الشهيد
- أي المطلع على جميع الأمور .
سمع جميع الأصوات، خفيها وجليَّها. وأبصر جميع الموجودات ، دقيقها وجليلها ، صغيرها وكبيرها . وأحاط فهمه بكل شيء، الذي شهد لعباده، وعلى عباده، بما فهموه . نطق الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى : (الرقيب) و( الشهيد) مترادفان، وكلامها يدلُّ على إحاطة سمع الله بالمسموعات، وبصره بالمبصرات، وفهمه بجميع المعلومات الجلية والخفية، وهوالرقيب على ما دار في الخواطر، وما تحركت به اللواحظ، ومن باب أولى الأفعال الظاهرة بالأركان، نطق تعالى : { إذا الله كان عليكم رقيباً (سورة النساء الآية 1) { والله على جميع شيء شهيد (سورة المجادلة الآية 6) ولهذا كانت المراقبة التي هي من أعلى أعمال القلوب هي التعبد لله باسمه الرقيب الشهيد ، فمتى فهم العبد أنَّ حركاته الظاهرة والباطنة قد أحاط الله بفهمها، واستحضر هذا الفهم في جميع أحواله، أوجب له ذلك حراسة باطنة عن جميع فكر وهاجس يبغضه الله ، وحفظ ظاهره عن جميع قول أوعمل يسخط الله ، وتعبَّد بمقام الإحسان فعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه ، فإن الله يراه. . فإذا الله كان رقيباً على دقائق الخفيات، مطلعاً على السرائر والنيات، كان من باب أولى شهيداً على الظواهر والجليات، وهي الأفعال التي تعمل بالأركان أي الجوارح.