المناسخة في فهم فقه المواريث هي: (موت بعض الورثة قبل قسمة الهجرة). والميت إما واحد أوأكثر، وتتضمن:الأعمال الحسابية، وقسمة هجرة الميت على ورثته، واستخراج سهم الميت، وطرق تقسيمه على ورثته.

المناسخة في فهم المواريث

المناسخة بالمعنى اللغوي: من باب المفاعلة الرباعي، ومادته (ن س خ) والنسخ بمعنى: النقل أوالإزالة، أوالتغيير. والتناسخ بمعنى: "الانتنطق" أو"التوالي والتعاقب" وتناسخ الورثة موت الواحد تلوالآخر والمال لم يقسم.

المناسخة في فقه المواريث

المناسخة في فهم المواريث ضمن فقه المعاملات هي: (موت بعض الورثة قبل قسمة الهجرة). وعهدها الشنشوري "أن يموت من ورثة الميت الأول واحد أوأكثر قبل قسمة الهجرة" وتسمى مناسخة لأن موت الوارث قبل القسمة ينسخ أي: يبطل العمل بمصحح المسألة الأولى. كما حتى في عمل المناسخة انتنطق المال من وارث إلى آخر. فمسألة المناسخة حتى يموت شخص، ثم يموت بعض ورثته قبل قسمة الهجرة، فيقسم المال على ورثة جميع ميت بالتسلسل، والترتيب بدء من الميت الأول فالثاني إلى غير ذلك. فلومات إنسان وله خمسة ورثة توفي أحدهم قبل القسمة، وله ورثة توفي أحدهم قبل القسمة إلى غير ذلك، فتقسم هجرة الميت الأول على ورثته، ويؤخذ للميت الثاني سهمه من هجرة الميت الأول، ثم يقسم سهم الميت الثاني على ورثته، إلى غير ذلك في الميت الثالث وما بعده إذا وجد.

مكونات المناسخة

1. الميت الأول؛ الذي تقسم هجرته على ورثته.
2. الميت الأخر؛ هو: الوارث الذي توفي قبل القسمة، ولم يأخذ نصيبه الذي يستحقه من هجرة الميت السابق.
3. مسألة الميت الأول؛ وتتكون من الورثة الذين توفي بعضهم قبل حتى تقسم الهجرة عليهم.
4. مسألة الميت الأخر؛ المشتملة على ورثته، سواء كانوا وارثين عن الميت السابق أوغير وارثين عنه.
5. مجموع سهام الورثة، في المسألة الأولى، والمسألة أوالمسائل الأخرى؛ وهو: العدد الناتج بعمل حساب الفرائض الذي يقسم سليماً على الورثة.
6. سهام الميت الآخر؛ وهو: العدد الذي يستحقه من مسألة الميت السابق.
7. الجامعة؛ وتتضمن نتائج النظر بين السهام وبين مصحح المسألة.

أقسام المناسخات

إذا توفي بعض الورثة قبل قسمة الهجرة؛ فإما حتى يموت من وثة الميت الثاني واحد فقط، وإما حتى يموت أكثر من واحد، وفي جميع منهما إما حتى يمكن الاختصار قبل العمل، أولا يمكن. فهذه أربعة أقسام عامة تتضمن تقسيمات أخرى فرعية.

• أنقد يكون ورثة الميت الثاني هم ورثة الميت الأول فقط.
• أنقد يكون في ورثة الميت الثاني من لم يكن وارثا من الميت الأول.
• استواء قسمة الهجرة الأولى والثانية.
• اختلاف وجه قسمة الهجرة الأولى عن الثانية.
• أن يستقيم قسمة نصيب الميت الثاني على ورثته من غير كسر.
• انكسار نصيب الميت الثاني عند قسمته على ورثته.

ورثة الميت الآخر في المناسخة

تقسم هجرة الميت الأول على ورثته لتحديد نصيب الميت الثاني منها، ثم توضع للميت الثاني مسألته المشتملة على ورثته، وهم إما حتىقد يكونوا وارثين منه فقط، أوحتىقد يكون جميعهم أوبعضهم ممن يرث من الأول.

الحالة الأولى

أنقد يكون ورثة الميت الثاني هم نفس ورثة الميت الأول ولا تغيير في القسمة؛ فتقسم الهجرة بينهم قسمة واحدة، ولا حاجة لتطويل القسمة. فلوتوفي إنسان وله أبناء وبنات، ثم توفي أحدهم قبل القسمة، وليس له وارث سواهم، فالقسمة بين الباقين على صفة واحدة. فلوخلف ابنين وبنتين؛ فمسألتهم من ستة، لكل ابن اثنان، ولكل بنت واحد، ثم توفي أحد الأبناء قبل القسمة، ولا وارث له غيرهم؛ فمسألتهم من أربعة، وهم إخوة بالنسبة للميت الثاني، للذكر سهمان، ولكل أنثى سهم.

الحالة الثانية

إذا كان في ورثة الميت الثاني من ليس وارثا من هجرة الميت الأول؛ إما:

1. أن يرث من هجرة الميت الثاني فقط، فلوتوفي عن خمسة أبناء مثلا، ثم توفي أحد الأبناء قبل القسمة عن ثلاثة أبناء؛ فمسألة الميت الأول من خمسة بعدد الرؤوس، لكل ابن واحد، ثم توفي أحد الأبناء عن ثلاثة أبناء ومسألتهم من عدد الرؤوس لكل واحد سهم. فالذين يرثون الميت الثاني فقط هم أبناؤه الثلاثة، ولا يرثون الميت الأول لأنهم محجوبون بأبناء الميت الأول، وأبناء الميت الأول لايرثون الميت الثاني لأنهم إخوته وهم محجوبون بأبنائه.
2. أن يرث من هجرة الميت الأول، ومن هجرة الميت الثاني؛ فلوتوفي عن ابن وبنت ثم توفي الابن قبل القسمة عن بنت، وأخت؛ فمسألة الميت الأول من عدد الرؤوس ثلاثة، للإبن اثنان، وللبنت واحد، ثم توفي الابن عن بنت وأخت؛ والمسألة من اثنين للبنت النصف، وللأخت الباقي تعصيبا. فبنت الميت الثاني ترث منه فقط، لا ترث من هجرة الميت الأول، وأخت الميت الثاني ترث منه، وترث من هجرة الأول أيضاً لكونها ابنته، فهي ترث أباها أولاً ثم ترث أخاها ثانياً.

مثال

مات إنسان عن زوجة، وأب، وأم، أبناء، وبنات، ثم توفي أحد الأبناء عمن بقي في المسألة؛ فنسبة الورثة للميت الثاني هي:

1. زوجة الميت الأول؛ إما حتى تكون أما للميت الثاني، أوغير أم له لكونها زوجة أبيه فقط.
2. أب الميت الأول؛ هو: جد الميت الثاني.
3. أم الميت الأول؛ هي: جدة الميت الثاني.
4. ابن الميت الأول؛ هو: أخ الميت الثاني.
5. بنت الميت الأول؛ هي: أخت الميت الثاني.

الأعمال الأولية في حساب المناسخة

تعتمد أعمال المناسخة على فهم أحكام المواريث وحساب المواريث مسبقاً. وتبدء خطواتها كما يلي

المستوى الأولى

أول خطوة في عمل المناسخات؛ تسليم مسألة الميت الأول، بغية تحديد سهام الميت الثاني من مسألة الميت الأول. فلوكان ورثة الميت الأول خمسة إخوة أشقاء، توفي أحدهم قبل قسمة الهجرة؛ فمسألتهم من خمسة، بعدد رؤوسهم، تقسم عليهم، 5÷1=5 لكل واحد منهم سهم، وما يقسم على الورثة من أصل المسألة أومصححها؛ يسمى: سهما، ومجموع عدد سهام الورثة؛ يسمى: أصل المسألة أومصححها بعد التسليم. والميت الثاني في المسألة: هوأحد إخوة الميت الأول، وسهمه من المسألة ويعتبر واحد؛ يقسم على وثته بعد ذلك، بالطريقة المناسبة.

المستوى الثانية

المستوى الثانية في المناسخة؛ قسمة هجرة الميت الثاني على ورثته. وتتضمن هذه الفترة أبرز أعمال المناسخة، فإذا توفي من ورثة الميت الأول واحد فقط، وأمكن الاختصار قبل العمل؛ فلا حاجة للتطويل.

اختصار العمل بقسمة واحدة

الاختصار بقسمة واحدة؛ هو: الاكتفاء بعمل واحد عندما لاقد يكون للتطويل فائدة، فعند استواء قسمة الهجرة الأولى والثانية، على صفة واحدة، بلا تغيير؛ تكفي قسمة واحدة. فلوتوفي إنسان عن إخوة، ثم توفي أحدهم قبل القسمة، ولا وارث له سواهم؛ يقسم المال بينهم، على عدد رؤوسهم، بقسمة واحدة.

الاختصار في قسمة سهام الميت على ورثته

وإذا لم يصلح الاختصار بقسمة واحدة؛ فالعمل كالتالي:

1. تقسم هجرة الميت الأول على ورثته لتحديد سهام الميت الثاني.
2. توضع مسألة أخرى للميت الثاني، وتقسم فيها هجرته على ورثته.
3. النظر بين سهام الميت الثاني من المسألة الأولى وبين مسألته، فسهامه إما حتى يصلح قسمتها على ورثته من غير كسر، أوبكسر.

القسمة من غير كسر

الحالة الأولى: عندما يصلح قسمة سهام الميت الثاني من المسألة الأولى على ورثتة من غير كسر؛ فتقسم سهامه على ورثته ولا حاجة إلى الضرب وتصح المناسخة مما صحت منه المسألة الأولى.

مثاله الإنقسام

أن يموت إنسان عن ابن وبنت، ثم يموت الابن قبل القسمة، عن بنت وأخت؛ فمسألة الميت الأول من ثلاثة، للإبن سهمان، وللبنت سهم، ثم توفي الابن عن بنت وأخت؛ للبنت النصف فرضا، وللأخت الباقي تعصيبا، فمسألة الميت الثاني من مخرج النصف وهواثنان، للبنت سهم، وللأخت سهم. ثم إذا سهام الميت الثاني من المسألة الأولى وهي اثنان؛ تنقسم على ورثته نصفان نصف لبنته وهوسهم واحد، ونصف لأخته وهوسهم واحد. ولا حاجة لعمل الضرب، وتصح المناسخة مما صحت منه المسألة الأولى وهوثلاثة، سهم لبنت الميت الثاني من هجرة أبيها، وسهمان لأخت الميت الثاني، أحدهما سهم من هجرة الميت الأول، وثانيهما سهم من هجرة الميت الثاني.

صورة المسألة

─────

قسمة سهام الميت على ورثته

مبادئ العلاقة بين سهام الميت ومسئلته

• العدد الذي صحت منه مسألة الميت الأول؛ وهو: مجموع السهام الموزعة على الورثة.
• سهام الميت الثاني من مسألة الميت الأول؛ أي: نصيبه الذي يرثه من الميت الأول.
• العدد الذي تصح منه مسألة الميت الثاني؛ وهو: مجموع سهام ورثته في المسألة الثانية.
• سهام جميع واث في المسألتين الأولى والثانية.

الربط بين سهام الميت الثاني ومسألته

يكون الربط بين سهام الميت الثاني، وبين مسألته بعمل النظر بين العددين لتحديد العلاقة بينهما، للحصول على عدد يصلح حتى يقسم على الورثة من غير كسر. فسهام الميت الثاني إما حتى تستقيم قسمتها على ورثته من غير كسر؛ فتقسم فيما بينهم من غير ضرب، فلوكانت سهامه خمسة، ومجموع سهام ورثته خمسة؛ فتقسم الخمسة عليهم من غير ضرب. وإما حتى تكون سهام الميت الثاني غير منقسمة بين ورثته إلا بكسر؛ مثل: 5÷4= ${\displaystyle {1 \over 4$1

انكسار السهام في القسمة

الانكسار بمعنى: أنه لوقسمى سهام الميت الثاني على ورثته؛ لكان في الناتج عدد كسري. وفي هذه الحالة التي تكون فيها السهام غير منقسمة على الورثة؛ إما حتىقد يكون بين سهام الميت الثاني من المسألة الأولى وبين مسألته توافق أوتباين.

قواعد العمل عند التوافق أوالتباين

1. تضرب مجموع سهام المسألة الثانية عند التباين أووفقها عند التوافق في مجموع سهام المسألة، والناتج هوالعدد الذي تصح منه مسألة المناسخة.
2. يضرب سهم جميع وارث من المسألة الثانية في سهام الميت الثاني عند التباين، أوفي وفقها عند التوافق والناتج هونصيب جميع وارث من المسألة الثانية.
3. يضرب سهم جميع وارث من المسألة الأولى في مجموع سهام المسألة الثانية عند التباين، أوفي وفقها عند التوافق، والناتج هونصيب جميع وارث من المسألة الأولى.

التوافق بين سهام الميت ومسألته

إذا كان بين سهام الميت الثاني وبين مسألته موافقة بالجزئية؛ فيؤخذ وفق جميع واحد منهما، ثمقد يكون العمل تقسيم السهام على الورثة في المسألتين كما يلي

1. ضرب وفق مجموع سهام المسألة الثانية في مجموع سهام المسألة الأولى، وما نتج عن ذلك؛ فهوالعدد الذي تصح منه المناسخة.
2. من كان له نصيب من المسألة الأولى؛ يضرب بتمامه في وفق المسألة الثانية، وما نتج عنه؛ فهونصيبه من المسألة الأولى.
3. من كان له نصيب من المسألة الثانية؛ يضرب بتمامه في وفق سهام الميت الثاني، وما نتج عنه فهونصيبه من المسألة الثانية.
4. جمع النتائج بعد الضرب؛ فمن حصل له بعمل الضرب نصيب من المسألة الأولى فقط، أومن الثانية فقط؛ فذلك هونصيبه من مصحح المناسخة. ومن حصل له نصيب من المسألتين؛ فمجموعهما هونصيبه من مصحح المناسخة.

مثال الموافقة

مات إنسان عن أم وأب وبنتين، ثم ماتت إحدى البنتين قبل القسمة، عمن بقي في المسألة. فمجموع سهام المسألة الأولى ستة، للأم سهم، وللأب سهم، ولكل واحدة من البنتين سهمان. والميت الثاني في المسألة إحدى البنتين عمن بقي في المسألة، وهم ثلاثة

• جدة؛ هي في المسألة الأولى أم الميت الأول.
• جد أبوالأب؛ هوفي المسألة الأولى أب الميت الأول.
• أختها لأبوين أولأب؛ وهي في المسألة الأولى بنت الميت الأول.

وأصل مسألتهم من مخرج السدس (ستة)، للجدة سهم، والباقي خمسة للجد والأخت بالمقاسمة، في إرث الجد والإخوة إلا حتى الخمسة لا تنقسم سليما عليهما، فتضربخمسة × عدد رؤوسهم ثلاثة = 18 تصح منه مسألتهم، للجدة (ثلاثة) أسهم، وللجد (عشرة) أسهم، وللأخت (خمسة) أسهم. ثم إذا سهام الميت الثاني (اثنان) لا تنقسم سليما، لكن بينها وبين مصحح المسألة الثانية وهو(ثمانية عشر) توافق بالأنصاف، فنصف الإثنين (واحد) ونصف الثمانية عشر (تسعة).

• يضرب وفق المسألة الثانية وهو(تسعة) في مجموع سهام المسألة الأولى وهو(ستة)، 9×6= (54)، فالعدد الذي تصح منه المناسخة هو(أربعة وخمسون).
• نصيب أم الميت الأول من المسألة الأولى سهم، فيضرب في وفق مصحح المسألة الثانية وهو(تسعة)، 1×9= (9).

ثم يضرب نصيبها من المسألة الثانية لكونها جدة الميتة، وهو(3) في وفق سهام الميت الثاني وهو(واحد) 3×1= (3) ثم يجمع ما حصل لها من المسألتين وهو(تسعة) من المسألة الأولى + (ثلاثة) من المسألة الثانية 9+3= (12) فالمجموع (اثنى عشر) وهونصيبها في مصحح المناسخة.

• للأب من المسألة سهم يضرب في وفق الثانية، 1×9= 9، ويضرب سهمه من المسألة الثانية وهو(عشرة) في وفق سهام الميت الثاني ويعتبر واحد، 10×1=10، فالحاصل من الأولى تسعة، ومن الثانيةعشرة فالحاصل (تسعة عشر) هونصيبه في مصحح المناسخة.
• للبنت في الأولى سهمان تضرب في وفق الثانية وهو(تسعة) 2×9= 18، وسهامها في المسألة الثانية خمسة تضرب في وفق سهام الميت الثاني وهو(واحد) 5×1= (5) فيحصل لها من المسألتين (ثلاثة وعشرون) هونصيبها في مصحح المناسخة.

صورة المسألة

التباين

──────────────────

مراجع

• كتاب المبدع
• كتاب الإنصاف
• كتاب المبسوط
• كتاب الحاوي الكبير
• المعاني

هوامش