كورش الكبير أوقورش الكبير أول ملوك فارس ( 560 - 529 ق م) ومسماه كورش بن كمبوجية بن كورش بن جيشبيش بن هخامنش، أحد أعظم ملوك الفرس الأخمينية. استولى على آسيا الصغرى وبابل وميديا، وحكم من (550-529) ق.م. وقـُتل في ماساجت ودُفن في باساركاد. هناك دائماً أمور رومنطقية ومثيرة حول الأمبراطورية الفارسية في الأزمنة القديمة. وليس ثمة أحد من ملوكها تضاهي شخصيته أول ملوكها قورش، الذي أسس أمبراطورية مترامية الأطراف، وأرسى مبادئ ممتازة لحكمها. في البدء احتل الكثير من الممالك المجاورة. مثل ليديا (في غرب هجريا الآن) , وميديا , وبابل التي أطاح بها في عام 539 ق.م.

وفي السنة 530 ق.م باتت فارس أكبر أمبراطورية في العالم. فعمد قورش إلى اعتماد كيفية تسمح بأنقد يكون للمناطق المحتلة أقصى درجة من الحكم الذاتي. فتميزت السياسة الأمبراطورية الفارسية طوال أجيال عدة بهذه السياسة التي تُعتبر أفضل السبل لشد الأواصر والوحدة بين شعوب وعادات مختلفة جداً في أمبراطورية مترامية الأطراف.

تحت حكمه احتضنت الإمبراطورية جميع الدول المتحضرة السابقة في الشرق الأدنى القديم، توسعت بشكل كبير وفي النهاية غزت معظم غرب آسيا ومعظم آسيا الوسطى. من البحر الأبيض المتوسط وهيلسبونت في الغرب إلى نهر السند في الشرق، أنشأ سايروس الكبير أكبر إمبراطورية لم يشهدها العالم بعد. في عهد خلفائه، امتدت الإمبراطورية في النهاية إلى أقصى حد من أجزاء من البلقان (بلغاريا - بيونيا وتراقيا - مقدونيا) وأوروبا الشرقية في الغرب، إلى وادي السند في الشرق. كانت ألقابه الملكية كاملة: الملك العظيم، ملك فارس، ملك أنشان، ملك الإعلام، ملك بابل، ملك سومر وعقد، وملك الزوايا الأربع للعالم. يشير نابونيدوس كرونيكل إلى التغيير في لقبه من مجرد "ملك أنشان"، وهي مدينة، إلى "ملك فارس".

وقد قضى قورش السنة 529 ق.م أثناء مناوشة مع شعب يعيش شرقي بحر قزوين ويُعهد باسم ماساغيتي.

يُعهد قورش الكبير أيضًا بإنجازاته في مجال حقوق الإنسان والسياسة والاستراتيجية العسكرية، فضلاً عن تأثيره على الحضارتين الشرقية والغربية.

قورش الكبير في الديانات

يروى حتى "قورش الأكبر" هو"ذوالقرنين" الذي ورد ذكره في القرآن في سورة الكهف حسب تفسير ورأي ليس مؤكد، ويذكر البعض بانه كان مؤمناً بالله وباليوم الآخر، يشير على ذلك ما في العهد القديم ككتاب عزرا، الإصحاح 1 وكتاب دانيال، (الإصحاح 6) وكتاب أشعياء، (الإصحاح 44 و45) من تجليله وتقديسه حتى سماه في كتاب أشعياء «راعي الرب» ونطق في الإصحاح الخامس والأربعين: «هكذا يقول الرب لمسيحه لكورش الذي أمسكت بيمينه لأدوس أمامه أمما وأحقاء ملوك أحل لأفتح أمامه المصراعين والأبواب لا تغلق. أنا أسير قدامك والهضاب أمهد أكسر مصراعي النحاس ومغاليق الحديد أقصف. وأعطيك ذخائر الظلمة وكنوز المخابي. لكي تعهد أني أنا الرب الذي يدعوك باسمك. لقبتك وأنت لست تعهدني».

ويرى البعض بانه كان موحدا لله وبغض النظر عنه بانه شخصية دينية، فاليهود لا يعدونه رجلا مشركا أووثنياً، فلوكان كورش نبيا إلهيا مؤيدا وراعيا للرب. على حتى النقوش والكتابات المخطوطة بالخط المسماري المأثور عن داريوش الكبير وبينهما من الفصل الزماني ثماني سنين ناطقة بكونه موحدا غير مشرك، فمن الصعب حتى يتغير ما كان عليه كورش في هذا الزمن القصير.

وبخصوص شمائله فقد ورد من أخباره وسيرته وما قابل به الطغاة والجبابرة الذين خرجوا عليه أوحاربهم كملوك «ماد» و«ليديا» و«بابل» و«مصر» وطغاة البدووهوالبلخ وغيرهم، وكان حدثا ظهر على قوم عفا عن مجرميهم، وأكرم كريمهم ورحم ضعيفهم وساس مفسدهم وخائنهم.

وقد أثنت عليه خط العهد القديم، فاليهود يثنون عليه لأنه أرجعهم إلى بلادهم وبذل لهم الأموال لتجديد بناء الهيكل ورد إليهم نفائس الهيكل المنهوبة المخزونة في خزائن ملوك بابل، وقد يحدث هذا من اسباب ترجيح كونه "ذي القرنين" فالسؤال عن ذي القرنين إنما كان بتلقين من اليهود على ما في الروايات. ذكره مؤرخواليونان القدماء كهرودت وغيره فوصفوه بعدة صفات كالمروءة والفتوة والسماحة والكرم والصفح وقلة الحرص والرحمة والرأفة.

وقد ورد في القرآن ان ذوالقرنين كان ملكاً صالحاً، آمن بالله، فمكّن الله له في الأرض، وقوّى ملكه. ولقد بدأ ذوالقرنين التجوال بجيشه في الأرض، داعياً إلى الله. فاتجه غربا، حتى وصل للمكان الذي تغيب فيه الشمس أوتخرج منه ( وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ ) أي عين حمئة تعني ماء حار وقول فأوحى إليه أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما حتى يعذبهم أوحتى يحسن إليهم فأعرب أنه سيعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة. ثم توجه للشرق. فوصل لمنطقة وقت طلوع الشمس، فحكم ذوالقرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق. وصل ذوالقرنين في رحلته، لقوم يعيشون بين جبلين أوسدّين بينهما فجوة. وكانوا يتحدثون بلغتهم التي يصعب فهمها. وعندما وجدوه ملكاً قويا طلبوا منه حتى يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة على ان يدفعوا له خراجاً.

ووافق الملك على بناء السد، لكنه زهد في مالهم، واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين. واستخدم ذوالقرنين وسيلة هندسية لبناء السّد فقام أولا بجمع بتر الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين. ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاسا مذابا ليلتحم وتشتد صلابته. فسدّت الفجوة، وانبتر الطريق على يأجوج ومأجوج، فلم يتمكنوا من هدم السّد ولا تسوّره. وأمن القوم الضعفاء من شرّهم. فيقول سيد قطب في كتاب في ظلال القرآن: «وبذلك تنتهي هذه الحلقة من سيرة ذي القرنين. النموذج الطيب للحاكم الصالح. يمكنه الله في الأرض, وييسر له الأسباب; فيجتاح الأرض شرقا وغربا; ولكنه لا يتجبر ولا يتكبر, ولا يطغى ولا يتبطر, ولا يتخذ من الفتوح وسيلة للغنم المادي، واستغلال الأفراد والجماعات والأوطان, ولا يعامل البلاد المفتوحة معاملة الرقيق; ولا يسخر أهلها في أغراضه وأطماعه.. إنما ينشر العدل في جميع مكان يحل به, ويساعد المتخلفين, ويدرأ عنهم العدوان دون لقاء; ويستخدم القوة التي يسرها الله له في التعمير والإصلاح, ودفع العدوان وإحقاق الحق. ثم يرجع جميع خير يحققه الله على يديه إلى رحمة الله وفضل الله, ولا ينسى وهوفي إبان سطوته قدرة الله وجبروته, وأنه راجع إلى الله.».

كما ويوجد شارع في إسرائيل يسمى شارع كورش (רחוב כורש)نظرا لاعتباره قائدا ذواهمية عند اليهود لكونه ساهم في انقاذ اليهود من السبي البابلي بحسب اعتقادهم(انظر الصورة إلى اليسار).

معرض الصور

• تمثال الملك كورش بباساركاد

• مشهد الملك كورش بباساركاد

• رسم تخيلي لكورش الكبير: نجا كورش اليهود من الإسر في بابل وأرجعهم إلى أورشيليم

• شارع كورش في إسرائيل

انظر أيضًا

• أتوسا

المصادر

المراجع

• الطبري، أبي جعفر، بن جرير، محمد (تاريخ الأمم والملوك) ، مؤسسة عزالدين، طبع عام 1985 للميلاد.
• الحموي، ياقوت، أبوعبد الله، (مُعجَم اَلبُلدان) ، دار الخط الفهمية، بيروت، لبنان، عام 1990 للميلاد.
• المسعودي، علي بن حسين، الشافعي،. (مروج المضى ومعادن الجوهر) دار الأندلس للطباعة والنشر: بيروت، طبعة السادسة والعشرون 1985 للميلاد.
• القران الكريم
• ذوالقرنين شخصية حيرت المفكرين أربعة عشر قرنا وكشف عنها - أبوالكلام أزاددكتور عبد المنعم النمر بمجلة العربي العدد 184 - [3]
• صانعوالتاريخ - سمير شيخاني.
• 1000 شخصية عظيمة - ترجمة د.مازن طليمات.