هجر البترة غير مكتملة النحت)، والذي يرجع عالم الآثار جيوفاني ليليوتاريخه إلى 3750-3300 ق.م.، بينما أعاد عالم الآثار إنريكوأتسيني تاريخه إلى أوائل العصر الحجري الحديث (6000-4000 ق.م.). أكدت دراسات أحدث على أوجه التشابه مع تماثيل فينوس، التي لاحظها بالعمل جيوفاني ليليو، وافترضت حتى تاريخه يرجع إلى العصر الحجري القديم العلوي أوالعصر الحجري المتوسط.

تلت هذا التمثال الكثير من التماثيل الحجمية الممثلة لأيقونة الإلهة الأم والتي أنتجتها الثقافة الأوزيرية، من بينها تمثال معبودة بيرفوجاس، الذي يمثل إلهة ترضع طفلها. استخدمت الحضارة النوراجية نفس الرمزية فيما بعد مع ما يسمى «ببيتا نوراجيك».

تأتي الأوثان ذات النمط الهندسي المسطح بعد التماثيل ثلاثية الأبعاد للإلهة ولكنها أيضًا تنتمي إلى العصر الحجري الحديث، يمكن حتى تمثل هذه الأوثان الإلهة في جانبها التحت أرضي، إذ عُثِر على جميع أمثلة هذا النوع داخل القبور.

كشفت تحقيقات أجريت بعد الاكتشاف العرضي لمذبح مما قبل التاريخ في مونتي داكوددي (ساساري) أنه –إلى جانب إنتاج التماثيل الهندسية– كانت التماثيل هائلة الحجم موجودة بالعمل في ذلك الوقت في سردينيا، وضعًا في الاعتبار العثور على الكثير من اللوحات التذكارية والشواهد القائمة في «معبد أكودي». بجانب المنحدر المؤدي إلى الجزء العلوي من المبنى الرئيسي، كشفت الحفريات عن وجود شاهد قائم هائل الحجم، مع وجود الكثير من الشواهد الأخرى حوله. أُعيد تاريخ وجه منحوت، منقوش بأنماط حلزونية وربما ينتمي إلى تمثال لوحة تذكارية، إلى أقدم فترة من المسقط –والتي تسمى «المعبد الأحمر». وقد نُسبت لوحة تذكارية كبيرة الحجم من الجرانيت وذات شكل أنثوي بارز إلى الفترة الثانية– المسماة «المعبد العظيم».

ما زلنا في الإطار الزمني للعصر ماقبل النوراجي، ولكن في هذه الحالة خلال فترة العصر النحاسي، هناك إنتاج ملحوظ لتماثيل الشواهد القائمة من «نمط لاكوني» وتماثيل اللوحات التذكارية، التي تعود إلى ثقافة أبيلزوفيليجوسا وتتميز بمخطط ثلاثي موحد يضم، من الأعلى إلى الأسفل: وجه بشري محوَّر على شكل حرف T؛ تصوير «كابوفولتو» الغامض (المقلوب) في نوع رمح متعدد الرؤوس مقلوب؛ وخنجر مزدوج الرأس في النقش.

تنقرض تنطقيد تماثيل اللوحات التذكارية على ما يظهر بعد انتشار ثقافة بوننانروفي الجزيرة بينما تستمر حتى 1200 ق.م. مع سلالات الحضارة التورينية ذات الصلة بالنوراجيين في كورسيكا، والتي تتميز بالمحاربين المُمثِلين في منحوتات فيلتوسا.

المراجع

^ Giovanni Ugas, L'alba dei Nuraghi, p. 196. Fabula Ed, Cagliari, 2005
^ Michel-Claude Weiss, Les Statues-menhirs de la Corse et le contexte méditerranéen,1997.
^ Quoted by Lilliu 2008، صفحة 1723.
^ Quoted by Lilliu 1982، صفحة 98.
^ Quoted by Lilliu 1995، صفحات 421–507.
^ Quoted by Lilliu 2008، صفحات 1763–1764.