تجريبية (فلسفة)

الفلسفة التجريبية أوالإمبريقية (مقترضة باليونانية: εμπειρισμός وتترجم: التجريبية) هي توجه فلسفي يؤمن بأن تام الفهم الإنسانية تأتي بشكل رئيسي عن طريق الحواس والخبرة. تنكر التجريبية وجود أية أفكار فطرية عند الإنسان أوأي فهم سابقة للخبرة العملية.

النظرية هي المفاهيم التي يتوصل إليها الباحث بناء على ملاحظته لتجربة أومجموعة تجارب أووقع أومجموعة أحداث وعلى الرغم من اختلاف الباحثين في دراسة الاعلام والاتصال لمفهوم النظرية لكنها في معظمها تتفق على حتى الهدف منها هوالوصول إلى استنتاجات فهمية تصف علاقات وظيفية بين متغيرات يتم قياسها أواستقرائها ويسبق ذلك فروض فهمية يضعها الباحث لفهم العلاقة بين تلك المتغيرات بهدف الوصف أوالتنبأ أوالتحكم في الظاهرة المدروسة.

أما مصطلح امبيريقية فيعبر عن الخبرة والخبرة مصدرها الحواس وبالتالي فإن الفهم الإنسانية تستمد شرعيتها من مرورها بهذه الحواس حتى تصبح بذلك قابلة للتحقق من صحتها ومفهوم الامبريقية يشير عن جميع ما يتعلق بدراسة المجتمع الإنساني بالاحتكام إلى الواقع المحسوس سواء في اختيار المشكلة وجمع الحقائق أوتصنيف البيانات وتحليلها.

وعموما، التجريبية اليوم تعني المنهج التجريبي للوصول للفهم، استنادا إلى البحوث وإلى الطرق الاستدلالية، التي تفضل عن المنطق الاستنباطي الخالص. في هذا المعنى، يمكن ضم في التيار التجريبي شخصيات مثل أرسطو، توما الاكويني، روجر بيكون، توماس هوبز، وفرانسيس بيكون

التاريخ

شرح عام

إنَّ المفهوم المركزي في العلوم والطرق الفهمية هوأنها يجب حتى تستند على دلائل محسوسة تجريبيًا. تستخدم جميع من العلوم الطبيعية والاجتماعية فرضيات العمل القابلة للاختبار من خلال الملاحظة والتجربة. يُستخدم مصطلح (شبه التجريبي) أحيانًا لوصف الأساليب النظرية التي تَستخدم البديهيات الأساسية (القوانين الفهمية المعترف بها) والنتائج التجريبية السابقة من أجل الانخراط في بناء نموذج منطقي وإجراء درس نظري.

لا يملك الفلاسفة التجريبيون أي فهم فطرية للقيام بالاستنتاجات ما لم تكن تلك الفهم مستمدة من تجربة حسية سابقة لشخص ما. عادة ما تتناقض هذه الفكرة مع الفلسفة العقلانية والتي تنص على حتى الفهم قد تكون مستمدة من العقل بمعزل عن الحواس. على سبيل المثال رأى جون لوك أنه يمكن الوصول إلى بعض الفهم (مثل فهم وجود الله) من خلال الحدس والاستدلال وحده. وأيضًا نطق روبرت بويل (وهوأحد المدافعين البارزين عن المنهج التجريبي) حتى لدينا أفكارًا فطرية. كان الفلاسفة العقلانيون الأوروبيون الرئيسيون (ديكارت وسبينوزا وليبنتز) من مناصري المنهج الفهمي التجريبي.

البدايات الأولى للفلسفة التجريبية

قبلت مدارس فايشيشيكا ودارسانا التي أسسها الفيلسوف الهندي القديم كانادا الإدراك والاستدلال باعتبارهما المصدرين الوحيدين الموثوقين للفهم. تم ذكر هذا في كتابه السنسكريتي كانادا سوترا (Vaiśeṣika Sūtra).

كانت بداية الفلسفة التجريبية الغربية في المدرسة التجريبية الطبية للأطباء اليونانيين الممارسين القدماء الذين رفضوا المذاهب الثلاثة للمدرسة العقائدية في الطب (المدرسة الدوغمائيّة) مفضلين الاعتماد على استدلالات الفلسفة الظاهراتية.

إن مفهوم الصفحة البيضاء (اللوحة الفارغة) يشير إلى وجهة النظر التي تعتبر حتى العقل في الأصلقد يكون سجلًا فارغًا تهجر الخبرات عليه آثار (استخدم الفيلسوف جون لوك مصطلح الصفحة البيضاء)، وهذا يناقض مفهوم حتى البشر لديهم أفكار فطرية.

لم يكن تفسير أرسطولذلك تفسيرًا تجريبيًا بالمعنى الحديث بل كان يستند إلى نظريته في الاحتمال والواقع، ولا تزال تجربة الإدراك الحسي تتطلب مساعدة التفكير المنطقي النشيط. تتناقض هذه المفاهيم مع المفاهيم الأفلاطونية للعقل البشري ككيان موجود مسبقًا في مكان ما في السماء قبل إرساله إلى الأرض لينضم إلى الجسد. كان أرسطويعطي مكانة هامّة للإدراك الحسي أكثر من أفلاطون، وقد لخّص النقاد في العصور الوسطى أحد مواقفه كالتالي (لا يوجد شيء داخل العقل دون وجوده أولًا بشكل محسوس).

تم تطوير هذه الفكرة لاحقًا في الفلسفة القديمة من قبل المدرسة الرواقية. تؤكد نظرية الفهم الرواقية عمومًا على حتى العقل يبدأ فارغًا، ولكنه يكتسب الفهم عندما يؤثر عليه العالم الخارجي. يلخص المؤرخ الإثيوبي آيتيوس (Aetius) هذه النظرة بقوله: «يقول اتباع المدرسة الرواقية أنه عندما يولد رجلقد يكون الجزء الآمر من روحه (عقله) مثل ورقة بيضاء جاهزة للكتابة عليها».

رسم لابن سينا من العام 1271

تم تطوير نظرية الصفحة البيضاء لأرسطوخلال العصور الوسطى من قبل الفلاسفة المسلمين بدءًا من الفارابي، ومن ثم ابن سينا الذي طورها لنظرية مدروسة بعناية، وبُرهنت كتجربة فكرية من قبل ابن طفيل.

بالنسبة لابن سينا فإن نظرية الصفحة البيضاء مجرد احتمال تم اثباته من خلال التعليم، ويتم الحصول على الفهم من خلال (الفهم التجريبية للأشياء الموجودة في هذا العالم والتي تؤدي إلى استنتاج وتطوير المفاهيم العالمية من خلال طريقة القياس المنطقي للإدراك التي عن طريقها تؤدي الأبحاث إلى استنتاج بيانات، وتُجمَع البيانات لتعطي مزيدًا من المفاهيم). يتطور الفكر من العقل المادي (الدماغ بالمعنى المادي)، وهوالذي يستطيع اكتساب الفهم ووضعها في العقل، أي هي حالة دمج العقل البشري مع مصدر مثالي من الفهم، لذلك فإن المفهوم الروحي للعقل الفعال يختلف بين جميع فرد، ولا يزال من الضروري فهمه لكيقد يكون موجودًا.

خلال عصر النهضة في إيطاليا

في نهاية عصر النهضة بدأ الكثير من الكتاب في التساؤل حول القرون الوسطى والفهم الكلاسيكي (حسب الفلسفة القدمية) لاكتساب الفهم بطريقة أكثر جوهرية. بالنسبة للكتابة السياسية والتاريخية بدأ نيكولومكافيلي (Niccolò Machiavelli) وصديقه فرانشيسكوجيكسيارديني ( Francesco Guicciardini) أسلوبًا واقعيًا جديدًا للكتابة. كان مكافيلي على وجه الخصوص يستهزأ بكتّاب السياسة الذين يحكمون على جميع شيء عن طريق مقارنته بالمُثل العقلية ويطالبون الناس بدراسة ما يسمّونه (الحقيقة العملية). وقد نطق ليوناردودافينشي (1452-1519) والذي كان معاصرًا لهم: «إذا وجدت عن طريق خبرتك الخاصة حتى هناك شيئًا حقيقيًا (أمرًا واقعًا) وأنه يتناقض مع ما خطه بعض رجال السلطة، فيجب عليك عندئذٍ التخلي عن السلطة وبناء تفكيرك على أساس النتائج التي توصلت إليها».

استفاد المُنظّر الموسيقي فينتشنزوغاليلي (1520-1591) المعارض لأرسطووالمعادي لرجال الدين (وهووالد جاليليوومخترع المونودي (قصيدة رثاء)) من الطرق الفلسفية في حل المشاكل الموسيقية بنجاح، أولًا من خلال ضبط النغمات: مثل علاقة نغمة الصوت بتوتر شد الخيط وأدوات الشد وحجم الهواء الموجود ضمن الآلة. وثانيًا العلاقة بين اقتراحاته المتنوعة والتأليف الموسيقي وذلك خلال حواره عن الموسيقى القديمة والحديثة (فلورنسا 1581). ومن المعروف أنه امتلك تأثيرًا تربويًا كبيرًا على ابنه الأكبر غاليليوفي فترة شبابه، ويمكن القول أنّ غاليليوأحد أكثر الفلاسفة التجريبيين تأثيرًا في التاريخ.

وجدَ فينشينزومن خلال بحثه في ضبط النغمات الحقيقة المخبأة في قلب أحجية (مطارق فيثاغورس) الغير مفهومة (والحقيقة هي حتى مربعات الارقام هي التي تشير إلى مدة الفواصل الموسيقية وليست الارقام نفسها)، وبرهن من خلال هذا الاكتشاف وغيره على ضعف السلطة التقليدية، وهوموقف تجريبي راديكالي تم تطويره وانتقل إلى غاليليوالذي اعتبر (التجربة والبرهان) شروط لا غنى عنها لأي تحقيق عقلاني سليم.

الفلسفة التجريبية البريطانية

جورج بيركلي

إن الفلسفة التجريبية البريطانية وعلى الرغم من أنها لم تكن مستخدمة في ذلك الوقت فهي مستمدة من فترة القرن السابع عشر للفلسفة الحديثة المبكرة والفهم الحديث. أصبح هذا المصطلح مفيدًا لوصف الاختلافات الواضحة بين اثنين من مؤسسيها، الأول فرنسيس بيكون وهوطبيب يتبع الممضى الفلسفي التجريبي، والثاني رينيه ديكارت الذي يتبع الممضى العقلاني في الفلسفة.

وكثيرًا ما يوصف الفلاسفة توماس هوبز وباروخ سبينوزا (من الجيل التالي) على حتى توماس تجريبي وباروخ عقلاني أيضًا. كان جون لوك وديفيد هيوم وجورج بيركلي هم النادىة الأساسيين للممضى التجريبي في عصر التنوير في القرن الثامن عشر، حيث كان لوك الشخص الذي يُعهد عادة باسم مؤسس التجريبية على هذا النحو.

اقترح جون لوك (1632–1704) ردًا على ممضى العقلانية الأوربية من بداية إلى منتصف القرن السابع عشر وجهة نظر مؤثرة جدًا في منطقة تتعلق بالفهم الإنساني عام 1689، حيث يقول أنّه لا يمكن حتىقد يكون لدى البشر أي فهم إلا الفهم البديهية أوالفهم عن طريق الاستدلال، أي الفهم على أساس الخبرة. يُعهد لوك بشكلٍ كبير من خلال تمسكه بفرضية حتى العقل البشري تعبير عن صفحة بيضاء (قرص فارغ) تُكتَب عليها التجارب المستمدة من الانطباعات الحسية خلال حياة الإنسان.

يوجد مصدران لأفكارنا: حسي وفكري. يتم التمييز بين الأفكار البسيطة والمعقدة في كلا الحالتين، حيث حتى الافكار المعقدة غير قابلة للتحليل وتُقسم إلى صفات أساسية وثانوية. الصفات الأساسية ضرورية لكي تمثل الكائن المعني كما هو. وبدون صفات أساسية محددة لنقد يكون الكائن كما هوعليه. على سبيل المثال تكون التفاحة تعبير عن تفاحة بسبب ترتيب هجريبها الذري. إذا تم بناء تفاحة بترتيب ذري مختلف فلن تكون تفاحة. أمّا الصفات الثانوية هي المعلومات الحسية التي يمكن حتى ندركها من الصفات الأساسية. على سبيل المثال يمكن رؤية التفاحة بقوام وألوان وأحجام مختلفة، ولكن لا تزال تحدد على أنها تفاحة. وهذا يعني حتى الصفات الأولية تملي ما جوهري، بينما تحدد الصفات الثانوية السمات العامّة.

تجمع الأفكار المعقدة بين مجموعة من الأفكار البسيطة، وتقسم إلى مواد ونماذج وعلاقات. وبحسب لوك فإن معهدتنا بالأمور هي إدراك للأفكار التي تتفق أوتتعارض مع بعضها البعض، وهذا فكرة مختلفة تمامًا عن فكرة البحث عن اليقين للفيلسوف ديكارت.

بعد ذلك بجيل كان الأسقف الإنجيلي الأيرلندي جورج بيركلي (1685-1753) قد قرر حتى رأي لوك فتح بابًا يؤدي إلى الإلحاد في نهاية المطاف. وقام بالرد على لوك من خلال أطروحته حول مبادئ الفهم الإنسانية عام 1710 بوضعه تحديًا هامًا للفلسفة التجريبية التي توجد فيها الأمور فقط نتيجة كونها قابلة للإدراك أوبحكم كونها كيانًا يقوم هوبالإدراك. (بالنسبة إلى بيركلي فهويعتقد ان الله يملأ البشر بالإدراك عندما لا يقوم البشر نفسهم بذلك). أكد بيركلي من خلال نص (ألسيرون Alciphron) حتى أي أمر يمكن للإنسان حتى يراه في الطبيعة هولغة الإله في التعبير أوخطاب منه. أصبحَ نهج بيركلي في الفلسفة التجريبية يسمى فيما بعد المثالية الذاتية.

النظرية الظاهراتية

رفض معظم أتباع هيوم استنتاجه بأن الإيمان بعالم خارجي لا يمكن تبريره بالفلسفة الفكرية، مؤيدين وجهة نظرهم بأن مبادئ هيوم الخاصة احتوت بشكل ضمني التبرير العقلاني لمثل هذا الاعتقاد، وأنه من غير الضروري ذكر التبرير لأن القضية قائمة على غريزة الإنسان والعهد والعادة. وفقًا لنظرية تجريبية متطرفة تُعهد بالظاهراتية (تم استنتاجها من خلال مناقشات الفلاسفة هيوم وجورج بيركلي) فإن الجسم المادي هونوع من البناء الذي يُبنى من خلال تجاربنا. النظرية الظاهراتية هي وجهة النظر القائلة بأن الأمور والخصائص والأحداث المادية (أي شيء مادي) يمكن اختزالها ضمن أشياء وخصائص وأحداث فكرية. وهذا يعني أنّه في نهاية المطاف لا توجد سوى الأمور الفكرية. يُلخّص تفكير الفلسفة الظاهراتية بالتالي: حتىقد يكون لديك تجربة بصرية لشيء مادي حقيقي يعني حتىقد يكون لديك خبرة تتعلق بنوع معين من التجارب.

التجريبية المنطقية

أدت تجريبية ديفيد هيوم إلى الكثير من المدارس الفلسفية.

كانت التجريبية المنطقية (تُدعى أيضًا الفلسفة الوضعية المنطقية) محاولة في وقت مبكر من القرن العشرين لتجميع الأفكار الأساسية للفلسفة التجريبية البريطانية (مثل الهجريز القوي على الخبرة الحسية كأساس للفهم) مع بعض الأفكار من المنطق الرياضي الذي تم تطويره بواسطة جوتلوب فريجه(Gottlob Frege) ولودفيغ فيتغنشتاين (Ludwig Wittgenstein). بعض الشخصيات الرئيسية في هذه الحركة كانت أوتونيوراث (Otto Neurath) وموريتز شليك (Moritz Schlick) وبقية اعضاء دائرة فيينا جنبًا إلى جنب مع ألفرد آير ورودولف كارناب وهانز رايخينباخ.

وانخرط مؤيدوالفلسفة التجريبية المنطقية في فكرة الفلسفة باعتبارها توضيحًا مفاهيميًا لأساليب العلوم وأفكارها واكتشافاتها. وقد رأوا في الرمزية المنطقية التي وضعها الفيلسوف فريغ (1848–1925) وبرتراند راسل (1872-1970) أداة قوية يمكن حتى تعيد بناء الحوار الفهمي ضمن لغة مثالية ومنطقية خالية من الغموض والتعديلات على اللغة الطبيعية الذي أدى إلى ما وصفوه بأنه التباسات في الفهم.

من خلال الجمع بين أطروحة فريغ حتى جميع الحقائق الرياضية منطقية مع فكرة فيتجنشتاين المبكرة بأن جميع الحقائق المنطقية هي مجرد أمور دائمة الصواب، فقد وصلوا إلى تصنيف مزدوج لكل المقترحات: فطرية (بديهية) واصطناعية (تأليفية). على هذا الأساس، قاموا بصياغة مبدأ قوي للفصل بين الجمل التي لها معنى والتي ليس لها معنى: وهوما يسمى مبدأ التحقق. أي جملة ليست منطقية من الاساس أوأنها غير قابلة للقيام بعملية التحقق منها هي جملة خالية من المعنى. واعتبرت نتيجة لذلك معظم القضايا الفلسفية التقليدية والأخلاقية والجمالية وغيرها من المفاهيم الفلسفية التقليدية بمثابة قضايا مزيفة لا معنى لها.

كان من الضروري في الفلسفة التجريبية المنطقية المتطرفة أي قبل عام 1930 حتىقد يكون أي تأكيد استنتاجي قابل للوصول إلى تأكيد نهائي (أومجموعة من التأكيدات النهائية) التي تعبر عن الملاحظات أوالتصورات المباشرة.

بعد مضي عدة سنوات تخلى كارناب ونوراث عن هذا النوع من الفلسفة الظاهراتية لصالح إعادة بناء عقلاني للفهم في لغة الفيزياء المكانية والزمانية المادية. أي أنه بدلًا من ترجمة جمل الأمور المادية إلى بيانات حسيّة يجب ترجمة هذه الجمل إلى ما يسمى (جمل بروتوكولية)، على سبيل المثال يقوم X في المسقط Y وفي الوقت T بـ ...

تعرضت الأطروحات الرئيسية للفلسفة التجريبية المنطقية (التحقق، والتمييز التأليفي والتحليلي، والوصف) لهجوم حاد بعد الحرب العالمية الثانية من قبل مفكرين مثل نيلسون غودمان (Nelson Goodman) وويلارد فان أورمان كواين (W.V. Quine) وهيلاري بوتنام (Hilary Putnam) وكارل بوبر (Karl Popper) وريتشارد رورتي (Richard Rorty). وبحلول أواخر الستينيات أصبح واضحًا لمعظم الفلاسفة حتى الحركة قد انتشرت بشكل كبير، وإلى الآن لا يزال تأثيرها كبيرًا بين الفلاسفة التحليليين المعاصرين مثل مايكل دوميت وغيره من معارضي الفلسفة الواقعية.

البراغماتية (الممضى العملي)

في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ظهرت عدة أشكال من الفلسفة البراغماتية. تطورت أفكار البراغماتية (في أشكالها المتنوعة) بشكل أساسي من المناقشات التي دارت بين تشارلز ساندرز بيرس (Charles Sanders Peirce) ووليام جيمس (William James) عندما كان كلا الرجلين في جامعة هارفارد في سبعينيات القرن التاسع عشر.

قام جيمس بنشر مفهوم البراغماتية، حيث منح ل تشارلز بيرس إرثًا كاملا من الفلسفة البراغماتية، لكن بيرس رفض فيما بعد الطرق التي كانت تتخذها الحركة، وأعاد إحياء ما اعتبره الفكرة الأصلية باسم (البراغماتية). إلى جانب نظرته الواقعية البراغماتية يدمج هذا المنظور الفكري الرؤى الأساسية للتفكير التجريبي (القائم على التجربة) والتفكير العقلاني (القائم على المفهوم).

كان لتشارلز بيرس (1839-1914) تأثيرًا كبيرًا في وضع الأساس للأسلوب الفهمي التجريبي الحالي. على الرغم من حتى بيرس انتقد بشدة الكثير من المكونات الغريبة لفلسفة ديكارت الفكرية، إلا أنه لم يرفض الممضى الفكري على الفور. بل وافق في الواقع على الأفكار الرئيسية للفلسفة الفكرية، والأهم من بين ذلك الفكرة القائلة بأن المفاهيم الفكرية يمكن حتى تكون ذات معنى، وأن المفاهيم الفكرية تمضى إلى خارج حدود البيانات المعطاة عن طريق الملاحظة التجريبية.

كان من بين مساهمات تشارلز بيرس الرئيسية وضع الاستدلال الاستقرائي (البحث والتحقيق) والاستدلال الاستنتاجي (الاستنباط) في أسلوب تكاملي وليس تنافسي، حيث كان الاسلوب التنافسي هوالاتجاه الرئيسي بين المتفهمين منذ نشر كتابات ديفيد هيوم قبل قرن من الزمن حتى أضاف بيرس مفهوم الاستدلال الاستقرائي.

تشكل الأشكال الثلاثة من التفكير مجتمعة أساسًا مفاهيميًا رئيسيًا للممضى الفهمي القائم على التجربة اليوم. يفترض منهج تشارلز بيرس:

أن عناصر الفهم هي أشياء حقيقية.
إن خصائص الأمور الحقيقية لا تعتمد على إدراكنا لها.
كل إنسان لديه خبرة كافية عن أشياء حقيقية سيوافق على الحقائق التي تتعلق بها.

ووفقًا لأفكار بيرس حول الفلسفة التخطيئية (اللامعصومية)، فإن استنتاجات الفهم دائمًا ما تكون مؤقتة، لأن الفلسفة الفكرية للطريقة الفهمية لا تعتمد على اليقين في استنتاجاتها، بل على طابعها التسليمي الذاتي: من خلال الاستمرار في تطبيق التجارب يستطيع المنهج الفهمي اكتشاف الأخطاء الخاصة به وتسليمها، وبالتالي اكتشاف الحقيقة في النهاية.

أقسامها

تنقسم النظريات الإمبريقية إلى:

نظرية التأثير المباشر
نظرية التأثير المحدود
نظرية التأثير المعتدل

الاستعمال الفلسفي

استخدم لفظ تجربة وتجريبي من قبل الأطباء اليونانيين للدلالة على الممارسة العملية في تعارضها مع الاعتقادات النظرية البعيدة عن الملاحظات المستقاة مباشرة من ملاحظة الوقائع. ويرجع استعمال تعبير اللوح الممسوح أوالصفحة البيضاء إلى أرسطوالذي كان يؤكد حتى جميع ما في الذهن له أصل في الحس، وهوما عمل على بلورته الشيخ الرئيس ابن سينا واستدل عليه بتجربة فكرية ابن طفيل. وصيغت نظرية التجربانية في القرن 17 من قبل جون لوك الذي مضى إلى حتى الذهن مثل الصفحة البيضاء والتجربة الحسية هي التي تطبع فيه آثارها التي منها تتولد الأفكار، مما يجعل جون لوك ينفي حتى تكون في الذهن البشري فكر فطرية مستبعدا بذلك إمكان أي فهم من دون الاعتماد على التجربة.

الاستعمال الفهمي

يقوم المنهج الفهمي على حتى جميع فهم مُعلَّلة يجب حتى تكون تجريبية أومبنية على التجربة، من حيث إذا التعليل ينبغي حتى يستند إلى ما تُلاحظه الحواس. ويستعمل لفظ تجريبي في العلوم الطبيعية والعلوم الاجتماعية للدلالة على حتى وضع الفرضيات يجب حتى يخضع لإمكان اختبارها بواسطة المعطيات المترتبة عن ملاحظة الوقائع الحسية، مما يجعل الأقوال أوالقضايا الفهمية مرتبطة بالتجربة كموضوع قابل للملاحظة الخارجية. ويُستعمَل، أيضا، لفظ تجريبي بمعنى تجريبي، أي ما يقبل حتى يُبنى ويُلاحظ في المختبر الفهمي من قِبَل المتخصصين وَفْق إجراءات مضبوطة وبواسطة أجهزة دقيقة.

المراجع

^ Markie, P. (2004), "Rationalism vs. Empiricism" in Edward D. Zalta (ed.), Stanford Encyclopedia of Philosophy, Eprint. نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2018 على مسقط واي باك مشين.
^ Loeb, Luis E. (1981), From Descartes to Hume: Continental Metaphysics and the Development of Modern Philosophy, Ithaca, Cornell University Press.^{[حدد الصفحة]}
^ Engfer, Hans-Jürgen (1996), Empirismus versus Rationalismus? Kritik eines philosophiegeschichtlichen Schemas, Padeborn: Schöningh.^{[حدد الصفحة]}
^ Buckle, Stephen (1999), "British Sceptical Realism. A Fresh Look at the British Tradition", European Journal of Philosophy, 7, pp. 1–2.
^ Peter Anstey, "ESP is best", Early Modern Experimental Philosophy, 2010. نسخة محفوظة 31 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.
^ Sini, Carlo (2004), "Empirismo", in Gianni Vattimo et al. (eds.), Enciclopedia Garzanti della Filosofia.
^ Bardzell, Jeffrey (June 11, 2014). Speculative Grammar and Stoic Language Theory in Medieval Allegorical Narrative: From Prudentius to Alan of Lille. Routledge. صفحات 18–19.
^ Diels-Kranz 4.11 translated by Long, A.A.; Sedley, D.N. (1987). The Hellenistic Philosophers: Vol. 1. Cambridge, Ma: Cambridge. صفحة 238.
^ Sajjad H. Rizvi (2006), Avicenna/Ibn Sina (c. 980–1037), موسوعة الإنترنت للفلسفة نسخة محفوظة 06 أبريل 2009 على مسقط واي باك مشين.
^ "Seeing the Body: The Divergence of Ancient Chineseand Western Medical Illustration", Camillia Matuk, Journal of Biocommunication, Vol. 32, No. 1, 2006, [1] نسخة محفوظة 24 يناير 2017 على مسقط واي باك مشين.
^ Thornton, Stephen (1987) "Berkeley's Theory of Reality" in The Journal of the Limerick Philosophical Society, UL.ie نسخة محفوظة 18 سبتمبر 2011 على مسقط واي باك مشين.
^ Macmillan Encyclopedia of Philosophy (1969), "George Berkeley", vol. 1, p. 297.
^ Mill, J.S., "An Examination of Sir William Rowan Hamilton's Philosophy", in A.J. Ayer and Ramond Winch (eds.), British Empirical Philosophers, Simon and Schuster, New York, NY, 1968.^{[حدد الصفحة]}
^ Marconi, Diego (2004), "Fenomenismo"', in جياني فاتيموand Gaetano Chiurazzi (eds.), L'Enciclopedia Garzanti di Filosofia, 3rd edition, Garzanti, Milan, Italy.
^ Achinstein, Peter, and ستيفن إف. باركر (1969), The Legacy of Logical Positivism: Studies in the Philosophy of Science, Johns Hopkins University Press, Baltimore, MD.^{[حدد الصفحة]}
^ Barone, Francesco (1986), Il neopositivismo logico, Laterza, Roma Bari.^{[حدد الصفحة]}
^ Burch, Robert (2017). Zalta, Edward N. (المحرر). (الطبعة Fall 2017). Metaphysics Research Lab, Stanford University. مؤرشف من الأصل في 14 مايو2019.
^ Ward, Teddy (n.d.), "Empiricism", Eprint نسخة محفوظة 2012-07-14 at Archive.is.
^ Rock, Irvin (1983), The Logic of Perception, MIT Press, Cambridge, Massachusetts.^{[حدد الصفحة]}
^ Rock, Irvin, (1997) Indirect Perception, MIT Press, Cambridge, Massachusetts.^{[حدد الصفحة]}
^ G. A. Russell (1994), The 'Arabick' Interest of the Natural Philosophers in Seventeenth-Century England, pp. 224-62, Brill Publishers, ISBN 90-04-09459-8

وصلات خارجية

العقلانية لقاء التجريبية على موسوعة ستانفورد للفلسفة (بالإنجليزية)
العقلانية لقاء التجريبية على مسقط مشروع إنديانا لفهم الوجود الفلسفي

في كومنز صور وملفات عن: تجريبية

[1] Markie, P. (2004), "Rationalism vs. Empiricism" in Edward D. Zalta (ed.), Stanford Encyclopedia of Philosophy, Eprint. نسخة محفوظة 29 سبتمبر 2018 على مسقط واي باك مشين.

[2] Loeb, Luis E. (1981), From Descartes to Hume: Continental Metaphysics and the Development of Modern Philosophy, Ithaca, Cornell University Press.^{[حدد الصفحة]}

[3] Engfer, Hans-Jürgen (1996), Empirismus versus Rationalismus? Kritik eines philosophiegeschichtlichen Schemas, Padeborn: Schöningh.^{[حدد الصفحة]}

[4] Buckle, Stephen (1999), "British Sceptical Realism. A Fresh Look at the British Tradition", European Journal of Philosophy, 7, pp. 1–2.

[5] Peter Anstey, "ESP is best", Early Modern Experimental Philosophy, 2010. نسخة محفوظة 31 أغسطس 2017 على مسقط واي باك مشين.

[sini-6] Sini, Carlo (2004), "Empirismo", in Gianni Vattimo et al. (eds.), Enciclopedia Garzanti della Filosofia.

[7] Bardzell, Jeffrey (June 11, 2014). Speculative Grammar and Stoic Language Theory in Medieval Allegorical Narrative: From Prudentius to Alan of Lille. Routledge. صفحات 18–19.

[8] Diels-Kranz 4.11 translated by Long, A.A.; Sedley, D.N. (1987). The Hellenistic Philosophers: Vol. 1. Cambridge, Ma: Cambridge. صفحة 238.

[Rizvi-9] Sajjad H. Rizvi (2006), Avicenna/Ibn Sina (c. 980–1037), موسوعة الإنترنت للفلسفة نسخة محفوظة 06 أبريل 2009 على مسقط واي باك مشين.

[10] "Seeing the Body: The Divergence of Ancient Chineseand Western Medical Illustration", Camillia Matuk, Journal of Biocommunication, Vol. 32, No. 1, 2006, [1] نسخة محفوظة 24 يناير 2017 على مسقط واي باك مشين.

[11] Thornton, Stephen (1987) "Berkeley's Theory of Reality" in The Journal of the Limerick Philosophical Society, UL.ie نسخة محفوظة 18 سبتمبر 2011 على مسقط واي باك مشين.

[12] Macmillan Encyclopedia of Philosophy (1969), "George Berkeley", vol. 1, p. 297.

[13] Mill, J.S., "An Examination of Sir William Rowan Hamilton's Philosophy", in A.J. Ayer and Ramond Winch (eds.), British Empirical Philosophers, Simon and Schuster, New York, NY, 1968.^{[حدد الصفحة]}

[14] Marconi, Diego (2004), "Fenomenismo"', in جياني فاتيموand Gaetano Chiurazzi (eds.), L'Enciclopedia Garzanti di Filosofia, 3rd edition, Garzanti, Milan, Italy.

[15] Achinstein, Peter, and ستيفن إف. باركر (1969), The Legacy of Logical Positivism: Studies in the Philosophy of Science, Johns Hopkins University Press, Baltimore, MD.^{[حدد الصفحة]}

[16] Barone, Francesco (1986), Il neopositivismo logico, Laterza, Roma Bari.^{[حدد الصفحة]}

[17] Burch, Robert (2017). Zalta, Edward N. (المحرر). (الطبعة Fall 2017). Metaphysics Research Lab, Stanford University. مؤرشف من الأصل في 14 مايو2019.

[18] Ward, Teddy (n.d.), "Empiricism", Eprint نسخة محفوظة 2012-07-14 at Archive.is.

[19] Rock, Irvin (1983), The Logic of Perception, MIT Press, Cambridge, Massachusetts.^{[حدد الصفحة]}

[20] Rock, Irvin, (1997) Indirect Perception, MIT Press, Cambridge, Massachusetts.^{[حدد الصفحة]}

[21] G. A. Russell (1994), The 'Arabick' Interest of the Natural Philosophers in Seventeenth-Century England, pp. 224-62, Brill Publishers, ISBN 90-04-09459-8

البحث والتحقيق
من سلسلة منطقات حول

مبادئ البحث
الاحتمال • توكيل • سلوكية • انحياز • سببية • مقارنة • واقعية نقدية • استنباط • تجريبية • المعهداتية • اخلاقيات • النسوية • التعميم • المثالية • الحث • الاستدلال • التفسيرية • الماركسية • القياسية • المنهجية • الوجودية • الوضعية • بعد الحداثية • البراغماتية • الاحتمال • العقلانية • الانعكاسية • النسبوية • الاعتمادية • الدقية • النفعية
بحث كمي
التغير • الافتراضية • تحليل ثنائي المتغير • فحص تربيع تشاي • التحليل االكتلي • التحليل الزمري • تحليل عوامل الاثبات • ارتباط • احصاء وصفي • تحليل تميزي • اقتصاد قياسي • تحليل وقع تاريخي • تحليل بيانات استكشافي • تحقق من نظرية • قياس • تحليل عامل • نماذج خطية • تحليل علوي • مونتي كارلو• تحليل متعدد المستويات • تحليل شبكي • درس بلا معامل • درس بمعامل • تحليل مسار • قياس نفسي • تقييس • تحليل بيانات ثانوية • درس ثانوي • محاكات • تحليل شبكية اجتماعية • رزم احصائية • تحليل سلاسل وزمن • تحليل فردي
بحث نوعي
بحث اجرائي • تحليل محتوى • تحليل تحدثي • تحليل كلامي • منهجية عرقية • نظرية المسوغ • التأويلية • التحليل الانشائي • الظواهرية • التحليل النصي • التحليل البصري
بحث مختلط
بحث اجرائي • دراسة قضية • مجموعة دراسة • بيانات مختلطة • تثليث
تصميم الابحاث
بحث اجرائي • تحقيق فني • اثنوغرافيا ذاتية • درس في السِيَّر • دراسق قضية • درس تضافري • درس مقارن • درس عابر للثقافات • تنجيم البيانات • درس في الوثائق • تقييم • تجارب • درس نسوي • درس عملي • درس تاريخي • درس على الانترنت • لقاءة • درس طولي • درس مختلط • درس شبكي • ملاحظة غير تشاركية • درس تلاحظي • درس تاريخي شفهي • دراسة ندوية • مراقبة مشاركية • دراسة استكشافية • تحليل سياسات • التعيين • درس ثانوي • ملاحظة هيكلية • تثليث • درس روائي