صنهاجة

صنهاجة (أوقبائل صنهاجة) هي واحدة من أكبر القبائل الأمازيغية التي لعبت دورا مهما في تاريخ المغرب الأوسط والصحراء الكبرى، بتأسيس الجيل الأول منها دولة بني زيري، وتأسيس الجيل الثاني منها مملكة أودغست الإسلامية ودولة المرابطين، وهي بالتالي من أشهر القبائل في المغرب وشمال أفريقيا.

نسبهم

هي قبيلة أمازيغية . وفروعها في شمال إفريقيا كالأتي :

البرانس، وهي: إزداجة، ومصمودة، وأوربة، وعجيسة، وكتامة، وأوريغة، بالإضافة إلى صنهاجة. وزاد سابق بن سليم وأصحابه: لمطة، وهسكورة، وكزولة. وهي أكثر أهل الغرب لهذا العهد وما بعده لا يكاد قطر من أقطاره يخلومن بطن من بطونهم في جيل أوبسيط، حتى لقد زعم كثير من الناس أنهم الثلث من أمم الأمازيغ. وكان لهم في الردة ذكر وفي الخروج على الأمراء شأن. أما ذكر نسبهم فإنهم من ولد صنهاج بن برنس بن بر. وأما بطون صنهاجة فكثيرة فمنهم بلكانة وتلكاتة وأنجفة وشرطة ولمتونة ومسوفة وكدالة ومندلسة وبنووارت وبنويتين. ومن بطون أنجفة بنومزائريت وبنوتثليب وفشتالة وملواقة. هكذا يكاد نقل بعض نسابة الأمازيغ في كتنبهم وذكر آخرون من مؤرخي الأمازيغ حتى بطونهم تنتهي إلى سبعين بطنا. وذكر ابن الكلبي والطبري حتى بلادهم بالصحراء مسيرة ستة أشهر. وكان أعظم قبائل صنهاجة بلكانة وفيهم كان الملك الأول. وكانت مواطنهم ما بين المغرب الأوسط الجزائر وأفريقية، وهم أهل مدر. ومواطن مسوفة ولمتونة وكدالة وشرطة بالصحراء، وهم أهل وبر. وأما أنجفة فبطونهم مفترقة وهم أكثر بطون صنهاجة.

موطنهم

ولم تكن صنهاجة في الواقع مجرد قبيلة، بل كانت شعبا عظيما ، وكانت بطون صنهاجة في الواقع تنتشر بـبلاد شنقيط (موريتانيا حاليا) إلى حدود السنغال ، وبالجزائر في ما بين المسيلة وتترى وميله، وكانت تسيطر على ذلك الطريق الموصل بين موريطنية سيتيفينسيس، وموريطانيا القيصرية ، كما كانت بطون أخرى تضرب في منطقة الأطلس الوسطى من تازا إلى إقليم بني ملال، وتحتل منحدرات الأطلس الكبرى الجنوبية وتوغل جنوبا محتلة الواحات الواقعة على أطراف الصحراء وتوغل في المغرب الأقصى في إقليم الريف حتى طنجة ، كما كان بعضها ينزل حول آزمورة، كانت بلادهم في القبلة مسيرة سبعة أشهر طولا، ومسيرة أربعة أشهر عرضا، من نول لمطة في أقصى المغرب، إلى قبلة إفريقية، وقبلة القيروان من بلاد إفريقية.

تاريخهم ودولهم

وقد تهيأ للقبائل الصنهاجية بحكم سعة انتشارها حتى تتنوع حياتها الاجتماعية، فقد كانت بعض القبائل تحيا حياة الاستقرار، كما كانت بعض القبائل الجبلية الأخرى تنتقل عادة نقلة الشتاء والصيف طلبا للمرعى، وكانت بعض البطون الأخرى تحيى حياة بدوية عريقة في الصحراء الكبرى المغرب الأوسط. ومن الغريب أنه رغم تفرق شعب صنهاجة على هذه الصورة، ظلت رابطة الدم والثقافة المشهجرة تؤلف بين أشتاته، وتجعله يتحد عند وقوع الخطر لدفعه، وقد تمكنت صنهاجة بفضل هذه الحضارة التي أصابت منها بعض الشيء، وبفضل هذا التنوع في الحياة الاجتماعية، وهذه الرابطة الأسرية الوثيقة من حتى تخط لنفسها في المغرب تاريخا مجيدا ، (( فشرف صنهاجة أصيل ومجدهم أثيل، ورياستهم قديمة)). وكان الملك في صنهاجة في جيلين، أسست صنهاجة الجيل الأول دولة بني زيري، وأسست صنهاجة الجيل الثاني مملكة أودغست الإسلامية، ودولة المرابطين.

انظر أيضا

أمازيغ
الزيريين
الطوارق

مراجع

^ "صنهاجة.. إليكخمسة حقائق عن أشهر القبائل في تاريخ المغرب". www.maghrebvoices.com. مؤرشف من الأصل في 25 مارس 2020. اطلع عليه بتاريخ 25 مارس 2020.
^ عبدالرحمن بن خلدون: تاريخ ابن خلدون، جـ 6، ص 117، طبعة دار الفكر، بيروت - لبنان.
↑ تاريخ ابن خلدون، جـ 6، ص 201.
↑ تاريخ ابن خلدون، جـ 6، ص 202.
^ ابن أبي غرس: ورض القرطاس، ص 71.
^ كتاب بلاد شنقيط المنارة والرباط ص 18، ص19، وهوعلى الرابط التالي:https://archive.org/stream/shanket_manara#page/n11/mode/2up. كتاب "Le Zénaga des tribus sénégalaises" الفقرة الخامسة، من ص3، لمؤلفه الجنرال الفرنسي لويس فيديرب حاكم مستعمرات غرب افريفيا على الرابط : http://aguenaou.free.fr/amadal/documents/langue/1894_faidherbe_zenaga_N0103594.pdf. سلسلة أصول السكان في بلاد شنقيط (الحلقة الأولى) للمؤرخ الأستاذ الحسين ولد محنض على الرابط: http://alnssabon.com/t63991.html
^ حسن أحمد محمود: قيام دولة المرابطين، ص 36، دار الفكر العربي، القاهرة - مصر.
^ قيام دولة المرابطين، ص 37.
↑ قيام دولة المرابطين، ص 38.
^ ابن دحية: المطرب من أشعار أهل المغرب، ورقة 49.
^ قيام دولة المرابطين، ص 39.