شمس الدين الذهبي

عودة للموسوعة

شمس الدّين الذَّهَبِيّ (673 هـ - 748 هـ / 1274م - 1348م) هوُمحدث وإمام حافظ. جمع بين ميزتين لم يجتمعا إلا للأفذاذ القلائل في تاريخنا، فهويجمع إلى جانب الإحاطة الواسعة بالتاريخ الإسلامي حوادث ورجالاً، الفهم الواسعة بقواعد الجرح والتعديل للرجال، فكان وحده مدرسة قائمة بذاتها. والإمام المضىي من الفهماء الذين دخلوا ميدان التاريخ من باب الحديث النبوي وعلومه، وظهر ذلك في عنايته الفائقة بالتراجم التي صارت أساس كثير من خطه ومحور تفكيره التاريخي ، وقيل ان سُمي الإمام المضىي بالمضىي لانه كان يزن الرجال كما يزن الجوهرجي المضى.

سمع بدمشق، ومصر، وبعلبك، والإسكندرية. وسمع منه الجمع الكثير، وكان شديد الميل إلى رأي الحنابلة، وله تصانيف في الحديث، وأسماء الرجال؛ قرأ القرآن، وأقرأه بالروايات، وقد بلغت مؤلفاته التاريخية وحدها نحومائتي كتابًا، بعضها مجلدات ضخمة.

المولد والنشأة

ولد أبوعبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز المضىي في كفر بطنا قرب مدينة دمشق في ربيع الآخر 673 هـ الموافق لشهر أكتوبر 1274م. نشأ في أسرة كريمة هجرية الأصل كانت تسكن دمشق ، ثم سكنت مدينة ميافارقين من أشهر مدن ديار بكر، ويبدوحتى جد أبيه قايماز قضى حياته فيها. يعمل والده في صناعة المضى، فبرع فيه وتميز حتى عُرف بالمضىي ، وكان رجلا صالحًا محبًا للفهم، فعني بتربية ولده وتنشئته على حب الفهم. وكان كثير من أفراد عائلته لهم انشغال بالفهم، فشب الوليد يتنسم عبق الفهم في جميع ركن مته ست الأهل بنت عثمان لها رواية في الحديث، وخاله علي بن سنجر، وزوج خالته من أهل الحديث.

وفي سن مبكرة انضم إلى حلقات تحفيظ القرآن الكريم حتى حفظه وأتقن تلاوته. ثم اتجهت عنايته لما بلغ مبلغ الشباب إلى تفهم القراءات وهوفي الثامنة عشرة من عمره، فتتلمذ على شيوخ الإقراء في زمانهِ كالعسقلاني المتوفى سنة 692 هـ /1292م، والشيخ جمال الدين أبي إسحاق إبراهيم بن غال المتوفى سنة 708 هـ /1308م، وقرأ عليهما القرآن بالقراءات السبع، وقرء على غيرهما من أهل هذا الفهم حتى أتقن القراءات وأصولها ومسائلها. وبلغ من إتقانه لهذا الفن وهوفي هذهِ السن المبكرة حتى تنازل لهُ شيخه محمد عبد العزيز الدمياطي عن حلقتهِ في الجامع الأموي حين اشتد بهِ السقم .

في الوقت الذي كان يتلقى فيه القراءات مال المضىي إلى سماع الحديث الذي ملك عليهِ نفسه، فاتجه إليه، واستغرق وقته، ولازم شيوخه، وبدأ رحلته الطويلة في طلبه.

رحلات الإمام المضىي وأخذه عن شيوخ عصره

كانت رحلاته الأولى داخل البلاد الشامية، فنزل بعلبك سنة 693 هـ/ 1293م، وروى عن شيوخها، ثم رحل إلى حلب وحماة وطرابلس والكرك ونابلس والرملة والقدس، ثم رحل إلى مصر سنة 695 هـ /1295م، وسمع من شيوخها الكبار، على رأسهم ابن دقيق العيد المتوفى سنة 702 هـ/ 1302م وبدر الدين ابن جماعة المتوفى سنة 733 هـ، ومضى إلى الإسكندرية فسمع من شيوخها، وقرأ على بعض قرائها المتقنين القرآن بروايتي ورش وحفص، ثم عاد إلى دمشق.

وفي سنة 698 هـ/ 1298م رحل الإمام المضىي إلى الحجاز لأداء فريضة الحج، وكان يرافقه في هذه الرحلة جمع من شيوخه وأقرانه، وانتهز فرصة وجوده هناك فسمع الحديث من شيوخ مكة والمدينة.

رغم حتى هجريز الإمام المضىي الرئيسي انصبّ على الحديث، فقد تفهم النحووالعربية على الشيخ ابن أبي العلاء النصيبي، وبهاء الدين بن النحاس إمام أهل الأدب في مصر، واهتم كذلك بدراسة المغازي والسير والتراجم والتاريخ العام.

في الوقت نفسه اتصل بثلاثة من شيوخ العصر وترافق معهم، وهم:

  • شيخ الإسلام ابن تيمية (661 هـ -728 هـ).
  • جمال الدين أبي الحجاج المزي (654 هـ - 739 هـ).
  • القاسم البرزالي المزداد (665 هـ/ 1267م - 739 هـ /1339م).

وقد جمع بين هؤلاء الأعلام طلب الحديث، وميلهم إلى آراء الحنابلة، ودفاعهم عن ممضىهم. ويذكر الإمام المضىي حتى البرزالي هوالذي حبب إليه طلب الحديث.

نشاطه الفهمي

بعد حتى أنهى الإمام المضىي رحلاته في طلب الفهم والاخذ عن ما يزيد عن الألف من الفهماء، اتجه إلى التدريس وعقد حلقات الفهم لتلاميذه، وانغمس في التأليف والتصنيف، وبدأت حياته الفهمية في قرية "كفر بطنا" بغوطة دمشق حيث تولى الخطابة في مسجدها سنة 703 هـ / 1303م وظل مقيمًا بها إلى سنة 718 هـ/1318م. وفي هذه القرية ألف الإمام المضىي خيرة خطه. وتعد الفترة التي قضاها بها هي أخصب فترات حياته إنتاجًا، ثم تولى مشيخة دار الحديث بتربة أم صالح، وكانت هذه الدار من كبريات دور الحديث بدمشق، تولاها سنة 718 هـ/1318م بعد وفاة شيخها كمال الدين بن الشريشي، واتخذها سكنًا له حتى وفاته، ثم أضيفت إليه مشيخة دار الحديث الظاهرية سنة 729 هـ /1228م، ومشيخة المدرسة النفيسية سنة 739 هـ /1338م، بعد وفاة البرزالي، ومشيخة دار الحديث والقرآن التنكزية في السنة نفسها.

أتاحت له هذه المدارس حتى يفهم عليه عدد كبير من طلبة الفهم، ووفد عليه لتلقي الفهم كثيرون من أنحاء العالم الإسلامي بعد حتى اتسعت شهرته وانتشرت مؤلفاته، ورسخت مكانته لمعهدته الواسعة بالحديث وعلومه والتاريخ وفنونه، فكان مدرسة قائمة بذاتها، تخرج فيها كبار الحفاظ والمحدثين. وتزخر خط القرن الثامن الهجري بمئات من تلاميذ المضىي النجباء، وحسبه حتىقد يكون من بينهم: الحافظ ابن كثير وعبد الوهّاب السبكي صاحب طبقات الشافعية الكبرى، وصلاح الدين الصفدي، وابن رجب الحنبلي وغيرهم.

مؤلفاته

هجر الإمام المضىي إنتاجًا غزيرًا من المؤلفات بلغ أكثر من مائتي كتاب، ضمت كثيرًا من ميادين الثقافة الإسلامية، فتناولت القراءات والحديث ومصطلحه، والفقه وأصوله والعقائد والرقائق، غير حتى معظم مؤلفاته في علوم التاريخ وفروعه، ما بين مطول ومختصَر ومعاجم وسير.

وثلث هذا العدد مختصرات خطها الإمام المضىي لأمهات الخط التاريخية المؤلفة قبله، فاختصر تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وتاريخ دمشق لابن عساكر، وتاريخ نيسابور لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري، وتاريخ مصر لابن يونس، وكتاب الروضتين في أخبار الدولتين لأبي شامة، والتكملة لوفيات النقلة للمنذري، وأسد الغابة لابن الأثير. وقد حصر شاكر مصطفى الخط التي اختصرها المضىي في 367 عملا.

وإلى جانب هذه المختصرات لهُ خط في التاريخ والتراجم منها:

  • تذكرة الحفاظ
  • ميزان الاعتدال في نقد الرجال
  • فهم القراء الكبار على الطبقات والأعصار
  • المعين في طبقات المحدثين
  • ديوان الضعفاء والمتروكين
  • العبر في خبر من عبر
  • المشتبه في أسماء الرجال
  • دول الإسلام
  • الطب النبوي
  • المغني في الضعفاء

أشهر مؤلفاته

أشهر خطه كتابان هما:

أولهما: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام

وهوأكبر خط الإمام المضىي وأشهرها، تناول فيهِ تاريخ الإسلام من الهجرة النبوية حتى سنة 700 هـ/ 1300م، وهي فترة مدتها سبعة قرون، رغم تناول البعض التاريخ البشري كاملا كالحافظ ابن كثير في كتابهِ البداية والنهاية، والنويري في كتابهِ نهاية الأرب في فنون الأدب ولكن اتساع النطاق المكاني الذي ضم العالم الإسلامي بأسرهِ ميزه بالإضافة إلى أسبقيتة على تلامدته كابن كثير. وتضمن هذا العمل الفذ الحوادث الرئيسية التي مرت بالعالم الإسلامي، وتعاقب الدول والممالك، مع تراجم للمشهورين في جميع ناحية من نواحي الحياة دون اقتصار على فئة دون أخرى، ويبلغ عدد من ترجم لهم في هذا الكتاب الضخم أربعين ألف شخصية، وهوما لم يتحقق في أي كتاب غيره.

وأبدع الإمام المضىي في انتهاج الأسلوب الخبري وهوليس من الأساليب المتبعة سابقا حيث نطق في مقدمة كتابهِ:

أما بعد فهذا كتاب نافع إذا شاء الله، ونعوذ بالله من فهم لا ينفع ومن نادىء لا يسمع، جمعته وتعبت عليه واستخرجته من عدّة تصانيف، يعهد به الإنسان مهمّ ما مضى من التاريخ، من أوّل تاريخ الإسلام إلى عصرنا هذا من وفيات الكبار من الخلفاء والقراء والزهاد والفقهاء والمحدّثين والفهماء والسّلاطين والوزراء والنّحاة والشّعراء، وفهم طبقاتهم وأوقاتهم وشيوخهم وبعض أخبارهم بأخصر تعبير وألخص لفظ، وما تمّ من الفتوحات المشهورة والملاحم المذكورة والعجائب المسطورة، من غير تطويل ولا استيعاب، ولكن أذكر المشهورين ومن يشبههم، وأهجر المجهولين ومن يشبههم، وأشير إلى الوقائع الكبار، إذ لواستوعبت التراجم والوقائع لبلغ الكتاب مائة مجلّدة بل أكثر، لأنّ فيه مائة نفس يمكنني حتى أذكر أحوالهم في خمسين مجلّداً.

وقد ارجع الإمام المضىي الفضل إلى أصحابه فذكر المراجع التي عاد إليها ونهل منها حيث نطق في مقدمة الكتاب:

وقد طالعت على هذا التأليف من الخط مصنّفات كثيرةً، ومادّته من: دلائل النبوة للبيهقي، وسيرة النّبيّ صلى الله عليه وسلم لابن إسحاق، ومغازيه لابن عائذ المحرر، والطبقات الكبرى لمحمد بن سعد محرر الواقدي، وتاريخ أبي عبد الله البخاري، وبعض تاريخ أبي بكر أحمد بن أبي خيثمة، وتاريخ يعقوب الفسوي، وتاريخ محمد بن المثنى العنزي وهوصغير، وتاريخ أبي حفص الفلاس، وتاريخ أبي بكر بن أبي شيبة، وتاريخ الواقدي، وتاريخ الهيثم بن عدي، وتاريخ خليفة بن خياط، والطبقات له، وتاريخ أبي غرسة الدمشقي، والفتوح لسيف بن عمر، وكتاب النسب للزّبير بن بكّار، والمسند للإمام أحمد، وتاريخ المفضل بن غسان الغلابي، والجرح والتعديل عن يحيى بن معين، والجرح والتعديل لعبد الرحمن بن أبي حاتم. ومن عليه رمز فهوفي الخط الستة أوبعضها، لأنّني طالعت مسودّة تهذيب الكمال لشيخنا الحافظ أبي الحجّاج يوسف المزي, وقد طالعت أيضاً عليه من التواريخ التي اختصرتها: تاريخ أبي عبد الله الحاكم، وتاريخ أبي سعيد بن يونس، وتاريخ أبي بكر الخطيب، وتاريخ دمشق لأبي القاسم الحافظ، وتاريخ أبي سعد بن السمعاني، والأنساب له، وتاريخ القاضي شمس الدين بن خلكان، وتاريخ العلاّمة شهاب الدين أبي شامة، وتاريخ الشيخ قطب الدين بن اليونيني، وتاريخه ذيل على تاريخ مرآة الزمان للواعظ شمس الدين يوسف سبط ابن الجوزي وهما على الحوادث والسّنين. وطالعت أيضاً كثيراً من: تاريخ الطبري، وتاريخ ابن الأثير، وتاريخ ابن الفرضي، وصلته لابن بشكوال، وتكملتها لابن الأبار، والكامل لابن عدي، وخطاً كثيرة وأجزاء عديدة، وكثيراً من: مرآة الزمان.

ويتميز الكتاب باحتوائه مادة واسعة في التاريخ السياسي والإداري والأحوال الاقتصادية للدولة الإسلامية، انتقاها من مصادر كثيرة ضاع معظمها فلم تصل إلى أيدينا.

ويصور الكتاب الحياة الفكرية في العالم الإسلامي وتطورها على مدى سبعة قرون، ويبرز المراكز الإسلامية ودورها في إشعاع الفكر ومساعدة الناس، وذلك من خلال حركة الفهماء وانتنطقهم بين حواضر الفهم المعروفة وغير المعروفة، واتساع الحركة في وقت دون آخر؛ الأمر الذي يظهر مدى ازدهار المراكز الثقافية أوخمول نشاطها.

ويبين الكتاب من خلال ترجمته لآلاف الفهماء وعلى مدى القرون الطويلة التي تعرض لها اتجاهات الثقافة الإسلامية وعناية الفهماء بعلوم معينة، ويكشف عن طرائقهم في التدريس والإملاء والمناظرة، ودور المدارس في نشر الفهم والمذاهب الفقهية في أنحاء العالم الإسلامي. وأسلوب الإمام المضىي في تأليف هذا الكتاب تبعه فيه الكثيرون ولعل من المتاخرين منهم الجبرتي في كتابهِ عجائب الآثار في التراجم والأخبار، حيث وضح تأثره بالأسلوب الخبري في الرواية.

ثانيهما: سير أعلام النبلاء

وهذا الكتاب هوثاني أضخم أعمال الإمام المضىي بعد كتابه تاريخ الإسلام وهوكتاب عام للتراجم (وهي الخط التي تهتم بذكر الأشخاص فقط وتاريخهم) التي سبقت عصره، وقد رتب تراجم على أساس الطبقات التي تعني فترة زمنية محددة، وقد جعلها عشر سنوات في كتابه تاريخ الإسلام فيذكر الحوادث سنة بعد سنة، ثم يذكر في نهاية الطبقة تراجم الوفيات من الأعلام مع الالتزام بترتيبها على حروف المعجم. في حين جعل الطبقة في سير أعلام النبلاء عشرين سنة، ومن ثم اشتمل الكتاب على خمس وثلاثين طبقة.

ولم يقتصر الإمام المضىي في كتابه على نوع معين من الأعلام، بل ضمت تراجم فئات كثيرة، من الخلفاء والملوك والسلاطين والأمراء والقادة والقضاة والفقهاء والمحدثين، واللغويين والنحاة، والأدباء والشعراء، والفلاسفة. غير حتى عنايته بالمحدثين كانت أكثر، ولذا اتىت معظم تراجم من أهل العناية بالحديث النبوي دراية ورواية. كما اتسع كتابه ليضم تراجم الأعلام من مختلف العالم الإسلامي، دون حتى تكون له عناية بمنطقة دون أخرى، أوعصر دون آخر.

وقد عني الإمام المضىي في خطه بجرح وتعديل الرجال، طبقا لمنهج هذا الفهم لتبيان أحوال رجال الحديث لفهم سليم الحديث من سقيمه. وقد بلغ المضىي مكانة مرموقة في هذا الفن، ويشهد على ذلك كتابه النفيس : ميزان الاعتدال. وهذا الأسلوب استخدمه الإمام المضىي في تراجم، حتى وإن كان أصحابها من غير أهل الحديث أوممن لا علاقة لهم بالرواية، وهومن الأساليب التي تفرد بها الإمام المضىي في تناول التراجم وهوما أظهر تأثراً شديداً بيحى بن معين وعلي بن المديني إمامي الجرح والتعديل.

وامتلأ كتابه السير بكل أنواع النقد، فلم يقتصر على مجال واحد من مجالاته، فعني بنقد المترجمين، وبيان أحوالهم، وانتقاد الموارد التي نقل منها، ونبه إلى أوهام مؤلفها.

وقد غالى الإمام المضىي في نقد بعض الرجال، وهوما كان سببا لانتقادات بعض معاصريه له، مثل تلميذه عبد الوهاب السبكي.

ويجب الانتباه إلى حتى كتاب سير أعلام النبلاء ليس مختصرًا لتاريخ الإسلام، وإن كانت جميع التراجم الموجودة في السير تجاوز حتى تناولها الإمام المضىي في تاريخ الإسلام تقريبًا، فثمة فروق يلحظها المطالع للكتابين، فتراجم الصدر الأول في السير أغزر مادة من مثيلاتها في تاريخ الإسلام، كما أنه ضمّن السير مجموعة من الخط التي أفردها لترجمة البارزين من أعلام الإسلام، مثل أبي حنيفة وأبي يوسف، وسعيد بن المسيب وابن حزم، وهذه المادة لا نظير لها في كتابه تاريخ الإسلام. ويبدأ الكتاب بسيرة للنبي محمد ثم الخلفاء الراشدين ثم تتمة العشرة المبشرين بالجنة وأعيان الصحابة فمن بعدهم وتنتهى بقليج قان ابن الملك المعز أيبك.

وفاته

تبوأ الإمام المضىي مكانة مرموقة في عصره تجد صداها فيما هجر من مؤلفات عظيمة وفي شهادة معاصريه له. ولعل من أبلغ تلك الشهادات ما نطقه تلميذه تاج الدين السبكي: "محدث العصر، اشتمل عصرنا على أربعة من الحفاظ، بينهم عموم وخصوص: المزي والبرزالي والمضىي والشيخ الوالد، لا خامس لهؤلاء في عصرهم. وأما أستاذنا أبوعبد الله فبصر لا نظير له، وكنز هوالملجأ إذا نزلت المعضلة، إمام الوجود حفظًا، ومضى العصر معنى ولفظًا، وشيخ الجرح والتعديل..."، وهذا الكلام ليس فيه مبالغة من تاج الدين السبكي، خاصة أنه كان من أكثر الناس انتقادًا لشيخه.

وظل الإمام المضىي موفور النشاط يقوم بالتدريس في خمس مدارس للحديث في دمشق، ويواصل التأليف حتى كلّ بصره في أخر حياته، حتى فقد الإبصار تماماً، ومكث على هذا الحال حتى تُوفي ليلة الإثنين ثلاثة ذوالقعدة 748 هـ الموافق لـ أربعة فبراير 1348م.

ذكر له ابن شاكر الخطي ترجمة حسنة في كتابه فوات الوفيات.

تصانيفه

  • صنف: التاريخ الكبير؛ ثم الأوسط، المسمى: بالعبر؛ والصغير، المسمى: بدول الإسلام؛ وتاريخه من أجل التواريخ.

وقف الشيخ كمال الدين بن الزملكاني على تاريخ الإسلام له جزءا بعد جزء، إلى حتى أنهاه مطالعة، فنطق: هذا كتاب جليل؛ وتاريخه المذكور: عشرون مجلدا؛

  • سير أعلام النبلاء، 25 مجلداً.
  • المختصر المحتاج إليه.
  • طبقات القراء.
  • طبقات الحفاظ، مجلدين.
  • ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ثلاث مجلدات.
  • العلوللعلي الغفار
  • المثبت في الأسماء والأنساب، مجلد.
  • نبأ الرجال، مجلد.
  • تذهيب التهذيب، مجلد.
  • تجريد أسماء الصحابة، مجلدان.
  • اختصار سنن البيهقي، خمس مجلدات.
  • تنقيح أحاديث التعليق لابن الجوزي.
  • المستحلي اختصار المحلي.
  • المقتنى في الضعفاء.
  • اختصار المستدرك للحاكم، مجلدان.
  • اختصار تاريخ الخطيب، مجلدان.
  • توقيف أهل التوفيق على مناقب الصديق؛ مجلد.
  • نعم السمر في سيرة عمر؛ مجلد.
  • التبيان في مناقب عثمان؛ مجلد.
  • فتح الطالب في أخبار علي بن أبي طالب؛ مجلد.
  • معجم أشياخ المضىي، وهوألف وثلاثمائة شيخ.
  • اختصار كتاب الجهاد لابن عساكر، مجلد.
  • ما بعد الموت، مجلد.
  • كتاب الكبائر
  • هالة البدر في عدد أهل بدر.
  • له في تراجم الأعيان: مصنف لكل واحد منهم، قائم الذات، مثل: الأئمة الأربعة، ومن يجري مجراهم، لكن أدخل الكل في تاريخ النبلاء.


أشعاره

ومن شعره:

إذا قرأ الحديث علي شخص وأخلى موضعا لوفاة مثلي
فما جازى بإحسان لأني أريد حياته ويريد قتلي

وله:

الفهم: نطق الله نطق رسوله إن صح والإجماع فاجهد فيه
وحذار من نصب الخلاف جهالة بين الرسول وبين رأي فقيه

المصادر

  1. ^ الرد الوافر للإمام ابن ناصر الدين الدمشقي ص 31
  2. ^ http://data.bnf.fr/ark:/12148/cb12599458r — تاريخ الاطلاع:عشرة أكتوبر 2015 — الرخصة: رخصة حرة
  3. ^ يقول المضىي في سير أعلام النبلاء (22/377) عن نفسه: «ألبسني خرق التصوف شيخنا المحدث الزاهد ضياء الدين عيسى بن يحيى الأنصاري بالقاهرة، ونطق: ألبسنيها الشيخ شهاب الدين السهروردي بمكة عن عمه أبي النجيب».
  4. ^ الصفدي ، الوافي بالوفيات ، ج 2 ، ص 164 .
  5. ^ تاريخ الإسلام ، تحقيق د. بشار عواد معروف ( بيروت : دار الغرب الإسلامي 2003 م ) ط1، ص 21 .
  6. ^ الصفدي ، الوافي بالوفيات ، جسبعة ، ص 179 .
  7. ^ السبكي: طبقات الشافعية، الجزء التاسع، صفحة 102.
  8. ^ المضىي ، تاريخ الإسلام ، تحقيق د. بشار عواد ، ج 1 ، صخمسة .
  9. ^ المضىي ، تاريخ الإسلام ، تحقيق د. بشار عواد ، ج 1 ، صخمسة -تسعة .
  10. ^ عبد الوهاب السبكي - طبقات الشافعية الكبرى - تحقيق محمود محمد الطناحي وعبد الفتاح محمد الحلو- هجر للطباعة والنشر - القاهرة 1413 هـ / 1992م.
  11. ^ ابن كثير - البداية والنهاية - تحقيق عبد الله عبد المحسن الهجري - هجر للطباعة والنشر - القاهرة - 1418 هـ / 1998م.
  12. ^ بشار عواد معروف - مقدمة تحقيق سير أعلام النبلاء ـ مؤسسة الرسالة ـ بيروت 1412 هـ / 1992م.
  13. ^ عبد الستار الشيخ - كتاب الإمام المضىي - دار القلم - دمشق.
  14. ^ شاكر مصطفى - التاريخ العربي والمؤرخون - دار الفهم للملايين - بيروت - 1993م.
  15. ^ تاريخ الإسلام للإمام شمس الدين محمد بن أحمد المضىي.

انظر أيضًا

  • قائمة أعلام دمشق
  • شرف الدين اليونيني
تاريخ النشر: 2020-06-02 02:04:19
التصنيفات: علماء الرجال, أثريون, أشخاص في القرن 7 هـ, أشخاص في القرن 8 هـ, أشخاص من دمشق, ألقاب شرفية عربية, حقوقيون في القرن 14, دارسو القرن 14, سلفيون سوريون, علماء حديث, علماء حديث من الشام, علماء دين سنة, علماء دين سنة سوريون, كتاب سيرة في القرن 14, مسلمون باحثون عن الإسلام في القرن 14, مواليد 1274, مواليد 673 هـ, مواليد في كفر بطنا, موسوعيون مسلمون, مؤرخون سوريون, مؤرخون في القرن 14, مؤرخون مسلمون, وفيات 1348, وفيات 748 هـ, وفيات في دمشق, مدفونون في مقبرة الباب الصغير, دارسون من مماليك مصر, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P27, صفحات تستخدم خاصية P1050, صفحات تستخدم خاصية P1066, صفحات تستخدم خاصية P802, صفحات تستخدم خاصية P106, صفحات بها مراجع ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P1412, صفحات تستخدم خاصية P101, صفحات تستخدم خاصية P800, صفحات تستخدم قالب:صندوق معلومات شخص مع وسائط غير معروفة, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P213, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P906, صفحات تستخدم خاصية P268, بوابة الدولة المملوكية/مقالات متعلقة, بوابة الإسلام/مقالات متعلقة, بوابة اللغة العربية/مقالات متعلقة, بوابة علوم إسلامية/مقالات متعلقة, بوابة الحديث النبوي/مقالات متعلقة, بوابة التاريخ/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة أدب/مقالات متعلقة, بوابة العالم الإسلامي/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

المغرب يعلن إعادة فتح الحدود البحرية في وجه المسافرين

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-01 21:15:23
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 49%

وزير الخارجية يوجه سفراء مصر بحشد الزخم اللازم لمؤتمر المناخ

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-01 18:26:36
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 51%

دار الإفتاء: غدًا أول أيام شهر رجب لعام 1443 هجريًا

المصدر: الرئيس نيوز - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-01 18:26:36
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 68%

توشيح مسؤولي شركتين مغربيتين بوسامي الاستحقاق الإيفواري

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-01 21:15:26
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 41%

تحويلات مغاربة العالم تتجاوز 93 مليار درهم في 2021

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-01 21:15:27
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 38%

أولهم خاليلوزيتش.. هذه قائمة أعلى 10 مدربين أجراً في إفريقيا

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-01 21:15:28
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 44%

بالصور.. والي الجهة يستقبل سفير إيطاليا لدى المملكة المغربية

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-01 21:15:24
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 40%

الحكومة تعقد مجلسها من أجل كشف حصيلة عمل الحكومة برئاسة عزيز أخنوش

المصدر: زاكورة بريس - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-01 21:15:17
مستوى الصحة: 20% الأهمية: 33%

الحكومة تُعلن عن مجموعة من التدابير للتعامل مع فتح الحدود المغربية

المصدر: زاكورة بريس - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-02-01 21:15:14
مستوى الصحة: 11% الأهمية: 19%

تحميل تطبيق المنصة العربية