علم السيمياء
عودة للموسوعةفهم السيمياء، يقول ابن عربي، مشتق من السمة وهي العلامة أي فهم العلامات التي نصبت على ما تعطيه من الانفعالات من جمع حروف وهجريب أسماء وحدثات، فمن الناس من يعطي ذلك كله في بسم الله وحده، فيقوم له ذلك مقام جميع الأسماء كلها وتنزل من هذا العبد منزلة كن وهي آية من فاتحة الكتاب ومن هنا تعمل لا من بسملة سائر السور وما عند أكثر الناس من ذلك خبر والبسملة التي تنعمل عنها الكائنات على الإطلاق هي بسملة الفاتحة وأما بسملة سائر السور فهي لأمور خاصة، وقد لقينا فاطمة بنت مثنى وكانت من أكابر الصالحين تتصرف في العالم ويظهر عنها من خرق العوائد بفاتحة الكتاب خاصة جميع شئ رأيت ذلك منها وكانت تتخيل ان تلك يعهده جميع أحد وكانت تقول لي العجب ممن يعتاص عليه شيء وعنده فاتحة الكتاب لأي شيء لا يقرؤها فيكون له ما يريد.
وفي بحر الجواهر، السيميا هوفهمقد يكون به تسخير الجن.
فالسيمياء نوع من السحر وضرب من أضربه، نطق القرافي في الفروق: السحر اسم جنس لثلاثة أنواع (النوع الأول) السيمياء وهوتعبير عما يركب من خواص أرضية كدهن خاص أومائعات خاصة أوحدثات خاصة توجب تخيلات خاصة، وإدراك الحواس الخمس أوبعضا لحقائق من المأكولات والمشمومات والمبصرات والملموسات والمسموعات، وقد يحدث لذلك وجود حقيقي يخلق الله تلك الأعيان عند تلك المحاولات، وقد لا تكون له حقيقة بل تخيل صرف، وقد يستولي ذلك على الأوهام حتى يتخيل الوهم مضي السنين المتطاولة في الزمن اليسير وتكرر الفصول وتخيل السن وحدوث الأولاد وانقضاء الأعمار في الوقت المتقارب من الساعة ونحوها، ويسلب الفكر السليم بالكلية ويصير أحوال الإنسان مع تلك المحاولات كحالات النائم من غير فرق، ويختص ذلك كله بمن عمله له، ومن لم يعمل له لا يجد شيئا من ذلك.
فإن فهم الحرف والأوفاق لم يكن معروفاً عند السلف رحمهم الله تعالى، ولم ينقل عن أحد منهم الاشتغال به سواء الصحابة أوالتابعون أوأتباع التابعين، ومن أفهم وأتقى الناس بعدهم؟!، ويؤكد هذه الحقيقة ابن خلدون في (المقدمة) نطق : "وهوالمسمى لهذا العصر بالسيمياء، فاستخدم استعمال العام في الخاص، وحدث هذا الفهم في الملة بعد صدر منها، وعند ظهور الغلاة من المتصوفة وجنوحهم إلى كشف حجاب الحس، وظهور الخوارق على أيديهم...".
ونطق ابن خلدون في (المقدمة): فأما سر التناسب الذي بين هذه الحروف وأمزجة الطبائع، أوبين الحروف والأعداد، فأمر عسير على الفهم، إذ ليس من قبيل العلوم والقياسات، وإنما مستندهم فيه الذوق والكشف !!.
ونطق البوني : ولا تظن حتى سر الحروف مما يتوصل اليه بالقياس العقلي، وانما هوبطريق المشاهدة والتوفيق الإلهي.
بل لم يعتبر به أحد من الفهماء المتأخرين الراسخين المحققين، وإنما المعروف عنهم تضليلهم لمزاوله في تفسير القرآن وتاريخ الأمور الغيبية، ومن ذلك قول الإمام المضىي رحمه الله تعالى: قد اتىت النصوص في فناء هذه الدار وأهلها، ونسف الجبال، وذلك تواتره بتري لا محيد عنه، ولا يفهم متى ذلك إلا الله، فمن زعم أنه يفهمه بحساب، أوبشيء من فهم الحرف، أوبكشف، أوبنحوذلك فهوضال مضل.
وهومحرم لا يجوز تعاطيه ولا تفهمه، نطق المضىي: والفهم الذي يحرم تفهمه ونشره ... فهم السحر والسيمياء والكيمياء والشعوذة.
وفيه يقول العلوي الشنقيطي:
ومن علوم الشر فهم الجدول والسيمياء والكيمياء والهيكل.
مراجع
- ^ الفتوحات المكية، ج. 2، ص. 135
- ↑ مقدمة ابن خلدون : الفصل التاسع العشرون - فهم أسرار الحروف.
التصنيفات: تصوف, سحر (خارق للطبيعة), سيمياء, قوى خرافية, مقالات يتيمة منذ أغسطس 2018, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, جميع المقالات التي بها عبارات بحاجة لمصادر, مقالات ذات عبارات بحاجة لمصادر, بوابة خوارق/مقالات متعلقة, بوابة تصوف/مقالات متعلقة, بوابة علم الأساطير/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات