الوصمة أوالسمة هي الرفض الاجتماعي الشديد لشخص أومجموعة من الناس وذلك لأسباب اجتماعية مميزة مقبولة عند الغالبية، بحيث حتى فاعل الأمر المسبب للوصمةقد يكون موسوماً بها، ومميزاً عن باقي أفراد المجتمع.

يمكن للوصمة الاجتماعية حتى ينشأ من مدى فهم مفاهيم اجتماعية مثل الاضطراب النفسي والإعاقة وأمراض مثل الجذام، بالإضافة إلى مفاهيم الإنجاب خارج العلاقة الزوجية، والتوجه الجنسي، ولون البشرة، ومدى التدين، ودرجة التفهم وغير ذلك.

التسمية ودلالاتها

الأصل في هذه الحدثة العلامة أوالوصمة التي كانت توضع على العبيد لتمييزهم، والحدثة في سياق الطب النفسي تعني وصمة العار التي ترتبط بالسقم النفسي أومهنة الطب النفسي، وتمتد للمستشفيات العقلية والسقمى وأقاربهم وأساليب العلاج، وينشأ عن ذلك شعور واتجاه سلبي نحوالسقم النفسي يمنع الناس من التعاطف مع السقمى العقليين أوالاستفادة من خدمات الصحة النفسية، وتوجد برامج لإزالة الوصمة Destigmatization المرتبطة بالسقم النفسي.

أشكال الوصمة

يمكن للوصمة الاجتماعية حتى تكون على ثلاثة أشكال وذلك حسب تصنيف عالم النفس إرفنغ غوفمان:

  1. التشوهات الخارجية أوالظاهرة مثل الندبة، أوالجذام أوالبدانة أوالنحولة السقمية.
  2. انحرافات في سمات الشخصية مثل الاضطرابات النفسية أوإدمان المخدرات والكحول، بالإضافة إلى وجود سجل إجرامي.
  3. وصمات عار قبلية، وهي التي يخرق فيها فاعلها عادات وتنطقيد، سواء تخيلية أوحقيقية، ضمن القبيلة أوالمجموعة العرقية أوالجنسية، كما يحدث ضمن أتباع الديانات.

نموذج لينك وفيلان للوصم

يقترح بروس لينك وجوفيلان تواجد الوصمة عندما تتلاقى أربعة مكونات محددة:

  1. يفرِّق الأفراد ويصنِّفون الاختلافات البشرية.
  2. ربط المعتقدات الثقافية السائدة بين الأشخاص المصنَّفين والصفات المعاكسة المعزوّة لهم.
  3. يُوضع الأفراد المُصنّفين في مجموعات مميزة تعمل على إنشاء شعور بالانفصال بين «نحن» و«هم».
  4. يقابل الأفراد المصنّفون «فقدان الحالة والتمييز» ما يؤدي إلى ظروف غير متكافئة.

في هذا النموذج، يعتمد الوصم أيضًا على «الوصول إلى القوة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تسمح بتحديد الاختلافات وبناء القوالب النمطية وفصل الأشخاص المصنّفين في مجموعات متميزة والتطبيق الكامل للاستنكار والرفض والاستبعاد والتمييز». بالتالي، في هذا النموذج، يُطبّق مصطلح الوصم «ستيغما» عند تصنيف وتنميط وفصل وفقدان الحالة والتمييز، وكلها تتواجد ضمن حالة قوة تسهّل حدوث الوصمة.

التمايز والتصنيف

إن تحديد أي من الاختلافات البشرية ملحوظ، ومن ثم يستحق التصنيف، هوعملية اجتماعية. هناك عاملان أساسيان يجب فحصهما عند النظر إلى أي مدى هذه العملية اجتماعية. المسألة الأولى هي حتى هناك حاجة إلى تبسيط كبير لإنشاء مجموعات. مجموعات واسعة من السود والبيض، مثلي الجنس ومغاير الجنس، العاقل والمريض عقليًا؛ والصغار والكبار، هي كلها أمثلة على ذلك. ثانياً، الاختلافات التي تُعتبر اجتماعيًا ذات صلة، تختلف بشكل كبير حسب الزمان والمكان. مثال على ذلك هوالهجريز الذي وُضع على حجم الجبين ووجوه الأفراد في أواخر القرن التاسع عشر -والذي كان يُعتقد أنه مقياس للطبيعة الإجرامية للشخص.

الربط بالصور النمطية

يركز المكون الثاني من هذا النموذج على ربط الاختلافات المصنّفة بالقوالب النمطية. عمل جوفمان في عام 1963 جعل هذا الجانب من الوصم بارزًا وبقي كذلك منذ ذلك الحين. جذبت عملية تطبيق بعض الصور النمطية هذه على مجموعات متباينة من الأفراد قدرًا كبيرًا من الاهتمام والبحث في العقود الأخيرة.

نحن وهم

ثالثًا، ربط الصفات السلبية بالمجموعات يسهل الفصل إلى «نحن» و«هم». إذا رؤية المجموعة المصنفة على أنها مختلفة اختلافًا جوهريًا تسبب قولبةً نمطية بقليل من التردد. تعني حدثة «نحن» و«هم» حتى المجموعة المصنفة أقل إنسانية بطبيعتها وفي أقصى مدى ممكن، ليست إنسانية على الإطلاق. في هذا التطرف، تحدث الأحداث الأكثر بشاعة.

الضرر

المكون الرابع للوصم في هذا النموذج يضم «فقدان الحالة والتمييز». لا تضم الكثير من تعاريف الوصمة هذا الجانب، ومع ذلك، يعتقد هؤلاء المؤلفون حتى هذا الفقدان يحدث بحكم طبيعتها لأن الأفراد «يُصنّفون ويُفصلون ويُربطون بصفات غير مرغوب فيها». أعضاء المجموعات المصنفة محرومون لاحقًا من أشيع فئة من فرص الحياة بما في ذلك الدخل والتعليم والرفاه العقلي وحالة السكن والصحة والعلاج الطبي. إلى غير ذلك، فإن الوصم الذي يمارسه الأغلبية، الأقوياء أو«العلويون»، يؤدي إلى آخرية الأقليات، العاجزين و«الدونيين». حيث يصبح الأفراد الموصومون متضررين بسبب الإيديولوجية التي أوجدتها «الذات»، والتي هي القوة المعاكسة لـ «الآخر». نتيجة لذلك، يصبح الآخرون مستبعدين اجتماعيًا وأولئك الأقوياء يسوّغون الاستبعاد استنادًا إلى الصفات الأصلية التي أدت إلى الوصمة.

ضرورة وجود القوة

يؤكد المؤلفون أيضًا على دور القوة (القوة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية) في الوصم. في حين حتى استخدام القوة واضح في بعض المواقف، إلا أنه في حالات أخرى يمكن حتى يصبح مُقنّعًا لأن الاختلاف بالقوة أقل وضوحًا. ومن الأمثلة المتطرفة على الموقف الذي كان فيه دور القوة واضحًا جدًا، معاملة النازيين للشعب اليهودي. من ناحية أخرى، فإن مثالاً على الموقف الذيقد يكون فيه أفراد مجموعة موصومة يملكون «عمليات مرتبطًة بالوصمة» يحتاج لمصدر {هوفي حالة السجناء. يمكن تخيل حدوث جميع خطوة من المراحل المشروحة أعلاه فيما يتعلق بأفكار السجناء حول الحراس. ومع ذلك، لا يمكن حتى ينطوي هذا الموقف على وصم حقيقي، وفقًا لهذا النموذج، لأن السجناء ليس لديهم القوة الاقتصادية أوالسياسية أوالاجتماعية للتصرّف بهذه الأفكار بأي نتائج تمييزية خطيرة.

اقرأ أيضاً

  • تابو

المراجع

  1. ترجمة stigma حسب معجم مصطلحات الطب النفسي، مركز تعريب العلوم الصحية نسخة محفوظة 15 يونيو2017 على مسقط واي باك مشين.
  2. ^ ترجمة stigma حسب المعجم الطبي الموحد نسخة محفوظة 07 يناير 2018 على مسقط واي باك مشين.
  3. ^ Jopling WH. Leprosy Stigma. Lepr Rev 62,1-12,1991
  4. ^ Erving Goffman (1963). Stigma: Notes on the Management of Spoiled Identity. Prentice-Hall. ISBN 0-671-62244-7.
  5. Link, Bruce G.; Phelan, Jo C. (2001), "Conceptualizing Stigma", Annual Review of Sociology, 27: 363–85, doi:10.1146/annurev.soc.27.1.363 CS1 maint: ref=harv (link)
  6. ^ Frosh, Stephen. "The Other." American Imago 59.4 (2002): 389–407. Print.
تاريخ النشر: 2020-06-02 11:22:01
التصنيفات: وصمة, رفض اجتماعي, سياسات الهوية, صور نمطية, مصطلحات علم الاجتماع, نظرية الوصم, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, CS1 maint: ref=harv, الصفحات التي تستخدم وصلات ISBN السحرية, صفحات تستخدم خاصية P244, صفحات تستخدم خاصية P227, بوابة طب/مقالات متعلقة, بوابة علم الاجتماع/مقالات متعلقة, بوابة علم النفس/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

شخصان وفتاتان يهددون رجال الأمن بإشعال قنينة غاز

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:23:37
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 71%

تصريحات جديدة لحميدتي تكرس لخلافات العسكر بالسودان

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:23:40
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 60%

رضيعة سورية تولد بأعجوبة تحت الركام بعد مقتل والدتها

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:23:12
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 58%

"شارلي إيبدو" تُثير الغضب مجددا بسبب "كاريكاتير" ساخر من زلزال تركيا

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:23:41
مستوى الصحة: 62% الأهمية: 71%

اضرابات واحتجاجات جديدة على مشروع تعديل نظام التقاعد في فرنس

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:23:16
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 69%

لجنة التحقيق الأممية تدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا لتمكي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:23:08
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 63%

12 جــامعة تستـضيف “التـــحدي المبتـــكر من إل جــي”

المصدر: آخر ساعة - الجزائر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:24:19
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 64%

ولي العهد السعودي يرأس اجتماع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:24:17
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 90%

السعودية تؤكد تضامنها مع تركيا وسوريا بعد الزلزال

المصدر: ألشرق الأوسط - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:24:14
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 87%

أي دور لفرنسا توجيه البرلمان الأوروبي للتحرش بالمغرب؟

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:23:34
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 84%

الرئيس التركي أردوغان يعلن حالة الطوارئ في المناطق التي ضربها الزلزال

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:23:31
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 73%

أردوغان يعلن حالة الطوارئ في 10 محافظات ضربها الزلزال

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:22:56
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 58%

الصحة تحذر المواطنين من التواجد خارج المنزل في البرد لتجنب الأمراض

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:22:54
مستوى الصحة: 38% الأهمية: 49%

وزير الخارجية يستقبل الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:23:20
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 64%

حماس: الاحتلال مسؤول عن سقوط حجارة من مصلى في المسجد الأقصى

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:23:00
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

احتجاجات جديدة لأصحاب المركبات غير المقننة بالعاصمة السودانية

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:23:41
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 66%

شكري يؤكد ضرورة عدم السماح لأي طرف داخل ليبيا باختطاف العملي

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-02-07 15:23:04
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 55%

تحميل تطبيق المنصة العربية