سابور بن سهل الكوسج
كان ملازماً لمستشفى جندي سابور ومعالجة السقمى به وكان فاضلاً عالماً بقوى الأدوية المفردة وهجريبها وتقدم عند المتوكل وكان يرى له وكذلك عند من تولى بعده من الخلفاء وتوفي في أيام المهتدي باللّه وكانت وفاة سابور بن سهل في يوم الإثنين لتسع بقين من ذي الحجة سنة خمس وخمسين ومائتين ولسابور بن سهل من الخط كتاب الأقراباذين الكبير المشهور جعله سبعة عشر باباً وهوالذي كان من المعمول عليه في المستشفى ودكاكين الصيادلة وخصوصاً قبل ظهور الأقراباذين الذي ألفه أمين الدولة بن التلميذ كتاب قوى الأطعمة ومضارها ومنافعها كتاب الرد على حنين في كتابه في الفرق بين الغذاء والدواء المسهل القول في النوم واليقظة كتاب أبدال الأدوية. كان متقدماً في صناعة الطب حسن العلاج خبيراً بهجريب الأدوية وله كتاب مشهور في الترياق وقد أجاد عمله وبالغ في تأليفه موسى بن إسرائيل الكوفي متطبب إبراهيم بن المهدي نطق يوسف بن إبراهيم كان موسى هذا قليل الفهم بالطب إذا قيس إلى من هوفي دهره من مشايخ المتطببين إلا أنه كان أملأ لمجلسه منهم بخصال إجتمعت فيه منها فصاحة اللهجة وفهم بالنجوم وفهم بأيام الناس ورواية الأشعار وكان مولده فيما ذكر لي سنة تسع وعشرين ومائة ووفاته في سنة إثنتين وعشرين ومائتين فكان أبوإسحاق يحتمله لهذه الخلال ولأنه كان طيب العشرة جداً يدخل في جميع ما يدخل فيه منادموالملوك وكان قد خدم وهووقع عيسى إبن موسى بن محمد ولي العهد نطق يوسف بن إبراهيم حدثني موسى بن إسرائيل نطق كان لعيسى بن موسى متطبب يهودي ينطق له فرات بن شحاثا كان تياذوق المتطبب يقدمه على جميع تلامذته وكان شيخاً كبيراً قد خدم الحجاج بن يوسف وهووقع نطق وكان عيسى يشاور في جميع أمر ينوبه هذا المتطبب نطق موسى فلما عقد المنصور لعيسى على محاربة محمد بن عبد اللّه بن حسن العلوي وصار اللواء في داره نطق للفرات ما تقول في هذا اللواء نطق له المتطبب أقول إنه لواء الشحناء بينك وبين أهلك إلى يوم القيامة إلا أني أرى لك نقل أهلك من الكوفة إلى أي البلدات أحببت فإن الكوفة بلد شيعة من تحارب فإن فللت لم تكن لمن تخلف بها من أهلك بقيا وإن فللت وأصحبت من تتوجه إليه زاد ذلك في أضغانهم عليك فإن سلمت منهم حياتك لم يسلم منهم عقبك بعد وفاتك فنطق له عيسى ويحك إذا أمير المؤمنين غير مفارق للكوفة فلم أنقل أهلي عنها وهي معه في دار فنطق له إذا الفيصل في مخرجك فإن كانت الحرب لك فالخليفة مقيم بالكوفة وإن كانت الحرب عليك لم تكن الكوفة له بدار وسيهرب عنها ويخلف حرمه فضلاً عن حرمك نطق موسى فحاول عيسى نقل عياله من الكوفة فلم يسوغه ذلك المنصور نطق ولما فتح اللّه على عيسى ورجع إلى الكوفة وقتل إبراهيم بن عبيد اللَّه انتقل المنصور إلى مدينة السلام فنطق له متطببه بادره بالإنتنطق معه إلى مدينته التي قد أحدثها واستأذن المنصور في ذلك فأفهمه أنه لا سبيل إليه وأنه قد درب استخلافه على الكوفة فأبلغ بذلك عيسى متطببه فنطق له المتطبب إستخلافه إياك على الكوفة قد حل لعقدك عن العهد لأنه لودبر تمام الأمر لك لولاك خراسان بلد شيعتك فأما حتى يجعلك بالكوفة مع أعدائه وأعدائك وقد قتلت محمد بن عبد اللَّه فواللّه ما دبر فيك إلا قتلك وقتل عقبك ومن المحال حتى يوليك خراسان بعد الظاهر منه فيك فسله توليتك الجزيرتين أوالشام فاخرج إلى أي الولايتين ولاك فأوطنها فنطق له تكره لي ولاية الكوفة وأهلها من شيعة بني هاشم وترغب لي في ولاية الشام أوالجزيرتين وأهلها من شيعة بني أمية فنطق له المتطبب أهل الكوفة وإن وسموا أنفسهم بالتشيع لبني هاشم فلست وأهلك من بني هاشم الذين يتشيعون لهم وإنما تشيعهم لبني أبي طالب وقد أصبحت من دمائهم ما قد أكسب أهل الكوفة بغضتك وأحل لهم عند أنفسهم الاقتياد منك وتشيع أهل الجزيرتين والشام ليس على طريق الديانة وإنما ذلك على طريق إحسان بني أمية إليهم وإن أنت أظهرت لهم مودة متى وليتهم فأحسنت إليهم كانوا لك شيعة ويدلك على ذلك محاربتهم مع عبد اللَّه ابن علي على ما قد نال من دمائهم لما تألفهم وتضمن لهم الإحسان إليهم فهم إليه لسلامتك من دمائهم أميل وإستعفى عيسى من ولاية الكوفة وسأل تعويضه عنها فأفهمه المنصور حتى الكوفة دار الخلافة وأنه لا يمكن حتى تخلومن خليفة أوولي عهد ووعد عيسى حتى يقيم بمدينة السلام سنة وبالكوفة سنة وأنه إذا صار إلى الكوفة صار عيسى إلى مدينة السلام فأقام بها نطق موسى فلما طلب أهل خراسان عقد البيعة للمهدي نطق لمتطببه ما تقول يا فرات فقد دعيت إلى تقديم محمد بن أمير المؤمنين على نفسي فنطق له فتدفع بماذا أرى حتى تسمع وتطيع اليوم وبعد اليوم فنطق له وما بعد اليوم نطق إذا نادىك محمد بن أمير المؤمنين إلى خلع نفسك وتسليم الخلافة إلى بعض ولده حتى تسارع فليست عندك منعة ولا تقدر مخالفة القوم في شيء يريدونه منك نطق موسى فمات المتطبب في خلافة المنصور فلما دعى المهدي عيسى إلى خلع نفسه من ولاية العهد وتسليم الأمر إلى الهادي نطق عيسى بن موسى قاتلك اللّه يا فرات ما كان أجود رأيك وأفهمك بما تتفوه به كأنك كنت شاهداً ليومنا هذا نطق موسى بن إسرائيل ولما رأيت عمل أبي السرايا بمنازل العباسيين قلت مثل ما نطق عيسى بن موسى ونطق يوسف بن إبراهيم لما بلغه وهوبمصر ما ركب الطالبيون وأهل الكوفة من العباسيين وقتل عبد اللَّه بن محمد بن داود مثل ما نطق عيسى بن موسى وموسى المتطبب نطق يوسف وحدثني موسى بن إسرائيل المتطبب حتى عيسى بن موسى شكا إلى فرات متطببه ما يصيبه من النعاس مع مسامريه وأنه إذا تعشَ معهم ثقلت معدته فنام وفاته السمر وأصبح ومعه ثقلة تمنعه من الغداء وإن لم يتعش معهم أضرت به الشهوة الكاذبة فنطق له شكوت إلي مثل ما شكا الحجاج إلى أستاذي تياذوق فوصف له شيئاً أراد به الخير فصار شراً فنطق له وما هونطق وصف له العبث بالفستق فذكر ذلك الحجاج لحظاياه فلم يبق له حظية إلا قشرت له جاماً من الفستق وبعثت به إليه وجلس مع مسامريه فأقبل يستف الفستق سفاً فأصابته هيضة كادت تأتي على نفسه فشكا ذلك إلى تياذوق فنطق إنما أمرتك حتى تعبث بالفستق وأردت بذلك الفستق الذي بقشريه جميعاً لتتولى أنت كسر الواحدة بعد الواحدة ومص قشرها المصلح لمعدة مثلك من الشباب الممرورين وإصلاح الكبد بما يتأدى إليها من طعم هذا الفستق ومضىت إلى أنك إذا أكلت ما في الفستقة من الثمرة وحاولت كسر أخرى لم يتم لك كسرها إلا وقد أسرعت الطبيعة في هضم ما أكلت من ثمرة الفستقة التي قبلها فأما ما عملت فليس بعجيب حتى ينالك معه أكثر مما أنت فيه وإن كنت تأخذ أيها الأمير الفستق على ما رأى أستاذي حتى يؤخذ انتفعت به نطق موسى فلزم عيسى بن موسى أخذ الفستق أكثر من عشرين سنة فكان يحمده.
المصادر
http://www.al-eman.com
