التقاطية
عودة للموسوعةالالتقاطية، أوالتاقط الكرز، أوقمع الدليل، أومغالطة الدليل الناقص هي الإشارة إلى حالات فردية من البيانات التي يظهر عليها تأكيد رؤية ما، مع تجاهل جزء كبير من الحالات أوالبيانات التي تعارض هذه الرؤية. فهي نوع من مغالطات الانتباه الانتقائي، والتي من أبرز أمثلتها «الانحياز التأكيدي». يمكن حتى تجرى الالتقاطية أوالتقاط الكرز عن قصد أودون قصد. وتعد هذه المغالطة منادىة كبيرة للنقاش العام.
يستند مصطلح التقاط الكرز على تخيل عملية جني الثمار، كالكرز مثلا. فما نتسقطه من جانٍ هوحتى يقوم بالتقاط الثمار الأكثر نضجا وصحة. ومن ثم فإن شاهد إنسان ما الثمار التي تم التقاطها من الشجرة فسيظن حتى معظم ثمار هذه الشجرة، أومن الممكن كلها، في حالة جيدة. ومن ثم فقد يعطي ذلك انطباعا خاطئا عن جودة الثمار، إذ إذا ما رآه الشخص كان محض عينة وليس عينة تمثيلية كاملة.
للالتقاطية سمعة سيئة كممارسة تتجاهل، تتغاضى، أوتقمع الدليل بشكل يحجب عنا الصورة الكاملة لأمر ما.
من المفاهيم التي يتم الخلط بينها وبين الالتقاطية أحيانا هي فكرة جني الثمار القريبة والسهلة حصادها فحسب، وتجاهل الثمار البعيدة في قمة الشجرة التي تكون صعبة الجني.
يمكننا حتى نجد الالتقاطية في الكثير من المغالطات المنطقية. ففي مغالطة «الدليل القولي»، مثلا، يتم تجاهل قدر كبير من البيانات من أجل منفعة آراء شخصية، وفي «انتقاء الأدلة» يتم تجاهل الأدلة التي لا يفضل أحدهم مناقشتها، بينما في «المأزق المفتعل» يحصر أحدهم الخيارات المطروحة في خيارين فقط، رغم حتى هناك خيارات أكثر من اثنين. يمكن حتى تشير الالتقاطية إلى انتقاء البيانات أومجموعات من البيانات الخاصة بدراسة أواستطلاع على نحويأتي بالنتائج المتسقطة والمرغوبة، والتي قد تكون مضللة أوحتى مناهضة تماما للواقع والحقيقة.
في العلوم
تعتبر الالتقاطية واحدة من الخصائص المعهدية للإنكارية وتستخدم على نطاق واسع من قبل منكري العلوم من أجل معارضة الاكتشافات الفهمية. عملى سبيل المثال، تستخدم الالتقاطية في إنكار تغير المناخ، إنكار السلبيات الصحية لاستهلاك منتجات التبغ والتدخين السلبي، وإنكار التطور من قبل الخلقيين.
يقول ريتشارد سوميرفايل في شهادة أدلى بها أمام مجلس النواب الأمريكي للطاقة والتجارة في مارس 2011:
ويقول ستيفن نوفيللا مشككا في أوز:
في الطب
في دراسة أجريت عام 2002، عثر حتى هناك التقاطية في تجارب أجريت على أدوية مضادة للاكتئاب: راجع الباحثون 31 من تجارب الفعالية لمضادات الاكتئاب لتحديد معايير الاستبعاد الأساسية التي تستخدم في تحديد القابلية للمشاركة. تشير نتائجهم إلى حتى السقمى في تجارب مضادات الاكتئاب الحالية يمثلون نسبة قليلة من السقمى الذين يتم علاجهم من الاكتئاب بشكل روتيني. وبذلك، ووفقا للباحثين، فإن استبعاد بعض السقمى يعني حتى قابلية تعميم فعالية استخدام مضادات الاكتئاب تفتقر إلى دعم الدليل التجريبي.
في المناقشات
يعتبر الاقتباس من خارج السياق نوعا من أنواع الالتقاطية في المناقشات، ففيها يقوم المناظر باجتزاء ما يوافق موقفه من السياق، أويبالغ في موقف خصمه، ويتجاهل بذلك ما يتصل باقتباسه من كلام أصلي، أويضع اقتباسه في سياق مختلف. تمثل الالتقاطية معضلة كبيرة في المناقشات، فالحقائق المقتبسة نفسها تكون سليمة، لكنها مع ذلك تكون خارج سياقها. ولأن الأبحاث لا تجرى مباشرة وتكون عادة في غير أوانها، فإن الحقائق أوالاقتباسات الالتقاطية تلتصق عادة بذهن العامة، وحتى عندما يتم تسليمها، فإنها تؤدي إلى تحريف واسع النطاق في معناها.
البرهان المتحيز
البرهان المتحيز نوع من المغالطات اللاشكلانية التي تحدث فقط عندما يعتد بالأدلة التي تدعم فرضية ما، وإهمال الأدلة المعارضة لها.
خط أستاذ الفلسفة بيتر سوبر: «لا تجعل مغالطة البرهان المتحيز حجة ما باطلة. وقد لا تجعلها أيضا فاسدة. فهذه المغالطة تنطوي على إقناع القراء، وحتى المغالطين أنفسهم، بأننا أوفينا بحق الأدلة وأصبح لدينا ما يكفي لتبرير حكمنا. وإن لم نكن قد سقطنا في مغالطة البرهان المتحيز، فسنكون حينها لم نبرهن على ما يكفي لتبرير حكمنا. قد تكون البراهين عند الطرف الآخر أقوى من تلك التي نملكها. ولن نعهد إلا عندما نفحصها. وبذلك فإن مغالطة البرهان المنحاز لا تعني حتى فرضيتك خاطئة أوليست في محلها، ولكن تعني أنها غير كاملة فحسب.»
«عند إلقاء كلام عقلاني، عليك حتى تحدد إذا كنت ترغب استخدام برهان منحاز (أحادي الجانب) أوبرهان غير منحاز (ثنائي الجانب). يقدم البرهان المنحاز وجهة النظر الداعمة فقط، أما البرهان غير المنحاز فيقدم وجهتي النظر المتعاكستين. واختيارك لأي منهما يعود إلى حاجاتك ونوع جمهورك. ففي العادةقد يكون البرهان المنحاز محبذا عندما توجه كلامك إلى جمهور يفضل أفكارك. ويكون البرهان غير المنحاز محبذا عندما توجه كلامك إلى أولئك الذين يعارضون أفكارك، أوالمتفهمين بشكل جيد، أومن قد استمعوا بالعمل إلى وجهات نظر معاكسة لك.»
رص الأوراق هوأسلوب من أساليب البروباغاندا التي تسعى للتلاعب بإدراك الجمهور لقضية ما عبر تأييد أحد جوانبها وقمع الآخر. ومثل هذا التأييد يمكن تحقيقه عبر انحياز الإعلام أوالشهادات أحادية الجانب، أوببساطة عبر قمع الأصوات المعارضة. يستخدم هذا الأسلوب عادة في الخطابات الإقناعية التي يلقيها السياسيون المرشحون لتشويه سمعة خصومهم وإظهار أنفسهم بشكل أفضل.
يعود أصل المصطلح إلى حيلة الساحر في أوراق اللعب التي تتضمن تقديم طابق من الأوراق يظهر عليها وكأنها خلطت عشوائيا، لكنها في الحقيقة تكون قد رصت وفق نظام محدد. والساحر يعهد ذلك النظام ويستطيع التحكم في نتيجة الخدعة. وفي لعبة البوكر، يمكن تنظيم الأوراق بحيث يأخذ لاعبون معينون أوراقا معينة. [13] يمكن حتى تنطبق هذه الظاهرة على أي موضوع ولها قطاع عريض من التطبيقات. فأينما عثر طيف واسع من المعلومات، فإن المظاهر يمكن حتى تزور بتسليط الضوء على بعض الحقائق وتجاهل حقائق أخرى. يمكن حتىقد يكون رص الأوراق أداة للخداع في بعض الإعلانات، مثل تلك الخاصة بالتعبئة والتجنيد. فقد يخط على إعلان التجنيد بخط كبير «هل ترغب السفر،يا ترى؟ هل ترغب خوض غامرة؟» ويخط بخط صغير أقل جاذبية بالأسفل «تطوع لمدة عامين أوأربع أعوام».
المراجع
- ^ The Internet Encyclopedia of Philosophy, "Fallacies", Bradley Dowden (2010) نسخة محفوظة 29 أكتوبر 2018 على مسقط واي باك مشين.
- ^ Cherry Picking نسخة محفوظة 01 مارس 2016 على مسقط واي باك مشين.
- ^ Klass, Gary. "Just Plain Data Analysis: Common Statistical Fallacies in Analyses of Social Indicator Data. Department of Politics and Government, Illinois State University" (PDF). statlit.org. ~2008. مؤرشف من الأصل (PDF) في 25 مارس 2014. اطلع عليه بتاريخ 25 مارس 2014.
- ^ Goldacre, Ben (2008). . HarperCollins Publishers. صفحات 97–99. ISBN . مؤرشف من الأصل في 31 مارس 2019.
- ↑ سفين أوفه هانسون: Science denial as a form of pseudoscience. Studies in History and Philosophy of Science. 63, 2017, pp 39–47, doi:10.1016/j.shpsa.2017.05.002.
- ↑ "Devious deception in displaying data: Cherry picking", Science or Not, April 3, 2012, retrieved 16 February 2015 نسخة محفوظة 11 يوليو2018 على مسقط واي باك مشين.
- ^ Novella, Steven (26 April 2011). "A Skeptic In Oz". Science-Based Medicine. مؤرشف من الأصل فيثمانية مايو2013. اطلع عليه بتاريخ 16 فبراير 2015.
- ^ "Typical Depression Patients Excluded from Drug Trials; exclusion criteria: is it "cherry picking"?". The Brown University Psychopharmacology Update. Wiley Periodicals. 13 (5): 1–3. May 2002. ISSN 1068-5308. Based on the studies: Posternak, MA; Zimmerman, M; Keitner, GI; Miller, IW (February 2002). "A reevaluation of the exclusion criteria used in antidepressant efficacy trials". The American Journal of Psychiatry. 159 (2): 191–200. doi:10.1176/appi.ajp.159.2.191. PMID 11823258. , Zimmerman, M; Mattia, JI; Posternak, MA (March 2002). "Are subjects in pharmacological treatment trials of depression representative of patients in routine clinical practice?". The American Journal of Psychiatry. 159 (3): 469–73. doi:10.1176/appi.ajp.159.3.469. PMID 11870014.
- ^ "One-Sidedness - The Fallacy Files". مؤرشف من الأصل في 30 سبتمبر 2018. اطلع عليه بتاريخ 14 أكتوبر 2014.
- ↑ Peter Suber. "The One-Sidedness Fallacy". مؤرشف من الأصل فيخمسة أغسطس 2012. اطلع عليه بتاريخ 25 سبتمبر 2012.
| جزء من سلسلة منطقات حول |
| المغالطات المنطقية |
|---|
|
عام
|
|
مغالطات صوريَّة
|
|
مغالطات غير صوريَّة
|
|
مغالطات الارتباط
|
|
بوابة منطق |
التصنيفات: أدلة, تقنيات العلاقات العامة, جمود معرفي, سوء استعمال الإحصائيات, مغالطات استقرائية, مغالطات غير رسمية, قالب أرشيف الإنترنت بوصلات واي باك, بوابة السياسة/مقالات متعلقة, بوابة فلسفة/مقالات متعلقة, بوابة منطق/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات, صفحات بها وصلات إنترويكي
