أميم

أميم من الأقوام العربية القديمة، ورد ذكرهم في شذراتٍ متفرقة في الأخبار. وورد ذكر موطنهم عند بطليموس وياقوت الحموي. ولا تتوفر عنهم معلومات كثيرة. وقد ذكرهم المسعودي في اوائل من تحدثوا بالعربية عن نسل نوح ببابل في العراق بعد الطوفان نطق : وكان من تـكـلـم بالعربية : يعرب وجرهم، وعاد ,وثمود , وعملاق , وطسم , وجديس , ووبار، وعبيل وعـبـد ضـخـم , فـسـار يـعـرب بـن قـحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح (اي الجيل الخامس بعد نوح ) بمن تبعه من ولده فحل باليمن

وقد انقسم المستشرقون إلى قسمين في وبار. فريقٌ يرى أنه من الشعوب الخرافية، والفريق الآخر ممن قدر له زيارة الأماكن التي مضى الأخباريون إلى أنها أرض "وبار" لا يرون هذا الرأي إذ يذكر جون فيلبي حتى هناك عدة أماكن تحمل أسم وبار في الربع الخالي يزعم الأعراب أنها مواطن أبار القديمة.

النسب والطبقة

وهم في نظر الأخباريين في طبقة طسم وجديس، وينسبون إلى "لاوذ بن عمليق" أو"لاوذ بن سام بن نوح" أووبار بن إرم بن سام بن نوح" أوما شابه ذلك من شجرات نسب، وأن من شعوبهم "وبار بن أميم"، برمل عالج بين اليمامة والشحر، وأن الرمال قد انهارت عليهم بسبب معصية أصابوها، وإن بقيت منهم بقية دعيت "النسناس" . والبعض نسبهم إلى إبراهيم من زوجه قطوراء بحسب ما ورد في التوراة .

وزعم بعض نسابة الفرس أنهم من "أميم"، وأن "كيومرث" الذي ينسب الفرس إليه هوابن أميم بن لاوذ (والسبب ما ورد حتى ديارهم كانت بأرض فارس). وقد ذكر الهمداني حتى "وبار" شقيق "كيومرث" وقد أولدهما أميم. كذلك أورده المسعودي: وسـار اميم بن لاوذ بن ارم بعد جرهم بن قحطان فحل بارض فارس , فالفرس من ولد كيومرث بن اميم بن لاوذ بن ارم بن سام بن نوح على خلاف في ذلك

كذلك نسب بعض الإخباريين "جذيمة ابن الأبرش" إلى "وبار ابن أميم".

وهناك خلاف بين المؤرخين الأوربيين على ذلك الشعب العربي الذي نادىه بطيلموس "Jobaritae"، وهل هوشعب "وبار"5 أم أنه "يوباب"؟، وأن هناك تحريفًا في النسخ فصارت "الباء" "B" "راء" R"

موطنهم

ورد في موطنهم أقوالٌ عدة. والأرجح أنها في وسط الجزيرة العربية في تخوم الربع الخالي. وبحسب ما ذكره الإخباريون حتى "وبار بن أميم" نزلوا برمل "عالج" بين اليمامة والشحر في الجزيرة العربية، فانهارت عليهم الرمال وأهلكتهم. ومن الإخباريين من زعم ان ديارهم كانت بأرض فارس. وقيل: عهدت أرض أميم بوبار، أي أرض "وبار". وتقع أرض وبار بين رمال يبرين واليمن ما بين نجران وحضرموت وما بين مهرة والشحر وهذا المكان قريب من المسقط الذي ذكره بطليموس . ويدعي يا قوت الحموي حتى هذه الأرض مسماة ب "وبار بن إرم بن سام بن نوح". ولا يزال العرب يروون حتى في الربع الخالي موضعا منكوبا هوالآن مكان خرب هومكان "وبار"

وضمن وصفه لصحراء الدهناء، ذكر ياقوت: وأما القسم الغربي الجنوبي من الدهناء فيسمى "الأحقاف" (والحقف المعوج من الرمل أوالرمل العظيم المستدير أوالمستطيل المشرف ) وهي منطقة واسعة من الرمال، بها كثبان من الرمال اقترن اسمها باسم "عاد"، كما تكوّن "وبار" قسمًا من الدهناء، وهي أرض كانت مشهورة بالخصب والنماء، ثم أصبحت اليوم من الصحراوات، وفي الجهة الشمالية من وبار "رمال يبرين" التي يصفها "ياقوت" بأنها "رمل لا تدرك أطرافه عن يمين مطلع الشمس من حجر اليمامة"، وقد كانت مسكونة، غير حتى الرمال حولتها آخر الأمر إلى خراب

وقد ذكرت السلطات العمانية بانها عثرت على مدينة وبار مدفونة تحت الارض وهي مدينة قد يحدث اسسها عاد بن شداد وقد تكون هي الحاضرة التي سلط الله عليها الريح الصرصر العاتية.

مما ورد في ذكرهم

ورد عن "وبار" أساطير كثيرة في المرويات العربية منها أسطورة النسناس. وتتلخص الأسطورة بأنهم من ولد النسناس بن أميم بن عمليق بن يلمع بن لاوذ بن سام. وأنهم في الأصل كانوا بشرا فجعلهم الله نسناسا، للرجل منهم نصف رأس ونصف وجه وعين واحدة ويد واحدة ورجل واحدة، وأنهم صاروا يرعون كما ترعى البهائم وأنهم يقفزون قفزا شديدا ويعدون عدوا منكرا. وحولها وضع الكثير من الشعر على لسان ذلك "الإنسان الحيوان"، وبعضها لا يزال مرويا

وقيل عن أرضهم: هي أرض تعهد برمل عالج (كان يطلق على النفود الكبير قديما رملة عالج ) تسكنها الجن وكانت من قبل مسكونة من قبل البشر فطردتهم الجنّ عنها، وصارت الجنّ سكّانها، وقد حمتها من كلّ من أرادها، وقصد إليها من الإنس، فإن دنا أحد من تلك الأرض غالطاً أومتعمداً حثت الجنّ في وجهه التراب، وسفت الرمل، وأثارت الزوابع، وقد زعموا أنّ رجلا سقط إلى تلك الأرض فركب فحلا فوجهه قبل أهله فذكر أنّ تلك الإبل الوحشية اتبعته

وقيل كذلك عن الإبل العمانية: أما بالنسبة للجيش (الإبل) العمانيات والمعروفة بالسرعة فتقول الاساطير بأن امها قد تاهت من اصحابها ودخلت إلى منطقة وبار الملعونة - ويقول البدواوبار - Ubar - المهجورة ولا يسكنها الا الجن فلما انتجت سلالة الجيش العمانيات والتي تختلف شكلا وكفاءة عن بقية سلالات الإبل ادعوا بانه أضربها فحل من الجن - وقد تكون هذه السيرة هي التي يقصدها الراوي

وأوردت جريدة الشرق الأوسط في عددها 8755 حول اكتشاف مسقط المقر الأثري (يقع المقر في الجنوب الغربي للملكة العربية السعودية): "لقد أثبت اكتشاف مسقط المقر حتى رواية ابن الكلبي عن أصول الخيل هي الأقرب إلى الصواب؛ فقد نقل أنها من وحشية وبار، ويذكر الجاسر حتى وبار من الأمم البائدة كانت تسكن جنوب جزيرة العرب فيما يعهد الآن باسم الربع الخالي ولما هلكت وبار صارت خيلهم وحشية لا ترام، ويحوكون حول وبار تلك الأرض، وحول وبار الأمة التي تنسب إلى وبار بن أميم بن لاوذ بن سام بن نوح يحوكون حولها أخباراً خرافية كثيرة، ثم يسمون أرض وبار أرض الحوش .

حياتهم

ذكر الإخباريون حتى أرض وبار كانت كثيرة العمران والزروع والمراعي والمياه في الجاهلية. وقد عثر بعض المستشرقين عمرانا في مواقعهم المذكورة يؤيد ذلك.

ونطق المسعودي : وقد ذكر جماعة من اهل السير والاخبار : ان جميع من ذكرنا من هذه القبائل كانوا اهل خيم وبدوا مجتمعين في مساكنهم من الارض وان اميما واولاده (اي الفرس ) هم أول من ابتنى البنيان وحمل الحيطان وبتر الاشجار وسقف السقوف واتخذ السطوح.

نهايتهم

تختلف الروايات في نهايتهم بحسب الموضع. فالبعض يقول ان الرمال قد زحفت عليهم فأهلكتهم. أما بحسب الموضع الذي مر به فيلبي في الربع الخالي فربما تكون نهايتهم بسبب ثوران بركاني حيث عثر حتى هذا الموضع تعبير عن فوهة بركان تتناثر حوله الحمم

ونطق المسعودي: وسار بعد طسم بن لاوذ : وبار بن اميم بن لاوذ بن ارم بن سـام بن نوح، بولده ومن تبعه من قومه، فنزل برمل عالج، واصابهم نقمة من اللّه فهلكوا لبغيهم في الارض.