أداء الخمس من المغنم (إسلام)

أداء الخُمس من المغنم هوشعيرة إسلامية من الفرائض ،ويعني دفع خُمس الغنائم التي يحصل عليها المسلمون نتيجة الحرب مع الكفار ودفعها لأصناف وردت في القرآن وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ويرى الشيعة حتى وجوبها يضم أيضاً جميع مال يغنمه المسلم زائد عن مؤونته السنوية.

فرضية أداء الخمس

اتىت الكثير من الأدلة في القرآن والسنة النبوية علي حتى أداء الخمس من الفرائض :

في القرآن

وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

في السنة النبوية

أن وفد عبد القيس لما نطقوا لرسول الله :

إن بيننا وبينك المشركين من مضر، وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر حرم، فمرنا بجمل الأمر إذا عملنا به دخلنا الجنة وندعوإليه من وراءنا". نطق: "آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع، آمركم بالإيمان بالله. وهل تدرون ما الإيمان بالله، شهادة حتى لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،وصيام رمضان وأن تعطوا الخمس من المغنم

نطق رسول الله :

أُعْطِيتُ أربعًا لمْ يُعْطَهُنَّ أحدٌ كان قبلَنا ، وسَأَلْتُ ربِّي الخَامِسَةَ فَأَعْطَانِيها : كان النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَرْيَتِه ولا يَعْدُوها ، وبُعِثْتُ كَافَّةً إلى الناسِ وأُرْهِبَ مِنَّا عَدُوُّنا مَسِيرَةَ شهرٍ . وجُعِلَتْ لِيَ الأرضُ طَهورًا ومساجدَ . وأُحِلَّ لَنا الخُمُسُ ، ولمْ يَحِلَّ لأَحَدٍ كان قبلَنا . وسَأَلْتُ ربِّي الخَامِسَةَ ، سَأَلْتُهُ أنْ لا يلقاهُ عَبْدٌ من أُمَّتي يُوَحِّدُهُ إلَّا أدخلَهُ الجنةَ ، فَأَعْطَانِيها

عن ابن عباس : «كان رسول الله إذا بعث سرية فغنموا، خمَّس الغنيمةَ فضرب ذلك في خمسةٍ ثم قرأ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وللرسول»
عن عبد الله بن شقيق ،عن رجل من بلقين نطق : «أتيتُ رَسولَ اللهِ وهوَ بِوادِي القُرَى، وهوَ يَعرِضُ فَرسًا، فقلتُ : يا رسولَ اللهِ، ما تقولُ في الغَنيمةِ ،يا ترى؟ فنطق : للهِ خُمُسُها ، وأربَعةُ أخماسٍ للجيشِ، قلتُ : فما أَحدٌ أَولى بِه من أَحدٍ ،يا ترى؟ نطق : لا، ولا السَّهمُ تَستخرِجُه مِن جَنبِكَ، ليسَ أنتَ أَحقَّ بِه، مِن أخيكَ المسلمِ»
عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص نطق : «أخذ أبي من الخُمُسِ سيفًا . فأتى به النبيَّ . فنطق : هبْ لي هذا . فأبى . فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلهِ وَالرَّسُولِ»
نطق رسول الله : «ردُّوا علَيهم نساءَهُم وأبناءَهُم، فمِن مسَكَ بشيءٍ من هذا الفيءِ، فإنَّ لَهُ بِهِ علَينا ستَّ فرائضَ من أوَّلِ شيءٍ يُفيئُهُ اللَّهُ علَينا، ثمَّ دَنا يعني النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من بَعيرٍ، فأخذَ وبَرةً من سَنامِهِ، ثمَّ نطقَ: يا أيُّها النَّاسُ، إنَّهُ ليسَ لي من هذا الفَيءِ شيءٌ، ولا هذا وحملَ أصبُعَيْهِ إلَّا الخُمُسَ، والخمُسُ مَردودٌ عليكُم، فأدُّوا الخياطَ والمِخيَط. فقامَ رجلٌ في يدِهِ كَبَّةٌ من شَعرٍ فنطقَ: أخذتُ هذِهِ لأُصْلِحَ بِها برذَعةً لي. فنطقَ رسولُ اللَّهِ : أمَّا ما كانَ لي ولبَني عبدِ المطَّلبِ فَهوَ لَكَ. فنطقَ: أمَّا إذ بلغَتْ ما أرى فلا أرَبَ لي فيها ونبذَها»

الفرق بين أحكام الغنيمة والفيء

الغنيمة

الغنيمة هوجميع ما أخذ من الكفار بقوة الخيل والركاب أوما يقوم مقامهما في جميع زمن، ويدخل في الغنيمة سلاح العدووعتاده والحيوان من خيل وماشية ومضى وفضة وكل ما يصلح من متاع الدنيا من النساء والعبيد حتى الخيط والإبرة.

حكمها: توزع علي المجاهدين كلٍ على قدر مساهمته وعدته وعتاده، ويصرف الخمس لله والرسول ولذي القربي واليتامي والمساكين.

الفيء

الفيء ما أخذ منهم بغير قوة كأن يطلبوا الصلح ويستسلموا على عهد، وكالأموال التي يصالحون عليها.

حكمها: تصرف كلها في المصارف التي حددها القرأن فنطق الله: مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ .

أحكام الخمس

عند السنة

الخمس من غنائم الحرب فقط.

وقيل في الركاز أيضًا، فعن أبي هريرة نطق :

أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نطق: العَجْماءُ جُبارٌ، والبِئرُ جُبارٌ، والمَعْدِنُ جُبارٌ، وفي الرِّكازِ الخُمُسُ

ونطق مالك^[]

والشافعي ،والجمهور على حتى الركاز هي كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض، ونطقوا : «لا خمس في المعدن بل فيه الزكاة إذا بلغ قدر النصاب» ،وهوالمأثور عن عمر بن عبد العزيز.

عند الشيعة

طبقًا للممضى الجعفري، يؤخذ الخمس من جميع من :

الغنائم الماخوذة من الحرب حيث ياخذ منها الخمس.
الأموال التي تزود عن المؤنة الشخص وعائلته مهما كان مبلغها وتخرج جميع سنة.
الركاز وهوالمال المدفون تحت الأرض إذا تجاوز قيمته النصاب فقط.
مايخرج من البحر بالغوص مثل اللؤلؤ والمرجان إذا تجاوزت قيمته مثنطق المضى.
المال الحرام المختلط بالذمة.
شراء الذمي للارض، أي إذا اقتنى الذمي أرضا من مسلم وجب على الذمي بالذات حتى يدفع خمس ثمن الارض.

إلى من يدفع الخمس؟

نطق الشافعية والحنابلة: تقصم الغنيمة -وهي أموال الخمس- الي خمسة أجزاء متساوية واحد منها سهم الرسول، ويُصرف على مصالح المسلمين، وواحد يُعطى لذوي القربى، وهم مَن انتسب إلى هاشم بالأبوّة مِن غير فرق بين الأغنياء والفقراء . والثلاثة الباقية تُنفق على اليتامى والمساكين وأبناء السبيل سواء أكانوا مِن بني هاشم أومِن غيرهم .
أما الحنفية فهم يقسمون الأموال إلى ثلاثة فقط حيث نطقوا إذا سهم الرسول قد سقط بوفاته وأما ذوي القربى فهم كغيرهم من الفقراء يعطون لفقرهم لا لقرابتهم من الرسول.
نطقت المالكية حتى أموال الخمس ترجع إلى ولي الامر يتصرف بها كما يشاء.
نطق سفيان الثوري ، وأبونعيم، وأبوأسامة، عن قيس بن مسلم : «سألت الحسن بن محمد بن الحنفية عن قول الله تعالى : (وافهموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول) نطق هذا مفتاح كلام، لله الدنيا والآخرة . ثم اختلف الناس في هذين السهمين بعد وفاة رسول الله فنطق قائلون : سهم النبي تسليما للخليفة من بعده . ونطق قائلون : لقرابة النبي . ونطق قائلون : سهم القرابة لقرابة الخليفة . فاجتمع قولهم على حتى يجعلوا هذين السهمين في الخيل والعدة في سبيل الله، فكانا على ذلك في خلافة أبي بكر وعمر^[]

»

كان أبوبكر الصديق يصرف سهم الرسول وقرابته في دعم الجهاد أي في الخيل وفي العتاد، فعن جبير بن مطعم أنه نطق :«أنَّ رسولَ اللَّهِ لم يَقسِم لبَني عبدِ شَمسٍ، ولا لبَني نوفلٍ منَ الخمُسِ شيئًا، كما قسمَ لبَني هاشمٍ، وبَني المطَّلب نطقَ: وَكانَ أبوبَكْرٍ يقسمُ الخمسَ نحوَ قَسمِ رسولِ اللَّهِ ، غيرَ أنَّهُ لم يَكُن يُعطي قُربى رسولِ اللَّهِ ، كما كانَ يُعطيهِم رسولُ اللَّهِ ، وَكانَ عُمرُ يعطيهِم منه، وعثمان بعده.»

عند الشيعة

حسب الممضى الجعفري: إنّ سهم الله وسهم الرسول وسهم ذوي القربى يُفوّض أمرها إلى الإمام أونائبه يضعها في مصالح المسلمين. والأسهم الثلاثة الباقية تُعطى لأيتام بني هاشم ومساكينهم وأبناء سبيلهم، ولا يشاركهم فيها غيرهم.

مصادر

الفقه على المذاهب الخمسة لـ محمد جواد مغنية \ القسم الأول: العبادات\الزكاة\الخمس .

↑ سورة الأنفال:41
^ ممضى الشيعة في الخمس نسخة محفوظة 18 فبراير 2017 على مسقط واي باك مشين.
^ سليم البخاري (4/205)،سليم مسلم ((1/35)و36)،سنن النسائي(2/333)،مسند أحمد (3/318)وج(5/136)
^ سليم ابن حبان (6399)، سليم الموارد (1781)
^ مجمع الزوائد(5/343) ،فيه نهشل بن سعيد وهومتروك
^ رواه ابن كثير في تفسير القرآن(4/4) ،وإسناده سليم
^ سليم مسلم (1748)
^ سنن أبي داود (2694)،وحسنه الألباني
^ سورة الحشر:7
^ رواه البخاري
^ فتوي إسلام ويب نسخة محفوظة 30 أبريل 2017 على مسقط واي باك مشين.
^ سنن أبي داود (2978)،صححه الألباني