تواصل حركة طالبان التي سيطرت على أفغانستان في منتصف أغسطس الماضي (2021) فرض قوانينها المتشددة على المواطنين.
فمن منعها النساء من ممارسة الرياضة إلى منع الموسيقى، وفرضها ضرورة إرخاء اللحى، وصولا إلى إجبارها محال الألبسة على قطع رؤوس دمى عارضات، وصولا إلى التدخل حتى في قصات شعر الرجال على ما يبدو.
فقد انتشر خلال الساعات الماضية، فيديو يظهر أحد عناصر الحركة يضرب مواطنا أفغانيا، ويقص شعره عنوة، بعد أن استفزته على ما يبدو قصة المسكين.
فوسط الشارع وذهول المارة، وقف الرجل "لا حول له ولا قوة"، أمام غضب العنصر الذي فتك بشعره.
قطع رؤوس
أتى ذلك، بعد أن أمرت طالبان بائعي الملابس في هرات بغرب البلاد بقطع رؤوس دمى العرض في متاجرهم.
وقال عزيز الرحمن، أحد مسؤولي طالبان في هرات، ثالث أكبر مدينة في البلاد البالغ عدد سكانها نحو 600 ألف نسمة، لوكالة فرانس برس أمس الأربعاء "طلبنا من التجار قطع رؤوس دمى العرض، لأنها تتعارض مع الشريعة".
كما أضاف "إذا اكتفوا بتغطية رؤوس الدمى أو بتغطيتها بالكامل، فلن يأتي ملاك الله إلى متجرهم أو منزلهم ليباركهم"، موضحا أن الباعة وعدوا بالطاعة.
فيما انتشرت على مواقع التواصل مقاطع مصورة تظهر رجالا يقطعون رؤوس دمى عرض بلاستيكية.
استياء التجار
وأعرب عدد من التجار في هرات عن استيائهم. وقال بشير أحمد بأسف "كما ترون، قطعنا رؤوس العارضات في المتجر" مشيراً إلى أن كل عارضة كلفته 5000 أفغاني (حوالي 42 يورو).
كما أضاف "عندما لا يكون هناك عارضة، كيف يمكن بيع منتجات للمستهلكين؟".
في حين لم تصدر طالبان رسميا بعد أي أوامر واسعة النطاق بشأن العارضات البلاستيكية. إلا أن الحركة كانت اتخذت سلسلة إجراءات خلال الأشهر الماضية للحد من الحريات العامة وخصوصا للنساء والفتيات.
يذكر أنه خلال فترة حكمها الأولى بين العامين 1996 و2001، أثارت الحركة صدمة عالمية عندما قامت بتفجير تماثيل بوذا العملاقة في البلاد على سبيل المثال، ومنعها سفر النساء أو حتى خروجهن بلا مرافقة زوج أو قريب.
