نظريات المؤامرة المتعلقة بمقتل أسامة بن لادن

أدى مقتل أسامة بن لادن في الثاني من شهر مايوعام 2011 إلى بروز عدد من نظريات المؤامرة والخدع والشائعات. من بين تلك النظريات فكرة مفادها حتى أسامة بن لادن توفي قبل سنوات، أوما يزال على قيد الحياة. برزت شكوك عديدة حول مقتل بن لادن، أشعلتها أمور مختلفة: مثل رمي جثته في البحر على يد الجيش الأمريكي، واتخاذ قرار بعدم إصدار أي صور أوأدلة من الحمض النووي للعلن، والشهادات المتناقضة بخصوص الحادثة (كانت الرواية الرسمية للغارة متغيرة أومتناقضة مع الانادىءات والشهادات السابقة)، وانقطاع الكهرباء لـ 25 دقيقة أثناء الغارة على مجمع بن لادن قُطع خلالها البث الحي من الكاميرات المركبة على خوذات عناصر القوات الخاصة الأمريكية.

خلال ساعات، بُثت صورة لجثة بن لادن تفيد بمقتله على التلفاز الباكستاني. وعلى الرغم من حتى الصحف البريطانية ووكالة أسوشيتد برس نقلت السيرة، لكنها أُزيلت بسرعة عن مواقع الويب بعدما أُعلن على مسقط تويتر عن كونها صورة مزيفة.

في الرابع من شهر مايو، أعربت إدارة الرئيس الأمريكي أوباما أنها لن تنشر أي صورة لجثة بن لادن. ارتأت إدارة أوباما حتى الإعلان عن الصور سيبدد الإشاعات التي تدعي حتى مقتل بن لادن خدعة، آخذة بعين الاعتبار خطر تحريض تنظيم القاعدة على تطبيق هجوم جديد، واعتبار البعض حتى تلك الصور صادمة أومزعجة بسبب محتواها الحساس جدًا. مُنحت الكثير من الصور التي تلت الغارة لوكالة رويترز عن طريق مسؤول أمني باكستاني مجهول الهوية، وعلى الرغم من حتى الصور تبدوموثوقة، لكنها التُقطت عقب مغادرة القوات الأمريكية، ولا تحتوي أي واحدة منها على مرشد يتعلق بمصير بن لادن.

في السادس من شهر مايو، ذكرت تقارير اعترافَ مسقط القاعدة بموت بن لادن. في الحادي عشر من شهر مايو، ادعى جيم إنهوف، وهوسيناتور من الحزب الجمهوري وعضولجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي، أنه اطلع على صور «وحشية» لجثة بن لادن، وأكد لاحقًا حتى تلك الجثة «جثته»، وأضاف، «أصبح الرجل من التاريخ الآن».

في الحادي والعشرين من شهر مايوعام 2015، نشر الصحفي سيمور هيرش تقريرًا يدعي فيه حتى باكستان أبقت بن لادن تحت الإقامة الجبرية منذ سنة 2006، وأن الولايات المتحدة عهدت مسقط بن لادن عن طريق مسؤول استخبارات باكستاني وليس عبر تعقب ساعٍ خاص، وأن عناصرًا من الجيش الباكستاني ساعدوا الولايات المتحدة في اغتال بن لادن. أنكر البيت الأبيض تقرير هيرش.

غياب الدليل المادي

يعود سبب التشكيك الرئيس برواية الحكومة الأمريكية إلى رفضها تقديم مرشد مادي لدعم انادىءاتها. وُصفت غارة أبوت آباد بشكل دقيق من طرف المسؤولين الأمريكيين، لكن لا وجود لدليل مادي بإمكانه إثبات حقيقة موت بن لادن للعامة والصحفيين والأطراف الثالثة المستقلة التي طلبت معلومات بخصوص هذا الموضوع بناءً على قانون حرية المعلومة. حملت عدة منظمات مختلفة طلبات بناء على قانون حرية المعلومة، وسعت من خلالها إلى الإعلان، ولوجزئيًا على الأقل، عن الصور والصوت والصورةهات و/أونتائج اختبار الـ DNA، ومن تلك المنظمات: أسوشيتد برس ورويترز وسي بي إس نيوز ومجموعة جوديشل ووتش وصحيفة بوليتيكووفوكس نيوز ومنظمة سيتيزنز يونايتد والإذاعة الوطنية العامة NPR. أثناء حمل الطلب، أوضحت وكالة أسوشيتد برس:

المعلومة مهمة في السجل التاريخي. ذلك رأينا. –مايكل أوريسكس، كبير مدراء التحرير، أسوشيتد برس.

في السادس والعشرين من شهر أبريل عام 2012، أصدر قاضي فيدرالي أمريكي حكمًا في قضية جوديشل ووتش ضد وزارة الدفاع الأمريكية وآخرون، واقتضى الحكم حتى وزارة الدفاع ليس مضطرة لإصدار أي مرشد للعامة.

دفن الجثة في البحر

أدى إلقاء الجيش الأمريكي جثة بن لادن في البحر إلى إشعال شكوك حول مقتل بن لادن من الأساس، على الرغم من حتى المسؤولين الأمريكيين أوضحوا حتى الدفن ضروري لأن الولايات المتحدة لم تستطع التوصل إلى ترتيبات مع أي دولة أخرى لدفن جثة بن لادن خلال 24 ساعة، وفقًا لما يقتضيه الشرع الإسلامي. لم تتبع الولايات المتحدة دومًا التشريع الإسلامي في الماضي. فاحتجزت الولايات المتحدة جثتا عدي وقصي حسين، ابنا صدام حسين، لـ 11 يومًا قبل الكشف عنها من أجل الدفن. بخصوص المثال السابق، ترددت عدة مدن عراقية في دفن ابني صدام حسين.

شكك الإرهابيون وبعض الناجين من أحداث الحادي عشر من سبمتبر وأقارب ضحايا الحادث الأخير بقرار دفن بن لادن في البحر. وصف البروفيسور بيتر رومانويك من كلية جون جاي عملية الدفن في البحر بأنها طريقة لتحاشي المزيد من الأسئلة الإضافية. نطق البروفيسور: «من الواضح أنهم سيخضعون لضغوط كي يظهروا الجثة أويعطوا دليلًا إضافيًا، لكن الدفن في البحر طريقة لإبعاد تلك القضية عن الأضواء». من مزايا الدفن في البحر هي عدم وجود طريقة بسيطة للتعهد على مسقط الدفن أوالوصول إليه، ما يمنع تحوّل المسقط إلى مفهم يجذب الانتباه، أوحتى إلى «مقام إرهابي».

نظريات المؤامرة

في باكستان

روّج مسؤولون باكستانيون كبار لنظرية مفادها عدم وقوع لقاءة بالأسلحة النارية، وأن الشخص الذي اختطفته القوات الأمريكية، بصرف النظر عن هويته الحقيقية، أُعدم خارج المجمع ونُقلت جثته بعيدًا على متن مروحية.

في لقاءة لحميد غل، وهوالمدير العام السابق لوكالة الاستخبارات الباكستانية، مع قناة سي إذا إن، أعرب حتى بن لادن توفي منذ سنوات عديدة، وأن سيرة مقتله الرسمية التي طرحتها وسائل الإعلام الأمريكية مجرد خدعة. وفوق ذلك، يعتقد غل –وفقًا لللقاءة– حتى الحكومة الأمريكية فهمت بمقتل بن لادن منذ سنوات، فنطق: «على الأرجح أنهم فهموا وفاة بن لادن منذ بضعة أعوام، لذا انتظروا وأخفوا هذه السيرة وبحثوا عن لحظة مناسبة، ولا يمكن لتوقيت الحادثة حتىقد يكون أكثر مثالية، لأن على الرئيس أوباما الدفاع عن منصبه في انتخابات العامل المقبل حينما يترشح للرئاسة والبيت الأبيض، وأعتقد حتى ذلك توقيت مناسب للكشف عن تلك السيرة ونشرها للعلن».

ذُكر سيناريوآخر في منطقة باللغة الأردية في صحيفة أوصاف اليومية، واقتُبس في تلك الموضوعة حديث لمصادر عسكرية نطقت: «قُتل بن لادن في مكان آخر. لكن بما حتى الولايات المتحدة تنوي توسيع رقعة الحرب الأفغانية لتضم باكستان، واتهام باكستان، والحصول على إذن كي تدخل قواتها البلاد، فنصحت بالتالي بسيناريوالاغتيال».

نطق بشير قُريشي، والذي يعيش قرب المجمع الذي قُتل فيه بن لادن وفُجر زجاجه أثناء الغارة: «لا أحد يصدق تلك السيرة. لم نشاهد أي عربي هنا، لم يكن بن لادن هنا».

انظر أيضا

تنظيم القاعدة
قائمة نظريات المؤامرة

مراجع

^ Gold, Matea; Cloud, David S.; Brown, Eryn (May 3, 2011). "Osama bin Laden dead: Bin Laden's burial at sea fuels 'death hoax' rumor". latimes.com. مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 2020.
^ Alison Bowen. "Osama bin Laden: Conspiracy theories thrive on lack of proof". Metro. مؤرشف من الأصل في 05 أبريل 2012.
^ Richard Lardner (Sep 28, 2011). "US tells court bin Laden photos must stay secret". Washington: Associated Press. مؤرشف من الأصل في 21 ديسمبر 2019.
^ Robert Booth (May 4, 2011). "The killing of Osama bin Laden: how the White House changed its story". Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 24 مارس 2020.
^ Steven Swinford (May 6, 2011). "Doubts grow on US version of strike against bin Laden". Sydney Morning Herald. مؤرشف من الأصل في 31 أكتوبر 2019.
^ Swinford, Steven (May 4, 2011). "Osama bin Laden dead: Blackout during raid on bin Laden compound". Telegraph. London. مؤرشف من الأصل في 25 أبريل 2020.
^ "Bin Laden death photo: FAKE!". MilitaryTimes. مؤرشف من الأصل في 28 يوليو2014.
^ Amelia Hill (May 2, 2011). "Osama bin Laden corpse photo is fake". Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 09 ديسمبر 2019.
^ Montopoli, Brian (2011-05-04). "Obama: I won't release bin Laden death photos." سي بي إس نيوز. Retrieved 2011-05-04. نسخة محفوظة 22 مايو2020 على مسقط واي باك مشين.
^ "Osama bin Laden killed: live coverage". Telegraph. London. مؤرشف من الأصل في 07 مارس 2020.
^ Allbritton, Chris; John Boyle (4 May 2011). "Photos show three dead men at bin Laden raid house". رويترز. مؤرشف من الأصل في 24 سبتمبر 2015. اطلع عليه بتاريخ 12 فبراير 2013.
^ Douglas Stanglin (May 6, 2011). "Al-Qaeda confirms bin Laden's death, threatens new attacks". USA Today. مؤرشف من الأصل في 31 أكتوبر 2019.
^ Members of Congress see bin Laden photos, CNN.com, May 11, 2011 نسخة محفوظة 2020-03-13 على مسقط واي باك مشين.
^ Seymour M. Hersh. "The Killing of Osama bin Laden". London Review of Books. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019.
^ Cole, Matthew; Esposito, Richard; Windrem, Robert; Mitchell, Andrea (11 May 2015). "Pakistanis Knew Where Osama Bin Laden Was, U.S. Sources Say". NBC News. NBC News. مؤرشف من الأصل في 04 أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 12 مايو2015.
^ Schwarz, Jon; Devereaux, Ryan (12 May 2015). "CLAIM: SY HERSH'S BIN LADEN STORY IS TRUE — BUT OLD NEWS". The Intercept. مؤرشف من الأصل في 12 أغسطس 2015. اطلع عليه بتاريخ 12 مايو2015.
↑ Hersh, Seymour (21 May 2015). "The Killing of Osama bin Laden". The London Review of Books. The London Review of Books. مؤرشف من الأصل في 16 ديسمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 11 مايو2015.
^ "Osama Bin Laden was an unarmed elderly 'invalid' when Navy Seals killed him and Barack Obama lied about the mission, report claims". The Independent. 11 May 2015. مؤرشف من الأصل في 25 سبتمبر 2015. اطلع عليه بتاريخ 11 مايو2015.
^ Utter nonsense': CIA and White House blast Seymour Hersh's explosive Osama bin Laden raid story". Washington Post. 11 May 2015. مؤرشف من الأصل في 07 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ 11 مايو2015.
^ "White House dismisses new Osama bin Laden raid claims". Telegraph. 11 May 2015. مؤرشف من الأصل فيعشرة أبريل 2020. اطلع عليه بتاريخ 11 مايو2015.
^ John Hudson (May 10, 2011). "The Associated Press's Case for Releasing the Bin Laden Photo". The Atlantic Wire. مؤرشف من الأصل في 19 أكتوبر 2013.
^ John Hudson (May 9, 2011). "A Look at Who's FOIAing the Bin Laden Death Photo". The Atlantic Wire. مؤرشف من الأصل في 30 مايو2013.
^ Brian Whitaker (May 2, 2011). "Bin Laden's body buried at sea". Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 08 أبريل 2020.
^ "Muslims furious about Osama sea burial – Daylife". Fuse.tv. مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 2011. اطلع عليه بتاريخ May 6, 2011.
^ "Osama bin Laden's burial at sea: critics range from 9/11 families to militants". The Christian Science Monitor. مؤرشف من الأصل في 12 نوفمبر 2019.
^ "Osama Bin Laden Body Headed for Burial at Sea, Officials Say". ABC News. May 2, 2011. مؤرشف من الأصل في May 2, 2011. اطلع عليه بتاريخ May 2, 2011.
^ Yusufzai, Mushtaq (2011-05-04). Bin Laden’s daughter confirms her father shot dead by US Special Forces in Pakistan. Al-Arabiya. Retrieved 2011-05-04. نسخة محفوظة 22 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
^ "Former Pakistani intel chief: Obama lying". CNN. May 5, 2011. مؤرشف من الأصل في 22 مارس 2012. اطلع عليه بتاريخ May 8, 2011.
^ Kingsley, Patrick; Jones, Sam (May 5, 2011). "Osama bin Laden death: The conspiracy theories". الغارديان. London. مؤرشف من الأصل في 21 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ May 5, 2011.
^ "Osama bin Laden killed: conspiracy theories proliferate in wake of raid". Telegraph. London. May 3, 2011. مؤرشف من الأصل في 05 أبريل 2020.