نقص التمريض

يشير نقص التمريض إلى الحالة التي يتجاوز فيها الطلب على متخصصي التمريض (كالمسقمين المسجلين) ما يمكن توفيره محليًا (على سبيل المثال: داخل منشأة للرعاية الصحية) على المستوى الوطني أوالعالمي. يمكن قياس نقص التمريض عندما يحتاج معدل التمريض إلى السقمى أومعدل التمريض إلى السكان أوعدد الوظائف الشاغرة للتمريض عددًا أكبر من المسقمين المتاحين حاليًا. تلاحظ هذه الحالة في الدول المتقدمة والنامية حول العالم.

لا ينتج نقص التمريض بالضرورة عن نقص التزويد بالمسقمين المدربين. في بعض الحالات، يحدث نقص ملحوظ مع زيادة معدلات قبول الطلاب في مدارس التمريض. تضم العوامل المحتملة: عدم وجود نسب كافية من الموظفين في المستشفيات وغيرها من مرافق الرعاية الصحية، ونقص برامج التوظيف للمسقمين المدربين حديثًا، وعدم كفاية حوافز الاحتفاظ بالعاملين.

على الصعيد العالمي، تقدر منظمة الصحة العالمية وجود نقص ما يقارب 4.3 مليون مسقم وطبيب وغيرهم من الموارد البشرية الصحية الأخرى في جميع أنحاء العالم؛ وذلك نتيجة مرور عقود من قلة الاستثمار في تعليم العاملين الصحيين وتدريبهم وأجورهم وبيئة عملهم وإدارتهم.

الأسباب

يشكل نقص التمريض معضلة في الكثير من البلدان. لمعالجة المشكلة، أُجريت دراسات نفسية لفهم شعور المسقمين حيال حياتهم المهنية، على أمل حتى نتمكن من تحديد ما يمنع بعض المسقمين من الاستمرار في المهنة على المدى الطويل. في دراسة أجراها عالم الاجتماع براين تورنر، تبين حتى أكثر شكاوى التمريض شيوعًا هي:

التبعية لمهنة الطب في جميع المسائل، حتى في القواعد الأساسية.
ظروف العمل الصعبة.

حدد تقرير من كومنولث أستراليا بعض الأمور الأخرى التي تسبب عدم راحة التمريض:

تغييرات الجدول المستمرة.
العمل الزائد بسبب عدد السقمى الكبير والأعمال الورقية.
العمل بنظام الورديات.
عدم تقدير الرؤساء.
نقص رعاية الأطفال الموفرة.
الأجر غير الكافي.
وجدت دراسة أخرى حتى استياء التمريض نابع من:
تسقطات متضاربة من المسقمين والمديرين بسبب تنظيم التكلفة.
عدم القدرة على تقديم رعاية تمريضية شاملة بسبب العمل.
فقدان الثقة في نظام الرعاية الصحية.

لم تتغير السياسات والممارسات الصحية الإدارية/الحكومية في الكثير من الولايات القضائية في العقود الماضية إلا قليلًا جدًا. كان خفض التكاليف هوالأولوية، ومازالت أعداد السقمى غير مضبوطة، ونادرًا ما يُستشار المسقمين عند التوصية بإصلاح الرعاية الصحية. السبب الرئيسي وراء اعتزام المسقمين مغادرة المجال، وفقما ذكرت المجموعة الاستشارية الأولى، هوظروف العمل. مع معدل انسحاب موظفين مرتفع، ليس أمام مجال التمريض فرصة لحشد الموظفين المحبطين أصلًا. بصرف النظر عن ظروف العمل المتدهورة، فإن المشكلة الحقيقية هي «فشل التمريض في حتىقد يكون مجالًا جذابًا للجيل الأصغر سنًا». اخفض اهتمام طلاب الجامعات بالتمريض باعتباره مهنة محتملة. أكثر من نصف المسقمين العاملين «لا يوصون أطفالهم بدخول مجال التمريض»، وأقل من الربع بقليل ينصح الآخرين بتجنب التمريض كمهنة تمامًا.

وصف باحثا التمريض الأستراليان جون بوكانان وجيليان كونسيدين المستشفيات بأنها «تُدار مثل الشركات» مع اعتبار «قضايا رعاية السقمى ... ذات أهمية ثانوية». الدعم العاطفي والتعليم والتشجيع والاستشارة جزء لا يتجزأ من ممارسة التمريض اليومية. ومع ذلك، فإن هذه الممارسات لا يمكن تحديدها كميًا بسهولة ويعتبرها المديرون تكلفة غير مبررة للسقمى الذين ينظر إليهم كمستهلكين. لذلك، تدخل المسؤوليات السريرية فقط في ميزانية المنظمة وخطة رعاية المستهلكين، مثل: تنظيم الدواء وتغيير الملابس وإدخال قسطرة فولي وأي شيء ينطوي على إمدادات ملموسة.

يؤثر نقص التمريض على الدول النامية التي تقدم المسقمين للعمل في الخارج في البلدان الأكثر ثراءً. على سبيل المثال، لاستيعاب النقص الملحوظ في التمريض في الولايات المتحدة، يقوم المستشفى الأمريكي بتوظيف مسقمين من الخارج، وخاصةً من الفلبين وأفريقيا. وهذا بدوره يمكن حتى يؤدي إلى نقص أكبر في التمريض في بلدانهم الأصلية. واستجابة لذلك، اعتمدت جمعية الصحة العالمية لمنظمة الصحة العالمية في عام 2010 مدونة الممارسات العالمية بشأن التوظيف الدولي للعاملين الصحيين، وهوإطار سياساتي لجميع البلدان من أجل التوظيف الدولي الأخلاقي للمسقمات وغيرهم من المهنيين الصحيين.

التأثير على الرعاية الصحية

رُبِطَ نقص التمريض (بما في ذلك انخفاض معدل المسقمين إلى السقمى) بالتأثيرات التالية:

زيادة أعباء عمل المسقمات.
زيادة خطر الخطأ، مما يعرض سلامة المريض للخطر.
زيادة خطر انتشار العدوى للسقمى والعاملين.
زيادة خطر حدوث نتائج سلبية، مثل: الالتهاب الرئوي والصدمة والسكتة القلبية والتهابات المسالك البولية.
زيادة خطر الإصابة المهنية.
زيادة انسحاب مختصي التمريض، مما يؤدي إلى ازدياد التكاليف على صاحب العمل ونظام الرعاية الصحية.
زيادة إدراك المسقمين لظروف العمل غير الآمنة، مما يساهم في زيادة النقص ويعيق جهود التوظيف المحلية أوالوطنية.

النقص حسب البلد

المغرب

لدى المغرب عدد أقل بكثير من المسقمين وغيرهم من الموظفين الطبيين للفرد الواحد مقارنةً مع غيرها من الدول ذات الدخل القومي المشابه. بلغ عدد المسقمين في المغرب 29025 في عام 2011؛ ثلثا هذا العدد مسقمون مسجلون وثلثه مسقمون مساعدون، بنسبةثمانية مسقمين لكل 10,000 نسمة. ونتيجةً لذلك، تُصنَّف المغرب بين الدول السبعة والخمسين التي تعاني من نقص شديد في الموارد البشرية المدربة طبيًا.

تشير دراسة حديثة أجراها المعهد الأوروبي لعلوم الصحة (المعهد الأوروبي لعلوم الصحة في الدار البيضاء) على أساس النمذجة الفهمية للاحتياجات المستقبلية، إلى حتى الوضع يفترض أن يزداد سوءًا، وأنّ المغرب بحاجة حتى ينتج بين 40,000 و80,000 خريج حديث حتى عام 2025 لسد فجوة التمريض.

المملكة المتحدة

في أكتوبر 2015، أعربت حكومة المملكة المتحدة إضافة التمريض إلى قائمة الوظائف الحكومية الناسيرة مؤقتًا.

في ديسمبر 2015، أبلغ 207 من أصل 232 مستشفى إنجليزي (90%) عن نقص في التمريض.

في يناير 2016، نطق كلية التمريض الملكية إذا أكثر من 10,000 وظيفة تمريضية أصبحت شاغرة في عام 2015. يمثل هذا زيادة بنسبة 3% سنويًا، من 11% جميع وظائف التمريض في لندن في عام 2013، إلى 14% في عام 2014، و17% في عام 2015، ويساوي ذلك نحو10% وسطيًا على الصعيد الوطني. وبحسب منطق لبي بي سي نطقت وزارة الصحة إنها لم تتعهد على الأرقام.

انظر أيضًا

هجرة الأدمغة
الموارد البشرية الصحية
موارد الأطباء

مراجع

^ Goulette, C. "Nursing (Job) Shortage. New Grads are finding the Job Hunt Tough." Advance for Nurses. Issue January 18, 2010.
^ "The world health report 2006 - working together for health". Who.int. Geneva. 2006. مؤرشف من الأصل في 1 مايو2020.
^ "Why a career in Nursing?". مؤرشف من الأصل في أربعة مايو2019. اطلع عليه بتاريخ 30 سبتمبر 2014.
^ Mitchell GJ (2003). "Nursing shortage or nursing famine: looking beyond numbers?". Nurs Sci Q. 16 (3): 219–24. doi:10.1177/0894318403016003011. PMID 12876879.
^ Stone, P. W.; Clarke, S.; Cimiotti, J.; Correa-de-Araujo, R. (November 2004). "Nurses' working conditions: implications for infectious disease". Emerging Infectious Diseases. 10 (11): 1984–1989. doi:10.3201/eid1011.040253. PMC 3328993. PMID 15550212.
^ Wiskow, Christiane; Albreht, Tit; de Pietro, Carlo. "How to create an attractive and supportive working environment for health professionals" Health Systems and Policy Analysis" (PDF). euro.who.int. مؤرشف من الأصل (PDF) في 20 سبتمبر 2018.
^ Wieck, K. L. (2003). Faculty for the millennium: changes needed to attract the emerging workforce into nursing. [Electronic Version]" Journal of Nursing Education 42(4), 151-8. Retrieved October 25, 2006 from Pubmed (12710805).
^ Forsyth S., McKenzie H. (2006). "A comparative analysis of contemporary nurses' discontents. [Electronic Version]". Journal of Advanced Nursing. 56 (2): 209–216. doi:10.1111/j.1365-2648.2006.03999.x.
^ Brush, B. L.; Sochalski, J.; Berger, A. M. (2004). "Imported care: recruiting foreign nurses to U.S. health care facilities. (Electronic Version) à Health Affairs, 23(3), 78-87". Health Affairs. 23 (3): 78–87. doi:10.1377/hlthaff.23.3.78. PMID 15160805.
^ وكالة أبحاث الرعاية الصحية والجودة (March 2004). "Hospital Nurse Staffing and Quality of Care: Research in Action, Issue 14". وكالة أبحاث الرعاية الصحية والجودة. مؤرشف من الأصل فيثمانية مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ 04 سبتمبر 2017.
^ "SANTE EN CHIFFRE 2012" (PDF) (باللغة الفرنسية). Ministry of Health, Morocco. مؤرشف من الأصل (PDF) في 02 يوليو2014. اطلع عليه بتاريخ 01 أغسطس 2014.
^ "Pourquoi choisir une carrière dans la santé?" (باللغة الفرنسية). Institut Européen des Sciences de la Santé, Maroc. مؤرشف من الأصل في 08 أغسطس 2014. اطلع عليه بتاريخ 01 أغسطس 2014.
^ "Restrictions on nurse recruitment from overseas changed - News stories - GOV.UK". Gov.uk. مؤرشف من الأصل فيخمسة سبتمبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 03 فبراير 2016.
^ "Nurse shortage hits dangerous levels in 90% of hospitals, report finds". The Guardian (باللغة الإنجليزية). 2015-12-21. ISSN 0261-3077. مؤرشف من الأصل في 1 سبتمبر 2017. اطلع عليه بتاريخ 03 فبراير 2016.
↑ "More than 10,000 nursing posts unfilled in London". 2016-01-07. مؤرشف من الأصل في 16 أكتوبر 2019. اطلع عليه بتاريخ 03 فبراير 2016.
^ "Warning over 'critical shortage' of nurses as vacancies rise to 10,000". Evening Standard (باللغة الإنجليزية). 2016-01-07. مؤرشف من الأصل فيتسعة مايو2017. اطلع عليه بتاريخ 03 فبراير 2016.