جائحة فيروس كورونا واللاجئين 2020

عودة للموسوعة

ظهرت أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد في مخيمات اللاجئين والنازحين، ويبدوأنه من المحال اتباع التدابير الموصى بها لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) مثل الحجر الذاتي والتباعد الاجتماعي بسبب ظروف الازدحام والاكتظاظ داخل المجيمات؛ مما يستوجب عليهم لحماية أنفسهم ممارسة طرق جيدة لحفظ النظافة، واتباع التوصيات المحدّثة الصادرة عن الحكومات بانتظام.

موقف المفوضية السامية لشؤون اللاجئين لحماية اللاجئين من فيروس كورونا المستجد

أعتبرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حتى الجميع معرضون للخطر في لقاءة أزمة فيروس كورونا المستجد. فقد أظهر الفيروس أنه لا يميز بين أحد– فيما يجد الكثير من اللاجئين والنازحين قسراً وعديمي الجنسية والمهاجرين أنفسهم بدرجة أعلى من الخطر.وتستضيف المناطق النامية ثلاثة أرباع اللاجئين حول العالم والكثير من المهاجرين، حيث تعاني الأنظمة الصحية فيها من الإرهاق وضعف في القدرات. ويعيش الكثير منهم في مخيمات مكتظة أومخيمات عشوائية ومآوٍ مؤقتة أومراكز استقبال، حيث يفتقرون إلى الخدمات الصحية والمياه النظيفة والصرف الصحي.

وأعتبرت المفوضية حتى إيقاف اللاجئين والمهاجرين المحتجزين في مراكز احتجاز رسمية وغير رسمية، وفي أوضاع مزدحمة وغير صحية، أمر يبعث على قلق بالغ. وبالنظر إلى العواقب الفتاكة التي قد تترتب على انتشار فيروس كورونا، فمن الواجب إطلاق سراحهم دون تأخير. وينبغي إطلاق سراح الأطفال المهاجرين وأسرهم وأولئك المحتجزين دون أسس قانونية كافية على الفور.

وأشارت المفوضية في بيان أصدرته إلى أنه لا يمكن السيطرة على هذا السقم إلا إذا كان هناك نهج تام يحمي حقوق جميع فرد في التمتع بالحياة والصحة. يتعرض المهاجرون واللاجئون على نحوغير متكافئ للاستبعاد والوصم والتمييز. ولتفادي وقوع كارثة، يجب على الحكومات حتى تعمل جميع ما في وسعها لحماية حقوق وصحة الجميع. إذا حماية حقوق وصحة جميع الأشخاص سيساعد في واقع الأمر على السيطرة على انتشار الفيروس، وأنه من الضروري ضمان وصول الجميع- بما في ذلك كافة المهاجرين واللاجئين- على نحومتساوٍ إلى الخدمات الصحية وأن يتم إدراجهم بشكل فعال في خطط الاستجابة الوطنية لفيروس كورونا- بما في ذلك الوقاية والفحص والعلاج. لن يساعد إدراجهم في حماية حقوق اللاجئين والمهاجرين فحسب، بل سيعمل أيضاً على حماية الصحة العامة وتقليل انتشار الفيروس على المستوى العالمي. وفي حين حتى الكثير من الدول توفر الحماية للاجئين والمهاجرين وتستضيفهم، إلا أنها غالباً ما تكون غير جاهزة للاستجابة للأزمات مثل فيروس كورونا. ولضمان حصول اللاجئين والمهاجرين على الخدمات الصحية الوطنية بشكل كافٍ، قد بحاجة الدول إلى دعم مالي إضافي. وهنا يمكن للمؤسسات المالية العالمية حتى تلعب فيه دوراً رائداً في توفير الأموال اللازمة.

وفيما تغلق البلدان حدودها وتحد من التحركات عبر الحدود، دعت المفوضية إلى إيجاد طرق لإدارة القيود المفروضة على الحدود بكيفية تحترم حقوق الإنسان الدولية والمعايير الدولية لحماية اللاجئين- بما في ذلك مبدأ عدم الإعادة القسرية- وذلك من خلال الفحوصات الطبية والحجر الصحي، والهجريز على الحفاظ على الأرواح- بغض النظر عن وضع الأشخاص، كما دعت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى اتخاذ نهج دولي متماسك وفعال بحيث لا يتم فيه إغفال أحد. والالتفاف حول هدف مشهجر، وهومكافحة هذا الفيروس المميت، والاستفادة من مهارات وموارد الكثير من اللاجئين والنازحين وعديمي الجنسية والمهاجرين التي من شأنها حتى تكون أيضاً جزءًا من الحل.

وقاية اللاجئين من فيروس كورونا المستجد

إن وقاية اللاجئين من فيروس كورونا المستجد من أولويات الأمم المتحدة.وتعتبر صحة النساء والفتيات هي الأولوية في جميع الأوقات في ظل انتشار فيروس كورونا وذلك لما لهن من دور رئيسي بالاعتناء بصحتهن وصحة الآخرين ممن حولهن وتقديم الدعم لكبار السن والأطفال.

وفي ظل تداعيات وآثار الحرب والمعاناة وسوء المعاملة التي تتعرض لها النساء في سوريا، قدم صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركاؤه منذ ديسمبر 2019 دعم للمجتمعات المتضررة في سوريا من خلال 67 مساحة آمنة حيث يمكن للنساء والفتيات تلقي الخدمات والمعلومات والدعم النفسي والاجتماعي و15 مركزا للشباب و29 من مرافق رعاية التوليد في حالات الطوارئ و98 من مرافق الرعاية الصحية الأولية و97 عيادة متنقلة.

ويشكل الضغط المتزايد الواقع على النظام الصحي والخطر المستمر للهجمات ضد مرافق الرعاية الصحية تحديا لتقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، ولا يزال خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي كبيراً.

وتختلف طبيعة المخيمات ومعاييرها على امتداد المنطقة بشكل كبير، فبعضها مجهز بالمياه وسبل النظافة والصرف الصحي على نحوأفضل من بعضها الآخر، كما يقول كارل شنبري المستشار الإعلامي الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط لمجلس اللاجئين النرويجي (NRC):"إن ما يدعوإلى القلق بشكل خاص هوالمستوطنات غير الرسمية في لبنان، فهي دون المستوى الطبيعي، وظروفها سيئة جدًّا، وقدرة المقيمين فيها من الوصول إلى الخدمات الطبية والصحية محدودٌ جدًّا".وتصنف منظمة الصحة العالمية خطر الإصابة بفيروس كورونا المستجد في سوريا على أنه "مرتفع جدًّا"، على الرغم من إصرار الحكومة على عدم وجود حالات مؤكدة في البلاد.

تكتسب توعية وتثقيف اللاجئين والنازحين أهمية خاصة؛ لأن الظروف التي اضطروا إلى تحمُّلها وشروط معيشتهم تجعلهم عرضةً بشكل خاص للإصابة بفيروس كورونا المستجد. وبالإضافة إلى الظروف الصحية الكامنة، فأي أمر يؤثر على الجهاز المناعي، كالإجهاد المزمن، وعدم كفاية التغذية، وقلة النوم، استهلك الكحوليات والتدخين، قد تترتب عليه نتائج خطيرة على سير السقم.

في حين تقع مسؤولية رعاية اللاجئين في زمن انتشار الوباء على عاتق حكومة البلد المضيف، فإن العاملين في المجال الإنساني يُبدون قلقهم حيال ما قد يحدث للاجئين إذا امتلأت المستشفيات بالسقمى من مواطنيها.

على أرض الواقع، عمدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمجلس النرويجي للاجئين، ومنظمة الصحة العالمية إلى تكثيف توزيع المياه النظيفة والصابون ومعقم اليدين في مخيمات اللجوء في كلٍّ من الأردن ولبنان والعراق، وهي تعمل على نشر معلومات الوقاية. يقول وائل حتاحت، قائد فريق الطوارئ في مخط منظمة الصحة العالمية في العراق: "إن منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية العراقية تعمل بنشاط في محاولة لتثقيف الناس حول فيروس كورونا المستجد منذ انتشار السقم في ووهان."، وهويعتقد حتى معظم اللاجئين والنازحين في البلاد لديهم فهمٌ كافٍ لطريقة انتشار الفيروس. ونظرا لضعف نظام الرعاية الصحية في العراق، فإن منظمة الصحة العالمية هجرز على الوقاية، في محاولة للحد من عدد الإصابات. فمع وجود عدد كبير من الحالات، لن يتمكن نظام الرعاية الصحية من تحمّل التبعات.

مخاوف اللاجئون في ألمانيا من فيروس كورونا المستجد

مع ازدياد المخاوف حول العالم وفي ألمانيا من فيروس كورونا المستجد، ينظر اللاجئون لهذه جائحة بشكل مختلف إذ يعبر هؤلاء عن قلقهم وخوفهم من إصابة أهاليهم في مخيمات اللجوء، وفي مناطق سيطرة النظام السوري، بفيروس كورونا.

وعلى الرغم من خلوا الأرفوف خالية من الأطعمة المعلبة، وأن المعقمات باتت سلعة نادرة بعد انتشار فيروس كورونا حول العالم ونشره الخوف والهلع بين الناس وخاصة بعد إعلان منظمة الصحة العالمية حتى كورونا بات جائحة عالمياً. لكن الذي يخيف ويقلق اللاجئين أكثر ليس حول أنفسهم وعائلاتهم في ألمانيا فقط، وإنما حول أهاليهم في بلدهم الأصلي أيضا.

والرغم حتى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تسقطت حتى يصيب كورونا من 60 إلى 70 في المئة من المواطنين، من بينهم اللاجئون- الذين لا يثير مخاوفهم تفشي السقم في أماكن إقامتهم فقط- بل يعبرون عن خشيتهم من تفشيه بين أهاليهم وأحبائهم في مخيمات اللجوء وفي سوريا، مما يجعل من كورونا هماً جديداً إلى كاهلهم المثقل بالهموم.

المراجع

  1. "اللاجئون والنازحون في الشرق الأوسط معرضون بشدة للإصابة بفيروس كورونا المستجدّ كوفيد - 19". Nature Middle East. doi:10.1038/nmiddleeast.2020.41. مؤرشف من الأصل في 01 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 01 أبريل 2020.
  2. ^ اللاجئين, المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون. "يجب حماية حقوق وصحة اللاجئين والمهاجرين وعديمي الجنسية خلال التصدي لفيروس كورونا". UNHCR. مؤرشف من الأصل في 01 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 01 أبريل 2020.
  3. ^ "الأمم المتحدة: صحة النساء السوريات أولوية في ظل تفشي كورونا". البوابة نيوز. مؤرشف من الأصل في 01 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 01 أبريل 2020.
  4. ^ Welle (www.dw.com), Deutsche. "لاجئون في ألمانيا: كورونا يزيد خوفنا على أهلنا في المخيمات | DW | 16.03.2020". DW.COM. مؤرشف من الأصل في 01 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 01 أبريل 2020.
تاريخ النشر: 2020-06-01 21:22:35
التصنيفات: مقالات يتيمة منذ أبريل 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, مقالات غير مصنفة منذ أبريل 2020, جميع المقالات غير المصنفة, مقالات غير مصنفة منذ 2020, مقالات بحاجة لشريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

طاقم التحكيم الإماراتي لمونديال قطر 2022 ينجح باختبارات الـ"فيفا"

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:19:24
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 70%

بطلة عالمية في السباحة تغرق لسبب غريب.. تم انقاذها بأعجوبة (فيديو وصور)

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:19:25
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 61%

"حياة كريمة": إطلاق 77 قافلة طبية في 14 محافظة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:20:46
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 66%

بعد 30 عاما.. أشهر المتاحف الأمريكية يودع أطول معرض فرعوني

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:21:00
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

إضراب موزيعي "البوطا" يجرُ الوزيرة بنعلي إلى المساءلة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:19:31
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

وزير المالية: مصر أصبحت أرضًا خصبة جاذبة ومحفزة للاستثمارات

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:21:02
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 69%

«التزكية» تحدد مجلس إدارة اتحاد عمال مصر.. ومنافسة على «الرئاسة»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:21:02
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 63%

الكهرباء: تطبيق أسعار فواتير الاستهلاك القديمة حتى يناير

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:20:47
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 61%

مجمع المتاحف في "سوق المرفأ" يعرض تحفا إماراتية نادرة وتاريخية

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:19:27
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 61%

منصور بن محمد يعيد تشكيل مجلس إدارة نادي دبي للشطرنج والثقافة

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:19:26
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 63%

عشرينية تٌحاول سرقة رضيع من مستشفى بشيشاوة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:19:30
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 60%

انتشار عبوات زيت طعام غير صالحة للاستهلاك؟.. الحكومة توضح الحقيقة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:21:01
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 50%

أولمبيك آسفي يهزم الرجاء بدونور.. ويقدم هدية للوداد

المصدر: راديو مارس - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:19:18
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 51%

مدخل الصدق إلى سكة السلوك

المصدر: الجماعة.نت - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:20:15
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 54%

قفزة جديدة للمنتخب المغربي بتصنيف "الفيفا"

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-06-23 12:19:29
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 51%

تحميل تطبيق المنصة العربية