الضحاك بن مزاحم

الضحاك بن مزاحم الهلالي تابعي، مفسّر، وأحد رواة الحديث النبوي، روى له أصحاب السنن الأربعة.

سيرته

الضحاك بن مزاحم من بني هلال، وكنيته أبومحمد، وقيل أبوالقاسم، نطق المضىي: «صاحب التفسير كان من أوعية الفهم، وليس بالمجود لحديثه ، وهوصدوق في نفسه»، وكان له أخوان: محمد ومسلم، أصله من بلخ، وكان يقيم بها مدة، وبسمرقند مدة، وببخارى مدة، واشتهر بِأن أمه قد حملت به سنتين كاملتين، وقد ولد وله أسنان، وكان مفهم كتاب، يفهم الصبيان، ولا يأخذ منهم شيئا. أخد التفسير عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس، وقدم الضحاك مرو، وسمع منه التفسير عُبَيد بن سُلَيْمان، مولى عبد الرحمن بن مسلم الباهلي.

يُؤثر عنه الزهد، عن قيس بن مسلم نطق: «كان الضحاك إذا أمسى بكى فيقول: لا أدري ما صعد اليوم من عملي»، وكان يقول: «حق على جميع من تفهم القرآن حتىقد يكون فقيهًا. وتلا قول الله: كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ.»، اشتهر بعمله في التفسير، ونطق سفيان الثوري:

خذوا التفسير من أربعة: سعيد بن جبير، ومجاهد، وعكرمة، والضحاك.

ومن أقواله في التفسير: في تفسير قوله: ﴿هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾ نطق: «هوفوق العرش وفهمه معهم».

توفي سنة 102 هـ وقيل 105 هـ وقيل 106 هـ، ذكر محمد بن سعد البغدادي في وفاته: «لما حضرت الضّحّاك الوفاةُ أوفد إليّ فنطق: لا أحسبُني إلاّ ميّتًا فيما بيني وبين الصبح، فلا أُلْفَينّك إذا مُتّ تُنادي توفي الضّحّاك توفي الضّحّاك، من يسمع النداء اتى. اضْرِبْ يدك في غُسْلي وأكثر في مساجدي من الطيب وكفّنّي في الأكفان من هذه البياض وَسَطًا من هذه الأكفان. وإيّاك وما أحدث النّاس من هذا الضريح، ادْفّني في لحد، فإذا حملتْني الرجال على عواتقها فلا أُلفينّك تمشي بي مَشْيَ العروسِ، مشيًا بين المَشْيين دون الخَبَب وفوق الخُطى، فإن وجدتَ لَبِنًا فَلَبِنٌ وإلاّ فمن خشاش الأرض، فإذا وضعتَني في لحدي فسوّيتَ عليّ اللبنَ فارْفع لبنة من عند رأس أخيك ثمّ انْظر إلى مضجعه، ثمّ شُنْ شأنك؛ فإذا دفنتَني ونَفَضَتِ الرّجال أيديها عنّي فقُمْ عند رأس قبري واستقبل القبلة، ثمّ نادِ ثلاثة أصوات تُسْمع أصحابك: اللهمّ إنّك قد أجلستَ الضّحّاك في قبره تسائله عن ربّه وعن دينه وعن نبيّه، فَثَبِّتْهُ بالقَوْلِ الثابتِ في الحياة الدّنْيا وَفي الآخرة، ثمّ انصرف.»

روايته للحديث النبوي

روى عن: الأسود بن يزيد النخعي، وأنس بن مالك، وزيد بن أرقم، وأبوسعيد الخدري، وسعيد بن جبير، وطاووس بن كيسان ، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الرحمن بن عوسجة، وعطاء بن أبي رباح، وأبي الأحوص عوف بن مالك بن نضلة الجشمي، والنزال بن سبرة، وأبي هريرة، وقيل: لم يثبت له سماع من أحد من الصحابة.
روى عنه: إسماعيل بن أبي خالد، وأبوحاتم بزيع بن عَبد الله اللحام، وبشير أبوإسماعيل، وثابت بن جأَبَان، وجعفر بن عكرمة القرشي، وجويبر بن سَعِيد، وحبيب بن عطاء، والحسن بن يحيى البَصْرِيّ نزيل خراسان، وحكيم بن الديلم، وأبوزهير حيان بن عَبد الله بن زهير العبدي البَصْرِيّ، وأَبُوسنان سَعِيد بْن سنان الشيباني الأصغر، وأبوسعد سعيد بن المرزبان البنطق، وسلمة بن نبيط بن شريط، وأبوعيسى سُلَيْمان بن كيسان الخراساني، وأبوسنان ضرار بن مرة الشيباني الأكبر، وعبد الرحمن بن عوسجة، وعبد العزيز بن أَبي رواد، وعبد الملك بْن ميسرة الزراد، وعُبَيد الله مولى عُمَر بن مسلم الباهلي قوله، وأبوالحارث عُبَيد بن سُلَيْمان الباهلي الخراساني، وأبوسيدان عُبَيد بْن الطفيل، وعثمان بن داود الخولاني الدمشقي، وأبوروق عطية بْن الحارث الهمداني الكوفي، وعلي بن الحكم البناني، وعلي بن مالك الكوفي، وعامارة بن أَبي حفصة، وعُمَر بن ميمون بن الرماح، وأبوإسحاق السبيعي، وغالب بن سليثمان الجهضمي، وقدامة بن عبد الرحمن الرؤاسي، وقرة بن خالد السدوسي، وقيس بن سليم العنبري، وكثير بن سليم المدائني، ومالك بن سَعِيد البلخي، ومحمد بن سليم الخراساني، ومزاحم بن زفر، ومشاش، ومقاتل بن حيان النبطي، وميمون أبوعبد الله الخراساني الوراق، وأبومصلح نصر بن مشارس، ونهشل بن سَعِيد، وواصل مولى أبي عُيَيْنَة، والوليد بن ثعلبة، وأبوجناب يَحْيَى بْن أَبي حية الكلبي.
الجرح والتعديل: وثّقه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأبوغرسة الرازي، والدارقطني، والعجلي، ونطق المضىي: «ليس بالمجود لحديثه، وهوصدوق في نفسه»، نطق يحيى القطان: «كان الضحاك عندنا ضعيفًا.»، ونطق أيضًا: «كان شعبة لا يحدث عن الضحاك بن مزاحم، وكان ينكر حتىقد يكون لقى ابن عباس قط»، وذكر العجلي أنه ليس من التابعين ولم ير أحدًا من الصحابة، ونطق ابن حبان في كتاب الثقات: «لقي جماعة من التابعين، ولم يشافه أحدا من أصحاب رَسُول اللَّهِ ، ومن زعم أنه لقي ابن عباس، فقد وهم»، ونطق ابن عدي: «عُرف بالتفسير، فأما رواياته عن ابن عباس، وأبي هُرَيْرة، وجميع من روى عنه، ففي ذلك كله نظر، وإنما اشتهر بالتفسير.»، روى له أصحاب السنن الأربعة.

المراجع

↑ سير أعلام النبلاء، الطبقة الثانية، الضحاك بن مزاحم، جـ 4، صـ 598: 600 نسخة محفوظة 17 نوفمبر 2018 على مسقط واي باك مشين.
↑ الطبقات الكبرى، لابن سعد البغدادي، ترجمة الضحاك بن مزاحم الهلالي، مسقط صحابة رسولنا نسخة محفوظة 16 ديسمبر 2019 على مسقط واي باك مشين.
↑ تهذيب الكمال، المزي، جـ 13، صـ 191، 196، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الأولى، 1980م نسخة محفوظة 17 نوفمبر 2018 على مسقط واي باك مشين.
^ تفسير الطبري، تفسير سورة المجادلة الآيةسبعة نسخة محفوظة 16 أبريل 2018 على مسقط واي باك مشين.