الظاهر بيبرس

عودة للموسوعة

الملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البُنْدُقْدارِي الصالحي النجمي لقب بـأبي الفتوح. سلطان مصر والشام ورابع سلاطين الدولة المملوكية ومؤسسها الحقيقي، بدأ مملوكاً يباع في أسواق بغداد والشام وانتهى به الأمر أحد أعظم السلاطين في العصر الإسلامي الوسيط. لقّبه الملك الصالح أيوب في دمشق بـ"ركن الدين"، وبعد وصوله للحكم لقب نفسه بالملك الظاهر. ولد بيبرس نحوعام 620 هـ / 1223م، حقق خلال حياته الكثير من الفوزات ضد الصليبيين وخانات المغول ابتداءً من معركة المنصورة سنة 1250 ومعركة عين جالوت انتهاءً بمعركة الأبلستين ضد المغول سنة 1277. وقد قضى أثناء حكمه على الحشاشين واستولى أيضا على إمارة أنطاكية الصليبية.

حكم بيبرس مصر بعد رجوعه من معركة عين جالوت واغتيال السلطان سيف الدين قطز من سنة 1260 حيث خطب له بالمساجد يوم الجمعةستة ذي الحجة 658 هـ / 11 نوفمبر 1260 م وتوفي يوم الخميس 27 محرم 676 هـ / 2 مايو1277 م (عمر 54 سنة) بعد رجوعه من معركة الأبلستين ضد خانات المغول سنة 1277. أحيا خلال حكمه الخلافة العباسية في القاهرة بعد ما قضى عليها المغول في بغداد، وأنشأ نظُماً إداريةً جديدة في الدولة. اشتهر بيبرس بذكائه العسكري والدبلوماسي، وكان له دور كبير في تغيير الخريطة السياسية والعسكرية في منطقة البحر المتوسط.

أصله ونشأته

الأسد شعار الظاهر بيبرس ويظهر أيضا على ظهر عملة من العملات

مختلف في أصله، فبينما تذكر جميع المصادر العربية والمملوكية الأصلية أنه هجري من القبجاق (كازاخستان حالياً) ومسماه بيبرس اسم هجري مؤلف من "بي" أي أمير و"برس" أي فهد، فإن بعض الباحثين المسلمين في العصر الحديث يشيرون إلى حتى مؤرخي العصر المملوكي من عرب ومماليك كانوا يعتبرون الشركس من الهجر، وأنهم كانوا ينسبون أي رقيق مجلوب من مناطق القوقاز والقرم للقبجاق، وذكر المقريزي بأنه وصل حماة مع تاجر وبيع على الملك المنصور محمد حاكم حماة لكنه لم يعجبه فأرجعه ومضى التاجر به إلى سوق الرقيق بدمشق وهوفي الرابعة عشر من عمره، وباعه هناك بثمانمئة درهم، لكن الذي اشتراه أرجعه للتاجر لعيب خلقي كان في إحدى عينيه (مياه بيضاء)، فاشتراه الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري (صاحب الخانقاه في بركة الفيل بالسيدة زينب)؛ وبه سمي البندقداري. ثم انتقل بعد مصادرة ممتلكات سيده علاء الدين أيدكين إلى خدمة السلطان الأيوبي الملك الصالح نجم الدين أيوب بالقاهرة. ثم أعتقه الملك الصالح ومنحه الإمارة فصار أميراً. كان بيبرس ضخماً طويلاً ذا شخصية قوية، وصوته جهوري وعيناه زرقاوان، ويوجد بإحدى عينيه نقطة بيضاء، وقد يحدث سبب زرقة عينيه حتى أصله كان مختلطاً. كان شعار دولته "الأسد" وقد نقش صورته على الدراهم.

بزوغه

معركة المنصورة

برز بيبرس عندما قاد جيشَ المماليك في معركة المنصورة ضد الصليبيين في رمضان من عام 647 هـ / 1249 م. فقد شن الفرنجة هجوماً مباغتاً على الجيش المصري مما تسبب بمقتل قائد الجيش "فخر الدين بن الشيخ" وارتبك الجيش وكادت حتى تكون كسرة إلا حتى خطة معركة أو"مصيدة المنصورة" التي رتبها بيبرس، القائد الجديد للمماليك الصالحية أوالبحرية وبموافقة شجرة الدر التي كانت الحاكمة العملية لمصر في تلك الفترة بعد موت زوجها سلطان مصر الصالح أيوب. فقاد الهجوم المعاكس في تلك المعركة ضد الفرنج، وتسبب بنكبتهم الكبرى في المنصورة. التي أسر فيها الملك الفرنسي لويس التاسع وحبسه في دار ابن لقمان.

توران شاه

بعد وفاة السلطان الصالح أيوب استدعت شجرة الدر ابنه توران شاه من حصن كيفا، ونصبته سلطاناً على مصر ليقود الجيش المصري ضد القوات الصليبية الغازية. لكن ما إذا انتهت الحرب، حتى بدأ توران شاه بمضايقة شجرة الدر وظل يطالبها برد أموال ومجوهرات والده، وفي نفس الوقت توعد وهدد مماليك أبيه واستبعدهم من المناصب ووضع مكانهم أصحابه الذين أتوا معه من حصن كيفا. مما حدا بالمماليك الإسراع في قتله قبل خروج الفرنج من دمياط، فقُتل بمشاركة بيبرس وفارس الدين أقطاي في فارسكور.

وبعد مقتل توران شاه نصب المماليك شجرَةَ الدر سلطانةً باعتبارها أرملة السلطان الصالح أيوب، أما ابنه خليل فقد توفي صغيراً، وطلبوا من الأمراء الأيوبيين في الشام الاعتراف بسلطنتها. فرفض أيّوبيّوالشام هذا التنصيب، لأن ذلك معناه نهاية دولتهم في مصر، وأيضا لم يوافق الخليفة العباسي المستعصم بالله في بغداد الذي اعترض على ولاية امرأة. فتسلم السلطنة عز الدين أيبك الذي تزوجها لكي يتمكن من الحكم. ولكن الأيوبيين لم يوافقوا على ذلك وأوفد جيش إلى مصر بقيادة صاحب حلب ودمشق الناصر يوسف لاحتلالها وتحريرها من المماليك، ولكنهم هُزموا أمام المماليك، وفرّوا هاربين إلى الشام مما مكن المماليك من تثبيت حكمهم في مصر.

صراع المماليك

بعد استتباب الأمر للمماليك في حكم مصر بقيادة السلطان أيبك، بدأ أمر أقطاي يستفحل، وأحس السلطان عز الدين أيبك بزيادة نفوذه، خاصة بعدما طلب من أيبك حتى يفرد له مكاناً في قلعة الجبل، ليسكن به مع عروسه، فقرر قتله بالتعاون مع مملوكه سيف الدين قطز والمماليك المعزية، فاستدرجه إلى قلعة الجبل واغتاله وألقى برأسه إلى المماليك البحرية الذين تجمعوا تحت القلعة مطالبين بالإفراج عنه وكان ذلك سنة 652 هـ / 1254م. ففر المماليك البحرية من مصر إلى سوريا والكرك وسلطنة الروم السلاجقة وأماكن أخرى، وكان في مقدمتهم بيبرس وقلاوون الألفي وبلبان الرشيدي وسنقر الأشقر الذين فرّوا إلى دمشق.

صورة جوية لقلعة الحصن

فرح الناصر يوسف بما حصل ورحب بهم، وحاول حتى يستخدمهم ضد أيبك. استمرت العداوة بين الناصر يوسف وأيبك فأوفد الناصر يوسف جيشه للهجوم على مصر بمساعدة المماليك البحرية الذين معه في هذه المرة، ولكن ما إذا وصل حدود مصر حتى اضطر إلى حتى ينسحب ويوافق على شروط أيبك التي كان من ضمنها إبعاد البحرية عن سوريا فرحلوا إلى الكرك. فأستقبلهم صاحب الكرك المغيث عمر أحسن استقبال، وفرق فيهم الأموال، وحاول الهجوم على مصر بدعم المماليك البحرية ولكنه مني بهزيمة أمام أيبك وكرَّ راجعا وكان ذلك سنة 656 هـ / 1258 م. وأثناء عودة المماليك منهزمين من مصر هاجموا غزة التي تعد تابعة للناصر يوسف، فهزموا الحامية التي بها وأسروا آمرها، فقوي أمرهم.

وفي أثناء تحرك البحرية في جنوب الشام، صادفوا في غور الأردن فرقة الشهرزورية، التي فرت من العراق تحت ضغط التتار، فاتفقوا معهم وتزوج بيبرس امرأة منهم لتوثيق الاتفاق بالمصاهرة. مما حرك المخاوف عند الناصر منهم، فحرك عساكره إليهم، فهزم البحريةُ عسكرَ الشام، فركب الناصر بنفسه وبكل جيشه، ففرت البحرية إلى الكرك والشهرزورية إلى مصر. فتابع تحركه نحوالكرك وحاصرها، فأراد المغيث حل القضية سلمياً مع الناصر، فوافق الناصر على شرط تسليمه المماليك، وفي أثناء الحصار شعر بخطورة الموقف أحد مقدمي البحرية، وربما أذكاهم وأكثرهم أهلية للقيادة -وكان هوالظاهر بيبرس- الذي يعهد بدقة أين يجب حتىقد يكون في جميع ظرف، فتسلل من قلعة الكرك ولجأ إلى الناصر يوسف الذي استقبله وعفا عنه. أما باقي المماليك فقد استلمهم الناصر من المغيث وأودعهم سجن قلعة حلب، وبقوا فيها حتى احتل التتار حلب وأخذوهم منها.

انتهت الخلافات بين الطاهر يوسف وأيبك على إثر وساطة قام بها ابن العلقمي وزير الخليفة المستعصم بالله، ونص الاتفاق على حتى تسحب فلسطين من أملاك أيبك وتضم إلى يوسف، وأبتر بيبرس نابلس لإرضائه بعد استشاطته غضبا من الاتفاق بين يوسف وأيبك.

توجه المغول إلى حلب واستولوا عليها ودمروها، مما أثار موجة من الرعب في قلوب المسلمين وحكامهم، فمنهم من هرب إلى مصر كما عمل صاحب حماة، ومنهم من فضل الاستسلام حقنا للدماء كما عمل حاكم حمص. ولم يبق من المدن المهمة سوى دمشق التي جمع حاكمها الناصر من الجيوش للقاءة المغول، ثم ما لبثت تلك الجيوش حتى انفضت من حوله، وذلك لأنه كان محتاراً في ما يعمل تجاه المغول، فما كان من المماليك الرافضين لتصرفاته المترددة إلا حتى حاولوا قتله وتولية أخيه الملك الظاهر علي مكانه. فاكتشف الناصر تلك المؤامرة وفر ليلاً من المعسكر إلى قلعة دمشق وتحصن فيها، فلما فهم مماليكه بهربه وافتضاح أمرهم ساروا نحوغزة برفقة بيبرس البندقداري، ومن غزة اتصل بسلطان المماليك الجديد قطز، فنادىه للعودة وأبتره قليوب وأنزله بدار الوزارة وعظم شأنه لديه.

عين جالوت

عاد لمصر بعد حتى ولاه سيف الدين قطز منصب الوزارة عام 1260 ميلادية ليشهجرا معا في محاربة المغول الذين كانوا في طريقهم إلى مصر بعد اجتياحهم المشرق الإسلامي ثم العراق وإسقاطهم الدولة العباسية في بغداد. وقد أوفد هولاكورسلا لقطز يحملون كتابا فيه تهديد ووعيد إذا لم يخضعوا له. فعقد سيف الدين قطز اجتماعا مع وجهاء الدولة وفهمائها وتم الاتفاق على التوجه لقتال المغول إذ لا مجال لمداهنتهم. وقد اختلى قطز ببيبرس البندقداري الذي كان أمير الأمراء واستشاره في الموضوع. فأشار عليه بأن: أقتل الرسل، وأن نمضى إلى خطغا متضامنين. فإن انتصرنا أوهزمنا، فسوف نكون في كلتا الحالتين معذورين. فاستصوب قطز هذا الكلام، وقام بقتل رسل المغول. وقد زاد من عزيمة المسلمين وصول رسالة من صارم الدين الأشرفي -وقد سقط أسيرا في يد المغول أثناء غزوهم الشام ثم قبل الخدمة في صفوفهم- أوضح لهم فيها قلة عددهم وشجعهم على قتالهم وأن لا يخافوا منهم. وقد استفاد قطز من رحيل هولاكوإلى فارس[]

على رأس معظم جيشه بعد سماعه بوفاة أخيه الخان الأعظم، فمن تظل في الشام من عساكر المغول تحت قيادة خطغا يتراوح ما بينعشرة آلاف إلى 20 ألف رجل. قام سيف الدين قطز بتقسيم جيشه لمقدمة بقيادة بيبرس وبقية الجيش يختبئ بين التلال وفي الوديان المجاورة كقوات دعم أولتطبيق هجوم مضاد أومعاكس. فقامت مقدمة الجيش بقيادة بيبرس بهجوم سريع ثم انسحبت متظاهرة بالانهزام لسحب خيالة المغول إلى الكمين، وانطلت الحيلة على خطغا فحمل بكل قواه على مقدمة جيش المسلمين واخترقه وبدأت المقدمة بالتراجع إلى داخل الكمين، وفي تلك الأثناء خرج قطز وبقية مشاة وفرسان الجيش وعملوا على تطويق ومحاصرة قوات خطغا، فعندئذ استعر القتال ولم يمض كثير من الوقت حتى هزم الجيش المغولي وقتل معظمهم بمن فيهم قائدهم خطغا، ويعد بيبرس المهندس العسكري لمعركة عين جالوت.

مقتل قطز

بعد فوز قطز على المغول في عين جالوت، ساق ورائهم لتحرير باقي مدن الشام، فتحررت دمشق وحماة وحمص وأوفد بيبرس ليطرد التتار من حلب ويتسلمها ووعده بنيابتها، فلما طردهم منها وتسلمها المسلمون، استناب عليها غيره وهوعلاء الدين ابن صاحب الموصل، وكان ذلك سبب الوحشة التي سقطت بينهما فاقتضى اغتال السلطان قطز سريعا. فبعد عودة السلطان قطز من معركة عين جالوت منتصرا قاصدا مصر، وصل ما بين الغزالي والصالحية فضرب دهليزه، وساق خلف أرنب وساق معه بيبرس ومعه الأمراء الذين اتفقوا على قتله، فشفع بيبرس في شيء فشفعه، فأخذ يده ليقبلها فأمسكها وحمل عليه الأمراء بالسيوف فضربوه بها، وألقوه عن فرسه ورشقوه بالنشاب حتى قتلوه. ثم كروا راجعين إلى المخيم وبأيديهم السيوف مصلتة، فأبلغوا خبرهم، فنطق بعضهم من قتله،يا ترى؟ فنطقوا: ركن الدين بيبرس، فنطقوا له:أنت قتلته،يا ترى؟ فنطق: نعم، فنطقوا أنت الملك إذا.

وقيل لما اغتال قطز حار الأمراء بينهم فيمن يولون الملك، وصار جميع واحد منهم يخشى غائلة ذلك، فاتفقوا على مبايعة بيبرس البندقداري، ولم يكن هومن أكابر المقدمين، ولكن أرادوا حتى يجربوا فيه، فلقبوه الملك الظاهر وأجلسوه على كرسي الملك.

وقيل حتى قطز عندما ضربه الأمراء المماليك وقبل موته اتىت مجموعة من الأمراء المماليك الذين يؤيدون قطزًا لأنهم شكوا في أمر الأمراء الذين خرجوا مع قطز، فتبعوهم وإذا هناك أمر قد وقع بالعمل، فسأل قطز عن سبب ذلك العمل فأجابه بيبرس أنه شك أنه يريد قتله كما اغتال أميره فارس الدين أقطاي في قلعة الجبل، فأبلغه قطز أنه كان سيعطيه السلطان، وعفا عنه لأنه أراحه من غم العيش بعد مقتل زوجته جلنار بنت جلال الدين السلجوقي، وأمر بتعيينه ملكًا على الدولة المملوكية.

بيبرس السلطان

بعد مبايعة بيبرس على ملك مصر أواخر ذي القعدة سنة 658 هـ، دقت الطبول فرحا بذلك، ودخل قلعة الجبل وجلس على كرسيها. وقد لقب نفسه أول مرة بالقاهر، فنطق له الوزير: إذا هذا اللقب لا يفلح من تلقب به. تلقب به القاهر بن المعتضد فلم تطل أيامه حتى خلع وسملت عيناه، ولقب به القاهر صاحب الموصل فسم ومات، فعدل عنه حينئذ إلى الملك الظاهر، ثم شرع في مسك جميع من يرى في نفسه الرئاسة من أكابر الأمراء حتى مهد الملك.

السياسة الداخلية

ثورة فهم الدين سنجر

عمد أولا إلى القضاء على الاضطرابات الداخلية، وتصفية معارضيه الذين احتجوا على مقتل السلطان قطز ومنهم الأمير فهم الدين سنجر الحلبي، الذي كان قطز قد استنابه في دمشق، والذي نادى بنفسه سلطانا على دمشق وركب بشعار السلطنة وأمر بالخطبة لنفسه على المنابر وضرب السكة باسمه، ثم أوفد إلى الأمراء في حلب وحماة بوجوب طاعته. وقد جرد بيبرس بحملة عسكرية ضده، فتمكنت تلك الحملة من القضاء عليه وإعادة دمشق تابعة إلى حكم بيبرس وذلك بتاريخ 16 صفر 659 هـ / يناير 1261م.

ثورة الكوراني

تمكن الظاهر بيبرس أيضا من القضاء على التمردات الفاطمية في القاهرة والتي أثارها رجل يدعى الكوراني[] ، وهوفارسي الأصل من نيسابور. كان الكوراني يهدف إلى قلب نظام الحكم وإرجاع الفاطميين، وقد نتجت تلك الحركة إلى إعلان العصيان على بيبرس والمسير في شوارع القاهرة ليلا ثم الهجوم على مخازن السلاح والإصطبلات وأخذ ما فيها من سيوف وخيل، إلا حتى الظاهر بيبرس تمكن بقواته الخاصة من الإحاطة بالمتمردين والقبض على جميع زعمائهم ومنهم الكوراني، وأقر السلطان بصلبه على باب زويلة في القاهرة. وبهذا انتهت جميع محاولات الفاطميين للتمرد والعودة إلى سدة الحكم.

إحياء الخلافة العباسية

أراد بيبرس حتى يضفي إلى حكمه نوعا من الزعامة والنفوذ على البلاد الإسلامية، ولكي يمنح دولته الفتية نوعا من الشرعية عمد إلى إحياء الخلافة العباسية في القاهرة ليقيلها من الانتكاسة التي أصابتها في بغداد على يد المغول. وعليه فقد أوفد في طلب أحد أبناء البيت العباسي فوصل إلى القاهرة أبوالقاسم أحمد بن الظاهر بامر الله في رجب 659 هـ/يونيو1261 م، حيث قوبل بالتكريم والاحترام، وبعدها بأيام عقد السلطان بيبرس مجلسا عاما بالديوان الكبير بالقلعة واستدعى جميع أعيان البلد، ثم قام السلطان أمام الجميع فبايع الخليفة على العمل بكتاب الله وسنة رسوله وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى الجهاد في سبيل الله، فتبعه الجميع بالمبايعة ولقب الخليفة المستنصر بالله.

بعد نهاية الخليفة الأول المؤلمة واستقدم السلطان بيبرس اميراً عباسياً اخر هوأحمد بن الحسن الذي يعود في نسبه إلى الخليفة المسترشد بالله وكان صاحب حلب قد نصبه خليفة هناك الا انه دان للمستنصر الثاني فيما بعد وعقد بيبرس مجلسا لمبايعة هذا الامير العباسي للخلافة في القلعة فيتسعة محرم 661 الموافق 22 نوفمبر 1262 وبايعه بيبرس كما والىسلفه، ولقب بالخليفة الحاكم بأمر الله الأول وقد عدل عن التفكير بجعل مقر الخليفة في بغداد، حيث أبقاه في القاهرة بعيدا عن خطر المغول، وبذلك أحييت الخلافة العباسية للمرة الثانية في القاهرة، غير حتى الخلافة لم تتدخل في الشؤون المملوكية، وظلت السلطة العملية بيد الظاهر بيبرس والمماليك من بعده.

ترميم القلاع وطرق الإمداد

عمد السلطان بيبرس إلى تأمين وصول قواته إلى بلاد الشام بالسيطرة على جميع المدن والقلاع الممتدة على الطريق بين مصر والشام وجعلها تابعة له، وبالأخص حصن الكرك الذي كان تحت سيطرة الملك عمر بن العادل بن الكامل الأيوبي، الذي لم يقدم فروض الطاعة له، فاستولى على الحصن وقتل الملك عمر . والتفت أيضا إلى تحصين الأطراف والثغور وعمارة القلاع التي خربها المغول في الشام. وأخذ يزودها بالرجال والسلاح من مصر وبعض مدن الشام القوية. كما عمل على تقوية الأسطول[]

والجيش وأشرف بنفسه على بناء السفن الحربية في دور صناعتها الموجودة في الفسطاط والإسكندرية ودمياط. ولم يكتف بهذا العمل لتأمين وصول قواته إلى الشام ومنع أي التفاف حولهم من الخلف، بل عمد أيضا إلى التحالف مع بعض القوى الخارجية ليتفرغ للصليبيين.

النهضة المعمارية والتعليمية

شهد عهده نهضة معمارية وتعليمية كبيرة حيث عمل على إنشاء الكثير من المدارس في مصر ودمشق، ومنها المدرسة الظاهرية في دمشق التي بنيت عام 676 هجرية والتي أنشئت فيها المخطة الظاهرية أواخر القرن التاسع عشر، كما أنشأ عام 665 هجرية مسجد الظاهر بيبرس في القاهرة والذي مازال قائماً إلى اليوم، ونسبت المنطقة حوله له باسم حي الظاهر، وأنشأ مسجداً آخر باسمه في مدينة قليوب لابزال موجوداً حتى الآن ويسمى الميدان الموجود فيه "ميدان بيبرس" بمدينة قليوب البلد. كما عمل بيبرس على إنشاء الجسور والقناطر والأسوار، وحفر الترع والخلجان، وأنشأ مقياسا للنيل وقام بأعمال أخرى كثيرة مثل تنظيم البريد فخصص له الخيل، وبنى كثيرا من العمائر.

إصلاح الأماكن المقدسة

باب الأسباط ويظهر صورة الأسدين بالأعلى التي وضعهما بيبرس

اهتم بيبرس بتجديد الجامع الأزهر فأعاد للأزهر رونقه وقام بحملات من الترميم والتجميل حتى عاد له جماله ومكانته مرة أخرى، وأعاد خطبة الجمعة والدراسة إلى الجامع الأزهر بعد حتى هجر طويلا، ونصب أربعة قضاة شرعيين، واحدا من جميع ممضى من مذاهب السنة الأربعة بعد حتى كان القضاء مقتصرا على قاضي قضاة شافعي. وفي خارج مصر قام بعدد من الإصلاحات في الحرم النبوي بالمدينة المنورة، وقام بتجديد مسجد إبراهيم في الخليل، وزار بيت المقدس يوم الجمعة 17 جمادى الآخرة 661 هـ / 1262 م، فقام بتجديد ماقد تهدم من قبة الصخرة، وجدد قبة السلسلة وزخرفها ورتب برسم مصالح المسجد في جميع سنة خمسة آلاف درهم. وأنشأ بها خانا للسبيل نقل بابه من دهليز كان للخلفاء المصريين بالقاهرة. وقد زار بيت المقدس في شعبان سنة 664 هـ / 1265 م وأجرى عليها تعميرات إضافية. وعمل على إقامة دار للعدل للفصل في القضايا والنظر في المظالم أيضا قام بتوسعة مسجد الصحابي خالد ابن الوليد في مدينة حمص.

السياسة الخارجية

التحالفات

ما حتى استلم بيبرس الحكم حتى أقبلت الوفود على مصر من جميع البقاع، فقدم إليه وفد من العصفوريين حكام البحرين برئاسة مقدهم محمد بن أحمد العامري سنة 658 هـ/ 1260 م لمباركته على الحكم وطلبوا منه مساعدته للتصدي لهجمات خانات المغول من فارس.

وتحالف بيبرس مع بركة خان زعيم القبيلة المضىية في حربه ضد هولاكوخان الخانات فارس وأقام معاهدات وعلاقات ودية مع مانفرد بن فريدريك الثاني الإمبراطور الروماني، كما حالف ملك نابولي وصقلية وملك قشتالة ألفونسوالعاشر. وحالف أيضا الإمبراطور ميخائيل الثامن امبراطور بيزنطة, وحالف أيضا سلطان سلاجقة الروم عز الدين كيكاوس، وقد كان يبعث بالرسائل والهدايا للآخرين (بركة خان وعز الدين) ويحثهم على محاربة المغول الإلخانات لكف أذاهم عن دولته، كي يتفرغ للصليبيين.

الجهاد ضد المغول

إن العداء بين المماليك والمغول لم ينبتر منذ سقطة عين جالوت، فبعد وفاة بدر الدين لؤلؤ والي الموصل وحليف المغول في شعبان 656 / أغسطس 1258 م خلفه ابنه الملك الصالح إسماعيل الذي هادن المغول أول الأمر ثم انقلب عليهم وطردهم من الموصل، وارسل أخاه إلى مصر لطلب المساعدة من بيبرس، ثم مضى بنفسه ونسق معه، فارسل هولاكوإليه جيشا تعداده عشرة آلاف فارس بقيادة صندغون، فحاصره فيها، وما حتى فهم بيبرس بذلك حتى أوفد اليه نجدة تعدادها سبعمائة فارس وأمر بخروج العساكر من دمشق وحلب، فخرج صاحب حلب وهوشمس الدين البرلي في سبعمائة فارس من الغز وأربعمائة من الهجرمان ومئة من العرب.

إلا حتى صندغون المغولي قد فهم بخروج تلك القوة فكمن لها عند سنجار وانقض عليها وقتل معظم افرادها. ثم عاد مشددا الحصار على الموصل، ونصب عليها ثلاثين منجنيقا، فضاقت الأحوال بشدة على المدينة. ثم ارسل إلى الملك الصالح إسماعيل يمنيه بالوعود الحسنة إذا استسلم وفتح المدينة، وعملا فتحت أبواب المدينة واستسلم الوالي وتوقف القتال. فدخل المغول المدينة في 26 شعبان 660 هـ / 16 يوليو1262 فاستباحوها وعملوا فيها السيف وقتلوا معظم اهاليها وهدموا أكثر من نصفها. وقتل الصالح إسماعيل وكذلك ابنه البالغ من العمر ثلاثة اعوام.

وقد ظل مغول فارس يتحينون الفرصة للحرب، وخاصة اباقا ابن هولاكو، الذي واصل سياسة ابيه العدائية تجاه المسلمين، فيما اتسمت سياسته مع الصليبيين بالود. لكن الظاهر بيبرس وقف لهم دائماً بالمرصاد واستطاع حتى يكسر شوكتهم، مما نادى ابغا إلى طلب الصلح، ولجأ في طلبه إلى الترغيب والتهديد، لكن بيبرس كان يفهم جيداً حتى الصلح مع المغول امر لايرضي المسلمين، وذلك بسبب ما عملوه في بغداد. ورغم ذلك واصل المغول هجماتهم على الساجور، لكن بيبرس ردهم خائبين، ثم ما لبثوا حتى هاجموا عين تاب، لكن بيبرس دحرهم، إلى غير ذلك قام بكسر التتار في أخرها عندما تحالف المغول مع سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، فأعد حملة كبيرة سنة 675 هـ، لغزوسلاجقة الروم. وفي مسقطة أبلستين حلت الهزيمة الساحقة بالمغول وحلفائهم من السلاجقة، وقد فر زعيم السلاجقة بعد حتى اغتال عدد كبير من رجالة ورجال المغول، ثم ولج بيبرس قيسارية، ودعي له على منابرها وقدم له أمراء السلاجقة فروض الولاء والطاعة. وقيل ان أبغا لما سمع بما عمله بيبرس برجاله في مسقطة ابلستين أسرع إلى هناك ليشتد غضباً بما وجده من الآف القتلى من المغول في حين لم ير أحدا من السلاجقة، مما جعلة يأمر بقتل ما يزيد على مائتي ألف من المسلمين السلاجقة.

الحروب مع الصليبيين

حملات الظاهر بيبرس (بالأصفر) والصليبيون (الأخضر) والمغول (الأحمر)

أراد بيبرس معاقبة الصليبيين الذين ساعدوا المغول في عين جالوت خاصة بوهيموند السادس أمير إنطاكية، فوجه جيشا تمركز في حلب لشن غارات على انطاكية، ثم تجددت الغارات في السنة التالية وتعرض ميناء السويدية للتهديد وكذلك تعرضت مدينة أنطاكية نفسها للحصار وكادت ان تسقط لولا النجدة المغولية الأرمنية التي قادها الملك هيتوم فاضطر المماليك إلى فك الحصار عنها.

باللقاء خشى الصليبيون من قوة المماليك المتنامية فمالوا إلى الصلح آملين بما كانوا قد بذلوه من مساعدة للمماليك زمن حملة عين جالوت في استعادة اسراهم تطبيقا للوعد الذي بتره السلطان أيبك بإعادة زرين في الجليل[]

إليهم أودفع تعويض عنها وعقد هدنة بين الطرفين. فتوجه الكونت إبلين كونت يافا ويوحنا الثاني كونت بيروت إلى القاهرة سنة 659 هـ/1261 م وأجريا مفاوضات مع الظاهر بيبرس لاسترجاع أسراهم وعقد هدنة فوافق بيبرس بشرط العودة إلى ما كان عليه الأمر أيام الملك الناصر صلاح الدين وإطلاق الأسرى المسلمين إلا حتى الإسبتارية والداوية رفضوا التخلي عن الأسرى المسلمين نظرا لكونهم صناعا مهرة، وما لهم من أهمية مادية للطائفتين، فعندئذ بتر بيبرس المفاوضات وأمر بنقل اسراه من الصليبيين إلى معسكرات العمل الخاصة بتشييد العمائر، ثم حرك الجيوش بإتجاه أملاك الصليبيين وهاجم حصونهم، مما حدا بهم ان يعاودوا مرة أخرى ويطلبوا منه الصلح، فما كان رده إلا حتى نطق:"لم لا كان هذا قبل حضورنا إلى هذا المكان،يا ترى؟ ردوا ما أخذتموه من البلاد وفكوا أسرى المسلمين جميعهم فإني لاأقبل غير ذلك".

بدأ بيبرس حربه بمهاجمته إقليم الجليل، فنهب الناصرة ثم شن هجوما مفاجئا على عكا وحاول اقتحام أبوابها في (جمادى الآخرة 661 هـ/ أبريل 1263 م) ولكنه لم يتمكن لحصانتها وكثرة من بها من الصليبيين، فهجرها بعد حتى نهب أرباضها ورحل إلى بيت المقدس. ثم هاجم بالشهر التالي قيسارية وعثليث. وفي عام 663 هـ/1265 م هبط بيبرس بقوات ضخمة إلى غزة ومن هناك إلى قيسارية ففتحها في جمادى الأول (شباط)، ثم تقدم صوب يافا فدخلها بغير قتال، لأن الصليبيين فروا منها هاربين. ثم سار نحوعثليث وحررها، وقد كانت بأيدي الصليبيين منذ سنة 614 هـ/1218 م. ثم اتجه صوب أرسوف وضرب عليها حصارا شديدا استمر 40 يوما، استسلمت بعده المدينة، ومن أرسوف اتجه مرة أخرى صوب عكا، غير أنه لم يستطع حتى يحرر المدينة نظرا لمساندة هيوالثالث ملك قبرص وامداده بإسطول كبير ضم جميع قوة قبرص البحرية. لذا هجرها بيبرس وعاد إلى مصر، ليعاود الكرة على الصليبيين بعد انتهاء الشتاء، وبدأ عمله أوائل صيف 1266 م/664 هـ. حيث بدأ بمدينة صفد (مقر الداوية) وتمكن من تحريرها 17 شوال 664 هـ / يوليو1266 م ثم حرر هونين وتبين والرملة، وسقطت يبنة دون قتال واستولى على القليعة وعرقة، وبذلك تمت السيطرة على الطريق المؤدي إلى طرابلس من البقاع. نتيجة لتلك الفوزات ضعفت معنويات الصليبيين في الشام وسارع البعض إليه يطلبون وده ورضاه لقاء تنازلهم عن نصف غلات المناطق التي تحت سيطرتهم.

حربه مع أرمينية الصغرى

خريطة لمملكة أرمينيا الصغرى وإمارة انطاكية ودوقية طرابلس

شجع ضعف الصليبيون الظاهر بيبرس للانتقام من العناصر والدول التي ساعدت المغول في اغتال المسلمين وتدمير بلادهم، خاصة بعد موت هولاكووانشغل خليفته أباقا في حربهم مع مغول القفجاق، والذين اعلنوا إسلامهم. وكان على رأس تلك الدول مملكة أرمينيا الصغرى، وذلك حتى ملكهم هيثوم بن قسطنطين بن باساك تحالف مع المغول بشكل مباشر وأمدهم بفرقة من قواته لحرب المسلمين بالشام.

حاول هيتوم اجراء مفاوضات مع بيبرس وترددت السفارات بينهما، حيث طالب السلطان الظاهر من هيتوم بأن يدخل في طاعته ويؤدي إليه الجزية، إضافة إلى رغبته في الوصول إلى أسواق الخيل والبغال والحنطة والشعير والحديد، أي فتح باب التبادل التجاري بين الشام وبلاد الارمن، غير حتى ملك الأرمن لم يتيسر له تلبية طلب سلطان مصر لخوفه من المغول، وعندما لم تؤدي تلك المفاوضات إلى نتيجة، اتبع هيتوم سياسة جديدة ضد المماليك في مصر، وهي فرض حصار اقتصادي عليهم، وذلك بمنع تصدير الأخشاب والحديد من آسيا الصغرى إليهم، وكان هدفه من وراء ذلك تفويت الفرصة على المماليك في تطوير أسطولهم البحري. لكن عندما أحس هيتوم بإصرار بيبرس على الحرب غادر مسرعا إلى الأناضول حيث كان المغول، ليستعين بهم في دفع جيش المماليك عن مملكته، لكن أمراء المغول امتنعوا عن المساعدة بحجة أنهم لم يتلقوا أمرا من ملكهم أباقا بذلك. فاضطر إلى الذهاب إلى تبريز سنة 664 هـ / 1266 م طالبا العون من أباقا ملك إلخانات المغول. واتخذ الجيش الأرمني بقيادة جميع من ليووثوروس ابني هيتوم مواقعه عند دروب جبال طوروس، ويحمي جناحيه فرسان الداوية بقلعة بغراس.

استغل المماليك خروج الملك هيتوم، فزحفوا بجيشهم تحت إمرة المنصور قلاوون والملك المنصور الأيوبي صاحب حماة نحوالشمال ليجتازوا جبل أمانوس بالقرب من سرفندار ليتجنبوا دروب طوروس. بادر الأرمن إلى اعتراض طريق الجيش المصري والشامي إثناء هبوطهم إلى سهل قليقية فدارت معركة رهيبة في 21 ذوالقعدة 664 هـ / 24 أغسطس آب 1266 م، أنزل المماليك بالأرمن هزيمة منكرة عند حصن دربساك، وقتل فيها توروس وأسر ليو. ثم أعقبوا نصرهم هذا بهجوم كاسح على المدن الرئيسية في قيليقية واستولوا على جميع ما كان بها، واستولوا على قلعة للداوية، فأحرقوها بما فيها من الحواصل، ثم دخلوا سيس عاصمة المملكة فأخربوها، وأقاموا في البلاد عشرين يوما يحرقون ويقتلون ويأسرون. ثم توجه الأمير قلاوون بعساكره إلى المصيصة وأضنة وأياس وطرسوس، فقتلوا وأسروا وهدموا عدة قلاع. وفي نهاية سبتمبر عاد الجيش المنتصر إلى حلب ومعه كما قيل أربعين ألف أسير ومن الغنائم مالا يحصى.

ولم يستطع الملك هيثوم تخليص ابنه إلا بعد حتى تنازل للسلطان بيبرس عن الكثير من الحصون المهمة، ومنها دربساك التي تتحكم بطريق إسكندرونة ويكفل الطريق ما بين مملكة قليقية وإمارة انطاكية، وبهنسا الواقعة بإقليم مرعش والتي تتحكم بطرق المواصلات بين قليقية وفارس، ويضاف إليها مرزبان ورعبان وشبح الحديد، قد أدى انتزاع تلك المناطق إلى تجريد مملكة أرمينيا من مسببات دفاعها، وعزلها عن حلفائها الفرنج والمغول. واشترط بيبرس أيضا لإطلاق سراح هيو، ضرورة إخلاء سبيل الأمير سنقر الأشقر، والذي أسره المغول من حلب بعد حتى انتزعوها من يد الناصر يوسف. ونطق له في رسالة: "إن غايتنا من الحرب لم تكن الحصول على المال والنوال، قفد أخذ هولاكومن حلب أحد أصدقائنا ومريدينا أسيرا وهوشمس الدين سنقر الأشقر السمرقندي، فإن كان هيتوم يريد حتى نطلق إبنه من الأسر، عمليه حتى يطلب من المغول إطلاق سنقر لنطلق نحن في لقاء ذلك ابنه. فتم الاتفاق على تلك الشروط، وانعقدت المعاهدة في رمضان 666 هـ / مايو1268 م. وقد أوفد أباقا بعد توسلات هيتوم إليه بسنقر الأشقر سنة 669 هـ / 1271 م، وقد كان في نواحي سمرقند، فأوفده هيتوم بدوره إلى بيبرس مصحوبا بالاحترام والهدايا النفيسة. وفي اللقاء بعث بيبرس ليو(أوليون في مصادر أخرى) إلى أبيه على نفس النحو. وقد خسرت مملكة أرمينيا الصغرى دورها في الشرق الأدنى عقب تلك الأحداث، ولم تقم لها قائمة بعد ذلك

سقوط إمارة أنطاكية

بدأت الحملة لاسترداد أنطاكية من الصليبيين، فوصل بجيوشه إليها يوم الثلاثاء 1 رمضان 666 هـ/ 15 مايو1268 م، وهناك قسم جيوشه إلى ثلاث فرق وزعها حول المدينة ليحكم حصارها ويمنع وصول المدد إليها من البر والبحر. ولم يستطع الصليبيون المدافعون من المقاومة، بسبب شدة الحصار وقوة المهاجمين، ففتحت المدينة وتمكنت جيوش بيبرس من دخولها وغنموا غنائم كبيرة لا تعد ولا تحصى من الأموال والأسرى. وقد كان سقوط تلك الإمارة الصليبية حدثا مهما في تاريخ الحروب الصليبية، فقد انبترت صلة الصليبيين في طرابلس وعكا بأرمينية الصغرى، وبذلك غدت مصالح الصليبيين في الشام مهددة بشكل مباشر ولم يبق امامهم سوى مملكة قبرص الصليبية والتي توحدت مع مملكة طرابلس وعكا لأنهم انضموا إلى تاج الملك هيوالثالث، والذي باشر حكمه بعقد هدنة مع السلطان بيبرس إلى حين وصول المساعدات من أوروبا. وقد وافق بيبرس على الهدنة لكي يعطي قواته قسطا من الراحة، خاصة وأن فصل الشتاء قادم، ويتطلب منه العودة إلى مصر ليدير بعضا من شؤونها الداخلية.

كما حقق فوزات عديدة على المغول في مسقطة البيرة وحران، ورد هجمات المغول المتتابعة على بلاده، إلى حتى قضى عليهم عند بلدة أبلستين وذلك في عام 675 هـ، وبذلك حقق بيبرس ما كان يبتغيه من تأمين لجبهته الخارجية وحدود دولته. وقد دام حكمه حوالي سبعة عشر عاماً.

وفاته

باب بالمخطة الظاهرية بدمشق

توفي الظاهر بيبرس يوم الخميس 27 محرم من عام 676 هجرية - 2 مايو1277 ميلادية ودفن في المخطة الظاهرية في دمشق بعد حكم دام 17 سنة، تولى من بعده أكبر أولاده ناصر الدين الحكم، إلا حتى أولاد بيبرس لم يدم لهم الحكم طويلاً، ثم تولى الحكم المنصور قلاوون.

صفاته

أهم ما كان يتصف به بيبرس: الشجاعة والإقدام والدهاء والقوة، والكرم وحب الخير والإحسان إلى الفقراء. وإكرام الفهماء وسماع نصائحهم والسكوت على مخاشنتهم له في النصح – كما كان يعمل معه عز الدين بن عبد السلام، والنووي.

وصف بأنه كان يتنقل في ممالكه فلا يكاد يشعر به عسكره إلا وهوبينهم. وقيل عنه أنه ما كان يتوقف عن شيء لبلوغ غايته. ليحمل فيها قوى الحصون على الاستسلام له.وكان نجاحه يعتمد على تنظيمه وسرعته وشجاعته اللامتناهية.

مختصر سيرته في خط التاريخ

نطق الزركلي في (الأعلام): الظاهر بيبرس (625 - 676 ه‍) بيبرس العلائي البندقداري الصالحي، ركن الدين، الملك الظاهر: صاحب الفتوحات والأخبار والآثار. مولده بأرض القپچاق. وأسر فبيع في سيواس، ثم نقل إلى حلب، ومنها إلى القاهرة. فاشتراه الأمير علاء الدين أيدكين البندقدار، وبقي عنده، فلما قبض عليه الملك الصالح (نجم الدين أيوب) أخذ بيبرس، فجلعه في خاصة خدمه، ثم أعتقه. ولم تزل همته تصعد به في أيام الملك (المظفر) قطز، وقاتل معه التتار في فلسطين. ثم اتفق مع أمراء الجيش على اغتال قطز، فقتلوه، وتولى (بيبرس) سلطنة مصر والشام (سنة 658 ه‍) وتلقب بالملك (القاهر، أبي الفتوحات) ثم هجر هذا اللقب وتلقب بالملك (الظاهر). وكان شجاعا جبارا، يباشر الحروب بنفسه. وله الوقائع الهائلة مع التتار والإفرنج (الصليبيين) وله الفتوحات العظيمة، منها بلاد (النوبة) و(دنقلة) ولم تفتح قبله مع كثرة غزوالخلفاء والسلاطين لها. وفي أيامه انتقلت الخلافة إلى الديار المصرية سنة 659 هـ. وآثاره وعمائره وأخباره كثيرة جدا. توفي في دمشق ومرقده فيها معروف أقيمت حوله المخطة الظاهرية.

بيبرس في الأدب والسينما والتلفزيون

  • وا إسلاماه: فيلم سينمائي عام 1962 ، يحكي أحداث معركة عين جالوت، قام بدور الظاهر بيبرس الممثل المصري رشدي أباظة.
  • الظاهر بيبرس: مسلسل يحكي سيرة حياة بيبرس، وما دار من أحداث في معركة عين جالوت، قام بدور الظاهر بيبرس الممثل عابد فهد.
  • الفرسان: مسلسل تاريخي تدور أحداثه حول مصر أثناء فترة هجوم التتار عليها، كما يتناول المسلسل هزيمة التتار في عين جالوت، قام بدور الظاهر بيبرس جمال عبد الناصر .
  • على باب مصر: مسلسل تاريخي تدور أحداثه حول مصر أثناء فترة هجوم التتار عليها، كما يتناول المسلسل هزيمة التتار في عين جالوت، قام بدور قطز شريف عواد.

مراجع

  1. الملك الظاهر بيبرس موسوعة اكتشف سورية نسخة محفوظة 07 أكتوبر 2017 على مسقط واي باك مشين.
  2. ^ البداية والنهاية لإبن كثير ص:167 أحداث سنة ثمان وخمسين وستمائة
  3. "السلوك لفهم دول الملوك" للمقريزي
  4. "النجوم الزاهرة" لابن تغري بردي
  5. ^ "عجائب الاثار" للجبرتي
  6. ^ "الروض الزاهر" لمحيي الدين بن عبد الظاهر
  7. "بدائع الزهور" لابن إياس
  8. ^ "كنز الدرر" لابن أيبك الدواداري
  9. "زبدة الفكرة" لبيبرس الدواداري
  10. ^ التاريخ الشركسي. قادر اسحق ناتخو. ترجمة:محمد أزوقه. ص:179 ط: الأولى. دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع 2009 ISBN 978-9957-455-82-8
  11. ^ المختصر. 3/193
  12. العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية. د. منذر الحايك. ج:1. ط:أولى 2006 ص:401- 405
  13. ^ المختصر 3/197
  14. ^ الشهرزورية: فرقة من الأكراد نسبة إلى بلدة شهرزور، (راجع معجم البلدان، مادة شهرزور) هربوا من العراق بعد غزوالتتار، فانضموا إلى الناصر في الشام ثم تمردوا عليه. راجع العلاقات الدولية في عصر الحروب الصليبية. ص:401
  15. ^ المختصر 3/198
  16. ^ البداية والنهاية. ص: 164
  17. ^ المغول في التاريخ. فؤاد صياد. دار النهضة العربية[] . ط:1980 ص: 305
  18. الوطن العربي والغزوالصليبي - تأليف د. خاشع المعاضيدي ود.سوادي عبد محمد ودريد عبد القادر نوري - ص:224 مطابع جامعة الموصل 1981 م.
  19. السيد الباز العريني. المغول. دار النهضة العربية. ط:1406-1986 ص: 260
  20. ^ محمد الياس أبومصطفى: دور الخطر المغولي في توحيد الجبهة الداخلية للمماليك، رسالة ماجستير منشورة، الجامعة الإسلامية (غزة)، 2016م، ص 54-60
  21. ^ البداية والنهاية ص:166 أحداث سنة ثمان وخمسين وستمائة
  22. ^ حسب البداية والنهاية فإن ابن اياس نطق:أنه انعم عليه بجارية مليحة. وفي تاريخ أبي الفداء: شفع عنده في إنسان فأجابه إلى ذلك.
  23. البداية والنهاية. ص:167
  24. ^ المختصر في أخبار البشر:3/310
  25. ^ الوطن العربي والغزوالصليبي. د.خاشع المعاضيدي - د.سوادي عبد محمد - دريد عبد القادر نوري
  26. ^ قتل هذا الخليفة قرب الأنبار على ايدي المغول بعد محاولته استرجاع مقر الخلافة في بغداد من أيدي المغول، وفي أثناء سيره إلى بغداد وقبل إكمال استعداداته العسكرية هجم عليه المغول في 2 محرم 660 وتمكنوا من تشتيت ضمه حيث لم يعهد له خبر بعد تلك المعركة. المعاضيدي:الوطن العربي والغزوالصليبي: ص:232
  27. ^ الذيل على الروضتين. أبوشامة. ص:213
  28. ^ الموعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار. المقريزي
  29. المفصل في تاريخ القدس، عارف العارف، ط3 - 2005. ص:314-316 المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت. ISBN 9953-36-750-7
  30. ^ الحياة السياسية والاقتصادية في إقليمي البحرين وعمان بين القرنين الخامس والسابع الهجري (الحادي عشر والثالث عشر الميلادي). د. عبد الله جاسم علي آل ثاني. دار العلوم العربية بيروت. ط:الآولى 1429 هـ/2008 م ISBN 978-9953-0-1188-2
  31. تاريخ الحروب الصليبية. محمد سهيل طقوش. ط 1: 1432 هـ / 2011 م. دار النفائس. ISBN 978-9953-18-109-7
  32. ^ مفرج الكروب في أخبار ابن أيوب. جمال الدين ابن واصل:402/2-404
  33. ^ تاريخ المغول العظام والإليخانيين. د. محمد سهيل طقوش. دار النفائس. ط-1 ص: 194-195.ISBN 9953-18-434-8
  34. ^ سعيد عبد الفتاح عاشور، مصر والشام في عصر الايوبين والمماليك، (بيروت، دار النهضة العربية، د.ط، د.ت) ص201.
  35. ^ الساجور: اسم نهر بمنبج، الحموي/ شهاب الدين ياقوت، (ت626 هـ)، معجم البلدان ج5، (بيروت، دار احياء التراث العربي، د.ط، د.ت) ص7.
  36. ^ ابن خليكان/ ابي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن ابي بكر (ت 681 هـ)، وفيات الأعيان ج4، تحقيق: احسان عباس (بيروت، دار الفكر، د.ط، د.ت) ص155.
  37. ^ أبي الفداء/ الملك المؤيد عماد الدين إسماعيل (ت732 هت)، المختصر في أخبار البشر ج4، تحقيق: محمد زينهم (القاهرة، دار المعارف، ط1، د.ت) ص17.
  38. ^ اليافعي/ أبومحمد بن عبد الله بن اسعد بن علي بن سليمان (ت768 هـ)، مرآة الجنان ج4، (القاهرة، دار الكتاب الإسلامي، 1413 هـ) ص174.
  39. ^ كتاب التحفة المملوكية في الدولة الهجرية لبيبرس الدوادار. ص:50
  40. الحركة الصليبية. سعيد عبد الفتاح عاشور
  41. ^ أرباض أوالربض هي ما حول المدينة من مساكن أومايسمى الآن بالضواحي
  42. ^ ستيفن راينسمان. ج 3. ص 545
  43. ^ المغول. د السيد الباز العريني. دار النهضة العربية. بيروت. ط:1986 م
  44. ^ الأعلاق الخطيرة لإبن شداد. ص:162
  45. ^ صبح الأعشى في صناعة الإنشا. 34/14-50. القلقشندي
  46. ^ روايات المؤرخين المعاصرين للغزوالمغولي بين عامي 657-699 هـ / 1259-1300 م. دراسة وتحليل. د. شوكت رمضان حجة
  47. ^ ابن العبري، تاريخ مختصر الدول، ص 258
  48. ^ ستيفن راينسمان. تاريخ الحروب الصليبية، ترجمة: السيد الباز العريني، بيروت ط:3 -1993 ج 3، ص 553
  49. غارات على بلاد الشام. حسن الأمين. دار قتيبة. ط الأولى 2000 م / 1421 هـ
  50. ^ قيام دولة المماليك الأولى في مصر والشام. أحمد مختار العبادي. الناشر: دار النهضة العربية. ص: 230 - 231
  51. ^ الظاهر بيبرس نسخة محفوظة 15 مايو2010 على مسقط واي باك مشين.
  • الأعلام للزركلي (2/79)

وصلات خارجية

  • المماليك البحريون/القبجاق
  • بيبرس: الحاكم حين يعشقه شعبه، من إسلام أون لاين
  • وفاة الظاهر بيبرس من مفكرة الإسلام
  • الظاهر بيبرس في مرآة المؤرخ ابن عبد الظاهر
  • عملات الظاهر بيبرس
  • الظاهر بيبرس واستعادة إمارة أنطاكية
→ سبقه
سيف الدين قطز
المماليك
خلفه ←
السعيد ناصر الدين أبوالمعالى محمد
تاريخ النشر: 2020-06-02 02:59:13
التصنيفات: مواليد 1223, وفيات 1277, شخصيات من ألف ليلة وليلة, شعب الكومان, فلسطين الوسيطة, قادة عسكريون مسلمون, قادة مسلمون في العصور الوسطى, مسلمون عاصروا الحملة الصليبية التاسعة, مسلمون عاصروا الحملة الصليبية السابعة, مماليك بحرية, مواليد 620 هـ, مواليد في القرم, وفيات 676 هـ, وفيات في دمشق, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, الصفحات التي تستخدم وصلات ISBN السحرية, Pages using deprecated image syntax, صفحات بها بيانات ويكي بيانات, صفحات تستخدم خاصية P19, صفحات تستخدم خاصية P509, صفحات تستخدم خاصية P40, صفحات تستخدم خاصية P53, صفحات تستخدم خاصية P106, صفحات تستخدم قالب:صندوق معلومات شخص مع وسائط غير معروفة, جميع المقالات التي بها عبارات بحاجة لمصادر, مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر منذ أبريل 2019, مقالات أعلام ذات عبارات بحاجة لمصادر, صفحات بها وصلات إنترويكي, بوابة الدولة المملوكية/مقالات متعلقة, بوابة مصر/مقالات متعلقة, بوابة التاريخ/مقالات متعلقة, بوابة السياسة/مقالات متعلقة, بوابة العصور الوسطى/مقالات متعلقة, بوابة أعلام/مقالات متعلقة, بوابة فلسطين/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات تستخدم خاصية P214, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P213, صفحات تستخدم خاصية P227, صفحات تستخدم خاصية P268

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

عقب مقتل 7 من أفرادها.. "المطبخ المركزي العالمي" تعود للعمل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:22:12
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 59%

وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا تراجع عن غزو رفح

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:22:01
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 56%

وزير الخارجية الفرنسي: عودة الاستقرار للبنان تتطلب إعادة انت

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:22:07
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 50%

بريطانيا.. هيئة صحية تخطط لاستخدام المسيّرات لنقل عينات الدم

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:21:56
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 51%

إعلام عبري: 30 جنديًا بقوات الاحتياط يتمردون على أوامر الاست

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:22:18
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

الخرطوم.. حياة على وشك الموت – صحيفة التغيير السودانية , اخبار السودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:22:57
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

انطلاق مباراة العودة بين الزمالك ودريمز

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:21:23
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 59%

مسؤول أوروبي: بوادر الحرب العالمية عادت من جديد

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:22:29
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 69%

طلاب جامعة أسيوط يشاركون في التحول الأخضر وتجميل الحرم الجامعي

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:21:31
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 52%

"استعدادًا لموجة معادية".. إسرائيل تُوجّه بتعزيز الأمن في ال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:22:23
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 58%

رئيس جامعة أسيوط يشارك اجتماع المجلس الأعلى للجامعات

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-04-28 18:21:30
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 53%

تحميل تطبيق المنصة العربية