مساقط رؤوس مجموعة من الفلاسفة الصينيين البارزين من مدارس الفكر المئة خلال عهد سلالة زوالحاكمة. تشير المثلثات الزرقاء على الخريطة إلى الفلاسفة الموهيين.

موهية (بالصينية: 墨家، وتعني «مدرسة مو») وهي فلسفة صينية قديمة، نشأت من الفيلسوف الصيني موزي مابين سنة 470 - 491 ق م، وقد تطورت من كونفشيوسية والطاوية والقانونية في فترة الربيع والخريف وفي فترة حقبة الممالك المتحاربة، عدد مِنْ العواملِ يُمْكِنُ أَنْ تُستَشهدَ بتَوضيح الهبوطِ واختفاءِ الموهية. جراهام سليمُ من المحتمل، على سبيل المثال، لاقتراح ذلك بعد توحيدِ كين، فَقدَ الموهيين التأثير السياسي مارسوا كحرفيون خبراء وإختصاصيودفاعِ الذي ساعدوا الولاياتَ الأصغرَ تَبْقى أثناء التَحَارُب تَذْكرُ عصراً.

طُوِّرت الموهية على يد طلاب الفهم الأكاديميون الذين درسوا على يد الفيلسوف الصيني القديم موزي (470 ق م – 391 ق م)، وجُمعت في كتاب سُمي باسمه: كتاب موزي. تطورت الموهية في نفس فترة تطور الكونفوشية والطاوية والقانونية، وكانت واحدة من المدارس الفلسفية الرئيسة في الفترة الممتدة تقريباً بين عامي 770 ق م – 221 ق م. خلال تلك الفترة، كان يُرى في الموهية منافساً كبيراً للكونفوشية. رغم استمرار تأثيرها، فقد اندثرت الموهية تقريباً بوصفها مدرسة فكرية مستقلة.

نظرة عامة

تشتهر الموهية بالدرجة الأولى بمفاهيم «الاهتمام المتجرد» (أو: الحب الكامل)، وعادة ما تترجَم هذه العبارة ترجمة مبسطة على «الحب الكوني»، وهذا غير دقيق؛ لأن موزي كان يرى حتى المشكلة الأساسية في الأخلاق الإنسانية هي إفراط التحيز في التعاطف، وليست عجزاً في التعاطف بحد ذاته. وكان هدفه هوإعادة تقييم السلوك، لا العواطف والنزعات.

شكّل الموهيون تنظيماً سياسياً دقيق الهيكلية سعى إلى تحقيق الأفكار التي كانوا يدعون إليها، أي كتابات موزي. وكحال الكونفوشيين، لمقد يكونوا يعرضون خدماتهم المأجورة بهدف الكسب فقط، بل أيضاً في سبيل تحقيق نماذجهم الأخلاقية المثالية. وتألف هذا الهيكل السياسي من شبكة وحدات محلية في جميع ممالك الصين الكبرى آنذاك، شكّلها عناصر من الفهماء والطبقة العاملة معاً. قاد جميع وحدة إنسان سمي «جوزي» (وتعني حرفياً: الإزميل)، وفُرض نمط حياة متقشف وزاهد داخل الوحدة، وكان جميع «جوزي» يعيّن خليفته بنفسه. طور الموهيون علوم التحصينات وإدارة شؤون الدولة، وخطوا أبحاثاً عن الحكم تتنوع مواضيعها من كفاية الإنتاج الزراعي إلى قوانين التوريث. كثيراً ما استُؤجروا من قبل الممالك المتحاربة الكثيرة بصفتهم مستشاري دولة، فشابهوا بهذا بقية الفلاسفة الجوالين والفرسان الرحالين في ذلك العصر.

الاهتمام والتجرد

تروج الموهية لفلسفة اهتمام متجرد؛ تقول إنه ينبغي بالمرء حتى يهتم بجميع الأفراد الآخرين بنفس الدرجة، بغض النظر عن علاقاتهم العملية به. والتعبير عن هذا الاهتمام غير المتحيز هوما يجعل المرء كائناً مستقيماً في الفكر الموهي. كانت هذه المناصرة للتجرد موضع هجوم من قبل المدارس الفلسفية الصينية الأخرى لا سيما الكونفوشية التي اعتقدت أنه لا يُفترض بالحب –رغم كونه غير مشروط- حتىقد يكون غير متحيز. على سبيل المثال، ينبغي بالأطفال حتى يكنّوا حباً أكبر نحوأهاليهم مما هونحوالغرباء.

يُعهد موزي بإصراره على حتى جميع الناس سواسية في أحقيتهم بتلقي المنفعة المادية والحماية من الأذى البدني. في الموهية، لا تُحدَّد الأخلاقيات بالتنطقيد والشعائر، بل عن طريق مرشد أخلاقي ثابت يطابق النفعية. تختلف التنطقيد من ثقافة إلى أخرى، ويحتاج البشر إلى مرشد أكثر تقليدية لتحديد التنطقيد المقبولة أخلاقياً، ويجب على هذا الدليل الأخلاقي حتى يروج للسلوكيات الاجتماعية التي تزيد المنفعة العامة لجميع أفراد المجتمع إلى الحد الأعلى.

طُور مفهوم «آي» (愛) من قبل الفيلسوف الصيني موزي في القرن الرابع قبل الميلاد ردَّ عمل على مبدأ الحب الخيّر في الكونفوشية، إذ حاول موزي حتى يبدل ما اعتبره نزعة صينية قديمة راسخة إلى التعلق الزائد بالهياكل العائلية والعشائرية، فيستعيض عنها بمفهوم «الحب الكوني». في هذا المجال، كان يحاجّ بشكل مباشر الكونفوشيين الذين اعتقدوا حتى من الطبيعي والصائب للمرء حتى يهتم بالأشخاص المختلفين بدرجات مختلفة. بينما افترض موزي، على النقيض، أنه ينبغي بالمرء من ناحية المبدأ حتى يهتم بجميع الأشخاص على قدم المساواة. تشدد الموهية على أنه بدلاً من تبني مواقف مختلفة تجاه الأشخاص المختلفين، ينبغي بالحب حتىقد يكون غير مشروط يُقدَّم للجميع دون انتظار المبادلة بالمثل، لا فقط للأصدقاء والعائلة ومن يرتبطون ببعضهم عبر العلاقات الكونفوشية الأخرى. في ما بعد، تبنت البوذية الصينية مفهوم «آي» ليدل على الحب المهتم مشبوب العاطفة واعتُبر رغبة أساسية، إذ رأت البوذية حتى مفهوم «آي» إما حتىقد يكون قدرة على الأنانية أوعلى الإيثار، فهماً حتى الإيثار عنصر أساسي لبلوغ الاستنارة.

عواقبية الدولة

إنه لمن شأن الإنسان المُحسن حتى يسعى إلى تدعيم ما يعود بالنفع على العالم واجتثاث ما كان ضارًا وأن يقدّم نموذجًا للعالم. إذا سيحقق ما يعود بالنفع وسيهجر ما ليس له نفع.

على عكس نفعية مذاهب اللذة، التي ترى في المتعة قيمة أخلاقية خيّرة، «القيم الخيّرة الأساسية في الفكر العواقبي الموهي هي... النظام والثروة المادية والزيادة السكانية». خلال عهد موزي، شاعت الحروب والمجاعات، وكان يُنظر إلى النموالسكاني على أنه ضرورة أخلاقية من أجل مجتمع متناسق. وتدل «الثروة المادية» في العواقبية الموهية على الاحتياجات الأساسية مثل المأوى والملبس. يقول ديفيد شيبرد نيفيسون، عالم الصينيات في جامعة ستانفورد، في كتاب «تاريخ كامبريدج للصين القديمة» إذا القيم الخيّرة في الموهية «قائمة على علاقة متبادلة: المزيد من الثروة الأساسية، يعني المزيد من التكاثر، وبالتالي المزيد من الأشخاص، وبالتالي المزيد من الإنتاج والثروة... إذا عاش الناس في وفرة، فسيكونون خيّرين وبارّين بآبائهم وعطوفين وما إلى هنالك دون إشكاليات». بالتباين مع آراء بنثام، فإن عواقبية الدولة ليست نفعية لأنها لا تتبع ممضى اللذة، إذ تفوق أهمية النتائج التي تصب في مصلحة الدولة أهميةَ المتعة والألم الفرديين.

انظر أيضًا

  • زهد
  • عواقبية
  • إيثار فعال

مراجع

  1. ^ The Shorter Routledge Encyclopedia of Philosophy. Edited by Edward Craig. Routledge Publishing. 2005.
  2. ^ One hundred Philosophers. A guide to the world's greatest thinkers Peter J. King, Polish edition: Elipsa 2006
  3. ^ Mo, Di; Xun, Kuang; Han, Fei (1967). Watson, Burton (المحرر). . Columbia University Press. صفحة 110. ISBN . مؤرشف من الأصل فيسبعة يونيو2015.
  4. Loewe, Michael; Shaughnessy, Edward L. (2011). The Cambridge History of Ancient China. Cambridge University Press. صفحة 761. ISBN .
  5. ^ Van Norden, Bryan W. (2011). Introduction to Classical Chinese Philosophy. Hackett Publishing. صفحة 52. ISBN .
تاريخ النشر: 2020-06-02 10:48:03
التصنيفات: موهية, تأسيسات القرن 5 ق م في الصين, عواقبية, فلسفة صينية, مدارس فلسفية, نظريات اجتماعية, نفعية, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, بوابة الصين/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

"الصحة السعودية" تؤكد جاهزية مدينة الملك عبدالله الطبية لموسم الحج

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:21:10
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 69%

كولر يرفض التفريط في محمود متولي رغم كثرة إصاباته

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:21:17
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 54%

بحضور جبران.. أمانة المرأة بنقابة البترول تعقد اجتماعها الدوري

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:21:12
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 66%

يوفنتوس يُعلن رحيل آنخيل دي ماريا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:21:15
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 52%

غدًا.. انطلاق الأسبوع الثانى من دورى كرة القدم للصم بالأندية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:21:16
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 66%

صدمة قوية للخصوم.. المغرب يكشف عن أول طائرة “مسيرة” محلية الصنع

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:20:46
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 70%

طقس الخميس.. ارتفاع في درجات الحرارة بمناطق من المملكة

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:20:49
مستوى الصحة: 63% الأهمية: 76%

وزيرة التخطيط: إعادة النظر فى الحد الأدنى للأجور مرتين سنويًا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:21:07
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

افتتاح مستشفى الطور المُصغر لخدمة أهالي الطور بجنوب سيناء

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:21:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 66%

معرض لابتكارات طلاب كلية الذكاء الاصطناعي بجامعة الدلتا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:21:10
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 57%

حملة لرفع الإعلانات غير المرخصة والعشوائية من شوارع سمالوط بالمنيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:21:24
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 66%

حصول محطتيّ مياه شرب بسوهاج على شهادة الإدارة الفنية المستدامة TSM

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:21:24
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

منتخب مصر يظهر بالقميص الجديد فى أمم أفريقيا 2025

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:20:55
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 52%

"تعليم بني سويف": فوز طالب بالمركز الأول في مسابقة مايكروسوفت

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:21:25
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

البابا تواضروس الثاني يكشف تطورات حالته الصحية الأخيرة

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-06-22 12:20:49
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 62%

تحميل تطبيق المنصة العربية