تكليف

التكليف بالمعنى اللغوي: طلب ما فيه كلفة، أوالإلزام بما فيه كلفة، أي: "مشقة". وفي أصول الفقه الإسلامي هوإلزام المكلف بما اقتضى الشرع عمله أوهجره أواستواء عمله وهجره. وفق شروط التكليف.

تعريف التكليف

التكليف في اللغة: طلب ما فيه كلفة، أوالإلزام بما فيه كلفة، أي: "مشقة" فيصدق بمعناه العام على جميع أنواع التكليف، فالطالب والموظف أوالعامل؛ جميع منهم مكلف من قبل جهة مختصة للقيام بما كلف به، والالتزام به، وتحمل المسؤولية. ويطلق التكليف على الشرعي.

التكليف بالمعنى الشرعي

التكليف بمعناه في الشرع الإسلامي هو: إلزام المكلف بمقتضى خطاب الشرع، باعتبار: حتى الله تعالى هوالذي شرع الأحكام وخاطب المكلفين بما يفهمونه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. بمعنى: حتى المكلف ملزم بفهم دين الله وما اتى فيه من تعاليم وأوامر ونواهي وأحكام، وفهم ذلك ليقوم بتطبيقه في حياته.

المكلف به

المكلف به عند فهماء أصول الفقه الإسلامي هو: ما اقتضى خطاب الشرع عمله أوهجره أوالتخيير بين العمل والهجر. والمكلف به عموما يضم جميع ماهومن الدين الإسلامي، والذي اتى من عند الله تعالى على لسان رسوله يضم: الأحكام، والعقيدة، والموعظة، وأخبار الأمم السابقة، وغير ذلك، ويتلخص في أمرين هما: "أصول الدين وفروعه"

أصول الدين؛ وهي: العقيدة والإيمان بالله وملائكته ووخطه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره.
فروع الدين؛ هي: الأحكام الشرعية، والشرع هو: "ما شرعه الله على لسان نبيه من أحكام" فيضم: الأحكام التكليفية، والشرعية، والعملية والفرعية من العبادات، والمعاملات.

المكلف

المكلف عند فهماء أصول الفقه الإسلامي هو: المخاطب بما اقتضى خطاب الشرع من الأحكام الشرعية، من العمل والهجر أوالتخيير. والمكلف بمعنى: الذي توجه إليه خطاب الشرع ليفهمه وفق شروط التكليف.

شروط التكليف

للتكليف في الشرع الإسلامي شروط عامة، باعتبار حتى الله تعالى هوالذي كلف الإنسان، وميزه عمن هودونه من المخلوقات، بما منحه من القدرات الإدراكية للتمكن من فهم خطاب الشرع. وجعل له من القدرة على العمل والهجر ما يمكنه من القيام بما كلف به، وحمل عنه التكليف عند وجود سوالب التكليف. وأهم هذه الشروط يتلخص فيما يلي:

فهم المكلف بما كلف به.
القدرة على فهم خطاب الشرع.
1. العقل
2. التمييز
بلوغ سن التكليف.
القدرة على الإتيان بما كلف به.

فهم المكلف بما كلف به

ويحصل إجمالا ببلوغ الدعوة إلى المكلف فلا تكليف على من تعذر وصول الدعوة إليه، لقول الله تعالى: 《وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا》 ويحصل الفهم تفصيلاً بسؤال فهماء الدين، والتفهم منهم، ولوبالسفر إليهم.

القدرة على وعي الخطاب

من شروط التكليف الشرعي: "القدرة على وعي الخطاب" أو"القدرة على فهم خطاب الشرع" ويضم:

العقل بمعنى: الصفة الإدراكية للإنسان، ويقصد بها: عدم الجنون باعتبار "أن العقل مناط التكليف" فلا تكليف على المجنون، فهومسلوب العبارة والولاية، ولفهماء الفقه قاعدة مشهورة هي: 《إذا سلب ما وهب سقط ما وجب》.

والتمييز

التمييز

التمييز شرط للتكليف، ومعناه عقل الأمور، والوعي. وغالباً ما يطلق عدم التمييز على: النقص العارض الذي يرتفع التكليف حال الإتصاف به. وغير المميز يراد به:

الطفل غير المميز؛ وغالباً ماقد يكون قبل سن السابعة. ومن علامات التمييز في الصغير: حتى يفهم الخطاب، ويرد الجواب، ويأكل ويلبس ثوبه من غير اعتماد على الغير. ولاقد يكون مكلفا شرعا قبل سن التمييز.
المغمى عليه؛ وهو: فاقد الوعي. لاقد يكون مكلفاً حال الإغماء.
النائم؛ لاقد يكون مكلفا حال النوم.
الناسي؛ لاقد يكون مكلفا حال النسيان.

البلوغ

البلوغ من أبرز شروط التكليف هو: الوصول إلى حد التكليف، بوجود أحد علامات البلوغ. فلا تكليف على الطفل الصغير، لأنه إذا كان غير مميز؛ فلا تكليف عليه، لعدم قدرته على فهم خطاب الشرع. وإن كان مميزا وهوفي فترة ما قبل البلوغ؛ فقدراته العقلية والجسدية غير متكاملة، فلاقد يكون مكلفا بالمعنى الشرعي للتكليف، ويكون مكلفاً تكليفا نسبيا، فلا بد حتى يتفهم مهمات الدين، وعلى ولي أمره حتى يفهمه ويدربه على ممارسة العبادة، كالصلاة والصوم، وأن يدربه ويمتحنه في التصرفات المالية وغير ذلك ليعتاده.

الاستطاعة الحسية

الاستطاعة بمعنى: قدرة المكلف على ما كلف به؛ شرط للتكليف. فلا تكليف إلا بقدر الاستطاعة، لقول الله تعالى: 《لا يكلف الله نفسا إلا وسعها》. وقد حمل الحرج عن المريض، والعاجز، في كثير من الأحكام.

الاختيار

الاختيار وهو: صفة وهبها الله للإنسان، ليتمكن من القيام بما كلف به، فلا يكلف بما لا اختيار له فيه، ولا بما استكره عليه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: 《حمل عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه》. وللإكره شروط مذكورة في خط الفقه وأصول الفقه.