خشوع

خشوع مصطلح يتردد كثيراً في القرآن والسنة النبوية ، فقد تكرر ذكره بجميع مشتقاته في القرآن الكريم أكثر من خمس عشرة مرة ؛ ومعناه تذلل القلب وخوفه من الله تعالى ، وإذا حصل التذلل والخوف للقلب خشعت الجوارح فهي تبع للقلب.ومحل الخشوع القلب وثمرته تظهر على الجوارح.

تعريف الخشوع

لغة

نطق ابن فارس : (الخاء والشين والعين أصلٌ واحد، يشير على التطامن. ينطق: خشع إذا تطامن وطأطأ رأسه، يخشع خشوعاً. وهوقريب المعنى من الخضوع، إلا حتى الخضوع في البدن والخشوع في الصوت والبصر).ونطق الفيّومي :[خشع خشوعاً إذا خضع. وخشع في صلاته ونادىئه: أقبل بقلبه على ذلك، وهومأخوذ من خشعت الأرض إذا سكنت واطمأنت].ونطق الراغب :(الخشوع: الضراعة. وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح، والضراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب. ولذلك قيل فيما رُوي: «إذا ضرع القلب خشعت الجوارح).

اصطلاحًا

* نطق ابن القيم : (الخشوع: قيام القلب بين يدي الرب بالخُضُوع والذُّلِّ )
* نطق ابن رجب: (أصل الخشوع لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره ، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء، لأنها تابعة له ).
* نطق القرطبي : الخاشعون جمع خاشع وهوالمتواضع والخشوع هيئة في النفس يظهر منها في الجوارح سكون وتواضع. ونطق قتادة الخشوع في القلب وهوالخوف وغض البصر في الصلاة.
* وقيل :الخشوع: لين القلب، وخضوعه، ورقته، وسكونه، وحضوره وقت تَلبُّسه بطاعة الله، فتتبعه جميع الجوارح والأعضاء ظاهراً وباطناً؛ لأنها تابعة للقلب، وهوأميرها، وهي جنوده.

أهمية الخشوع

للخشوع أهمية كبيرة في العبادات _ لاسيما _ في الصلاة ،ولقد اتىت أدلة كثيرة تؤكد هذه الفضل والأهمية ومنها:

سبب الفلاح ودخول الجنة : نطق الله تعالى :﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾
الخشوع صفة من صفات الأنبياء يقول تعالى: ﴿نَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾
الصلاة الخاشعة كفارة للذنوب نطق النبي محمد : لحديث عثمان نطق: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: ((مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ، فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا، وَخُشُوعَهَا، وَرُكُوعَهَا إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ، مَا لَمْ يأْتِ كَبيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ))
الخشوع وقاية وحماية: عن ابن عباس نطق: سمعت رسول الله يقول: «عينان لا تسمهما النار عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله).

محل الخشوع

الخشوع محلّه القلب، ولا بدّ حتى تظهر آثاره على الجوارح، على الوجه والجسم.أما إذا ظهرت آثار الخشوع على الجوارح ولم يكن في القلب شيء منه فهذا خشوع النفاق. نطق حذيفة: إياكم وخشوع النفاق.

حكم الخشوع في الصلاة

اختلف الفقهاء في حكم الخشوع في الصلاة ما بين الوجوب والاستحباب ،ومن الذين مضىوا إلى وجوب الخشوع في الصلاة ابن تيمية إذ يقول : (ويدل على وجوب الخشوع فيها(الصلاة) أيضاً قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1 الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾إلى قوله: ﴿أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾أبلغ سبحانه حتى هؤلاء هم الذين يرثون فردوس الجنة، وذلك يقتضي أنه لا يرثها غيرهم، وقد دلَّ هذا على وجوب هذه الخصال؛ إذ لوكان فيها ما مستحبّ لكانت جنة الفردوس تورث بدونها، لأن الجنة تُنال بعمل الواجبات دون المستحبات، ولهذا لم يذكر في هذه الخصال إلا ما واجب).

مواضيع ذات صلة

قنوت
توبة
صلاة الجماعة

مصادر

المخطة الكاملة / الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة ،د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني
المخطة الكاملة / الخشوع في الصلاة ، د. الصباغ

وصلات خارجية

مسقط الآلوكة : الخشوع في الصلاة ،د. أمين بن عبد الله الشقاوي

المراجع

^ موسوعة أخلاق القرآن ،د. أحمد الشرباصي، ج 1 / 172
^ معجم مقاييس اللغة ،ابن فارس: ج 2 / 183
^ المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ،أحمد بن محمد بن علي الفيومي المقرئ ، ص :65
^ مفردات ألفاظ القرآن ، الراغب الأصفهاني ، 283
^ مدارج السالكين ، ابن القيم ، ج 1/ 521.
^ الخشوع في الصلاة ،ابن رجب الحنبلي ، 6
^ الجامع لأحكام القرآن ،القرطبي، ج 1 / 152
^ الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة ، د. سعيد بن علي بن وهف القحطاني ، ص 13
^ رواه مسلم، برقم 228.
^ خرجه الترمذي في سننه: 4/ 175، برقم: 1639، والحاكم في المستدرك على السليمين: 2/ 92، برقم: 2430، وهذا لفظ الترمذي، ونطق الألباني: سليم لغيره، انظر سليم الترغيب والترهيب: 3/ 161، برقم: 3322.
^ الخشوع في الصلاة ، الصباغ ، ص 16 .
^ مجموع فتاوى، ابن تيمية ، ج 22/ 554.