الرصد أوالملاحظة الفهمية هي جميع فعالية لكائن حي عاقل وواع وقادر على الإحساس واستخراج الفهم من الظواهر الطبيعية الموجودة في محيطه اعتمادا على إطاره الخاص من الفهم المسبقة والأفكار.

يتم من خلال عملية الرصد الحصول على المعلومات من مصدر رئيسي. يتم استخدام الحواس في رصد الكائنات الحية والرصد في مجال العلوم قد يتضمن تسجيل البيانات باستخدام أدوات فهمية. وقد يشير هذا المصطلح ايضاً إلى أي بيانات تم جمعها خلال النشاط الفهمي. عملية الرصد إما حتى تكون نوعية أوكمية، تكون نوعية عندما يتم ملاحظة وجود أوفقدان الممتلكات، وتكون كمية إذا كانت القيمة العددية للمتلكات مرتبطة بظاهرة إشارة وتكون عن طريق العد أوالقياس.

يمكن لعملية الرصد أوالملاحظة حتى تسجل بدون الاستعانة بآلات أوتجهيزات لكنها غالبا ما تكون غير موثوقة وغير قابلة للتكرار نتيجة ما نسميه بتأثير الراصد Observer effect لذلك لا يتم الاعتماد كثيرا على الخبرة والملاحظة الفردية للشخص محاولين الحصول على تجهيزات تكون أكثر دقة وقدرة ولا تتأثر كثيرا باختلاف العامل عليها. من هنا بدا استخدام مقياس الطيف، وراسم الاهتزاز، والكاميرات، والمراقيب وقياس التداخل وموازين الحرارة. معظم هذه الأجهزة تعتمد على الظواهر الطبيعية وتحوراتها وتستخدم في الفيزياء بشكل خاص. مصطلح رصد مستخدم بشكل خاص في فهم الفلك للإشارة لرصد النجوم والكواكب باستخدام المراقيب أوالمراصد الفلكية.

بالرغم من هذا فأن ميكانيكا الكم تطرح أسئلة كثيرة حول تأثير آلات القياس والملاحظة على الظواهر المقيسة ضمن العالم الكمومي مما يفتح من حديث سؤال الرصد والقياس في العالم الكمومي.

الرصد في الفهم

تتطلب الطرق الفهمية لرصد الظواهر الطبيعية بتشكيل واختبار الفرضيات وصياغتها. وتتكون من الطرق الثانية:

1.طرح سؤال يتعلق بالظواهر الطبيعية.

2.القيام برصد الظاهرة

3.صياغة فرضية تكون جواباً للسؤال بشكل مبدئي.

4.التنبؤ بمنطقية وملاحظة نتيجة الفرضية التي لم يجرى تحقيقها.

5.اختبر تسقطات الفرضية من خلال التجارب والدراسات الرصدية والدراسات الميدانية أوعن طريق المحاكاة.

6.استخلص الإستنتاجات من البيانات التي تم جمعها خلال التجربة أوقم بمراجعة الفرضية أوشكل فرضية جديدة وقم بإعادة العملية.

7.اخط طريقة وصفية لعملية الرصد ونتائجها والاستنتاج التي تم التوصل اليه.

8.قم بطلب زملائك ذوي الخبرة في نفس المجال بالبحث عن نفس الظاهرة لتقييم النتائج.

تقوم عملية الرصد بدور كبير في الخطوتين الثانية والخامسة من خطوات الطرق الفهمية. ومع ذلك، فإن الحاجة إلى اعادة التكرار تتطلب ان تكون الملاحظات من إنسان اخر ليتم مقارنة النتائج. إذا إنطباعات المفهوم البشري هي ذاتية ونوعية مما يجعل تسجيلها أومقارنتها صعباً. يسمح استخدام القياس المطور من تسجيل ومقارنة الملاحظات في اوقات واماكن مختلفة من قبل اشخاص مختلفين. يتكون القياس من استخدام الملاحظات لمقارنة الظاهرة التي تم ملاحظتها بوحدة قياسية. قد تكون الوحدة القياسية بترة مصنوعة يدوية أوتكون عملية أوتعريف مكرر ويشاركة جميع الملاحظين. في قياس عدد الوحدات القياسية فإنها تساوي الملاحظة المحسوبة. تقلل عملية القياس الملاحظة إلى رقم يمكن تسجيلة، كما ان لوكانت نتيجة ملاحظتين متساويتين بالرقمقد يكون لهما نفس الحل لهذة العملية.

الإحساس البشري محدود وعرضة لحدوث الأخطاء في الإدراك كالأوهام البصرية. تم تطوير اداة فهمية لمساعدة قدرات الأنسان في عملية الرصد والملاحظة: كالميزان والساعات والمنظار والمجاهر ومقاييس الحرارة قابلزة التصوير والإنضمام ويترجمها ايضاً إلى شكل ملموس لايمكن ملاحظته بالحواس المجردة. وهنالك ايضاً مؤشر الأصباغ والفولتميترات ومعدات قياس الطيف وآلات التصوير بالأشعة تحت الحمراء وأجهزة رسم الذبذبات ومقاييس التداخل وعداد الجايجر (جهاز خاص بكشف الاشعاعات النووية) وأجهزة استقبال إذاعية.

إحدى المشكلات التي تقابل المجالات الفهمية هي تأّثر عملية الرصد بالملاحظة التي وُجدت مما يؤدي إلى نتائج مختلفة أكثر في حالة عدم وجود ملاحظة تدرس. وهذا ما يدعى تأثير المٌرصد . على سبيل المثال، عادةًقد يكون من المحال ان تقيس ضغط الهواء في عجلات السيارة دون ان تدع قليلاً من الهواء يخرج وبالتالي يتغير ضغط الهواء. ومع ذلك، من الممكن تقليل تأثيرعملية الرصد على الملاحظة في المجالات الفهمية إلى مستوى ضئيل جداً عن طريق استخدام معدات أفضل.

فهي تعتبر عملية فيزيائية بحد ذاتها، حيث تجمع انواع عمليات الرصد سواء كانت بواسطة (الإنسان أوالآلات) التي تتضمن توسيع في النطاق فهي بالتأكيد عملية ديناميكية حرارية وزيادة في الإنتروبيا.

تناقضات الرصد

تختلف نتائج عملية الرصد في بعض المجالات الفهمية بناءً على عدة عوامل والتي قد تكون غير مهمة في الملاحظات اليومية. غالباً يتم توضيح ذلك بـ " التناقضات " التي يختلف فيها ظهور الحدث عند وجهتي نظر مختلفة وقد يخالف ذلك "المنطق السليم".

  • عنصر قائمة منقطة

النسبية: وبعبارة اخرى الفيزياء النسبيّة وهي التي تتعامل مع قرب سرعة الضوء . وقد وُجد حتى الملاحظات المتنوعة قد ترصد قيم مختلفة بناءاً على سرعة الجسم النسبية حيث تختلف في (الطول أوالمعدل الزمني أوالكتلة أواي خصائص اخرى للجسم) . على سبيل المثال، في ثنائي المنتاقض، يمضى احدهما في رحلة بسرعة ممثالة لسرعة الضوء ويعود للمنزل أصغر من الذي بقى في المنزل. هذا لا يعتبر تناقض فالوقت يمضي بمعدل ابطئ عندما يتم قياسه في مجال الجسم المتحرك. في الفيزياء النسبية، يجب دائماً ان تشترط عملية الرصد بتحديد حالة الحركة للمُلاحظ، حيث يعتبرإيطار مرجعي لها.

  • الميكانيكا الكم: هي وصف لسلوك الأجسام الصغيرة جداً، ولا يمكن ابداً رصد النظام الكمي من دون التعديل علية ويجب ان تعتبر " الملاحظة " جزء من النظام الذي تجرى دراستة. يتم تمثيل الأجسام الكمّية بصورة مفردة عن طريق الدالة الموجية التي غالبا ما توجد مترسخة أومتجانسة في حالات مختلفة.

ومع ذلك، عندما تجرى عملية الرصد من اجل تحديد المسقط العملي أوحالة الجسم فغالباً مايتم ايجاد الجسم في حالة مفردة وليست "متجانسة". يظهر حتى تفاعل عملية الرصد ادت إلى " انهيار " الدالة الموجية إلى حالة واحدة. لذلك فإن أي تفاعل بين الدالة الموجية المفردة والعالم الخارجي ينتج منه انهيار الدالة الموجية ويدعى " الملاحظات أوالقياسات" ، فيما إذا كانت جزءًا من عملية الرصد المعتمدة أم لا.

التحيزات

لا تعمل الحواس البشرية مثل آلة تصوير الصوت والصورة ، حيث تسجل جميع الملاحظات من دون تحييز. يحدث الإدراك البشري من خلال عملية معقدة وغير واعية للفكرة المجردة، حيث يتم ملاحظة وتذكر بعض التفاصيل المعينة من بيانات تم الحصول عليها عن طريق الإحساس البشري، والباقي ينسى. البيانات التي تم تذكرها أونسيانها بناءاً على نموذج ذاتي للشخص أوتمثلاً للعالم يطلقون عليها فهماء النفس بـ مخطط (نمط ذهني) يبنى على مدى حياتنا بأكملها. يتم هجريب البيانات في هذا المخطط. عندما يتم تذكر الأحداث لاحقاً، يتم ملئ فجوات الذاكرة ببيانات "معقولة" يختلقها العقل لتناسب النموذج ويدعى ذلك بـ الذاكرة الإنشائية. النظم القيمية الداخلية تقييم مدى اهمية البيانات المتنوعة التي تمت ملاحظتها للفرد. يعتمد مدى اهتمام البيانات المتنوعة التي تمت ملاحظتها على النظم القيمية الداخلية الذي يقيم اهميته للفرد. وبسبب ذلك يمكن لشخصان حتى يشاهدا نفس الحدث ويستنتجان افكار مختلفة تماماً عن بعضهما وايضاً قد يختلفان بالأراء حول حقائق بسيطة. وهذا هوالسبب بأن العين قد تشهد حقائق لايمكن الاعتماد عليها.

وفيما يلي الكثير من الطرق المهمة التي قد تتأثر فيها الملاحظات بواسطة فهم النفس البشري:

التحيز التأكيدي

تحيز الملاحظات البشرية نحوتأكيد تسقطات المراقب الواعي وغير الواعي ورؤيته للعالم. نحن " نرى ما نتسقط رؤيته ". وهذا ما يسمى التحيز التأكيدي في فهم النفس. وبما حتى موضوع البحث الفهمي هواكتشاف ظواهر جديدة، فإن هذا التحيز قد تسبب في إغفال اكتشافات جديدة ؛ مثال واحد هواكتشاف الأشعة السينية . كما يمكن حتى يؤدي إلى دعم فهمي خاطئ للأساطير الثقافية على نطاق واسع، من ناحية أخرى، كما في العنصرية الفهمية التي تدعم أفكار التفوق العرقي في أوائل القرن العشرين. تؤكد التقنية الفهمية السليمة على تسجيل دقيق لعمليات الرصد، وفصل الملاحظات التجريبية من الاستنتاجات المستخلصة منها، وتقنيات اخرى مثل تجربة المكفوفين لتقليل تحيز الملاحظة.

فهم عباد الحمولة فهمياً

التحيز الآخر، الذي أضحى أكثر انتشارًا مع ظهور " الفهم الكبير " والمكافآت الضخمة للاكتشافات الجديدة، هوتحيز لصالح فرضية أونتيجة الباحث المرغوبة ؛ نحن " نرى ما نريد حتى نرى ". يدعى هذا الفهم الباثولوجي وفهم عباد الحمولة ، وهذا يختلف عن التزييف المتعمد للنتائج، ويمكن حتى يحدث للباحثين ذوي النوايا الحسنة. يمكن للباحثين الذين لديهم حافز كبير أورغبة كبيرة في نتيجة معينة إساءة فهم أوسوء تقدير النتائج، أوحتى إقناع أنفسهم بأنهم رأوا شيئًا لم يعملوه. من الأمثلة المحتملة للاكتشافات الخاطئة التي يسببها هذا التحيز المريخ "القنوات" ، واشعة إن، ومتعدد الماء، والاندماج البارد، وآلات الحركة الدائمة . شهدت العقود الأخيرة فضائح فهمية سببها باحثون يستخدمون النهج "السريع" مع أساليب المراقبة من أجل الحصول على نظريات مألوفة. وهذا النوع من التحيز متفش في العلوم الزائفة، حيث لا يتم اتباع التقنيات الفهمية السليمة. إذا الدفاع الرئيسي ضد هذا التحيز وبالإضافة إلى تقنيات البحث السليمة هومراجعة الأقران وتكرار التجربة، أوالملاحظة من قبل باحثين آخرين ليس لديهم حافز للتحيز. على سبيل المثال، من الممارسات الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية التنافسية تتطلب توفير النتائج المادية للتجارب مثل الأمصال وزراعة الأنسجة ، للمختبرات المتنافسة من أجل الاختبارات المستقلة.

معالجة التحيز

يمكن للأدوات الفهمية الحديثة معالجة "الملاحظات" بشكل واسع قبل عرضها على الحواس البشرية، وبالأخص في الأدوات المحوسبة. أحيانًاقد يكون السؤال حول مكان انتهاء "الملاحظة" ويبدأ استخلاص النتائج واصبح هذا الأمر مسألة كبيرة مؤخراً حيث ان الصور المحسنة رقمياً نشرت على انها بيانات تجريبية على اوراق المجلات الفهمية. ويتم تحسين الصور لِتُظهر مميزات يسعى الباحث إلى الهجريز عليها، ولكن هذا أيضا له تأثير لدعم استنتاجات الباحث. هذا شكل من أشكال التحيز يصعب تحديده. بدأت بعض المجلات الفهمية في وضع معايير تفصيلية لأنواع معالجة الصور المسموح بها في نتائج البحث. غالبًا ما تحتفظ الأجهزة المحوسبة بنسخة من "البيانات الأولية" من أجهزة الاستشعار قبل المعالجة، والتي تعتبر الدفاع النهائي ضد التحيز في المعالجة، وبالمثل تتطلب المعايير الفهمية الحفاظ على النسخ الأصلية و"الغير الأصلية" للصور المستخدمة كبيانات بحث.

تحيز الرصد

يظهر تحيز الرصد عندما ينظر الباحثون فقط إلى النتيجة التي يتسقط انها سليمة أوعندماقد يكون تسجيل الملاحظات سهلاً. ويدعى ذلك بتأثير إنارة الشارع.

الرصد في الفلسفة

الرصد في الفلسفة هومصطلح لعملية فرز المعلومات الحسية من خلال عملية التفكير. يتم تلقي المعلومات عبرالسمع أوالبصرأوالرائحة أوالتذوق أواللمس ثم تحليلها من خلال كلاً من التفكير العقلاني أوغير العقلاني.

على سبيل المثال، فرضا حتى المُرصِد يشاهد ابوين يضربان طفلهم وبالتالي يستطيع المُرصِد ان يرى هذا التصرف جيد أوسيء. قد تستند اللإستنتاجات حول السلوكيات الجيدة أوالسيئة بناءاً على التفضيلات أوبناء العلاقات أودراسة العواقب الناجمة عن السلوك المرصود. مع مرور الوقتقد يكون الإنطباع موجوداً لدى الكثيرين، جنبا إلى جنب مع العلاقات والعواقب ويستطيع الفرد انشاء اثر خلقي من سلوكة.

المراجع

  1. ^ David H. Freedman (August 1, 2010). "The Streetlight Effect". ديسكفر (مجلة).
  2. ^ Kosso, Peter (2011). . Springer. صفحة 9. ISBN . مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020.
  3. ^ Shermer, Michael (2002). . MacMillan. صفحات 299–302. ISBN . مؤرشف من الأصل في 25 يناير 2020.

انظر أيضا

  • مبدأ عدم اليقين
  • مراقبة وتقييم
  1. ^ A Summary of Scientific Method. "scientific+method"+observation&source=bl&ots=ZsfMDj6TyT&sig=cR7JeoFCYA3XcNvqFvk8YJW2UeQ&hl=en نسخة محفوظة 03 مايو2017 على مسقط واي باك مشين.
  2. ^ Mendez, Carl Cedrick L.; Heller, H. Craig; Berenbaum, May (2009) Life: The Science of Biology, 9th Ed. "scientific+method"+observation+hypothesis+experiment+conclusion&source=bl&ots=cyRN7yOmj6&sig=c34n2QfKJplGdzoImRZNFZwJku8&hl=en نسخة محفوظة 03 مايو2017 على مسقط واي باك مشين.
تاريخ النشر: 2020-06-02 01:40:12
التصنيفات: رصد, أسومبشون, استعراف, إحساس, تاريخ الأفكار, تاريخ التعليم, تاريخ العلوم, تاريخ الفلسفة, تجارب, عقل, علم الوجود, فلسفة التعليم, فلسفة العقل, فلسفة العلوم, كفاءة, ما وراء الطبيعة, مصادر المعلومات, معرفة, منهج علمي, ميتافيزيقا العقل, نظرية المعرفة, نظرية معرفة العلم, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P486, مصادر طبية من ويكي بيانات, بوابة علم الاجتماع/مقالات متعلقة, بوابة فلسفة العلوم/مقالات متعلقة, بوابة علوم/مقالات متعلقة, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

إجلاء 82 مواطنا روسيا من قطاع غزة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-23 00:08:14
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 96%

شولتس يدعو لوضع حد للأزمة الأوكرانية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-11-23 00:08:22
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 99%

تحميل تطبيق المنصة العربية