الحفيظ (أسماء الله الحسنى)

الحفيظ من أسماء الله الحسنى ، وكذلك اسم الحافظ ، ومعناه : الذي يحفظ على الخلق أعمالهم، ويحصي عليهم أقوالهم ويفهم نياتهم وما تكن صدورهم، والذي ويحفظ أولياءه من الذنوب والشياطين .

في القرآن الكريم

ورد اسم الحفيظ في القرآن مرتين، نطق تعالى : فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ سورة هود:57 ، ونطق ﴿وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾ سورة سبأ:21 ، بينما ورد الحافظ مرتين منها قوله : ﴿فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ سورة يوسف:64 ، ومرة بصيغة جمع المذكر السالم فنطق :﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ سورة الحجر:9 .

الأقوال في معناه

نطق الخطابي :

الحفيظ : هوالحافظ , فعيل بمعنى فاعل , كالقدير والعليم , يحفظ السموات والأرض وما فيهما لتبقى مدة بقائها فلا تزول ولا تدثر , كقوله تعالى : ﴿وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا﴾ سورة البقرة:255 ، ونطق : ﴿وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ﴾ سورة الصافات:7 ونطق تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا﴾ سورة فاطر:41 ، وهو- سبحانه - يحفظ عبده من المهالك ومن مصارع السوء كقوله تعالى: ﴿لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ﴾ سورة الرعد:11 : أي بأمره، ويحفظ على الخلق أعمارهم ويُحصي عليهم أقوالهم ويحفظ أولياءه فيعصمهم عن مُواقَعَةِ الذنوب ويحرسهم من مكائد الشيطان ليسلموا من فتنته وشرِّه .

نطق السعدي : «الحفيظ الذي حفظ ما خلقه , وأحاط فهمه بما أوجده , وحفظ أولياءه من وقوعهم في الذنوب والهلكات , ولطف بهم في الحركات والسكنات , وأحصى على العباد أعمالهم وجزاءها»

معاني الاسم

ذكر السعدي حتى للحفيظ معنيان :

أنه قد حفظ على عباده ما عملوه من خير وشر وطاعة ومعصية، فإن فهمه محيط بجميع أعمالهم ظاهرها وباطنها، وقد خط ذلك في اللوح المحفوظ، ووكل بالعباد ملائكة كراماً محررين يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ سورة الانفطار:12 ، فهذا المعنى من حفظه يقتضي إحاطة فهم الله بأحوال العباد كلها ظاهرها وباطنها وكتابتها في اللوح المحفوظ وفي الصحف التي في أيدي الملائكة، وفهمه بمقاديرها، وكمالها ونقصها، ومقادير جزائها في الثواب والعقاب ثم مجازاته عليها بفضله وعدله.
أن الله الحافظ لعباده من جميع ما يكرهون، وحفظه لخلقه نوعان عام وخاص :

العام : حفظه لجميع المخلوقات بتيسيره لها ما يقيتها ويحفظ بنيتها وتمشي إلى هدايته وإلى مصالحها بإرشاده وهدايته العامة التي نطق عنها : قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى سورة طه:50 أي هدى جميع مخلوق إلى ما قدر له وقضى له من ضروراته وحاجاته، كالهداية للمأكل والمشرب والمنكح، والسعي في مسببات ذلك، وكدفعه عنهم أصناف المكاره والمضار، وهذا يشهجر فيه البر والفاجر بل الحيوانات وغيرها، فهوالذي يحفظ السماوات والأرض حتى تزولا، ويحفظ الخلائق بنعمه، وقد وكَّل بالآدمي حفظةً من الملائكة الكرام يحفظونه من أمر الله، أي يدفعون عنه جميع ما يضره مما هوبصدد حتى يضره لولا حفظ الله.
والخاص : حفظه الخاص لأوليائه سوى ما تقدم، يحفظهم عما يضر إيمانهم أويزلزل إيقانهم من الشبه والفتن والشهوات، فيعافيهم منها ويخرجهم منها بسلامة وحفظ وعافية، ويحفظهم من أعدائهم من الجن والإنس، فينصرهم عليهم ويدفع عنهم كيدهم، نطق الله : إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ سورة الحج:38 وهذا عام في دفع جميع ما يضرهم في دينهم ودنياهم، عملى حسب ما عند العبد من الإيمان تكون مدافعة الله عنه بلطفه، وفي الحديث : «أحفظ الله يحفظك» أي احفظ أوامره بالامتثال، ونواهيه بالاجتناب، وحدوده بعدم تعدِّيها، يحفظك في نفسك، ودينك، ومالك، وولدك، وفي جميع ما آتاك الله من فضله.

مراجع

^ معنى اسم الله الحافظ نسخة محفوظة 02 فبراير 2016 على مسقط واي باك مشين.
^ شأن النادىء (67-68)
^ تفسير السعدي ص:947
^ الحق الواضح المبين لعبد الرحمن السعدي ص:59
^ الحافظ، الحفيظ - مسقط الدرر السنية نسخة محفوظة 29 يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.