مقدونيا القديمة

عودة للموسوعة


مقدونيا القديمة أومملكة مقدونيا القديمة (باليونانية القديمة:Μακεδονία) كانت مملكة في اليونان القديمة، بدأت بالظهور في القرن التاسع قبل الميلاد وكانت متمركزة في الزاوية الشمالية الشرقية لشبه الجزيرة اليونانية، على رأس خليج ثيرماي في بحر إيجة، وهي وطن المقدونيين القدماء، كانت تحدها إبيروس من الغرب وبايونيا من الشمال وتراقيا من الشرق وثيساليا من الجنوب.

وفي القرن الرابع قبل الميلاد، استطاع المقدونيون بسط سيطرتهم على اليونان، وبعد فترة قصيرة، استلم الإسكندر الأكبر الحكم وقاد الكثير من الفتوحات لتوسيع مناطق نفوذه ليؤسس الإمبراطورية المقدونية على حساب الإمبراطورية الأخمينية، بذلك أصبحت مقدونيا من أقوى ممالك الحكم في العالم، وامتدت سيطرتها من اليونان إلى الهند، وانطلاقا من هذه الفترة بدأ في التاريخ ما يسمى بالعصر الهلنستي للحضارة اليونانية القديمة.

إنقسمت عقب وفاة الإسكندر في عام 323 ق.م، وورثتها الإمبراطورية السلوقية تحت حكم سلوقس الأول والدولة البطلمية في مصر تحت حكم بطليموس الأول وقد حازت الأولى على أغلب الأراضي في الشرق وظلت تنافس البطالمة في مصر على حكم الشام وخاصة فلسطين

التاريخ

مملكة مقدون في عصر فيليب الخامس.

بينما كان تيمليون يعد إلى الديمقراطية أنفاسها الأخيرة في صقلية القديمة، كان فليب يقضي عليها في أرض اليونان القارية. لقد كانت مقدونية حين اعتلى فليب العرش عام 359 لا تزال في الأغلب الأعم بلاد همجية يسكنها أقوام أشداء جبليون وذلك رغم كرم أركلوس وثقافته العالية؛ والحق أنها وإن استخدمت اليونانية لغة رسمية لها لم تفد الحياة اليونانية طوال تاريخها بمؤلف أوفنان أوفيلسوف واحد.

وكان فليب قد أقام ثلاث سنين مع أقارب إباميننداس في طيبة فاستقى منه قدراً متوسطاً من الثقافة وقدراً عظيماً من الأفكار الحربية. وكان يتصف بجميع الفضائل عدا فضائل الحضارة، وكان قوي الجسم والإرادة، مولعاً بالرياضة البدنية، وسيماً؛ وجملة القول أنه كان حيواناً عظيماً، يحاول بين الفينة والفينة حتىقد يكون أثينياً مهذباً. وكان كابنه الشهير ذا مزاج حاد عنيف وكرم فائق، مولعاً بالحرب إلى حد كبير وبالشرب إلى حد أكبر. وكان يختلف عن الإسكندر في مرحه وميله إلى الضحك، ولَّى أحد الأرقاء منصباً كبيراً لأنه أدخل على قلبه السرور. وكان يحب الغلمان كثيراً، ولكنه يحب النساء أكثر منهم، وتزوج أكبر عدد استطاعه منهن، وحاول وقتاً ما حتى يقتصر على زوجة واحدة هي أولمبياس الأميرة المولوسية Molossian الجميلة التي كانت تعيش على الفطرة والتي ولدت له الإسكندر، ولكنه لم يلبث حتى مال إلى غيرها، فأخذت أولمبياس تدبر الانتقام منه إلى نفسها. وكان أحب الناس إليه أشداء الرجال الذين يجازفون بأرواحهم طوال النهار، ويقامرون معه وينادمونه على الشراب إلى نصف الليل. وكان (إلى ما قبل الإسكندر) أشجع الشجعان بلا منازع، وخلّف جزءاً من نفسه في جميع ميدان من ميادين القتال. وقد أحب به دمستين ونطق فيه: "يا له من رجل! لقد خسر في سبيل القوة والسلطان عيناً فقئت، وكتفاً كسرت، وذراعاً وساقاً أصيبتا بالشلل"(52). وكان ذا قريحة وقّادة قادراً على حتى ينتظر فرصته متربصاً، وعلى حتى يسير بعزم ثابت إلى هدفه مجتازاً في سبيله جميع ما يعترضه من صعاب. وكان في سياسته لطيفاً غداراً؛ لا يبالي بأن يحنث في وعده، ويجدد هذا الوعد لساعته؛ لا يعترف في الحكم بالمبادئ الأخلاقية، ويرى حتى الكذب والرشوة بديلين رحيمين من القتل وسفك الدماء. ولكنه كان رحيماً في فوزه وكان من عادته حتى يعرض على اليونان المنهزمين شروطاً أحسن مما يعرضها بعضهم على بعض. وقد أحبه جميع من التقى به، عدا دمستين العنيد، ووصفوه بأنه أقوى رجال زمانه وأكثرهم طرافة.

وكانت حكومته ملكية أرستقراطية يدوم سلطان الملك فيها ما دام متفوقاً في قواه الجسمية أوالعقلية، وما دام أشراف البلاد راغبين في معونته. وكان ثمانمائة من أمراء الإقطاعقد يكونون "صحابة الملك". وكان هؤلاء الصحابة من كبار الملاك الذين يحتقرون حياة الحواضر والزحام والخط، فإذا ما أعرب الملك الحرب برضاهم خرجوا من ضياعهم وهم أقوياء الأجسام صناديد ليوث غاب. وكانوا في الجيش يؤلفون فرقة الفرسان ويمتطون صهوة الجياد المقدونية والتراقية القوية الشكيمة، وقد دربهم فليب على حتى يحاربوا جماعات متراصة يستطيعون إذا صدر إليهم أمر قائدهم حتى يبدلوا حركاتهم العسكرية من فورهم كأنهم رجل واحد. وكان إلى جانب هؤلاء الفرسان مشاة من الصيادين والفلاحين الشعث ينظموا في "فيالق"، يصوب ستة عشر صفاً منهم رماحهم فوق رؤوس الصفوف التي أمامهم - ويضعونها فوق أكتافهم - وبذلكقد يكون جميع فيلق أشبه بجدار من الحديد. وكان طول الرمح إحدى وعشرين قدماً، وكان متزناً من مؤخرته فإذا شرعه صاحبه برز إلى الأمام خمسة عشر قدماً. ولما كان جميع صف من الجند يتقدم ثلاث أقدام عن الذي يليه فإن رماح الخمسة صفوف الأولى كانت تبرز أمام الفيلق كله، وكانت رماح الثلاثة صفوف الأولى تبرز أمام الفيلق أطول من حراب أقرب المشاة اليونان التي لا تزيد على ستة أقدام. وكان الجندي المقدوني بعد حتى يقذف عدوه برمحه يحارب بسيف قصير ويقي رأسه ببيضة من نحاس، وجسمه بدرع، وساقيه بجرموقتين، وصدره بترس خفيف. ويأتي من وراء هذا الفيلق فرقة من الرماة على الطراز القديم يصوبون سهامهم فوق رؤوس حملة الرماح، ومن وراء هؤلاء فرق الحصار بمناجيقها وكباشها المدمرة. ودرب فليب في صبر وعزيمة هذا الجيش المكون من عشرة آلاف جندي حتى جعله أعظم قوة محاربة شهدتها أوروبا حتى ذلك الوقت، وأعده للإسكندر كما أعد فردرك وليم جيشه لابنه فردرك الأكبر.

واعتزم حتى يستخدم هذه القوة لتوحيد بلاد اليونان وإخضاعها لحكمه، حتى إذا تم له ذلك استعان ببلاد هلاس جميعها وعبر الهلسبنت وطرد الفرس من آسية اليونانية. ولكنه كان في جميع خطوة يخطوها نحوهذه الغاية يجد نفسه يعمل ضد حب اليونان للحرية، وكان وهويحاول حتى يتغلب على هذه النزعة ينسى الغاية التي يعمل لها بهذه الوسيلة. ووقف في حركته الأولى وجهاً لوجه أمام أثينة لأنه أراد حتى يستولي على المدن التي ضمتها إلى أملاكها على ساحلي مقدونية وتراقية. ولم تكن هذه المدن تسد طريقه إلى آسية وحسب، بل كانت فوق هذا تحتوي مناجم غنية من المضى، وكانت ذات تجارة رائجة في مقدوره حتى يفرض عليها الضرائب. وبينما كانت أثينة منهمكة في "الحرب الاجتماعية" التي انتهت بها إمبراطوريتها الثانية، استولى فليب على أمفبوليس (357)، وبدنا، وبوتيديا(356)؛ ولما احتجت أثينة على هذا العمل العدواني أجابها بالثناء على آدابها وفنونها. وفي عام 355 استولى على ميتوني، وفقد عينه في حصارها، وفي عام 347 استولى على أولنثس بعد حرب طويلة أستعين فيها بضروب كثيرة من البسالة والخداع. وتمت بهذه الأعمال السيطرة على الشاطئ الأوربي لبحر إيجة الشمالي، ودخل خزائنه في جميع عام ألف وزنة من مناجم تراقية(53)، واستطاع حتى يوجه تفكيره نحواكتساب معونة بلاد اليونان.

وكان فليب قد حصل على المال الذي أنفقه في حروبه ببيع آلاف من الأسرى في أسواق الرقيق، وكان من بينهم كثيرون من الأثينيين، فنفرت منه قلوب الهلينيين. وكان من حسن حظه حتى المدن اليونانية كانت في خلال هذه السنين تنهك قواها في "حرب مقدسة" ثانية (356-346) سببها انتهاب الفوسيين كنوز دلفي. وأيد الإسبارطيون والأثينيون الفوسيين، وحاربت العصبة الأمفكتيونية: بؤوتية، والكريس، ودوريس، وتساليا، ضدهم. ولما دارت الدائرة على هذه العصبة استغاث مجلسها بفليب، ووجد الفرصة ملائمة له فاتى مسرعاً مخترقاً الطرق الجبلية المفتوحة أمامه، وأخذ الفوسيين على غرة (346)، وضُم إلى الحلف الأمفكتيوني الدلفي، ونودي به حامياً للضريح المقدس، وقبل الدعوة التي وجهت إليه لِرياسة اليونان جميعاً في الألعاب البيثية. وهنا امتد بصره إلى دول البلوبونيز المنقسمة على نفسها، وأحس حتى في استطاعته حتى يحملها جميعاً، عدا إسبارطة الضعيفة، على حتى ترتضيه زعيماً لحلف يوناني بمقدوره حتى يحرر جميع اليونان من الشرق إلى الغرب. ولكن أثينة استمعت إلى أقوال دمستين فلم ترَ في فليب محرَّراً لها، بل رأته ساعياً لاستعبادها، وقررت حتى تحاربه لتحتفظ للمدن اليونانية بالسيادة التي كانت تحرص عليها، وبالديموقراطية الحرَّة التي جعلتها نور العالم الوضاء.

انظر أيضاً

  • النزاع على تسمية مقدونيا
  • جمهورية مقدونيا

مصادر

  1. ^ "معلومات عن مقدونيا القديمة على مسقط universalis.fr". universalis.fr. مؤرشف من الأصل فيستة مايو2019.
  2. ^ "معلومات عن مقدونيا القديمة على مسقط catalogue.bnf.fr". catalogue.bnf.fr. مؤرشف من الأصل في ثلاثة أغسطس 2019.
  3. ^ "معلومات عن مقدونيا القديمة على مسقط nomisma.org". nomisma.org. مؤرشف من الأصل فيثمانية فبراير 2019.
  • مقدونيا - إنسكلوبيديا بريتانيكا
تاريخ النشر: 2020-06-02 01:53:39
التصنيفات: دول سابقة في البلقان, دول وأقاليم تأسست في 808 ق.م., دول وأقاليم انحلت في 309 ق.م., مقدونيا القديمة, 146 ق م, أنظمة ملكية سابقة في أوروبا, اليونان القديمة, انحلالات الألفية 1 ق.م في اليونان, إمبراطوريات سابقة, تأسيسات القرن 9 ق م في اليونان, تاريخ جمهورية مقدونيا, تاريخ قديم, دول وأقاليم انحلت في القرن 2 ق م, دول وأقاليم تأسست في القرن 9 ق م, مقدونيون قدماء, ممالك في اليونان القديمة, مقالات بلدان سابقة تحتاج للصيانة, صفحات تستخدم خاصية P41, صفحات تستخدم خاصية P94, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P138, صفحات تستخدم خاصية P122, صفحات تستخدم خاصية P37, صفحات تستخدم خاصية P38, صفحات تستخدم خاصية P268, بوابة دول/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة اليونان القديم/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

"رادار المرور" يلتقط 1024 سيارة تسير بسرعات جنونية خلال 24 ساعة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-08 00:23:17
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 47%

الصحة العالمية: رمسيس الخامس أقدم ضحايا الجدري (فيديو)

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-08 00:23:25
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 38%

تركيا تدعو الدول الإسلامية إلى الوحدة لوقف اعتداءات إسرائيل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-08 00:23:31
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 70%

قبل 7 جولات من النهاية بيرنلي الى الدوري الانقليزي الممتاز

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 00:22:57
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 57%

أسوان أدمن التعادلات في الدوري .. زهرة الجنوب وسيراميكا حبايب

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-08 00:22:49
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

مسلسل جعفر العمدة الحلقة 16.. زينة تطلب الطلاق من محمد رمضان

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-08 00:23:27
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 47%

فتح باب الترشح لمهرجان صفاقس الدولي

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 00:23:03
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 52%

وقفات احتجاجية في مدن مغربية تنديدا باقتحام الأقصى

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 00:22:52
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 62%

دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون يصدر بيانا هاما

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-08 00:22:45
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 53%

جيش الاحتلال الإسرائيلي يشدد إجراءاته الأمنية شمالي الضفة

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-04-08 00:22:59
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

تدشين كنيسة الثلاث مقارات بوادي النطرون

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-08 00:22:47
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

المصرى يهزم حرس الحدود بهدف نظيف ويرتقى للمركز السادس بالدورى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-08 00:23:28
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 40%

تعادل الزمالك والأهلى 12/12 بالشوط الأول فى قمة حسم لقب محترفى اليد

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-04-08 00:23:16
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 35%

تحميل تطبيق المنصة العربية