أراجوز
عودة للموسوعةأراجوز أوالقراقوز وهناك من يسميها دمى متحركة هي حدثة ذات اصل هجري لحدثة " قره قوز " والتي تتكون من مبترين هما " قره " بمعنى سوداء و" قوز " بمعنى عين ، وبذلك يصبح المعنى العام لحدثة " قره قوز " هو" ذوالعين السوداء " وذلك دلالة علي سوداوية النظر علي الحياة .
نبذة
الأراجوز هوأحد الأشكال التي تنتمي لما يعهد باسم (مسرح العرائس) وهوعلي وجه الدقة تعبير عن دمية قفاز ، حيث نجد رأسه مصنوعة من خامة خفيفة وصلبة كالخشب ، مرسوم عليها وجه ذوتعبيرات حادة ، وتنتهي من أعلي ب " طرطور أحمر اللون " . أما وسط الدمية " الأراجوز " وصدره فهما تعبير عن جلباب أحمر طويل ، ويداه بترتان من الخشب .
ويتم التحكم في تحريك الدمية " الأراجوز " ، عن طريق اليد حيث يستطيع اللاعب حتى يحرك رأسه باصبع السبابة . وتختفى يد اللاعب كاملة داخل جلباب الأراجوز الأحمر . وهذه هي آلية تحريك دمية الأراجوز .
شكل المسرح
أما عن شكل المسرح ، ينقسم مسرح الأراجوز إلي مساحتين " داخلية وخاريجية " فمن الخارج هوتعبير عن عربة علي هيئة متوازى مستطيلات ، رسم وخط عليها من المساحتين الكبيرتين وأحد الأوجه الصغيرة صور للأراجوز وبعض الشخصيات التي تشاركه في تمثيلياته ، أما قابلة العربي فتحتوى علي باب تحجب ما بداخله ستارة سوداء ، ويرتفع عن الأرض مسافة 60 سم ، ويصل ما بين المستويين سلم خشبيذوثلاث درجات .
وتقف العربة علي أربع عجلات وهي متنقلة بين الأحياء الشعبية حسب الموالد والأعياد ، أما إذا نظرنا إلي العربة من الداخل ، فهي تعبير عن مسرح بكل معايير البناء المسرحي في ابسط أشكاله ، فهوتعبير عن منطقتين أساسيتين تفصلهما مسافة خالية .
المنطقة الأولى هي منطقة اللعب أوالتمثيل وهي مقسمة بدورها إلي جزئين تفصلهما مسافة إيضا : الجزء الأيمن وهوالمكان الذي يجلس به المساعد وطبلته ، والجزء الثاني " الأيسر " خاص بالأراجوز ولاعبه .
هذا الجزء تعبير عن جانب من الخشب لقاء للمتفرج علي ازدياد حوالي مترا . والجانب الآخر مفتوح يقابل المساعد ولا يرى ما بداخله المتفرج ، أما الجانبان الآخران فأولهما الجانب الأيسر للعربة ، وأخرهما خلفية العربة .
أما عن منطقة الفرجة فهي تعبير عن صفوف من الارائك بينهما مسافة تسع رجل أوصبي ، وهناك مسافة فاصلة بين المنطقتين تساعد الحضور علي رؤية الأراجوز .
النصية والارتجال
النصوص الدرامية الخاصة بمسرح الأراجوز تكون ما بين النصية والارتجال ، حيث هناك مجموعة من النصوص الدرامية تظل في ذاكرة اللاعبين ، فهم يتوارثون هذه النصوص المسرحية جيلا وراء جيل ، ولاعبا وراء لاعب ، وقد يتم هذا النقل الشفاهي من أب إلي ابنه ، أومن مفهم إلي أحد الصبية المساعدين . وهذا النقل يمكن حتىقد يكون مجهول المصدر بمعنى لا يعهد اللاعب من هومؤلف هذا النص حتي وإن تناقله مع غيره من اللاعبين .
ولكن هذا الحفظ الشفهي لا يخلومن الأداء الخاص حيث يقدم اللاعب ما حفظه عن طريق الارتجال العفوي الفوري ، ويتم تحديد موضوع هذا الارتجال عاملان وهما :
- طبيعة التمثيلية المقدمة .
- ظروف تلقى العملية الفنية .
الخصائص الدرامية لمسرح الأراجوز
أولا : الموضوع المعالج
يتناول الأراجوز موفقا دراميا أساسيا في معظم عروضه التمثيلية ، وهوموقف غالبا ماقد يكون بسيطا ومتمثلا في حتى الأراجوزقد يكون في حالة من السعادة والنشوة يعبر عنهما عن طريق القفشات والغناء مع صديقه " ويكون المساعد غالبا " ولكن لا يدوم هذا الحال ويلا ، حيث يصطدم بشخصية مدعية في أغلب الأحوار تعكر صفوه .
يستطيع الأراجوز حتى يزيح هذه الشخصية التي تعكر صفوه ، وذلك باستخدام عصاته ، ليعود إلي نشوته وسعادته عن طريق الغناء مرة أخرى .
ثانيا: تنميط الشخصيات
إن نماذج الشخصيات التي تتوافر في مسرح الأراجوز مثل " الاراجوز ، زوجته ، ابنه ، الشحات ، البربريى ، الجانوتي ، الشاويش ، الحرامي ... وغيرهم " . وهي في حقيقة الأمر مجموعة من الأنماط حيث يتميز جميع منها بمجموعة من السمات
- فالأراجوز إنسان سهل لا يريد سوى حتى يعيش كما يهوى ، ويكره التعالى والكذب -وإذا اضطر غلي ذلك أحيانا- ، حاد الطباع ، ساخر ، عنيد . إنه نموذج لابن البلد في مصر .
- الزوجة : دائما ما تكون الشاكية من زوجها ، الجاهلة ، الذكية ، الثرثارة ، العنيدة ، وكذلك هي نموذج للمرأة السيئة .
- الشحاذ : نجد نموذج الشحاذ الكذاب ، المخادع ، كثير الطلبات ، لذه يمكن القول حتى هذه الأنماط ، وعلاقاتها فيما بينها تفرض علي المبدع الشعبي هجريب مواقف تتناسب معها .
ثالثا : الإيحاء بالزمان والمكان
إن مسرح الأراجوز غالبا ما يوحى لنا بالزمان والمكان دون حتى يجسدهما في الفقرة الحوارية أوالصورة المرئية ، فنجد في تمثيلية " الأراجوز والبربرى " -علي سبيل المثال- حتى الأراجوز يكرر محاولة استرجاع العصا في فترات متباعدة زمنيا وإن كانت اللحظة المعاشة في إطار العرض لا تتعدي الدقيقة . واخبار المساعد للأراجوز بإن البرابرى سأل عنه منذ ثلاثة أيام رغم أنه لم تمر سوى لحظات علي سؤال البربرى عن الأراجوز ، وفي جميع عروض مسرح الأراجوز لا توجد ديكورات تحدد هوية المكان أونوعية العرض المقدم ، وإنما نجد خلفية واحدة ذات لون واحد هوالأسود تجمع العروض جميعها .
رابعا :اللغة
بدرامات الأراجوز يتم استخدام مفردات اللغة العامية والتي تختلف بأختلاف لهجات أصحابها ، فمثلا البربرى يتحدث بلغة أهل السودان لفظا ونطقا ، والصعيدي يتحدث بلهجة أهل الصعيد ، أما الأراجوز فيتحدث بمفردات أهل القاهرة .
خامسا : الطابع الملهوى الساخر
إن أغلب عروض مسرح الأراجوز ، عروض تنتمي إلي الطابع الملهوى ، وذلك للاسباب الأتية
1- كثرة القفشات والنكات طوال العرض .
2- البطل " الأراجوز " يستطيع حتى ينعم بحريته بعد حتى يحاول البعض -وهم مثيرات الصراع الدرامي في هذه التمثيليات- تعكير صفوالأراجوز .
3- تنتهي أغلب التمثيليات نهاية سعيدة نظرا لإزاحة البطل للعقبات التي تحول دون العيش عيشة حرة .
4- الاعتماد علي مثيرات الضحك
- اللفظ وذلك كما يرد في نص " الأراجوز والشحاذ " حينما يقول له " أنا بقي هابلغ الشوتش " حيث حتى حدثة " شوتش " تناسب الكلاب ولا تناسب الإنسان .
- الحركة ويتضح ذلك في اقتراب وابتعاد الأراجوز من الشحاذ في الوقت الذي يطلب به الشحاذ حتى يقترب منه فقط .
- الموقف مثل الموقف الذي ينام فيه البربرى أثناء حراسة منزل الأراجوز ، وحين يقترب منه الأخير ويستيقظ .
- الشخصية مثلا مثل شخصية الشحاذ يكاد يطلب كسرة خبز وشربة ماء ، ولكنه سرعان ما يفضح نمطه فيطلي مأكولات معينة وكأنه سيد البيت ، ونجد ذلك إيضا في نموذج الكسول الغبي " البربرى " الذي يعمل حارسا وينام أثناء الحراسة ، ولا يتوالى عن ضرب سيده الأراجوز . ويساعد هذا بإعلاء قيمة الضحك بالأداء التمثيلي سريع الإيقاع .
سادسا : الشخصيات المضافة وعنصر الصراع
إن الأراجوز يبدأ في حالة من النشوة والسعادة والشعور بالحرية ، ولكن سرعان ما يثقل قلبه بالأزمات مع حلول المضاف أوالزائر ، حيث لا يتوائم الأراجوز مع هذا الوضع الجديد فيقوم بكل المحاولات كي يزيح هذا الزائر عن عالمه ، ويحقق له ذلك في نهاية جميع تمثيلية .
اسلوب الأداء التمثيلي
طبيعة الأداء التمثيلي الذي يقوم بع اللاعب بمسرح الأراجوز ، أداء غير مباشر في وجهته المرئية حيث يعتمد علي الدمية ومباشر في وجهته المسموعة -حيث صوت اللاعب.
ولما كانت الادوار المؤداة في المسرح أدوار مختلفة ، كما في مسرحية " الأراجوز والشحاذ " حيث يقوم اللاعب بأداء دورى الأراجوز والشحاذ كاملين وحده ، فإن هذا الأداء للأدوار المتعددة ، يحتاج من اللاعب حتى يفرق في أدائه التمثيلي المباشر " الصوتي " من ناحية ضبط إلقاء اللهجات المميزة لشخوص مسرحيته ، والتحكم في كنه الصوت عند جميع شخصية .
ولما كان هناك بعض المواقف الدرامية تقدم غناء ، فإن اللاعب لابد وان يمتلك حسن الصوت ، حتي يستطيع حتى يجذب اهتمام متفرجيه ، وذلك بأداء أغنية بصوت عال يفوق أصواتهم ، ثم يمتعهم بأغنية الافتتاحية وبقية عرضه المسرحي .
وظيفة الأداء التمثيلي
ويقوم أسلوب الأداء التمثيلي في مسرح الأراجوز علي الإيحاء لا الإيهام ، فأسلوب التمثيل الغيحائي يعنى بأن ما يراه المتفرج ليس إلا لعبة مسرحية ، أما أسلوب التمثيل الإيهامي فيقصد إلي اقناع المتفرج بأن ما يراه علي ساحة التمثيل هوواقع حقيقي ماثل أمام عينيه .
ويعتبر اختيار أسلوب الأداء التمثيلي اختيارا متوائما مع طبيعة البنية الدرامية للنص المسرحي الشفاهي الذي يقدمه اللاعب في مسرح الأراجوز ، فالنص المعروض هنا يتوجه بشكل مباشر وصريح إلي المتفرج مع بداية العرض وتستمر هذه العلاقة المباشرة ، والمعلنة لأسرار اللعبة وخفاياها ، بنفس الدرجة طوال عرض المسرحية .
وذلك لسببين مهمين :
- أولا : حتى لاعب الأراجوز متمرس في أدائه ، أمى ، يجعل من مهنته حرفة يرتزق منها .
- ثانيا : اعتماد اللاعب علي أداة الخيال السحرية التي يمتلكها المتفرجون سواء من الصغار أوالكبار ، فهم يرون دمية تتحرك وتتحدث وتقلدهم ، لذلك فإن الإطار الجمالي للأداء المتثيلي لا يتعدي أكثر من محاولة اللاعب تقليد أنماط بشرية ، وبعدها يتم إشراك المتفرج بالعملية الإبداعية وصنع العرض المسرحي .
المتفرج في المسرح الشعبي
يتمتع المتفرج بالمسرح الشعبي بخصوصية عن أنواع المسرح المتنوعة ، فمن حقه المشاركة بالعملية الإبداعية والعرض المسرحي المقدم ، لتكوين العملية التمثيلية ، فيبدأ بالتصفيق علي نغمات الأغاني لخلق نوع من الإيقاع ، أوالرد علي إحدى الشخصيات المتحدثة أويردد الأغاني مع الأراجوز أوالمساعد ، ومن حقه إيضا -إن استطاع ذلك- حتى يقيم محاورة مع إحدى الشخصيات .
معرض صور
مصادر
- خيال الظل والعرائس في العالم ، تأليف : مختار السويفي ، دار المحرر العربي ، القاهرة ، 1967 .
- المسرحية العربية " الحقيقة التاريخية والزيف الفني ، تأليف : د/ عصام أبوالعلا ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، القاهرة ، 2007 .
- ^ خيال الظل والعرائس في العالم ، ص:81
- ^ المسرحية العربية " الحقيقة التاريخية والزيف الفني ، ص:15
- ^ المسرحية العربية " الحقيقة التاريخية والزيف الفني ، ص:15:16
- ↑ المسرحية العربية " الحقيقة التاريخية والزيف الفني ، ص:16
- ^ المسرحية العربية " الحقيقة التاريخية والزيف الفني ، ص:18
- ^ المسرحية العربية " الحقيقة التاريخية والزيف الفني ، ص:20
- ^ تم تجميع هذا النص من إحدي حفلات الأراجوز المقامة في صباح عيد الأضحى بمصر القديمة
- ^ وهي حدثة تطلق في الأوساط المصرية علي العربة التي يتصيد زاكبوها الكلاب الضالة
- ^ المسرحية العربية " الحقيقة التاريخية والزيف الفني ، ص:21
- ^ المسرحية العربية " الحقيقة التاريخية والزيف الفني ، ص:22
- ^ المسرحية العربية " الحقيقة التاريخية والزيف الفني ، ص:23
- ^ المسرحية العربية " الحقيقة التاريخية والزيف الفني ، ص:24
التصنيفات: تراث مصري, تمثيل, فنون الأداء, فنون شعبية, كوميديا الموقف, مسرح, مسرح الدمى, مسرح مصري, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P3827, مصادر طبية من ويكي بيانات, بوابة فنون/مقالات متعلقة, بوابة مسرح/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P244