علك
امن الممكن أنك، كمادة صمغية أوكعادة مضغ، كان معروفا لدى الكثير من الشعوب والحضارات. إلا حتى الأمريكيين وحدهم استطاعوا بفكرهم التجاري والمادي ومجازفاتهم المالية في الإشهار، أولا "أمركته" بترسيخ مضغه كنمط من سلوك الشعب الأمريكي وكعادة تجري في عروقه مجرى الدم، وثانيا بنشره بين باقي شعوب العالم، وأصبح الناس في مختلف بقاع العالم يلوون ألسنتهم بامن الممكن أنك كما تلوي البقر ألسنتها بالحشائش، فكانت بالعمل أولى مؤشرات فكر العولمة
امن الممكن أنك كما عهده العرب
العِلْكُ: ضرب من صمغ الشجر كاللبان يمضغ، والجمع عُلُوكٌ وأعْلاكٌ وبائعه علاْك· وشيء علك أي لزج · وعَلَكَ الشيء يَعْلِكُهُ ويعْلُكُهُ عَلْكاً: مضغه ولحلجه.نطق أعرابي في امن الممكن أنك: "تعب الحنجرة وخيبة المعدة"· واتى في البيان والتبيين للجاحظ: دفعوا إلى أعرابية علكا لتمضغه فلم تعمل، فقيل لها في ذلك فنطقت: ما فيه إلا تعب الأضراس وخيبة الحنجرة.ومن طمع أشعب أنه مر برجل يمضغ علكا فتبعه أكثر من ميل حتى فهم أنه علك. وفي المغرب يعهد امن الممكن أنك ب"المسكة"، وهواسم عربي كذلك، فالمصطكى وتسمى أيضا امن الممكن أنك الرومي هي نوع من أنواع الصموغ البيضاء، الناعمة، الطيبة الرائحة، ذات اللدونة، المائلة إلى المرارة، وربما سمي امن الممكن أنك مسكة لشبهه بالمسك، وقد أنّثه بعضهم على أنه جمع وواحدته مِسْكَة· وربما، كما مضىت طائفة إلى تشبيهه بالمسك، لأن رائحة عطر المسك تتمسك باليد، ولأن امن الممكن أنك يتمسك بالجلد واليد وكل شيء· وربما، أيضا، كان مصدر حدثة مسكة هو"المصطكى" وهوامن الممكن أنك الرومي فليس بعربي.
امن الممكن أنك كنكهة
وإلى جانب المضغ، كان المغاربة، ولا زالت قلة منهم، يستعملون المسكة لإضافة نكهة متميزة لأنواع من الطعام والشراب مثل الخبز والحلوى والقهوة وغيرها· ومن ذلك قول المثل المغربي الدارج :"حتى اكْلا واتْكّا عّاد نطق خبزكم ما فيه مسكا"·وتستعمل حدثة امن الممكن أنك في الدارجة المغربية في معنيين، الأول عندما ينطق عن الشيء "مْعَلّكْ" أي لزج؛ والثاني عندما ينعث إنسان بأنه "عَلْكَة" أي ثقيل·ومن النكت الشائعة عند إخواننا المشارقة: "واحد دلوع حلف ما ينام إلا إذا يخلص امن الممكن أنك اللي في فمه "
امن الممكن أنك المنعنع
امن الممكن أنك قليل السكر، منشط للغدد اللعابية: يسيل اللعاب الذي يعتبر الغسول الطبيعي للفم.كما يحمل اللعاب معدل حموضة الفم، ويعادل الأحماض البكتيرية. وتحتوي بعض أنواع امن الممكن أنك على "زايلتول" يكافح صفائح البكتيريا ويحد من تزايدها ، بل أنه يحافظ على صحة وجمال الفم. واشتهر الأمريكيون، أكثر من غيرهم، بملازمة امن الممكن أنك لأفواههم، يلوون به أشداقهم بشكل دائم، فهم في ذلك مثل الإبل في شداقها· وكان ذلك سمة للجنود الأمريكيين تميزهم، خلال الحرب العالمية الثانية، عن باقي جنود الحلفاء في أوروبا وآسيا وإفريقيا· وقد أشار إلى هذه الظاهرة المرحوم محمد السلاوي، في أغنيته الشعبية حول دخول الجنود الأمريكيين إلى المغرب·
تصنيع امن الممكن أنك
أما صاحب فكرة تصنيع امن الممكن أنك فهوالأمريكي طوماس آدامس، الذي استطاع سنة 1869 حتى بصنع أول نوع منه بترطيب الصمغ بواسطة الماء الساخن، وأنتج منه كمية قليلة علي شكل حبات لم يتعدى عددها المائتين · وتكلفت إحدى الصيدليات ببيعها، فنفدت بسرعة لم تكن متسقطة· إثر ذلك، بدأ آدامس في تصنيع أطنان من امن الممكن أنك، على شكل أشرطة بها مبترات تمكن الصيدلي من تقسيمها إلى أجزاء متساوية، كانت تباع بفلس واحد للوحدة. ولقي بيعها إقبالا كبيرا، وكثر باعاتها، وازداد عدد مصنعيها. إلا حتى هذا النوع الأول من امن الممكن أنك لم تكن له أية نكهة غير طعم الصمغ الأصلي، إلى حتى أدخل عليه أحد الصيادلة، ويدعى جون كولغان، نكهة روح بعض الأعشاب· وفي سنة 1880 أضاف أحد المصنعين إلى امن الممكن أنك نكهة وطعم النعناع اللذين اشتهر بهما إلى يومنا هذا. ورغم الإقبال الذي لقيته مبيعات امن الممكن أنك في هذه الفترة، إلا حتى ترسيخ استهلاكه في المجتمع الأمريكي لم يتم إلا على يد ويليام وريغلي، الذي قرر سنة 1892المجال في امن الممكن أنك، فنزل بثقله التجاري الوازن، فملأ الشوارع والأزقة بلوحاته الإشهارية، وأعاد نشر الملايين من النسخ لخط الأطفال المضافة إليها إعلانات علكه . وخلال الأزمة المالية لسنة 1907قام،رغم ذلك، بتخصيص مليون دولار للإشهار لشوينغوم سبيرمنت المنعنع
امن الممكن أنك أفضل من قبلة
لم يكن الأمريكيون أنفسهم يتسقطون حتى تترسخ فيهم عادة مضغ امن الممكن أنك، فقد كانت أوساط عديدة من الأمريكيين تسخر من هذه العادة. لكن ويليام وريغليي استطاع حتى يربيهم عليها بالتدريج والضغط الإعلاني· ففي سنة 1890 خطت المجلة الأمريكية الشهيرة "هاربرس" تقول حتى هذه العادة خاصة بالنساء، وأن العدد القليل من الرجال الذين يقلدونهن إنما يعملون ذلك توددا لهن لكن وريغليي ساهم، بقدر كبير، في جعل هذه العادة تخترق مختلف الأوساط والشرائح في المجتمع الأمريكي، وتنتشر بين الجنسين معا في مختلف الأعمار انتشار النار في الهشيم. ثم انتقلت بعد ذلك، عبرهم، إلى مختلف أراتى العالم. ومن مقولات الإعلانات التي كانت تروج لمن الممكن أنك، في تلك الفترة، في الأوساط الأمريكية : "امن الممكن أنك أفضل من قبلة"، "امن الممكن أنك ينشط ويمنح الحيوية"، "امن الممكن أنك يسهل ربط علاقات الأعمال"، "امن الممكن أنك يطرد الملل"، "امن الممكن أنك يمنح الشفاه نعومة فائقة"
مصدر
- هذا الموضوع مُقتطف من صفحة أدرار ، للتأكد من التصريح أُنظر هنا.
