إسماعيل
إسماعيل بن إبراهيم شخصية مذكورة في جميع من التوراه والقرآن. يعتبر في الدين الإسلامي كنبي، ولكن في الديانتين المسيحية واليهودية يعتبر شخصية من التوراة (العهد القديم) فقط.
في المسيحية واليهودية
اسماعيل ( بالعبرية יִשְׁמָעֵאל وبالعربية إسماعيل وترجمته " الله يسمع" ) ، وكان اسماعيل الابن الاكبر لأبراهيم من خادمة زوجته سارة التي كان اسمها هاجر.
اسماعيل كان اول من ذٌكر في سفر التكوين من كتاب التوراة كألابن الاكبر لابراهيم من هاجر " التي هي فتاة مصرية كانت تعمل كخادمة لسارة" .
لاتعترف اليهودية والمسيحية بأن اسماعيل نبي من أنبياء الله .
اسماعيل في التوراة
في كتاب التوراة ( العهد القديم) ، حياة اسماعيل مشروحة في سفر التكوين اصحاح ( فصل) 16 ومايليه. في سفر التكوين اصحاح 16 ، سارةالتي هي زوجة ابراهيم اعطت خادمتها هاجر لابراهيم حتى تحبل منه ولد وتدعوه ابناً لها ، بذلك استخدمت سارة خادمتها كوسيلة للحمل بالطفل لأعتقادها بأن الله لن يجعلها تحبل ابداً ( التكوين اصحاح 16:2) . اصبحت هاجر خمل وبدأت بأهانة سارة ، لذلك طردت سارة خادمتها هاجر من بيت ابراهيم في ثورة غضب .
فهربت هاجر من سارة إلى البرية وهناك ظهر لها ملاك ، نطق لها ملاك الرب بأن ترجع إلى بيت ابراهيم ونطق الملاك ايضا : "لأُكَثِّرَنَّ نَسْلَكِ فَلاَ يَعُودُ يُحْصَى" واكمل قائلاً : " هُوَذَا أَنْتِ حَامِلٌ، وَسَتَلِدِينَ ابْناً تَدْعِينَهُ إِسْمَاعِيلَ (وَمَعْنَاهُ: اللهُ يَسْمَعُ) لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ شَقَائِكِ. وَيَكُونُ إِنْسَاناً وَحْشِيّاً يُعَادِي الْجَمِيعَ وَالْجَمِيعُ يُعَادُونَهُ، وَيَعِيشُ مُسْتَوْحِشاً مُتَحَدِّياً كُلَّ إِخْوَتِهِ " (تكوين اصحاح 16).
لذلك عادت هاجر إلى بيت ابراهيم ومعها ابنها الذي اسمته اسماعيل. بعد اربعة عشر سنة من ولادة اسماعيل وجدت سارة "زوجة ابراهيم" نفسها حامل بأبن ابراهيم "اسحق" . وعندما كان عٌمٌر اسماعيل 16 عاماً ، أغضَبَ سارة ، فسألت سارة ابراهيم حتى يطرد هاجر وابنها اسماعيل.
كَبٌرَ اسحق ، وفي اليوم الذي فٌطم فيه أقام ابراهيم وليمة كبيرة ، لكن سارة لاحظت بأن اسماعيل يسخر من ابنها اسحق ، لذلك نطقت سارة لابراهيم: " اطْرُدْ هَذِهِ الْجَارِيَةَ وَابْنَهَا، فَإِنَّ ابْنَ الْجَارِيَةِ لَنْ يَرِثَ مَعَ ابْنِي إِسْحقَ " ( تكوين اصحاح 10-21:8) .
مع ان ابراهيم لم يكن مرتاح من موضوع طرد هاجر واسماعيل ،لكنه استسلم إلى امر امرأته سارة بعدما وعدة الله بأنه سيعتني بأبنه اسماعيل ويجعل له نسلاً كما لاسحق.
وكل هذا ضايق ابراهيم كثيرا لانه كان ابنه ولكن الله نطق له " لاَ يَسُوءُ فِي نَفْسِكَ أَمْرُ الصَّبِيِّ أَوْ أَمْرُ جَارِيَتِكَ، وَاسْمَعْ لِكَلاَمِ سَارَةَ فِي كُلِّ مَا تُشِيرُ بِهِ عَلَيْكَ لأَنَّهُ بِإِسْحقَ يُدْعَى لَكَ نَسْلٌ. وَسَأُقِيمُ مِنِ ابْنِ الْجَارِيَةِ أُمَّةً أَيْضاً لأَنَّهُ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ " ( تكوين اصحاح 13-21:11) .
مضى هاجر واسماعيل إلى برية بئر سبع ، وعندها مرت هاجر وابنها بفترة عصيبة ، فسمعت صوت من السماء يقول :" مَا الَّذِي يُزْعِجُكِ يَاهَاجَرُ،يا ترى؟ لاَ تَخَافِي، لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُلْقًى. قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ، وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً " ( تكوين اصحاح 12) .
وبذلك سكن هاجر واسماعيل في صحراء فاران وبرَع اسماعيل برمي القوس وا تخَذَت لهٌ امَه زوجةً من مصر .
وعد الله لأبراهيم
ونطق الله لابراهيم " إِنَّ سَارَةَ زَوْجَتَكَ هِيَ الَّتِي تَلِدُ لَكَ ابْناً وَتَدْعُواسْمَهُ إِسْحقَ (وَمَعْنَاهُ يَضْحَكُ). وَأُقِيمُ عَهْدِي مَعَهُ وَمَعَ ذُرِّيَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ عَهْداً أَبَدِيّاً. أَمَّا إِسْمَاعِيلُ، فَقَدِ اسْتَجَبْتُ لِطِلْبَتِكَ مِنْ أَجْلِهِ. سَأُبَارِكُهُ حَقّاً، وَأَجْعَلُهُ مُثْمِراً، وَأُكَثِّرُ ذُرِّيَّتَهُ جِدّاً فَيَكُونُ أَباً لاثْنَيْ عَشَرَ رَئِيساً، وَيُصْبِحُ أُمَّةً كَبِيرَةً. غَيْرَ أَنَّ عَهْدِي أُبْرِمُهُ مَعَ إِسْحقَ الَّذِي تُنْجِبُهُ لَكَ سَارَةُ فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ مِنَ السَّنَةِ الْقَادِمَةِ" ( تكوين اصحاح 17)
وهؤلاء اولاد اسماعيل الاثنا عشر بالترتيب " وَهَذِهِ أَسْمَاءُ أَبْنَاءِ إِسْمَاعِيلَ مَدَوَّنَةً حَسَبَ تَرْتِيبِ وِلاَدَتِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. " ( تكوين اصحاح 25) .
ولاسماعيل ابنة اسمها بَسْمَةَ . ( تكوين اصحاح 36:3) حيث تزوجها عيسوليرضي اهله ( تكوين اصحاح 28:9) .
نسل اسماعيل
ويظهر اسماعيل مع اخوه في دفن ابيهما ابراهيم " فَدَفَنَهُ ابْنَاهُ إِسْحقُ وَإِسْمَاعِيلُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ، فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ الْحِثِّيِّ مُقَابِلَ مَمْرَا " ( تكوين اصحاح 25:9) .
وقد صاروا ابناء اسماعيل الاثني عشر رؤساء لاثنتي عشر قبيلة وانتشرت ذريته من حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الْمُتَاخِمَةِ لِمِصْرَ فِي اتِّجَاهِ أَشُّورَ.
يقول جيروم بأنه في ايام اسماعيل كانوا يسمون المبترات العربية بأسماء القبائل.
تسلسل اولاد اسماعيل وفقاً لتأريخ ميلادهم: (سفر التكوين)
نَبَايُوتُ ، وَقِيدَارُ وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ، وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا، وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ .
في الاسلام
في الإسلام يعتبر إحد الأنبياء. بينما في نصوص التوراه والعهد القديم فيعتبره اليهود والمسيحيون على أنه إبن إبراهيم من هاجر المصرية، كانت جارية لسارةالزوجه لأبراهيم. ولكنه ليس بمثابة نبي اطلاقا بالنسبة لهم. هوالذي فداه الله حين راى ابراهيم في منامه انه يذبحه ، وهونطق بالعربيه وتزوج من قبيلة جرهم اللذين سكنوا بجواره وجوار امه ويعتبره النسابه ابوالعدنانيون لان عدنان ولده فاذا اسماعيل هو ابوالعرب المستعربه.ويجزم المسلمون بأن محمد بن عبد الله رسول الإسلام] من نسل إبراهيم وإسماعيل وإنه قام ووالده إبراهيم ببناء الكعبة. عاش 137 سنة. دفن بجوار والدته (هاجر) في مكة في المكان المسمى بحجر اسماعيل الداخل في الكعبه. لم يستطع أحد إثبات أنه مدفون بالحجر ( المسمى حجر إسماعيل وذلك للأسباب التالية
- الحجر جزأً من الكعبة
- لوكان حجر اسماعيل جزأً من الكعبة لكان ذكر المؤرخون بأنه دفن في داخل الكعبة
- لوكان حجر إسماعيل هوقبر إسماعيل لكن حرم على الناس المشي من فوق القبر
- اذا كان قد أوفد إلى قوم أخرون فهذا يعني بأنه لم يدفن بمكة
ويترجح حسب المؤرخين المسلمين أنه أوفد إلى القبائل العربية التي عاش في وسطها، من قبائل اليمن والعماليق. امتدحه الله في الاية القرآنية : {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا [مريم: 54-55].
النبي إسماعيل في الإسلام
نادىء إبراهيم(عليه السلام)
كان نبي الله إبراهيم(عليه السلام) متزوجاً من سارة أخت نبي الله لوط(عليه السلام)، وهي ابنة خالته، وأنه لم يرزق منها بولد طوال أكثر من عشرين عاماً، فنادى إبراهيم عليه السلام ربَّه قائلاً: {ربّ هب لي من الصالحين .
السيدة هاجر
وكانت سارة تفهم برغبة إبراهيم (عليه السلام) في حتى يصبح أباً ويكون له ولد يعينه في حياته ويرثه بعد مماته. وكانت لها جارية مصرية قبطية، اسمها هاجر، فوهبتها له، ليتزوجها عسى حتى يتحقق له مايريد.
ولادة اسماعيل عليه السلام
إلى غير ذلك حقق الله دعوة خليله إبراهيم(عليه السلام)، وحملت هاجر {فبشرناه بغلام حليم ، وهواسماعيل(عليه السلام).
فاغتاظت سارة ولحقتها الغيرة، فكانت تدور بينها وبين هاجر خلافات كالتي تحصل بين الزوجتين في البيت الواحد، ولكن إبراهيم(عليه السلام) كان يوفق بينهما في جميع مرة.
وظلت الحال كذلك حتى ولدت هاجر إسماعيل(عليه السلام) وكان إبراهيم(عليه السلام) في السادسة والثمانين من العمر، وسارة قد بلغت سن اليأس من الإنجاب، فتعاظمت غيرة سارة، وبات إبراهيم(عليه السلام) في حيرة في أمره، كيف من الممكن أن يستطيع التوفيق بينهما وهوفي هذا العمر شيخ كبير.
وبدأ إبراهيم(عليه السلام) يناجي ربه، ويطلب إليه حتى يعينه ويساعدهُ، فبشره الله سبحانه بولد آخر تنجبه سارة: { فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب. نطقت: ياويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إنّ هذا لشئ عجيب. نطقوا أتعجبين من أمر الله،يا ترى؟
بعد خمس سنوات على ولادة إسماعيل(عليه السلام) أنجبت سارة إسحاق(عليه السلام) إلى غير ذلك صار لإبراهيم ولدان: إسماعيل من هاجر، وإسحاق من سارة... ولحكمة أرادها الله، وتحاشياً لما قد يقع بين الزوجتين وولديهما من الخلاف والمشاحنات أمر الله سبحانه خليله إبراهيم(عليه السلام) حتى يخرج بإسماعيل عليه السلام وأمه هاجر، ويبتعد بهما عن سارة، التي اغتمت كثيراً وثقل عليها أمر هاجر وولدلها إسماعيل، بعد حتى صار لها ولدا.
بوادٍ غير ذي غرس
أذعن إبراهيم(عليه السلام) لأمر ربه، فخرج بهاجر وابنها إسماعيل عليه السلام، وهولايدري إلى أين يأخذهما، فكان جميع ما مرّ بمكانٍ أعجبه فيه شجر ونخل وغرس نطق: إلى ههنا ياربّ،يا ترى؟ فيجيبه جبرائيل(عليه السلام): امض يا إبراهيم...
وظلَّ خليل الله وهاجر سائرين، ومعهما ولدهما الرضيع إسماعيل حتى وصلوا إلى مكة، حيث لا غرس هناك ولاماء، اللهم إلاّ دوحة ألقت عليها هاجر كساءً كان بحوزتها، ليظلهم من حرِّ الشمس اللاهبة.
أراد إبراهيم(عليه السلام) حتى يهجر هاجر وولدها إسماعيل، في ذلك المكان القاحل المقفر، حيث لادار ولانافخ نار، ولاطعام فيه ولاشراب، إلاّ كيس من التمر وقربة صغيرة فيها قليل من الماء كانوا قد حملوهما معهم عند بدء رحلتهم. فخافت هاجر على نفسها الجوع والعطش، وعلى ولدها الهلاك، فتعلقت بإبراهيم(عليه السلام) ترغب ألا تهجره يمضى، وراحت تساله: إلى أين تمضى ياإبراهيم وتهجرني وطفلي في هذا المكان الذي ليس فيه أنيس، ولا غرس ولا ماء؟!.. أوما تخاف حتى نهلك أنا وهذا الطفل جوعاً وعطشاً؟!
رق قلب إبراهيم(عليه السلام) ولكنه أمر الله له، وهوإنما ينفذ ماأمره به ربه؟
وأشاح بوجهه عنها.. ولكن هاجر ألحت في السؤال، وظل إبراهيم(عليه السلام) منصرفاً عنها يناجي ربه.. ويأتي الجواب، جازماً حاسماً لاتردد فيه ولاتراجع: إذا الله هوالذي أمرني بهجركم في هذا المكان، وهولاشك سيكفيكم..
لاذت أم إسماعيل بالصمت، ورضخت هي الأخرى لما أراده الله ثم نطقت: إذن لايضيعُنا..
وحمل إبراهيم(عليه السلام) يديه بالنادىء متضرعاً إلى الله وهويهم بالعودة: { رب إنّي أسكنت من ذريتي بواد غير ذي غرس عند بيتك المحرم. ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم. وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون . ثم قفل عائداً إلى بلاد الشام حيث سارة، وقلبه يهوي إلى مكة.. إلى ولده وفلذة كبده إسماعيل الرضيع، ولاحيلة له إلاّ النادىء والتضرع.
نفد التمر والماء من بين يدي هاجر... واشتدت حرارة القيظ فعطش الرضيع وطلب الماء ليشرب.. وراح يتلوى من الجوع والعطش فلم تعد هاجر تطيق رؤية طفلها على هذه الحال، فراحت تنظر إليه وعيناها مغرورقتان بالدمع، لاتدري ماذا تعمل.. فهي لن تهجر وليدها يقضي جوعاً وعطشاً, لا، لا، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا المصير... فلا بد أنها ستجد الماء.. فالله لن يضيعها وطفلها..
وقامت هاجر في الوادي في موضع السعي أيام الحج، ونادت هناك: هل في الوادي من أنيس، فلم يجبها أحدٌ غير الصدى..
بئر زمـــزم
انطلقت هاجر تبحث عن الماء في جميع اتجاه. وكان الصفا أقرب جبل إليها، فصعدت عليه وراحت تنظر يمنه ويسرة وفي جميع ناحية فلاح لها على المروى سرابٌ طنته ماءً، نزلت عن الصفا وراحت تسعى مهرولة في الوادي باتجاه جبل المروة، وفي ظنها أنها ستجد الماء.. ولكنها لم تجده ، فوقفت منهكة تنظر وتتفحص فلاح لها سرابٌ في الجهة الأخرى على الصفا وكأنه الماء فعادت مهرولة إلى الصفا ولكنها لم تجد هنالك شيئاً.
إلى غير ذلك في جميع مرة، حتى عملت ذلك سبع مرات وطفلها لم يفارق مخيلتها، ولم تكن تطيق حتى يغيب عن ناظريها.. فلما كانت في المرة السابعة، وقد اشتد بها العطش، وأخذ منها التعب، وأنهكها المسير، دون حتى تعثر على الماء.. نظرت إلى طفلها والدموع تكاد تطفر من عينيها، فإذا الماء ينبع من تحت قدميه، فأتته مسرعة وراحت تجمع حوله الرمل وهي تقول: زم زم. ثم أخذت تعب من الماء حتى ارتوت وانحنت على إسماعيل ترضعه.. فإذا بها تسمع صوتاً يقول لها: لاتخافي الضيعة، فإن ها هنا سيكون بيت لله يبنيه هذا الغلام وأبوه، فقري عيناً، إذا الله لايضيع أهله.
أفئدة من الناس تهوي إليهم
كانت قبيله جرهم، وهي إحدى أكبر القبائل العربية في ذلك الزمان، مثلها مثل بقية القبائل العربية تجوب الأماكن بحثاً عن الماء والعشب، وكانوا يقيمون في عهدات.. مما أعطى لهم حتى يروا الطير تحوم فوق وادي مكة، حيث انبجس الماء من بئر زمزم، فعهدوا حتى في ذلك الوادي ماءً، وبعثوا منهم من يتحقق من ذلك، فجاؤوا إلى الوادي فرأوا هاجر وإبنها إسماعيل، وشاهدوا البئر المملوءة ماءً فأعجبهم المكان، فاقتربوا من هاجر وسألوها من تكون؟.
قصت هاجر عليهم قصتها، فطلبوا منها حتى تأذن لهم في النزول قريباً منها ومن البئر، فنطقت لهم: يفترض أن أستأذن لكم زوجي إبراهيم، فإنه يتفقدنا بين الحين والحين، ولما اتى إبراهيم ليرى إلام صار حال زوجته وابنه البكر إسماعيل(عليه السلام)، سألته هاجر إذا كان يأذن حتى ينزل الجرهميون قريباً منها في وادي مكة، فسرَّ بذلك سروراً عظيماً، وقد فهم حتى دعوته بدأت تتحقق، فأذن لهم.
واتىت رسل جرهم ليعهدوا الجواب، فأفهمتهم هاجر حتى زوجها أذن لهم بالنزول قريباً منها، شرط ألاقد يكون لهم على الماء سلطان. فعادوا إلى قومهم يخبرونهم، ففرحوا بذلك ووافقوا.
أقام الجرهميون قرب الماء، فأنست بهم أم إسماعيل، وقد منحوا ابنها كثيراً من المواشي.
وشبّ إسماعيل(عليه السلام) بين أبناء قبيلة جرهم، كواحد منهم، فتفهم منهم العربية، وبلغ مبلغ الرجال.
الرؤيا - الإمتحان
لما بلغ إسماعيل(عليه السلام) الثالثة عشرة من عمره، أراد الله سبحانه وتعالى حتى يمتحنه ويمتحن أباه إبراهيم(عليه السلام).. فأرى إبراهيم في المنام أنه يأمره بذبح ولده البكر الشاب إسماعيل .
وصدق إبراهيم الرؤيا قولاً وسعى إلى تصديقا عملاً وعملاً، فاتى إلى ولده إسماعيل ونطق له: {يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى .
ولم يكن إسماعيل(عليه السلام) ليكذب رؤيا أباه، ويرفض أمر الله مولاه، فنطق لأبيه: {يا أبت اعمل ماتؤمر ستجدني إذا شاء الله من الصابرين.. .
إلى غير ذلك صدق الإثنان: إبراهيم خليل الله، وولده إسماعيل عليهما السلام، صدقا أمر الله دون حتى تراودهما الهواجس والشكوك، ولم يترددا في التطبيق.. وبدأ التطبيق العملي لذلك التصديق: قاد إبراهيم(عليه السلام) إسماعيل إلى المكان الذي أُمِر أ، يذبحه فيه، فبعث الله سبحانه إليه ملكاً على صورة شيخ جليل رزين، فنطق إبراهيم(عليه السلام): ياإبراهيم، ماتريد من هذا الغلام،يا ترى؟ نطق(عليه السلام): أريد حتى أذبحه. نطق الشيخ: سبحان الله! غلام لم يعص الله، ولم يأتِ مايستحق منك ذلك!
نطق إبراهيم(عليه السلام) إنّ ربي هوالذي أمرني بذلك. فنطق الملك الشيخ: ربك ينهاك عن ذلك . نطق إبراهيم(ع): ويلك إذا الذي بلّغني هذا المبلغ هوالذي أمرني به.
وظل الشيخ يحاور إبراهيم(عليه السلام) ويقول له: ياإبراهيم إنك نبي إمام، فلئن أنت ذبحت إبنك، تبعك الناس من بعدك وصاروا يذبحون أولادهم.
لم يلتفت خليل الرحمن إلى كلام الشيخ، بل أقبل يستشير ولده إسماعيل(عليه السلام) في الذبح وكيفقد يكون، فنطق إسماعيل: يا أبتاه، غط وجهي بخمار، واربط يدي ورجلي.. فنطق إبراهيم(عليه السلام): الوثاق مع الذبح!.. لا والله أجمعهما عليك، وأسلما لأمر الله.. وتلّ إبراهيم إسماعيل، وأضجعه على الأرض وأخذ السكين ووضعها على حلقه..وحمل رأسه إلى السماء .. ولكن الله العزيز العليم، لم يكن ليهجر إبراهيم يذبح ولده إسماعيل وهويفهم صدق الأثنين وتسليمهما لأمره، وقد ظهر هذا التصديق جلياً واضحاً: {فلما أسلما وتله للجبين. وناديناه: حتى ياإبراهيم قد صدّقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين. إذا هذا لهوالبلاء المبين .
وأمر الله سبحانه جبريل عليه السلام فقلب السكين على قفاها، فلم تعمل شيئاً. ثم حمل إسماعيل(عليه السلام) وأتى بكبش كبير أضجعه موضعه، ونجى إسماعيل من الذبح: {وفديناه بذبح عظيم. وهجرنا عليه في الآخرين. سلامٌ على إبراهيم. كذلك نجزي المحسنين .
إسماعيل(عليه السلام) وزوجتاه
وتوفيت هاجر أم إسماعيل رضوان الله عليها، فدفنها إسماعيل(عليه السلام) في مكة قرب البيت الحرام، في المكان الذي يعهد اليوم بحجر إسماعيل.
ثم تزوج فتاة من جرهم، عاشت معه بعد وفاة أمه هاجر...
وينطق في روايات : ( واتى إبراهيم(عليه السلام) بعد فترة ليتفقد أحوال ابنه وأهله ، ولم يكن إسماعيل موجوداً في البيت، فوقف على امرأته دون حتى تعهده، وراح يسألها عن إسماعيل، فنطقت: خرج يبتغي لنا.. وسألها عن أحوالهم وكيف يعيشون، فراحت تشكوالضيق وتعلن أنهم في أسوأ حال.. ولم تستضفه، فنطق لها: إذا اتى زوجك فاقرئيه السلاموقولي له يغير عتبة بابه.وهجرها إبراهيم(عليه السلام) وانصرف راجعاً، فلما اتى إسماعيل(عليه السلام) عهد أنّ إباه قد حضر، فسأل زوجته: هل اتىنا أحد اليوم،يا ترى؟ نطقت: اتىنا رجل شيخ.. وراحت تصفه له وذكرت له ما سألها عنه، وأبلغته بما نطقت هي له، فنطق لها إسماعيل(عليه السلام) وهل أوصاكِ بشئ،يا ترى؟ نطقت: أوصاني حتى أقرئك السلام، ويقول لك حتى تغيّر عتبة بابك.فنطق إسماعيل(ع): ذلك هوأبي، وقد أمرني حتى أطلقك، وطلّقها فلحقت بأهلها، ثم تزوج بأخرى من قبيلة جرهم. وعاود إبراهيم(عليه السلام) زيارته إلى بيت ولده إسماعيل(عليه السلام)، وكان إسماعيل خارجاً، فدخل فلم يجده ووجد زوجته، فرحبت به، واستضافته، فنزل وسألها عنه فنطقت: خرج يطلب الرزق لنا. نطق: كيف من الممكن أن أنتم، وكيف تعتاشون،يا ترى؟ نطقت: نحن بخير وسعة، والحمد لله، فنطق إبراهيم(ع) وما طعامكم وشرابكم،يا ترى؟ نطقت: أما طعامنا فاللحم، وأما شرابنا فالماء. فنطق(ع): اللهم بارك لهم في اللحم والماء، ثم نطق لها: إذا اتى زوجك فأقرئيه مني السلام، وقولي له يثبت عتبة بابه ويستوص بها خيراً.ولما عاد إسماعيل إلى بيته. سأل امرأته: هل زاركم أحد اليوم،يا ترى؟ نطقت نعم، رجل شيخ حسن الهيئة، سألني عنك، فأبلغته أنّك خرجت في طلب الرزق، وسألني عن حالنا وكيف عيشنا، فأبلغته أننا بخير وسعة من الله. وسأل إسماعيل(ع) زوجته: هل أوصاك ذلك الشيخ بشئ،يا ترى؟ نطقت: نعم، هويقرئك السلام ويأمرك حتى تثبت عتبة بابك وتستوصي بها خيراً. نطق: إنه أبي، وأنت عتبة الباب، وقد أمرني حتى أثبتك في بيتي زوجة لي وأستوصي بك خيراً.)
إسماعيل(ع) ينقل الحجارة لبناء البيت الحرام
غاب إبراهيم(عليه السلام) مدة لم ير خلالها ابنه إسماعيل(عليه السلام)، حتى أمره الله سبحانه تعالى، حتى يبني له بيتاً في مكة،قد يكون مثابة للناس.
ولم يعهد إبراهيم أين يبني البيت، وتحير في الأمر، فبعث الله عزوجل جبريل عليه السلام، فأشار إليه بالمكان المناسب، واتىه بالقواعد من الجنة.
قصد إبراهيم(عليه السلام) منزل ولده إسماعيل، وأبلغه الأمر الإلهي، فنطق إسماعيل(عليه السلام): تبنيه وأساعدك.
وبدأ إسماعيل بنقل الأحجار، من ذي طوى وجبل أبي قبيس، وراح إبراهيم(عليه السلام) يبني البيت ويدعومع إسماعيل: {ربنا تقبّل منا إنك أنت السميع العليم .
حمل إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بناء البيت، حتى بلغ يوم بنائه تسعة أذرع، وقد جعلا له بابين: شرقياً وغربياً يسمى المستجار. ثم إنّ جبريل (عليه السلام) دل إبراهيم على موضع الحجر الذي كان الله تعالى قد أنزله على آدم، والذي يروى أنه كان أشد بياضاً من الثلج، وإنما اسود بعدما لمسته أيادي الكفار، فأخذ إبراهيم(عليه السلام) الحجر الأسود ذاك، ووضعه في المكان الذي هوفيه اليوم.
وعند انتهاء إبراهيم وإسماعيل(عليهما السلام) من بناء بيت الله الحرام، عهد الله إليهما حتى يقوما على خدمته: {... وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل حتى طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركّع السجود وجعله مثابة للناس، وأمرهم باتخاذه مصلى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى .
ثم أمر الله سبحانه خليله إبراهيم(عليه السلام) حتى يعلوركناً من أركان البيت، وينادي في الناس: ألا هلم إلى الحج: {وأذَّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى جميع ضامر يأتين من جميع فج عميق. ليشهدوا منافع لهم، ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير. ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوَّفوا بالبيت العتيق .
إسماعيل(عليه السلام) نبي الله
لما أحس إبراهيم(عليه السلام) بقرب وفاته، أوصى ابنه إسماعيل(عليه السلام) حتى يقوم بخدمة بيت الله الحرام، ويدبر شؤونه، إلى غير ذلك كان, فبعد وفاة إبراهيم(عليه السلام)، قام إسماعيل برعاية البيت والسهر على شؤونه.. ثم إذا الله سبحانه وتعالى نبأه وأوفده إلى العماليق وقبائل اليمن. فأخذ ينهاهم عن عبادة الأوثان ونادىهم إلى عبادة الرحمن، الواحد الأحد الفرد الصمد، فآمن بعضهم وكفر آخرون.
وقد ذكر الله سبحانه نبيه إسماعيل(عليه السلام) في سبع من سور القرآن المجيد، هي على التوالي: سورة البقرة، سورة آل عمران، سورة النساء، سورة الانعام، سورة إبراهيم، سورة الأنبياء، وسورة ص.
والنبي إسماعيل ورد ذكره في سورة مريم في قوله تعالى: {واذكر في الكتاب إسماعيل إنّه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا. وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه سقميا .
والنبي إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام)، هوأبوالعرب، وعاش مائة وسبعاً وثلاثين سنة على مايذكر الرواة، وقد رزق(عليه السلام) من الأولاد اثنا عشر ذكراً هم: فائت، قيدار، إربل، ميم، مسمع، دوما، دوام، ميشا، حداد، حيم، قطورا، وماش.
وإلى إسماعيل(عليه السلام) يتصل نسب حبيب الله نبينا محمد(صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) عن طريق ولده قيدار والله أفهم، حيث قيل عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أنه ابن الذبيحين وهويعني أباه عبد الله وجده إسماعيل بن إبراهيم عليه وعليهما الصلاة والتسليم.
ويذكر المؤرخون نسب النبي محمد(عليه الصلاة والسلام) : هومحمد بن عبد الله بن عبد المطلب، بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن عدنان بن أد بن أود بن ناحور بن يعور بن يعرب بن يشجب بن ثابت بن إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن بن تارخ، إلخ....
من هنا يفهم فضل نبي الله إسماعيل(عليه السلام)، حيث أنه كان من صلبه شجرة النبوة المباركة.
ويذكر حتى نبي الله إسماعيل (عليه السلام) لما أحس بدنوأجله، أوصى إلى أخيه إسحاق بتدبير شؤون البيت الحرام، وتوفي سلام الله عليه، ودفن في المسجد الحرام في المكان الذي فيه الحجر الأسود.
فسلام الله على إسماعيل إنه كان نبياً رسولاً
وكان من الأخيار وكان من الصابرين
والحمد لله رب العالمين
( يرجى عدم حذف المشاركة حتى تعم الفائدة ) (كما يجب ان توجد مشاركة من مسلم ، وليس من غيره ، عن النبي إسماعيل في الإسلام )
روابط ذات صلة :
http://www.alnoor.info/prophets/ismaiel.asp
http://www.ebnmaryam.com/althabee7.htm
http://kids.islamweb.net/kids/display.php?contentid=22
http://abeeralislam.jeeran.com/archive/2006/5/52235.html
http://www.qassimy.com/alshamel/alshamel_show.php?id=432
الاعتقاد البهائي
اسماعيل يذكر في كتابات بهاءالله ، مؤسس الايمان البهائي، ويعتبر اسماعيل من الانبياء ذات اهمية غير كبيرة. خليفة بهاءالله، سيّد على محمد الشيرازي، معروف بالبأب، يعتبر من نسل اسماعيل إلى محمد. البهائيين ايضاً يتقبلون ، كما اتى في القرآن، حتى اسماعيل ، وليس اسحق، هوالذي كان سيضحي به ابيه ابراهيم.
