الحبوظيون

عودة للموسوعة


الحبوظيون أسرة حكمت ظفار جنوب سلطنة عمان في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي بعد المنجويون، وقام الحبوظيون ببناء عاصمة جديدة أطلقوا عليها المنصورة وعهدت بظفار الحبوظي والبليد لاحقاً ووصل حكمهم إلى شبام وسيؤون والغيل في حضرموت شرق الجمهورية اليمنية وهاجموا عدن وانتهت دولتهم على يد الملك المظفر يوسف بن عمر ثاني حكام الدولة الرسولية في اليمن سنة 678هـ في معركة عوقد بظفار.

حكام الحبوظيون

محمد بن أحمد الحبوظي

أول حكام الدولة الحبوظية في ظفار محمد بن أحمد بن عبد الله بن مزروع الحبوظي كما نسبه ابن المجاور في تاريخ المستبصر، وفي الكامل يذكره إبن الأثير بإسم محمود بن محمد الحميري ويذكر أنه كان في بداية أمره يملك مركب يكريه للتجار في البحر ثم أصبح وزير السلطان الأكحل من المنجويون فلما توفي الأكحل صاحب مرباط ملك المدينة وكان حسن السيرة فيه شجاعة وسخاء فأحبه الناس وأطاعوه فملك مرباط وظفار. استطاع محمد الحبوظي وزير المنجويين ان ينتزع منهم الحكم والارجح أنه استعان بالأيوبيين في اليمن واتخذ له أنصار ومؤيدين من أهل ظفار ويذكر شنبل وفاة محمد بن منجوه سنة 596هـ وفيها وصلت العمروأوالقمر في نسخ أخرى إلى الإمام عبد الله بن راشد بن شجعنة حاكم تريم مستصرخين على أهل ظفار فجهز لهم العساكر وأخذوا ظفار ثم خرجوا منها بعد سنة 598هـ لخلاف سقط بينهم وبين أهل ظفار، ولا شك حتى الحبوظي كان أحد أقطاب هذه الأحداث واستمرت اللقاءات بينه وبين المنجويين وفي سنة 599هـ اغتال حوب أوجبوب وتولى ظفار رجل من العجم أدعى أنه ولد حارثة بن منجوه لكنه اغتال في سنة 604هـ، وفي سنة 611هـ تزوج عبد الله الحبوظي بإبنة يماني بن الأفهم زعيم بني حارثة في حضرموت ويظهر ان محمد بن أحمد الحبوظي استعان بهم حلفاء للقاءة المنجويين وتمكن من الاستيلاء على ظفار والقضاء على دولة المنجويون.

أحمد بن محمد الحبوظي

ثاني حكام الدولة الحبوظية في ظفار بعد أبيه، قام في سنة 618هـ ببناء عاصمة جديدة أطلق عليها المنصورة وعُرفت بالأحمدية والقاهرة وظفار الحبوظي والبليد فيما بعد وسكنت سنة 620هـ كما ذكر ابن المجاور، وأمر أهل مرباط بالانتنطق إليها وخرب ظفار القديمة لأنها كانت بعيدة عن الساحل، واتخذها عاصمة لدولته ونقل إليها الفهماء والفقهاء، وقد تحدث عنه ابن مجاور في تاريخ المستبصر ونطق أنه بنى المنصورة خوفاً من الملك المسعود الأيوبي حاكم اليمن وبنى عليها سوراً له أربعة أبواب، باب البحر أوباب الساحل وباب حرقة وهوجهة الشرق ينفذ إلى عين فرض وباب الحراتى إلى جهة الغرب وباب ظفار إلى الشمال، وقام ببتر طريق الخيل القادم من العراق خوفاً من حتى تسلكه جيوش العباسيين إلى ظفار ، ويصف ابن مجاور المنصورة - البليد فيقول هواءها طيب وماءها من خليج عذب فرات ويباع فيه من جميع فواكه الشام واليمن والهند والحجاز والسواحل ومأكول أهلها السمك ومطعوم دوابهم العَيَد وهوالسردين وأهل جزيرة سقطرى يؤدون البترة للحبوظي. وفي سنة 623هـ تمكن أحمد الحبوظي من وضع رابطة له في شبام بإذن من أميرها مسعود بن يماني بن الأفهم ثم نقلها في نفس العام إلى تريم ، ولعلها كانت حامية عسكرية لمساعدة آل الأفهم حلفاء الحبوظي ضد خصومهم، وفي سنة 628هـ توفي أحمد بن محمد بن عبد الله بن مزروع الحبوظي وفي بعض المصادر وفاته في 638هـ. ويذكر حتى أهل ظفار في بعض السنين عزلوه عن الحكم وأقاموا مكانه ابن أخيه فقام بحبسه فأوفد إلى بعض أعيان ظفار يقول:

حاشاكم حتى تبتروا صلة الذي،، ، أوتصرفوا فهم المعارف أحمدا

هومبتدأ نجباء بني جنسه،، ، والله يأبى حمل غير المبتدا

أغريتم الزمن المعاند بإسمه،، ، وحذفتموه كأنه ياء الندا.

فقاموا وأرجعوه إلى الحكم وعزلوا ابن أخيه، وهذا مرشد على فهمه وفصاحته. وكان وزيره سعد بن سعيد بن مسعود المنجوي بالولاء فقيهاً خطيباً وشاعراً مفلقاً اشتهر بالأديب الرئيس ذكر له الجندي في السلوك نبذ من أشعاره وأدبه ثم وزر لإدريس بن أحمد الحبوظي.

إدريس بن أحمد الحبوظي

تولى الحكم بعد أبيه وكان محباً للفهماء وكان وزيره سعد بن سعيد بن مسعود المنجوي من موالي المنجويون من كبار الفهماء والأدباء في عصره، وبرز في عهد عدد من أعلام الفقه والقضاء في ظفار أمثال ابن عبد المولى الأصبحي وآل أبي ططة. حاول إدريس الحبوظي أعطى نفوذه على الأطراف الشرقية لحضرموت وفي سنة 646هـ اغتال عبد الله الحبوظي في هجوم على مدينة حيريج مقر حكم آل أبودجانة المهري قرب الشحر ، ومن أبرز الأحداث التي عاشتها ظفار في عهد إدريس غزوظفار من حاكم مملكة هرمز السلطان محمود بن أحمد الكوشي القلهاتي سنة 658هـ الذي قام بنهب وحرق المنصورة - البليد - ورجع بالغنائم في السفن وسلك قسم من جيشه عن طريق الصحراء لكنهم تعرضوا للهلاك بسبب العطش بعد فر عنهم دليلهم من قبائل القرا وقام بنوجابر بالقضاء على من تظل منهم عند طيوي في عمان كما يذكر ابن رزيق في الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أئمة عمان. توفي إدريس بن أحمد بن محمد الحبوظي سنة 670هـ.

سالم بن إدريس الحبوظي

تولى بعد وفاة أبيه، وقع بينه وبين أخيه موسى تنافس على الحكم ثم استتبت له الأمور، يعتبر آخر الحكام الحبوظيين وأكثرهم ذكراً وهمة، يصفه بامخرمة في تاريخ ثغر عدن بالسلطان الهمام سالم بن ادريس بن احمد بن محمد الحبوظي المرباطي الأصل، عمل على ضم حضرموت لحكمه فقام في سنة 673هـ بشراء مدينة شبام من أهلها ثم جهز جيشاً غزا به حضرموت وحاصر تريم ثلاثة أشهر وساعدته قبائل نهد واستولى على مدن حضرموت دمون والعجز والغيل وسيؤون وتوجه إلى الشحر فخرج له ابن شماخ والغُز الأكراد من جند الدولة الرسولية فرجع إلى دمون ثم اجتمع بأخيه موسى بن ادريس في شبام ورجع إلى ظفار وأناب آل كثير على القرى والمدن التي أخذها ويذكر المؤرخين الحضارمة حتى الخراب عم في حضرموت بسبب غزوات سالم بن ادريس الحبوظي فلم تقم جمعة في تريم لمدة تسعة أشهر . وفي سنة 677هـ غزا سالم بن ادريس مدينة الشحر بعد حتى بلغه حتى الغُز استولوا عليها وهرب أميرها راشد بن شجعنة إلى الجبال فحاصرها من البر والبحر إلا حتى هُزم على يد الغُز فرجع إلى ظفار ، ويذكر الخزرجي في العقود اللؤلوية في تاريخ الدولة الرسولية حتى أهل حضرموت أصابتهم مجاعة وقحط فوفدوا على سالم بن ادريس الحبوظي وطلبوا منه المعونة وعرضوا عليه تسليم حصونهم ومدنهم إليه فأجابهم وسار معهم وقبضها منهم وأعطاهم الأموال ورجع إلى ظفار فما عاد غدروا به وانتزعوها طوعاً وكرهاً فلما بلغه ذلك أسقط في يده وصادف حتى جنح مركب للملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول حاكم اليمن إلى ساحل ظفار وكان محملاً بالأموال والهدايا فأمر سالم بن ادريس بمصادرته عوضاً لما وقع له من أهل حضرموت ، فلما فهم الملك المظفر بذلك خط إليه لإطلاق المركب وذكره بما كان بينه وبين أبيه ادريس من علاقة طيبة وختم رسالته بآية "وما كنا معذبين حتى نبعث في الأرض رسولا"، فلما وصلت الرسالة رَّد سالم بن ادريس برسالة قائلا :" هذا الرسول فأين العذاب؟! "، فخط المظفر إليه :" وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب"، فأمر سالم بن ادريس قاضيه محمد بن عبد القدوس الأزدي بالرَّد فخط : "ويسألونك عن الجبال قل ينسفها ربي نسفا". فأمر الملك المظفر والي عدن الأمير غازي بن المعمار بغزوظفار فأغار عليها ورجع إلى عدن فقام سالم بن ادريس الحبوظي بتجهيز السفن وهاجم عدن ورجع إلى ظفار فحدث خلاف بينه وبين أخيه موسى جعل الأخير يلجأ إلى الملك المظفر، عند ذلك قام الملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول بتجهيز حملة ضخمة من سبعة ألف راجل وخمسمائة فارس إلى ظفار بقيادة الأمير شمس الدين أُزدمر وانقسمت إلى فرقتين من البحر والبر اجتمعت في ريسوت وخرج إليهم سالم بن ادريس فألتقوا في عوقد سنة 678هـ ودار معركة كبيرة أنتصر فيها جيش المظفر وقُتل سالم بن ادريس وبتر رأسه وقتل أكثر من 300 من عساكره وأسر 800 غير العبيد والمماليك ودخل الأمير شمس الدين أزدمر مدينة المنصورة - البليد - ومنح أهل ظفار الأمان وخطب للملك المظفر وقبض على بني الحبوظي وأوفدهم إلى الملك المظفر فحملهم إلى مدينة زبيد وأجرى عليهم الصدقات السلطانية، نطق الخزرجي في العقود اللؤلوية في تاريخ الدولة الرسولية ولم يبقى منهم أحد في زماننا، في القرن التاسع الهجري. وبهذا انتهى حكم الحبوظيون في ظفار وآلت إلى حكم الدولة الرسولية لغاية القرن التاسع الهجري.

الحركة الفهمية في عهد الحبوظيين

كانت الحركة الفهمية في ظفار أثناء حكم الدولة الحبوظية قوية، وقد ذكر بهاء الدين الجندي في السلوك في طبقات الفهماء والملوك عدد كبير من الفقهاء والقضاة في زمن الحبوظيين أمثال القاضي محمد بن عبد القدوس الأزدي والفقيه الأديب سعد بن سعيد بن مسعود المنجوي والفقيه عبد المؤمن بن أحمد الأصبحي ومحمد بن عبد المولى الأصبحي ومحمد بن علي بن أبي ططة وعمر بن أبي الحب وغيرهم. وبرزت الرباطات الدينية في ظفار تلك الفترة كرباط الشيخ محمد بن أبي بكر ورباط الشيخ سالم القويري والشيخ محمد بن علي باطحن.

النشاط التجاري في زمن الحبوظيين

اهتم الحبوظيون بالزراعة كما يذكر الجندي حتى معول ملكهم كان على الزراعة والتجارة، فقاموا بإنشاء السواقي والري كما يذكر ابن مجاور في تاريخ المستبصر وقاموا ببناء مدينة المنصورة - البليد - وحفروا قناة مائية لرسوالسفن فيها لتشجيع التجارة وحركة السفن، إلا حتى احمد بن محمد الحبوظي قام ببتر طريق الخيل خوفاً من حتى تسلكه الجيوش الغازية وهذا قد يحدث تسبب في آثار سلبية على التجارة في ظفار تلك الفترة ولكن تجارة الخيل عادت للنهوض مجدداً في زمن الدولة الرسولية كما يذكر ابن بطوطة الذي زار ظفار في القرن الثامن الهجري /الرابع عشر الميلادي.

أوقاف الحبوظي

لا تزال إلى اليوم توجد في حضرموت آثار ومزارع ومباني ومساجد تعهد بأوقاف الحبوظي أوصدقة الحبوظي منتشرة في عدة أماكن منها بعضها داثر ومنها عامر عليه خدمة ونفقة، ولعلها من بقايا أموال وهبات السلطان سالم بن أدريس الحبوظي أثناء المجاعة والقحط في حضرموت كما ذكر الخزرجي في العقود اللؤلوية.

المصادر

  1. السلوك في طبقات الفهماء والملوك، الجندي.
  2. العقود اللؤلوية في تاريخ الدولة الرسولية، الخزرجي.
  3. تاريخ المستبصر، ابن المجاور.
  4. تاريخ شنبل.
  5. الشعاع الشائع باللمعان في أئمة عمان، ابن رزيق.
تاريخ النشر: 2020-06-02 01:19:20
التصنيفات: أنظمة ملكية سابقة في آسيا, تاريخ سلطنة عمان, دول سابقة في العالم الإسلامي, سلالات حاكمة مسلمة, مقالات بدون مصدر منذ فبراير 2016, جميع المقالات بدون مصدر, مقالات بدون مصدر منذ 2016, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, بوابة سلطنة عمان/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

عملية مرحبا 2023: اجتماع في مدريد للجنة المغربية الإسبانية المشتركة

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:24:58
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 57%

حلول للتعليم والتكنلوجيا بجيدس جدة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:24:23
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

اكتساح “نون النسوة” لأرقام قياسية في الانتخابات البرلمانية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:24:55
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

تمويلكم: مباراة توظيف 01 مهندس البيانات. الترشيح قبل 01 يونيو 2023

المصدر: الوظيفة مروك - المغرب التصنيف: وظائف وأعمال
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:24:53
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 91%

غدا.. انطلاق معرض المدينة المنورة للكتاب السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:24:28
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

في سابقة فرنسية.. «الفساد» يسجن ساركوزي 3 سنوات - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:24:16
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 70%

سلال غذائية لمرضى السيلياك بـ43 مستشفى السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:24:24
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 54%

عرض قطري يقفز بأسهم مانشستر يونايتد 10% - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:24:17
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 53%

مرتضى منصور: «المعزول» أهان كرامتي وتاريخي - أخبار السعودية

المصدر: صحيفة عكاظ - السعودية التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:24:18
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 52%

المقداد يؤكد مشاركة الرئيس السوري في قمة جدة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:24:30
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

السعودية وسوريا: لا عودة إلى الوراء السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:24:28
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

صورة لريانة برناوي في العزل الصحي قبل الرحلة الفضائية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:24:25
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

مؤتمر صحفي لرائدي الفضاء السعوديين السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:24:27
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 51%

سلطان عُمان يزور مصر الأحد المقبل السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:24:29
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 69%

اقتحام دار «الأمة القومي» والحزب يطالب «الدعم السريع» بإجلاء الحقائق

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-17 18:23:39
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية