زنا المحارم

عودة للموسوعة
كان كارلوس الثاني ملك إسبانيا مصاباً بإعاقة جسدية ونفسية نتيجة قرون من زواج الأقارب في آل هابسبورغ والتي أدت لولادته

زنا المحارم كما يُعهد باسم سفاح القربى (بالإنجليزية: incest)‏ هوأي نشاط جنسي بين شخصين من نفس العائلة أوشخصان تربطهما صلة عائلية قريبة. فأي نشاط جنسي بين شخصين تربطهما قرابة تمنع العلاقة الجنسية بينهما طبقا لمعايير ثقافية أودينية، وعلى هذا تعتبر العلاقة بين زوج الأم وابنة زوجته علاقة محرمة على الرغم من عدم وجود رابطة دم بينهما، كما قد تُعتبر العلاقة الجنسية بين شخصين من نفس القبيلة زنا محارم إذا ما اعتبرتها الأعراف التقليدية الخاصة بتلك القبيلة كذلك.

كانت هذه الممارسة شائعة لدرجة كبيرة بين الأسر الملكية القديمة، كالفراعنة في مصر القديمة، للحفاظ على نقاء الدم في السلالة الحاكمة.

أنماط زنا المحارم

الرسم يوضح عدد من المربعات فيها ترتيب الى قرابة الشخص لذويه.

وأكثر الأنماط شيوعا هوعلاقة الأب بابنته حيث تشكل 75% من الحالات التي تم الإبلاغ عنها. ومن الأنماط الأخرى:

  • النمط المرتبط بالظروف

وهويحدث بين أخ وأخت ينامان في سرير واحد أوفي غرفة واحدة فيقتربان جسديا أكثر من اللازم، وخاصة في فترة ما قبل البلوغ والبلوغ.

  • النمط المصحوب باضطراب سقمى شديد

كأنقد يكون أحد الطرفين سيكوباتيا أويتعاطى الكحوليات أومصابا بالفصام أوأي اضطرابات ذهانية أخرى.

  • النمط الناتج عن تعشق الأطفال

أوالغلمان.(Pedophilia)

  • النمط الناتج عن نموذج أبوي مضطرب

حيث يشاهد الولد أباه يعمل ذلك أويعهد أنه يعمله فيتقمصه أويقلده.

  • النمط الناتج عن اضطراب العلاقة الزوجية

حيث ترفض الزوجة العلاقة الجنسية فيبحث عنها الزوج في غير محلها (لدى أحد المحارم).

  • النمط الناتج عن الاضطراب السقمي الشديد في العلاقات الأسرية

بحيث تصبح هذه العلاقات ممزقة بما لا يعطى الإحساس بأي حرمة في أي علاقة.

وقد عثر حتى ثلث من سقط عليهم اعتداءات جنسية كانوا تحت سن التاسعة من عمرهم، وأن أكثر الحالات قد تم رصدها كانت في الأماكن الأكثر ازدحاما والأكثر فقرا والأدنى في المستويات الاجتماعية، وهذه الزيادة من الممكن تكون حقيقية بسبب التلاصق الجسدى في هذه البيئات المزدحمة أوتكون بسبب وجود هذه الفئات تحت مجهر الهيئات الاجتماعية والبحثية أكثر من البيئات الأغنى أوالطبقات الاجتماعية الأعلى والتي يمكن حتى يحدث فيها زنا محارم في صمت وبعيدا عن رصد الجهات القانونية والبحثية.

المهم حتى هناك عوامل اجتماعية وعوامل نفسية وعوامل بيولوجية تلعب دورا في كسر حاجز التحريم الجنسى فينفلت هذا النشاط ويتجه اتجاهات غير مقبولة دينيا أوثقافيا. فزنا المحارم يرتبط بشكل واضح بإدمان الكحول والمخدرات، والتكدس السكانى، والأسر المعزولة عن المجتمع (أوذات العلاقات الداخلية بشكل واضح), والأشخاص المضطربين نفسيا أوالمتخلفين عقليا.

والمبادرة غالبا ما تأتى من ذكور أكبر سنا تجاه أطفال (ذكور أوإناث) ومن هنا يحدث تداخل بين زنا المحارم وبين الاغتصاب (المواقعة الجنسية ضد رغبة الضحية), وإن كان هذا لا يمنع من وجود إغواء من الإناث أوالأطفال أحيانا.

ويمكن رصد ثلاث أنماط أساسية في حالات زنا المحارم بناء على المشاعر الناتجة عن هذا السلوك كما يلي:

  • النمط الغاضب

حيث تكون هناك مشاعر غضب من الضحية تجاه الجاني، وهذا يحدث حين تكون الضحية قد أجبرت تماما على هذا العمل دون حتىقد يكون لديها أى قدرة على الاختيار أوالمقاومة أوالرفض، ومن هنا تحمل الضحية مشاعر الغضب والرغبة في الانتقام من الجانى. وربما يعمم الغضب تجاه جميع أفراد جنس الجانى، ولذلك تفشل في علاقتها بزوجها وتنفر من العلاقة الجنسية ومن جميع ما يحيط بها، وتصاب بحالة من البرود الجنسى من الممكن تحاول تجاوزها أوالخروج منها بالانغماس في علاقات جنسية متعددة، أوأنها تتفهم حتى السيطرة على الرجال تتم من خلال هذا الأمر فتصبح العلاقة الجنسية برجل نوع من سلبه قوته وقدرته، بل والسيطرة عليه وسلب أمواله. وقد تبين من الدراسات حتى 37% من البغايا كنّ فريسة لزنا المحارم، وهذا يوضح العلاقة بين هذا وذاك

  • النمط الحزين

وفي هذه الحالة نجد حتى الضحية تشعر بأنها مسئولة عما حدث، إما بتهيئتها له أوعدم رفضها، أوعدم إبداء المقاومة المطلوبة، أوأنها حاولت الاستفادة من هذا الوضع بالحصول على الهدايا والأموال أوبأن تتبوأ مكانة خاصة في الأسرة باستحواذها على الأب أوالأخ الأكبر، وهنا تشعر بالذنب ويتوجه عدوانها نحوذاتها، وربما تقوم بمحاولات لإيذاء الذات كأن تحدث جروحا أوخدوشا في أماكن مختلفة من جسدها، أوتحاول الانتحار من وقت لآخر أوتتمنى الموت على الأقل، وتكون لديها كراهية شديدة لنفسها.

  • النمط المختلط

وفيه تختلط مشاعر الحزن بالغضب.

الانتشار

وقد تبين هذا بشكل أكثر دقة في البحث الذي أجراه معهد Unicri، ومقره في روما عن ضحايا الجريمة وضم 36 دولة منها دول عربية والذي نشر ملخص له في التقرير الدولي الذي أصدره المعهد عام 1991، حيث تم إجراء لقاءات مع إناث تمثل جميع منهن أسرة، تبين من الإجابات حتى 10% من العينة الكلية تعرضن لزنا المحارم. وإن كان هذا يستحق بحثا فهميا مدققا. وربما يقول قائل بأن النسبة من الممكن تزيد عن ذلك حيث حتى كثير من الحالات تتردد في الإفصاح عما حدث، وهذا سليم، ولذلك يستلزم الأمر الحذر حين نتحدث عن نسب وأرقام تخص مسألة مثل زنا المحارم في مجتمعاتنا على وجه الخصوص، ومع هذا تظل النسب التقديرية مفيدة لتقريب حجم الظاهرة من أذهاننا بشكل نسبى يجعلنا نتعامل معها بما تستحقه من اهتمام

العوامل المساعدة

  • عوامل أخلاقية

ضعف النظام الأخلاقي داخل الأسرة، أوبلغة فهم النفس ضعف الأنا الأعلى (الضمير) لدى بعض أفراد الأسرة أوكلهم. إضافة إلى اعتيادهم التفاعل الجسدى في معاملاتهم اليومية بشكل زائد عن المعتاد، مع غياب الحدود والحواجز بين الجنسين، وغياب الخصوصيات واقتحام الغرف المغلقة بلا استئذان. وفي هذه الأسر نجد حتى هناك ضعفا في السلطة الوالدية لدى الأب أوالأم أوكليهما، وهذا يؤدي إلى انهيار سلطة الضبط والربط وانهيار القانون الأسرى بشكل عام.

  • عوامل اقتصادية

مثل الفقر وتكدس الأسرة في غرفة واحدة أوفي مساحة ضيقة مما يجعل العلاقات الجنسية بين الوالدين تتم على مسمع وأحيانا على مرأى من الأبناء والبنات، إضافة إلى ما يشيعه الفقر من حرمان من الكثير من الاحتياجات الأساسية والتي من الممكن يتم تعويضها جنسيا داخل إطار الأسرة. ويصاحب الفقر حالة من البطالة وتأخر سن الزواج، والشعور بالتعاسة والشقاء مما يجعل التمسك بالقوانين الأخلاقية في أضعف الحالات. وإذا عهدنا – من خلال تقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء – حتى 30% من الأسر في مصر تقيم في غرفة واحدة بمتوسط عدد أفراد سبعة، فإن لنا حتى نتصور ما يمكن حتى يحدث بين هؤلاء الأفراد والذين يوجد فيهم الذكور كما توجد الإناث.

  • عوامل نفسية

كأنقد يكون أحد أفراد الأسرة يعاني من سقم نفسي مثل الفصام أوالهوس أواضطراب الشخصية، أوالتخلف العقلي، أوإصابة عضوية بالمخ.

  • الإعلام : وما يبثه ليل نهار من مواد تشعل الإثارة الجنسية في مجتمع يعاني من الحرمان على مستويات متعددة.
  • الإدمان : يعد تعاطي الكحوليات والمخدرات من أقوى العوامل المؤدية إلى زنا المحارم حيث تؤدي هذه المواد إلى حالة من اضطراب الوعي واضطراب الميزان القيمي والأخلاقي لدرجة يسهل معها انتهاك جميع الحرمات.
  • الإنترنت (بشكل خاص): ووجود المواقع الاباحية تحت استخدام القصر والبالغين بدون حدود واضحة مما يسبب تولد صورة ذهنية عن جنس الفتاة يختلف عن التصرف الطبيعي.

الآثار النفسية والاجتماعية

حاول باحثان هما آدم ونيل (1967) حتى يدرسا هذا الأمر من الناحية البيولوجية البحتة فقاما بتتبع حالة 18 طفلا كانوا ثمرة زواج محارم فوجدا حتى خمسة منهم قد ماتوا، وخمسة آخرين يعانون من تخلف عقلي وواحد مصاب بانشقاق في الشفة وسقف الحلق، وهي نسبة مفزعة خاصة إذا عهدنا حتى العيوب الخلقية في عامة الأسوياء حوالي 2% وأغلبها تكون عيوب غير إشارة.

لذلك خلص هذان الباحثان إلى حتى زنا المحارم لوانتشر فإنه يمكن حتى يؤدى إلى انتهاء الوجود البشرى من أساسه، وربماقد يكون هذا جزء من الحكمة من التحريم الديني والتجريم القانوني والوصم الاجتماعي.

  1. تداخل الأدوار واضطرابها كما ذكرنا آنفا مع ما ينتج عن ذلك من مشاعر سلبية مدمرة لكل العلاقات الأسرية كالغيرة والصراع والكراهية والاحتقار والغضب.. ولنا حتى نتخيل فتاة صغيرة تتسقط الحب البرئ والمداعبة الرقيقة الصافية من الأب أوالأخ الأكبر أوالعم أوالخال أوغيرهم، فحين تحدث الممارسات الجنسية فإنها تقابل أمرا غير مألوف يصيبها بالخوف والشك والحيرة والارتباك، ويهز في نفسها الثوابت، ويجعلها تنظر إلى نفسها وإلى غيرها نظرة شك وكراهية، ويساورها نحوالجانى مشاعر متناقضة تجعلها تتمزق من داخلها، فهي من ناحية تحبه كأب أوأخ أوخال أوعم، وهذا حب فطرى نشأت عليه، ومن ناحية أخرى تكتشف إذا آجلا أوعاجلا أنه يعمل شيئا غريبا أومخجلا أومشينا خاصة إذا طلب منها عدم الإفصاح عما وقع أوهددها بالضرب أوالقتل إذا هي تحدثت. وهذه المشاعر كثيرا ما تتطور إلى حالة من الكآبة والعزلة والعدوان تجاه الذات وتجاه الآخر (الجانى وغيره من الرجال)، وربما تحاول الضحية حتى تخفف من إحساسها بالخجل والعار باستخدام المخدرات أوالانغماس في ممارسات جنسية مشاعية مبالغة في الانتقام من نفسها ومن الجانى (وذلك بتلويث سمعته خاصة إذا كان أبا أوأخا أكبر).
  2. اهتزاز الثوابت : بمعنى اهتزاز معانى الأبوة والأمومة والبنوة والأخوة والعمومة والخؤلة، تلك المعانى التي تشكل الوعى الإنسانى السليم وتشكل الوجدان السليم
  3. صعوبة إقامة علاقات عاطفية أوجنسية سوية حيث تظل ذكرى العلاقة غير السوية وامتداداتها مؤثرة على إدراك المثيرات العاطفية والجنسية، بمعنى أنهقد يكون لدى الضحية (بالذات) مشاعر سلبية (في الأغلب) أومتناقضة (في بعض الأحيان) تجاه الموضوعات العاطفية والجنسية، وهذا يجعل أمر إقامة علاقة بآخر خارج دائرة التحريم أمرا محوطا بالشكوك والصعوبات. أويظل طرفا العلاقة المحرمة أسرى لتلك العلاقة فلا يفكرا أصلا في علاقات صحية بديلة.
  4. اضطراب التكيف: حيث تضطرب صورة العلاقة بين الشخصين وتتشوه فتبتعد عن تلك العلاقة بين الأخ وأخته أوبين الأب وابنته وتستبدل بعلاقات يشوبها التناقض والتقلب وتهجر في النفس جروحا عميقة. إضافة إلى ذلك فإن كلا الطرفين المتورطين يجدان صعوبة في إقامة علاقات زوجية طبيعية مع غيرهما نظرا لتشوه نماذج العلاقات. ولا يقتصر اضطراب التكيف على العلاقات العاطفية أوالجنسية فقط وإنما يحدث اضطراب يضم الكثير من جوانب الحياة للطرفين.
  5. الشعور بالذنب وبالعار والخجل مما يمكن حتى يؤدى إلى حالات من الاكتئاب الشديد الذي من الممكنقد يكون من مضاعفاته محاولة الانتحار.
  6. فقد البكارة أوحدوث حمل مما ينتج عنه مشكلات أخلاقية أواجتماعية أوقانونية خطيرة.
  7. كثيرا ما يتورط أحد الطرفين أوكليهما بعد ذلك في ممارسة الجنس بشكل مشاعي فتتجه الفتاة التي انتهكت حرمتها مثلا إلى ممارسة البغاء.

الوقاية

إذا كانت الوقاية مهمة في جميع المشكلات والأمراض فإنها هنا تحظى بأهمية استثنائية، حيث حتى وقوع زنا المحارم يفترض أن يهجر آثارا من الممكن يصعب تماما معالجتها، لذلك يصبح من الضرورى بمكان وضع الوسائل الوقائية التالية في الاعتبار :

  1. الاهتمام بالمجموعات الهشة : مثل الأماكن المزدحمة والفقيرة والمحرومة، خاصة في حالة وجود تكدس سكانى، أوأشخاص مضطربين نفسيا أومدمنى خمر أومخدرات. والاهتمام هنا يعنى اكتشاف عوامل الخطورة والعمل على معالجتها بشكل فعّال.
  2. إشباع الاحتياجات : خاصة الاحتياجات الأساسية من مسكن ومأكل وملبس واحتياجات جنسية مشروعة، حيث حتى المحرومين من إشباع احتياجاتهم(خاصة الجنسية) يشكلون مصادر خطر في الأسرة والمجتمع، وهذا يجعلنا نأخذ خطوات جادة لتشجيع الزواج على جميع المستويات بحيث نقلل – قدر الإمكان – عدد الرجال والنساء الذين يعيشون تحت ضغط الحرمان لسنوات طويلة كما هوالحال الآن. وطبقا للبيان الصادر عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فإن حوالي تسعة ملايين مواطن تجاوزوا الخامسة والثلاثين دون حتى يتزوجوا منهم حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون أنثى والباقى ذكور، فلنا حتى نتصور مايمكن حتى يحدث نتيجة لهذا الوضع غير الطبيعى حيث أنهم قضوا نيفا وعشرين عاما منذ حتى دخلوا فترة البلوغ التي يبدأ فيها إحساس الإنسان بحاجة جديدة هي الجنس دون حتى تتاح لهم الفرصة للحصول على الإشباع المشروع أى عن طريق الزواج. والمشكلة تتضاعف إذا عهدنا حتى في مصر خمسة ملايين إنسان يعانون من البطالة، وهؤلاء العاطلون المحرومون من الزواج يتعرضون ليل نهار لمثيرات جنسية عنيفة في البيت والشارع ووسائل الإعلام، وهم في نفس الوقت يفتقدون الحاجز الأخلاقى الذي يمنعهم من تجاوز الحدود الدينية والأخلاقية.
  3. مراعاة الآداب العامة داخل الأسرة : مثل الاستئذان قبل الدخول، ومراعاة الخصوصيات في الغرف المغلقة، والتفرقة بين الأولاد والبنات في النوم، وعدم ظهور الأم أوالبنات بملابس كاشفة أوخليعة تظهر مفاتن الجسد أمام المحارم، والتزام قدر معقول من التعامل المحترم بعيدا عن الابتذال والتساهل. كما يجب تجنب المداعبات الجسدية بين الذكور والإناث في الأسرة.
  4. تقليل عوامل الإثارة : من تبرج في البيوت أوالشوارع، ومن مواد إعلامية على الفضائيات أوقنوات أومواقع إباحية تثير الغرائز وتخفض حاجز الحياء وتغتال حدود التحريم.

العلاج

الإفصاح : إذا أول وأهم خطوة في علاج زنا المحارم هي تشجيع الضحية على الإفصاح وذلك من خلال علاقة علاجية مطمئنة ومدعمة من طبيب نفسى أوأخصائى نفسى أواجتماعى. وقد عثر حتى الإفصاح عن تلك العلاقة يؤدى في أغلب الحالات إلى توقفها تماما لأن الشخص المعتدى يرتدع خوفا من الفضيحة أوالعقاب، إضافة إلى ما يتيحه الإفصاح من إجراءات حماية للضحية على مستويات أسرية ومهنية وقانونية. وعلى الرغم من أهمية الإفصاح إلا حتى هناك صعوبات تحول دون حدوثه أوتؤخره ومنها الخوف من العقاب أوالفضيحة، أوالإنكار على مستوى أفراد الأسرة، ولذلك يجب على المعالج حتى يفتح الطريق وأن يساعد على هذه المستوى دون حتى يوحى للضحية بأشياء من تخيلاته أوتسقطاته الشخصية، وربما يستدعى الأمر (بل غالبا ما يستدعى) تقديم اسئلة مباشرة ومتدرجة تكشف مدى العلاقة بين الضحية والمعتدى في حالة وجود شبهات أوقرائن على ذلك. وتتفاقم المشاكل النفسية التي تصيب الضحية بسبب عدم قدرتها على البوح بهذا الأمر، فتكتم جميع الأفكار والمشاعر بداخلها وتنكمش على نفسها، ومن هناقد يكون العلاج بإعطاء الفرصة لها للحديث عن جميع ما بداخلها مع تدعيمها ومساندتها وطمأنتها أثناء استعادة تلك الخبرات الصادمة ثم محاولة إعادة البناء النفسى من حديث بعد تجاوز هذه الأزمة. الحماية للضحية : بمجرد إفصاح الضحية بموضوع زنا المحارم أوانتهاك العرض يصبح على المعالج تهيئة جوآمن لها لحمايتها من تكرار الاعتداءات الجنسية أوالجسدية أوالنفسية، ويمكن حتى يتم هذا بالتعاون مع بعض أفراد الأسرة الأسوياء، وإن لم يكن هذا متاحا فيكون من خلال الجهات الحكومية المتاحة. وقد يستدعى الأمر عزل الضحية في مكان آمن (دار رعاية أومؤسسة صحية أواجتماعية) لحين درس أحوال الأسرة ومعالجة ما بها من خلل ومراجعة قدرة الوالدين على حماية أبنائهما، وفي حالة استحالة تحقيق هذه الأهداف يحتاج الضحية لتهيئة مكان إقامة آمن لدى أحد الأقارب أولدى أى مؤسسة حكومية أوخيرية. وفي حالات أخرى يعزل الجانى بعيدا عن الأسرة خاصة عند الخوف من تكرار اعتداءاته على أفراد آخرين داخل الأسرة، أوإذا كان مصابا بسقم يستدعى العلاج. وبعد الإطمئنان على سلامة وأمن الضحية علينا بذل الجهد في محاولة فهم ما إذا كان بعض أفراد الأسرة الآخرين قد تعرضوا لأى تحرشات أوممارسات جنسية. العلاج النفسى الفردى : ويقدم للضحية لمداواة المشاكل والجراح التي لحقت بها من جراء الاعتداءات الجنسية التي حدثت. ويبدأ العلاج بالتنفيس ثم الاستبصار ثم القرار بالتغيير ثم التطبيق، وكل هذا يحدث في وجود دعم من المعالج وفي وجود علاقة صحية تعيد فيها الضحية رؤيتها لنفسها ثم للآخرين (خاصة الكبار) من منظور أكثر صحة تعدل من خلاله رؤيتها المشوهة التي تشكلت إبان علاقتها بالمعتدى. والمعالج يحتاج لأن يساعد الضحية في التعبير عن مشاعرها السلبية مثل الغضب وكراهية الذات والاكتئاب والشعور بالذنب وغيرها من المشاعر المتراكمة كخطوة للتخلص منها أوإعادة النظر فيها برؤية أكثر إيجابية. وكثير من الضحايا يصبحن غير قادرين على إقامة علاقات عاطفية أوجنسية سوية فيما بعد نظرا لإحاطة تلك الموضوعات بذكريات أليمة أومشاعر متناقضة أومحرمة فيصلون في النهاية إلى حالة من كراهية العلاقات الجنسية مما يؤدى إلى فشلهن المتكرر في الزواج، وهذا كله يحتاج للمناقشة والتعامل معه أثناء الجلسات العلاجية. وربما يحتاج المعتدى أيضا إلى مثل هذا العلاج خاصة إذا كان لديه اضطراب نفسى أواضطراب في الشخصية أواحتياجات غير مشبعة أوكان ضحية للإغواء من جانب الضحية الوالدين : يتم تقييم حالة الوالدين نفسيا واجتماعيا بواسطة فريق متخصص وذلك للوقوف على مدى قدرتهم على القيام بمهامهم الوالدية، وفي حالة وجود خلل في هذا الأمر يتم إخضاعهم لبرنامج تأهيلى حتىقد يكونوا قادرين على القيام بواجباتهم نحوأطفالهم، وفي حالة تعذر الوصول إلى هذا الهدف يقوم طرف ثالث بدور الرعاية للأطفال حتى لاقد يكونوا ضحايا لاضطرابات والديهم. العلاج الأسرى : بما حتى زنا المحارم يؤدى إلى اضطراب الأدوار والعلاقات داخل الأسرة لذلك يستوجب الأمر إعادة جوالأمان والطمأنينة وإعادة ترسيم الحدود وترتيب الأدوار والعلاقات مع مداواة الجراح التي نشأت جراء تلك العلاقة المحرمة، وهذا يستدعى جلسات علاج عائلى متكررة يساعد فيها المعالج أفراد الأسرة على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وصراعاتهم وصعوباتهم، ثم يساعدهم على محاولة إعادة التكيف مرة أخرى على مستويات أفضل. وربما يحتاج المعالج لأن يقوم بدور الأنا الأعلى (الضمير) لهذه الأسرة خاصة إذا كانت القيم مهتزة أوغامضة أوضعيفة لدى هذه الأسرة، ويستمر هذا الدور إلى حتى ينموالجهاز القيمى داخل الأسرة من خلال توحدهم مع المعالج وقيمه، ويكون المعالج هنا رمزا للأبوة الصالحة أوالأمومة الرشيدة إلى حتى يتعافى أحد أفراد الأسرة ويأخذ هذا الدور من المعالج ليحمى بقية الأسرة من السقوط.

العلاج الدوائى : ويقدم للحالات المصابة باضطرابات نفسية كالقلق أوالاكتئاب أوالإدمان أوالفصام أوالهوس. وهذا العلاج يمكن حتى يوجه نحوالضحية أونحوالمعتدى حسب حاجة جميع منهما. النظر في احتياجات أفراد الأسرة وكيفية إشباعها بطرق سليمة : فوجود أفراد في الأسرة يعانون من حرمان جنسى لفترات طويلة وليست لديهم علاقات أونشاطات كافية تستوعب طاقتهم يعتبر عامل خطورة يمكن حتى يؤدى إلى مشكلات جنسية داخل الأسرة، ومن هنا يأتي التشجيع على الزواج لأفراد الأسرة غير المتزوجين، أوإصلاح العلاقة بين الزوجين المبتعدين عن بعضهما لسنوات (حيث لوحظ زيادة احتمالات تورط الزوج المحروم جنسيا من زوجته في علاقات زنا المحارم)، أوفتح آفاق لعلاقات اجتماعية ناجحة وممتدة خارج نطاق الأسرة أوتوجيه الطاقة نحونجاحات عملية أوهوايات مشبعة.

انظر أيضا

  • زواج الأقارب
  • زنا المحارم العرضي

مراجع

  1. ^ "Incest". Oxford University Press. 2013. مؤرشف من الأصل في 07 مارس 2016. اطلع عليه بتاريخ 27 أغسطس 2013.
  2. ^ "Incest". Rape, Abuse & Incest National Network (RAINN). 2009. مؤرشف من الأصل في 03 أبريل 2016. اطلع عليه بتاريخ 27 أغسطس 2013.
  3. ^ Maurice Godelier, Métamorphoses de la parenté, 2004
  4. ^ "New Left Review - Jack Goody: The Labyrinth of Kinship". مؤرشف من الأصل في ثلاثة مايو2019. اطلع عليه بتاريخ 24 يوليو2007.
  5. ^ أحمد المجدوب 2003، زنا المحارم، مخطة مدبولى، ص 169, 170

وصلات خارجية

  • زنا المحارم على مشروع الدليل المفتوح
  • باتريشا مكليندون - "زنا المحارم / الاعتداء الجنسي على الأطفال" (بالإنجليزية)
تاريخ النشر: 2020-06-02 02:41:50
التصنيفات: زنا المحارم, جرائم جنسية, قانون الأسرة, مقالات تحتوي نصا بالإنجليزية, جميع المقالات التي بها عبارات بحاجة لمصادر, مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر منذ أبريل 2019, قالب تصنيف كومنز بوصلة كما في ويكي بيانات, Articles with DMOZ links, صفحات بوصلات خارجية بالإنجليزية, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, بوابة القانون/مقالات متعلقة, بوابة علم الجنس/مقالات متعلقة, بوابة علم الاجتماع/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ريال مدريد يبدأ عام 2022 بهزيمة مريرة أمام خيتافي (فيديو)

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-02 16:15:11
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 88%

عملية التلقيح ضد كوفيد-19 تتواصل في ظل ظروف ملائمة بمراكش

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-02 16:10:37
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 42%

ليونيل ميسي و3 لاعبين في باريس سان جيرمان يصابون بفيروس كورونا

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-02 16:14:21
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 97%

روحاني: حاولت إنقاذ إيران بإبرام الاتفاق النووي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-02 16:17:20
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 88%

السعودية.. تسجيل أرقام قياسية في عدد الإصابات بكورونا في 3 مدن

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-02 16:14:53
مستوى الصحة: 97% الأهمية: 87%

حريق يلتهم أزيد من 400 شجرة بواحة تمنار ضواحي طاطا

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-02 16:10:35
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 40%

مصر وليبيا تمنعان السفر بالجواز الأخضر

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-02 16:14:52
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 95%

واتفورد يرد على الاتحاد السنغالي بشأن "سار"

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-02 16:18:07
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 96%

ريال مدريد يستهل العام الجديد بخسارة مفاجئة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-02 16:18:04
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 94%

"القائمة العربية الموحدة" تصوت ضد افتتاح قنصلية أمريكية في القدس

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-02 16:14:51
مستوى الصحة: 98% الأهمية: 88%

مؤشر S&P500 حقق خلال العام الماضي 70 إغلاقًا قياسيًا | آخر الأخبار

المصدر: CNBC عربية - الإمارات التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-02 16:19:43
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 80%

كلمة أشعلت معركة.. نواب الأردن يضيفون "الأردنيات" للدستور

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-01-02 16:16:06
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 89%

تحميل تطبيق المنصة العربية