قرصنة بيولوجية
القرصنة البيولوجية مصطلح حديث نسبيا وظاهرة إرتبطت بظهور الشركات الصيدلية والكميائية الكبرى. وهي مفردة تعني إصطلاحيا سعي هذه الشركات إلى الإستحواذ على حقوق إستعمال مادة طبيعية معينة أوطريقة إنتاجها واستغلال ذلك تجاريا مما يعني في كثير من الأحيان الإستحواذ على معارف الشعوب في مجال الطب التقليدي أوالزراعة التقليدية أوحتى في حقهم في تسمية منتوجهم كما كانوا يسمونه منذ قرون وذلك عن طريق السعي إلى إمتلاك حقوق ترويج أسماء معينة كما عملت شركة أمريكية حيث حاولت الحصول على حق ترويج علامة بسماتي التي هي في الحقيقة إسم لنوع من الأرز معروف ومستعمل في الهند وباكستان. وطالما تمكنت هذه الشركة من طلبها فإنه كان على الهنديين حتى يطلقوا إسما جديدا على أرزهم أودفع أموال طائلة لإستعمال هذا الإسم. إلا حتى الهند حملت دعوى ضد الشركة وكسبتها. ولعل الأمر يكتسي خطورة أكبر عندما يتحول الأمر إلى إحتكار طرائق تقليدية في العلاج أي أنه مثلا لا يسمح باستعمال أي عقار يحتوي على المادة X في مداوات السقم Y إذا كانت الشركة قد سجلت برائة إكتشاف أوإختراع في مداوات Y ب X أوأنه لا يسمح لك باستعمال بذور معينة في فلاحتك لأن شركة ما قد قامت بتسجيل برائة إختراع في هذه البذور أي أنها حولتها جينيا وهي لم تقم بذلك إلخ... ومن أنشط البلدان في هذا الميدان الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر تشريعاتها في هذا المجال فضفاضة بعض الشيء مما يسهل طلب وعمل برائات على أشياء كثيرة قد لا يمكن عمل برائات عليها وقد تقع تحت الملكية العالمية أوالبشرية. والمثير للإهتمام حادثة سقطت مع شركة باير الألمانية ففي حين كانت الولايات المتحدة ترفض تصنيع دواء منسوخ في علاج الإيدز لإفرقيا بشكل قاطع مستندة في ذلك على حق الملكية لفكرية وبرائة الإختراعات فقد أرغمت الولايات المتحدة هذه الشركة على تزويدها بعقارات مضادة للأسلحة الجرثومية بعد أحداث 11 سبتمبر بثمن بخس جدا بتهديدها أنه إذا لم تخفض اليعر فإنها ستلقي قانون الملكية الفكرية جانبا وستعطي الترخيص لشركات أخرى لتصنيعه بأبخس الأثمان.
هذه الموضوعة تعبير عن بذرة بحاجة للنمووالتحسين؛ فساهم في إثرائها بالمشاركة في تحريرها. |