ماسرجويه

عودة للموسوعة

ماسرجويه

متطبب البصرة وهوالذي نقل كتاب أهرن من السرياني إلى العربي وكان يهودي الممضى سريانياً وهوالذي يعنيه أبوبكر محمد بن زكريا الرازي في كتابه الحاوي بقوله نطق اليهود ونطقسليمان بن حسان المعروف بإبن جلجل إذا ماسرجويه كان في أيام بني أمية وأنه تولى في الدولة المروانية تفسير كتاب أهرن بن أعين إلى العربية الذي وجده عمربن عبد العزيز رحمه اللّه في خزائن الخط فأمر بإخراجه ووضعه في مصلاه وإستخار اللَّه في إخراجه إلى المسلمين للإنتفاع به فلما تم له في ذلك أربعون صباحاً أخرجه إلى الناس وبثه في أيديهم نطق سليمان بن حسان حدثني أبوبكر محمد بن عمر بن عبد العزيز بهذه الحكاية في مسجد الترمذي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة‏.‏ ونطق يوسف بن إبراهيم حدثني أيوب بن الحكم البصري المعروف بالكسروي صاحب محمد بن طاهر بن الحسين - وكان ذا أدب ومروءة وفهم بأيام الناس وأخبارهم نطق كان أبونواس الحسن بن هانئ يعشق جارية لإمرأة من ثقيف تسكن الموضع المعروف بحكمان من أرض البصرة ينطق لها جنان وكان المعروفان بأبي عثمان وأبي أمية وثقيف قريبين لمولاة الجارية فكان أبونواس يخرج في جميع يوم من البصرة يتلقى من يقدمه من ناحية حكمان فيسائلهم عن أخبار جنان نطق فخرج يوماً وخرجت معه وكان أول طالع علينا ماسرجويه المتطبب فنطق له أبونواس كيف من الممكن أن خلفت أبا عثمان ومية فنطق ماسرجويه جنان صالحة كما تحب فأنشأ أبونواس يقول أسأل القادمين من حكمان كيف من الممكن أن خلفتم أبا عثمان وأبا مية المهذب والمأ - - مول والمرتجى لريب الزمان فيقولون لي جنان كما سرك في حالها فسل عن جنان ما لهم لا يبارك اللّه فيهم كيف من الممكن أن لم يغن عنهم كتماني نطق يوسف وحدثني أيوب بن الحكم أنه كان جالساً عند ماسرجويه وهوينظر في قوارير الماء إذ أتاه رجل من الخوز فنطق له إني بليت بداء لم يبل أحد بمثله فسأله عن دائه فنطق أصبح وبصري عليّ مظلم وأنا أجد مثل لحس الكلاب في معدتي فلا تزال هذه حالي حتى أطعم شيئاً فإذا طعمت سكن عني ما أجد إلى وقت إنتصاف النهار ثم يعاودني ما كنت فيه فإذا عاودت الأكل سكن ما بي إلى وقت صلاة العتمة ثم يعاودني فلا أجد له دواء إلا معاودة الأكل فنطق ماسرجويه على هذا الداء غضب اللَّه فإنه أساء لنفسه الإختيار حين قرنها بسفلة مثلك فنطق له ما أفهم عنك فنطق له ماسرجويه هذه صحة لا تستحقها أسأل اللَّه نقلها عنك إلى من هوأحق بها منك نطق يوسف وحدثني أيوب بن الحكم الكسروي نطق شكوت إلى ماسرجويه تعذر الطبيعة فسألني أي الأنبذة أشرب فأفهمته أني أدمن النبيذ المعمول من الدوشاب البستاني الكثير الداذي فأمرني حتى آكل في جميع يوم من أيام الصيف على الريق قثاءة صغيرة من قثاء بالبصرة يعهد بالخريبي نطق فكنت أوتى بالقثاء وهوقثاء دقيق في دقة الأصابع وطول القثاءة منه نحومن فتر فآكل منه الخمس والست والسبع فكثر علي الإسهال فشكوت ذلك إليه فلم يحدثني حتى حقنني بحقنة كثيرة الشحوم والصموغ والخطمي والأرز الفارسي ونطق لي كدت تقتل نفسك بإكثارك من القثاء على الريق لأنه كان يحدر من الصفراء ما يزيل عن الأمعاء من الرطوبات اللاصقة بها ما يمنع الصفراء من سحجها وإحداث الدوسنتاريا فيها ولماسرجويه من الخط كناش كتاب في الغذاء كتاب في العين لويه بن بنان متطبب المعتصم لما إستخلف أبوإسحاق محمد المعتصم باللّه وذلك في سنة ثمان عشرة ومائتين إختار لنفسه سلمويه الطبيب وأكرمه إكراماً كثيراً يفوق الوصف وكان يرد إلى الدواوين توقيعات المعتصم في السجلات وغيرها بخط سلمويه وكل ما كان يرد على الأمراء والقواد من خروج أمر وتوقيع من حضرة أمير المؤمنين فبخط سلمويه وولى أخا سلمويه إبراهيم بن بنان خزن بيوت الأموال في البلاد وخاتمه مع خاتم أمير المؤمنين ولم يكن أحد عنده مثل سلمويه وأخيه إبراهيم في المنزلة وكان سلمويه إبن بنان نصرانياً حسن الإعتقاد في دينه كثير الخير محمود السيرة وافر العقل جميل الرأي ونطق إسحاق بن علي الرهاوي في كتاب أدب الطبيب عن عيسى بن ماسة نطق أبلغني يوحنا بن ماسويه عن المعتصم أنه نطق سلمويه طبيبي أكبر عندي من قاضي القضاة لأن هذا يحكم في نفسي ونفسي أشرف من مالي وملكي ولما سقم سلمويه الطبيب أمر المعتصم ولده حتى يعوده فعاده ثم نطق أنا أفهم وأتيقن أني لا أعيش بعده لأنه كان يراعي حياتي ويدبر جسمي ولم يعش بعده تمام السنة ونطق إسحاق بن حنين عن أبيه إذا سلمويه كان أفهم أهل زمانه بصناعة الطب وكان المعتصم يسميه أبي فلما اعتل سلمويه عاده المعتصم وبكى عنده ونطق تشير علي بعدك بما يصلحني فنطق سلمويه يعز علي بك يا سيدي ولكن عليك بهذا الفضولي يوحنا بن ماسويه وإذا شكوت إليه شيئاً فقد يصف فيه أوصافاً فإذا وصف فخذ أقلها أخلاطاً فلما توفي سلمويه امتنع المعتصم من أكل الطعام يوم موته وأمر بأن تحضر جنازته الدار ويصلى عليه بالشمع والبخور على زي النصارى الكامل فعمل وهوبحيث يبصرهم ويباهي في كرامته وحزن عليه حزناً شديداً وكان المعتصم الهضم في جسمه قوي وكان سلمويه يفصده في السنة مرتين ويسقيه بعد جميع مرة دواء مسهلاً ويعالجه بالحمية في أوقات فأراد يوحنا بن ماسويه حتى يريه غير ما عهد فسقاه دواء قبل الفصد ونطق أخاف حتى تتحرك عليه الصفراء فعند ما استهلك الدواء حمي دمه وحم جسمه وما زال جسمه ينقص والعلل تتزايد إلى حتى نحل بدنه ومات بعد عشرين شهراً من وفاة سلمويه وكانت وفاة المعتصم في شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين نطق يوسف بن إبراهيم نطق المعتصم لأبي إسحاق إبراهيم بن المهدي في أول مقدمه من بلد الروم وهوخليفة يا عم أمورك مضطربة عليك منذ أول أيام الفتنة لأنك بليت في أولها مثل ما ضم الناس ثم خصك بعد ذلك من خراب الضياع وتخرم حدودها لاستتارك سبع سنين من الخليفة الماضي ما لولم يتقدمه شيء من المكروه لقد كانت فيه كفاية ثم ظهر من سوء رأي المأمون بعد ذلك فيك ما طمَّ على جميع ما تقدم من المكروه النازل بك فزاد ذلك في أمرك وفكرت فيك فوجدتك بحاجة إلى حتى يرد علي في يوم خبرك وما بحاجة إليه لمصالح أمورك ورأيت ذلك لا يتم إلا بتقليدي عن القيام بحمل حوائجك إلى خادم خاص بي وقد سقط اختياري لك على خادمين لي يصل جميع واحد منهما إلي في مجالس جدي وهزلي بل يصل إلي في مرقدي ومتوضئي وهما مسرور سمانه الخادم وسلمويه بن بنان فاختر أيهما شئت وقلده حوائجك فسقط اختياره على سلمويه‏.‏ وأحضره أمير المؤمنين فأمره حتى يتولى إيصال رسائله إليه في جميع الأوقات نطق يوسف فقربني أبوإسحاق بسلمويه وكنت لا أكاد أفارقه وكان خروج أمير المؤمنين عن مدينة السلام آخر خرجاته عن غير ذكر تقدم لخروج إلى ناحية من النواحي وكان الناس قد حضروا الدكة بالشماسية لحلية السروج في يوم الأربعاء لسبع عشرة ليلة خلت من ذي القعدة سنة عشرين ومائتين فأخرجت الخيل ونادى بالجمازات فركبها ونحن لا نشك في رجوعه من يومه ثم أمر الموالي والقواد باللحاق به ولم يخرج معه من أهل بيته أحد إلا العباس بن المأمون وعبد الوهاب بن علي وخلف المعتصم الواثق بمدينة السلام إلى حتى صلى بالناس يوم النحر سنة عشرين ومائتين ثم أمر بالخروج إلى القاطول فخرج فوجهني أبوإسحاق بحوائج له إلى باب أمير المؤمنين فتوجهت فلم يزل سيارة مرة بالقاطول ومدينة القاطول ومرة بدير بني الصقر وهوالموضع الذي سمي في أيام المعتصم والواثق بالإيتاخية وفي أيام المتوكل بالمحمدية ثم صار المعتصم إلى سر من رأى فضرب مضاربه فيها وأقام بها في المضارب فإني في بعض الأيام على باب مضرب المعتصم إذ خرج سلمويه بن بنان فأبلغني حتى أمير المؤمنين أمره بالمضي إلى الدور والنظر إلى سوار تكين الفورغاني والتقدم إلى متطببه في معالجته من علة يجدها بما يراه سلمويه صواباً وحلف علي حتى لا أفارقه حتى نصير إلى الدور ونرجع فمضيت معه فنطق لي حدثني في غداة يومنا هذا نصر بن منصور بن بسام أنه كان يساير المعتصم باللّه في هذا البلد يعني بلد سر من رأى وهوأمير نطق لي سلمويه نطق لي نصر إذا المعتصم أمير المؤمنين نطق له يا نصر أسمعت قط بأعجب ممن اتخذ في هذا البلد بناء وأوطنه ليت شعري ما أحب موطنه حزونة أرضه أوكثرة أخافيفه أم كثرة تلاعه وشدة الحر فيه إذا حمي الحصى بالشمس ما ينبغي حتىقد يكون متوطن هذا البلد إلا مضطراً مقهوراً أوردي التمييز‏.‏ نطق لي سلمويه نطق لي نصر بن منصور وأنا واللّه خائف حتى يوطن أمير المؤمنين هذا البلد فإن سلمويه ليحدثني عن نصر إذ رمى ببصره نحوالمشرق فرأى في موضع الجوسق المعروف بالمصيب أكثر من ألف رجل يضعون أساس الجوسق فنطق لي سلمويه أحسب افترض نصر بن منصور قد صح وكان ذلك في رجب سنة إحدى وعشرين ومائتين وصام المعتصم في الصيف في شهر رمضان من هذه السنة وغدى الناس فيه يوم الفطر واحتجم المعتصم بالقاطول يوم سبت وكان ذلك اليوم آخر يوم من صيام النصارى فحضر غداءه سلمويه بن بنان واستأذنه في المصير إلى القادسية ليقيم في كنيستها باقي يومه وليلته ويتقرب فيها يوم الأحد ويرجع إلى القاطول قبل وقت الغداء من يوم الأحد فأذن له في ذلك وكساه ثياباً كثيرة ووهب له مسكاً وبخوراً كثيراً فخرج منكسراً مغموماً وعزم علي بالمصير معه إلى القادسية فأجبته إلى ذلك وكانت عادتنا متى تسايرنا بتر الطريق إما بمناظرة في شيء من الآداب وإما بنادىبة من نادىبات المتأدبين فلم يجارني شيء من البابين جميعاً وأقبل على الفكرة وتحريك يده اليمنى وشفته تهمس من القول بما لا يعلنه فسبق إلى وهمي أنه رأى من أمير المؤمنين في أمر نفسه شيئاً أنكره ثم أزال ذلك الوهم عني إقدامه على الاستئذان في المصير إلى القادسية والثياب والطيب الذي جيء به فسألته عن سبب قراءته وفكرته فنطق لي سمعتك تحكي عن بعض ملوك فارس قولاً في العقل وأنه وجب حتىقد يكون أكثر ما في الإنسان عقله فأعده علي وخبرني باسم ذلك الملك نطق له نطق أنوشروان إذا لم يكن أكثر ما في الرجل عقله كان أكثر ما فيه برديه فنطق قاتله اللَّه فما أحسن ما نطق ثم نطق أميرنا هذا يعني الواثق حفظه لما يقرأ ويقرأ عليه من الخط أكثر من عقله وأحسبه قد سقط في الذي يكره وأنا أستدفع اللَّه في المكاره عنه وبكى فسألته عن السبب فنطق أشرت على أمير المؤمنين بهجر الشرب في عشية أمس ليباكر الحجامة في يومنا هذا على نقاء فجلس وأحضر الأمير هارون وابن أبي داؤد وعبد الوهاب ليتحدث معهم فاندفع هارون في عهد أردشير بن بابك وأقبل يسرد جميع ما فيه ظاهراً حتى أتى على العهد كله فتخوفت عليه حسد أبيه له على جودة الحفظ الذي لم يرزق مثله وتخوفت عليه إمساك أبيه ما حدّ أردشير بن بابك في عهده من هجر إظهار البيعة لولي عهده‏.‏ وتخوفت عليه ما ذكر أردشير في هذا الباب من ميل الناس نحوولي العهد متى عهدوا مكانه وتخوفت عليه ما ذكر أردشير من أنه لا يؤمن اضطغان ولي العهد على مسببات والده متى فهم أنه الملك بعد أبيه وأنا واللَّه عالم بأن أقل ما يناله في هذا الباب التضييق عليه في معاشه وأنه لا يظهر له بيعة أبداً فاغتمامي بهذا السبب فكان جميع ما تخوف سلمويه علي ما تخوف نطق يوسف واستبطأ المعتصم أبوإسحاق إبراهيم بن المهدي في بعض الأمور واستجفاه فخط إليه كتاباً أمرني بقراءته على سلمويه ومناظرته فيه فإن استصوب الرأي في إيصاله ختمته وأوصلته وإن كره ذلك رددته على أبي إسحاق فقرأته على سلمويه فنطق لي قل له قد جرى لك المقدار مع المأمون والمعتصم أعز اللَّه الباقي ورحم الماضي بما يوجب عليك شكر ربك وألاّ تنكرّ عليّ بالخليفتين تنكرهما في وقت من الأوقات لأنك تسميت باسم لم يتسم به أحد قط فكاثر الأحياء فإن كان المقدار استعطف عليك رحمك حتى صرت إلى الأمن من المكروه فليس ينبغي حتى تتعجب من تنكر الخليفة وفي وقت من الأوقات حتى طعن بعض أعدائك عليك بما كان منك فيظهر بالجفاء اليومين والثلاثة أونحوذلك ثم ينعطف عليك ويذكر ماسة رحمك وشابكتها فيؤول أمرك إلى ما تحب ولك أيضاً آفة يجب عليك التحرز منها وهي أنك تجلس مع الخليفة في مجلسه وفيه جماعة من أهله وقواده ووجوه مواليه فهويجب حتىقد يكون أجل الناس في عيونهم وأملأ لقلوبهم فلا يجري جار من القول إلا ظهرت لنفسك فيه قولاً يتبين نصرتك فيه عليه فلوكنت مثل ابن أبي داؤد أومثل بعض الكتاب لكان الأمر فيه أسهل عليه لأنه ما كان لتلك الطبقة فهوللخليفة لأنهم من عبيده وما كان لرجل من أهله له السن والقعدد عليه فهوموجب لمن السن والقعدد له وذلك مزر بالخليفة وأنا أرى حتى لا أوصل هذا الكتاب وأن يتغافل أعزه اللَّه حتى يتشوق إليه الخليفة فإذا صار إليه تحرز مما كرهته له ففي ذلك غنى عن العتاب والاستبطاء‏.‏ نطق فإنصرفت إلى أبي إسحاق بالكتاب ولم أوصله فوجدت سيما الدمشقي عند صاحبنا وقد أبلغه رسالة المعتصم بوصف شوقه إليه وبالأمر بالركوب إليه فأبلغته بما دار بيني وبين سلمويه وركب فاستخدم ما أشار به فلم ينكربعد ذلك منه شيئاً حتى فرق بينهما الموت نطق يوسف وجرى بيني وبين سلمويه ذكر يوحنا بن ماسويه فأطنبت في وصفه وذكرت منه ما أعهد من اتساع فهمه فنطق سلمويه يوحنا آفة من آفات من اتخذه لنفسه وإتكل على علاجه وكثرة حفظه للخط وحسن شرحه ووصفه بما يلجم به المكروه ثم نطق لي أول الطب فهم مقدار الداء حتى يعالج مقدار ما يحتاج إليه من العلاج ويوحنا أجهل خلق اللَّه بمقدار الداء والدواء جميعاً فإن زاول محرور عالجه من الأدوية الباردة والأغذية المفرطة البرد وبما يزيل عنه تلك الحرارة ويعقب معدته وبدنه برداً ويحتاج له إلى المعالجة بالأدوية والأغذية الحارة ثم يعمل في ذلك كعمله في العلة الأولى من الإفراط ليزول عنه البرد ويعتل من حرارة مفرطة فصاحبه أبداً عليل إما من حرارة وإما من برودة والأبدان تضعف عن احتمال هذا التدبير وإنما الغرض في اتخاذ الناس المتطببين لحفظ صحتهم في أيام الصحة ولخدمة طبائعهم في أيام العلة ويوحنا لجهله بمقادير العلل والعلاج غير قائم بهذين البابين ومن لم يقم بهما فليس بمتطبب نطق يوسف وأصابت إبراهيم بن بنان أخا سلمويه بن بنان هيضة من خوخ أكله فأكثر منه فكادت تأتي على نفسه فسقاه أخوه سلمويه شهرياراناً كثير السقمونيا فأسهله إسهالاً كثيراً زائداً على المقدار الذي يجب حتىقد يكون ممن استهلك مثل ما استهلك إبراهيم من الشهرياران وإنبتر مع انقطاع عمل الشهرياران عمل الهيضة فقلت له أحسبك امتثلت فيما عملت بأخيك من إسقائه الدواء المسهل طريقة يزيد بور في ثمامة العبسي فنطق ما استخدمت له طريقة ولكني استخدمت فكري كما استخدم فكره فنتج لي من الرأي ما نتج له نطق يوسف وكنت يوماً عند سلمويه وقد أجرينا حديث أيام الفتنة بمدينة السلام أيام محمد الأمين فنطق لي لقد نفعنا اللَّه في تلك الأيام بجوار بشر وبشير ابني السميدع وذلك أنا كنا معهما في جميع حمى ثم نطق لي هل لك حتى هجرب إلى بشير فتعوده فقد كنت يئست منه أول من أمس ثم أفرق أمس فأجبته إلى الركوب معه وركبنا فلما صرنا إل باب الدرب الذي كان بشير ينزله طلع علينا بولس بن حنون المتطبب الذي هواليوم متطبب أهل فلسطين وهومنصرف من عند بشير فسأله عن خبره فأجابه بحدثة بالسريانية معناها بئس فنطق له سلمويه ألم تخبرني أمس أنه قد أفرق فنطق له بولس قد كان ذاك إلا أنه أكل البارحة دماغ جدي فعاوده الإسهال فعطف سلمويه رأس دابته ونطق انصرف بنا فليس يبيت بشير في الدنيا فسألته عن السبب فذكر أنه رجل مبطون وأن أول آفته كانت في البطن فساد معدته فتطاولت أيامه في البطن بفساد المعدة إلى حتى كان ذلك سبباً لفساد كبده وأن الدماغ الذي أكله سيعلق بمعدته ويغرّي ما بين غضونها فلا يدخلها غذاء ولا دواء إلا زلق انصرفنا ولم يعده سلمويه ولا عدته فما بات حتى توفي‏.‏ نطق يوسف وصحبت بعد وفاة أبي إسحاق أبا دلف فصحبته وقد كان مبطوناً قبل صحبتي إياه بخمسة عشر شهراً وكان مجلس أبي دلف مجمعاً للمتطببين لأنه كان معه من المرتزقة جماعة منهم يوسف بن صليبا وسليمان بن داؤد بن بابان ويوسف القصير البصري ولا أحفظ نسبه وبولس بن حنون متطبب فلسطين وختن كان له من اللجاج والحسن بن صالح بن بهلة الهندي وكان يحضر مجلسه من المتطببين غير المرتزقين جماعة فربما اجتمع في مجلسه منهم عشرون رجلاً فكانوا على سبيل اختلاف في أصل علته فبعضهم كان يرى حتى يسقيه الدرياق وبعضهم كان يرى حتى يعالجه بالأدوية التي يقع فيها الأبيون مثل المتروديطوس وغيره وكلهم كان مجمعاً على معالجته بالحمية وبالقيء في جميع بضع عشرة ليلة لأنه كان متى تقيأ صلحت حاله ثلاثة أيام أونحوها فأقمت معه عشرة أشهر لا أذكر أني تشاغلت في يوم منها بأمر من أمور الأعمال التي أتقلدها فسلمت من رسول له يستنهضني للمسير إليه وللنظر فيما بين المتطببين من الاختلاف ثم أمر المعتصم حيدر بن كاوس بالعقد لأبي دلف على قزوين وزنجان ونواحيها وإبراهيم بن البحتري بتقليده خراج الناحية ومحمد بن عبد الملك بتقليده ضياعها فقلد أبودلف ابنه معنا بن القاسم المعونة وقلدني الخراج والضياع وأمرنا بالخروج فأتيت سلمويه مونادىً ومشاوراً فنطق لي انقلاعك من بلدك مع رجل منحل بدنه منذ خمسة وعشرين شهراً وجميع من يطيف به معك لا يجمعك وإياهم رحم وإنما هم أهل الجبل وأصبهان وأكثرهم صعاليك ومن الممكن أنك قد استقصيت على بعضهم بالحضرة وحيث كنت تأمن على نفسك بما لا أحبه لك لأنه إذا وقع بالرجل حادث كنت في أرض غربة أسيراً في أيدي من لا مجانسة بينك وبينهم وامتناعك على الرجل بعد حتى أجبته إلى حتى تتقدمه تسمج ولكن إستأجله في الخروج بعد سبعة أيام‏.‏ وأشرف في هذه الأيام على مطعمه ومشربه حتى لا يصل إلى جوفه في هذا الأسبوع مأكول ومشروب إلا عهدت مبلغ وزنه على الحقيقة ووكل من يعهد وزن ما يخرج منه في هذا الأسبوع من ثقل وبول وأحمل وزن ذلك ليوم بعد يوم إليك وصر إلي بعد هذا الأسبوع بمبلغ وزن جميع ما ولج بطنه من الطعام والشراب وغير ذلك ووزن ما يخرج منه فعنيت بذلك غاية العنايةوتعهدته حتى صح عندي فوجدت ما خرج من بدنه قريباً من ضعف ما دخله من مطعم ومشرب فأفهمت ذلك سلمويه فنطق لي لوكان خرج منه بوزن ما ولج بدنه لدل ذلك على سرعة تلفه فكيف ترى الحال كائنة والخارج منه مثل ضعف ما ولج بدنه الهرب من التلبيس بأمر هذا الرجل فإن الشوق قد جذبه فما لبث بعد هذا القول إلا بضع عشرة ليلة حتى توفي أبودلف نطق أبوعلي القباني حدثني أبي نطق كانت بين جدي الحسين بن عبد اللَّه وبين سلمويه المتطبب مودة فحدثني أنه ولج إليه يوماً إلى داره وكان في الحمام ثم خرج وهومكمكم والعرق يسيل من جبينه واتىه خادم بمائدة عليها دراج مشوي وشيء أخضر في زبدية وثلاث رقاقات كزمازك وفي سكرجة خل فأكل الجميع واستدعى ما مقداره درهمان شراباً فمزجه وشربه وغسل يديهبماء ثم أخذ في تغيير ثيابه البخور فلما فرغ أقبل يحادثني فقلت له قبل حتى أجيبك إلى شيء عهدني ما صنعت فنطق أنا أعالج السل منذ ثلاثين سنة لم آكل في جميعها إلا ما رأيت وهودراج مشوي وهندبا مسلوقة مطجنة وهذا المقدار من الخبز وإذا خرجت من الحمام احتجت إلى مبادرة بما يسكنها كيلا تعطف على بدني فتأخذ من رطوبته فأشغلها بالغذاء ليكون عطفها عليه ثم أتفرغ لغيره إبراهيم بن فزارون متطبب غسان بن عباد وإبراهيم بن فزارون هوشيخ بني فزارون الكتّاب نطق يوسف بن إبراهيم كان إبراهيم بن فزارون قد خرج مع غسان عباد إلى السند فحدثني حتى غسان بن عباد مكث بأرض السند من يوم المهرجان يشتهي حتى يأكل بترة لحم باردة فما قدر على ذلك فسألته عن السبب فنطق كنا نطجنه فلا يبرد حتى يُرْوحِ فيرمى به نطق يوسف وأبلغني إبراهيم بن فزارون أنه ما أكل بأرض السند لحماً استطابه إلا لحوم الطواويس وأنه لم يأكل لحماً قط أطيب من لحم طواويس بلاد السند وحدثني إبراهيم بن عيسى بن المنصور المعروف بإبن نزيهة عن غسان بن عباد في لحوم الطواويس بمثل ما حدثني إبراهيم بن فزارون نطق يوسف وحدثني إبراهيم بن فزارون أنه حمل إلى غسان بن عباد حتى في النهر المعروف بمهران بأرض السند سمكة تشبه الجدي وأنها تصاد ثم يطين رأسها وجميع بدنها إلى موضع مخرج الثفل منها ثم يجعل ما لم يطين منها على الجمر ويمسكها ممسك بيده حتى ينشوي منها ما كان موضوعاً على الجمر وينضج ثم يؤكل ما نضج أويرمى به وتلقى السمكة في الماء ما لم ينكسر العظم الذي هوصلب السمكة فتعيش وينبت على عظمها اللحم وأن غسان أمر بحفر بركة في داره وملأها ماء وأمر بامتحان ما بلغه نطق إبراهيم فكنا نؤتي جميع يوم بعدة من هذا السمك فنشويه على الحكاية التي ذكرت لنا ونكسر من بعضه عظم الصلب ونهجر بعضه لا نكسره فكان ما يكسر عظمه يموت وما لم يكسر عظمه يسلم وينبت عليه اللحم ويستوي الجلد إلا حتى جلدة تلك السمكة تشبه جلد الجدي الأسود وما قشرناه من لحوم السمك التي شويناها ورددناها إلى الماءقد يكون على غير لون الجلدة الأولى لأنه يضرب إلى البياض‏.‏ نطق يوسف وسألت إبراهيم بن فزارون عن قول من يزعم حتى نهر مهران هونهر النيل فنطق لي رأيت نهر مهران وهويصب في البحر المالح إلا حتى فهماء الهند والسند أفهموني حتى مخرج النيل ومخرج نهر مهران من عين واحدة عظيمة فنهر مهران يشق أرض السند حتى يصب في بحرها المالح والنهر الآخر يشق أرض الهند وجميع أرض السودان حتى يخرج إلى أرض النوبة ثم يصب باقيه في أرض مصر فيرويها ثم يصب باقيه في بحر الروم نطق يوسف وحدثني عنبسة بن إسحاق الضبي من أمر العين التي منها يخرج نهر مهران والنيل بمثل ما حدثني به إبراهيم وكان يحدثنا بحديث السمك في جميع وقت أيوب المعروف بالأبرش كان له نظر في صناعة الطب وفهم بالنقل وقد نقل خطاً من مصنفات اليونانيين إلى السرياني وإلى العربي وهومتوسط النقل وما نقله في آخر عمره فهوأجود مما نقله قبل ذلك إبراهيم بن أيوب الأبرش نطق إسحاق بن علي الرهاوي في كتاب أدب الطبيب حدثني عيسى بن ماسة نطق رأيت إبراهيم بن أيوب الأبرش وقد عالج إسماعيل أخا المعتز وبرئ فحدثت أمه قبيحة المتوكل حتى يجيزه فنطق لها لا تجيزيه ليس عندك ما تعطيه حتى أعطيه أنا مثله وإبراهيم واقف بين أيديهما فأمرت قبيحة فأحضرت بدرة دراهم لإبراهيم وأمر المتوكل بإحضار مثل ذلك فأحضرت قبيحة بدرة أخرى فأمر بإحضار مثلها فلم يزالا يأمران بإحضار بدرة وبدرة حتى أحضرت ست عشرة بدرة فأومت قبيحة إلى جاريتها حتى تمسك فنطق لها إبراهيم سراً لا تبتري وأنا أرد عليك فنطقت له أملأ اللَّه عين الآخر فنطق لها المتوكل واللّه لوأعطيته إلى الصباح لأعطيته مثل ذلك فحملت البدر إلى منزل إبراهيم ونطق ثابت بن سنان بن ثابت حتى الخلافة لما تأدت إلى المعتز باللَّه كان أخص المتطببين عنده إبراهيم بن الأبرش لمكانه من والدته قبيحة وكانت صلاته أبداً واصلة إليه وخلع أبوعبد اللّه المعتز باللَّه بسر من رأى وقبض عليه صالح بن وصيف يوم الاثنين لثلاث بقين من رجب سنة خمس ومائتين وحبسه خمسة أيام ثم اغتال وقت العصر من يوم الجمعة لليلتين خلتا من شعبان من السنة المذكورة وله ثلاث وعشرون سنة‏.‏ نطق يوسف بن إبراهيم كان المأمون يستخف يد جبرائيل الكحال ويذكر أنه ما رأى أبداً على عين أخف من يده واتخذ مراود ومكاحل ودستجا ودفعه إليه فكان أول من يدخل إليه في جميع يوم عند تسليمه من صلاة الغداة فيغسل أجفانه ويكحل عينيه فإذا انتبه من قائلته عمل مثل ذلك وكان يجري عليه ألف درهم في جميع شهر ثم سقطت منزلته بعد ذلك فسألته عن السبب في ذلك فأبلغني حتى الحسين الخادم اعتل فلم يمكن ياسراً أخاه عيادته لإشتغاله بالخدمة إلى حتى وافى ياسر باب الحجرة التي كان فيها المأمون وقد خرج جبرائيل من عنده بعد حتى برد أجفانه وكحل عينيه فسأله ياسر عن خبر المأمون فأبلغه أنه أغفى فتغنم ياسر ما أبلغه به من نومه فصار إلى حسين فعاده وانتبه المأمون قبل انصراف ياسر من عند حسين ثم انصرف ياسر فسأله المأمون عن سبب تخلفه فنطق ياسر أبلغت بنوم أمير المؤمنين فصرت إلى حسين فعدته فنطق له المأمون ومن أقول لك برقادي فنطق له ياسر جبرائيل الكحال نطق جبرائيل فأحضرني المأمون ثم نطق يا جبرائيل إتخذتك كحالاً لي أوعاملاً على الإخبار عني اردد علي مكاحلي وأميالي وإخرج عن داري فأذكرته خدمتي فنطق إذا له لحرمة فليقتصر له على إجراء مائة وخمسين درهماً في جميع شهر ولا يؤذن له في الدخول فلم يخدم المأمون بعده حتى توفي نطق فثيون الترجمان إذا ماسويه كان يعمل في دق الأدوية في بيمارستان جندي سابور وهولا يقرأ حرفاً واحداً بلسان من الألسنة إلا أنه عهد الأمراض وعلاجها وصار بصيراً بانتقاء الأدوية فأخذه جبرائيل بن يختيشوع فأحسن إليه وعشق جارية لداود بن سرابيون فابتاعها جبرائيل بثمانمائة درهم ووهبها لماسويه ورزق منها ابنه يوحنا وأخاه ميخائيل ونطق إسحاق بن علي الرهاوي في كتاب أدب الطبيب عن عيسى بن ماسة إذا ماسويه أبا يوحنا كان تلميذاً في بيمارستان جندي سابور ثلاثين سنة فلما اتصل به محل جبرائيل من الرشيد نطق هذا أبوعيسى قد بلغ السها ونحن في البيمارستان لا نتجاوزه فبلغ ذلك جبرائيل وكان البيمارستان إليه فأمر بإخراجه منه وبتر رزقه فبقي منبتراً به فصار إلى مدينة السلام ليعتذر إلى جبرائيل ويخضع له فلم يزل على بابه دهراً طويلاً فلم يأذن له فكان إذا ركب نادى له واستعطفه فلا يحدثه فلما ضاق به الأمر صار إلى دار الروم بالجانب الشرقي فنطق للقس اكرز لي في البيعة لعله حتى يقع لي شيء فأنصرف إلى بلدي فإن أبا عيسى ليس يرضى عني ولا يحدثني فنطق له القس أنت في البيمارستان منذ ثلاثين سنة ولا تحسن شيئاً من الطب فنطق بلى واللَّه أطب وأكحل وأعالج الجراحات فأخرج له صندوقاً وأعطاه إياه ليداوي وأجلسه بباب الحرم عند قصر الفضل ابن الربيع وهووزير الرشيد فلم يزل هناك يكسب الشيء بعد الشيء حتى حسنت حاله واشتكت عين خادم للفضل بن الربيع فنفذ إليه جبرائيل بكحالين فعالجوه بأصناف العلاج فلم ينتفع به واشتد وجعه حتى عدم النوم فلما اشتد أرقه وقلقه خرج من القصر هائماً من الضجر والقلق فرأى ماسويه فنطق له يا شيخ ما تصنع هنا إذا كنت تحسن شيئاً فعالجني وإلا فقم من ههنا فنطق له يا سيدي أحسن وأجيد فنطق له ادخل معي حتى تعالجني فدخل معه وقلب جفنه وكحله وسكب على رأسه وسعطه فنام الخادم وهدأ فلما أصبح أنفذ إلى ماسويه جونة فيها خبز سميد وجدي ودجاجة وحلوى ودنانير ودراهم ونطقه له هذا لك في جميع يوم والدراهم والدنانير رزقك مني في جميع شهر فبكى ماسويه فرحاً فتوهم الرسول أنه قد استقله فنطق له لا تغتم فإنه يزيدك ويحسن إليك فنطق له يا سيدي رضيت منه بهذا حتى يدرّه على الأيام فلما عاد عرّف الخادم ما كان منه فعجب منه وبرئ الخادم على يديه ولم يمض إلا أيام يسيرة حتى اشتكت عين الفضل فنفذ إليه جبرائيل الكحالين فلم يزالوا يعالجونه فلم ينتفع بهم فأدخل الخادم ماسويه إليه ليلاً فلم يزل يكحله إلى ثلث الليل ثم سقاه دواء مسهلاً فصلح به ثم جاء جبرائيل فنطق له الفضل يا أبا عيسى إذا هاهنا رجلاً ينطق له ماسويه من أفره الناس وأعهدهم بالكحل فنطق له ومن هذا لعله الذي يجلس بالباب فنطق له نعم نطق جبرائيل هذا كان أكاراً لي فلم يصلح للكروث فطردته وقد صار الآن طبيباً وما عالج الطب قط فإن شئت فأحضره وأنا حاضر وتوهم جبرائيل أنه يدخل ويقف بين يديه ويتذلل له فأمر الفضل بإحضاره فدخل وسلم وجلس بحذاء جبرائيل فنطق له جبرائيل يا ماسويه أصرت طبيباً فنطق له لم أزل طبيباً أنا أخدم البيمارستان منذ ثلاثين سنة تقول لي هذا القول ففزع جبرائيل حتى يزيد في المعنى فبادر وانصرف في الحال وهوخجل وأجرى الفضل على ماسويه في جميع شهر ستمائة درهم وعلوفة دابتين ونزل خمسة غلمان وأمره حتى يحمل عياله من جندي سابور وأعطاه نفقة واسعة فحمل عياله ويوحنا ابنه حينئذ وهوصبي فما مضت إلا أيام حتى اشتكت عين الرشيد فنطق له الفضل يا أمير المؤمنين طبيبي ماسويه من أحذق الناس بالكحل وشرح له قصته وما كان من أمر خادمه وأمر نفسه فأمر الرشيد بإحضاره فأحضر ماسويه فنطق له تحسن شيئاً من الطب سوى الكحل فنطق نعم يا أمير المؤمنين وكيف لا أحسن وأنا قد خدمت السقمى بالبيمارستان منذ ثلاثين سنة فأدناه منه ونظر عينيه فنطق الحجام الساعة فحجمه على ساقيه وقطر في عينيه فبرئ بعد يومين فأمر بأن يجرى عليه ألفا درهم في الشهر ومعونة في السنة عشرون ألف درهم وعلوفة ونزل وألزمه الخدم مع جبرائيل وسائر من كان في الخدمة من المتطببين وصار نظيراً لجبرائيل بل كان في ذلك الوقت يحضر بحضوره ويصل بوصوله ودونه في الرزق لأن جبرائيل كان له في الشهر عشرة آلاف درهم ومعونة في السنة مائة ألف درهم وصلات دائمة وإقطاعات ثم أنه اعتلت بانوأخت الرشيد فلم يزل جبرائيل يعالجها بأنواع العلاج فلم تنتفع فإغتم بها فنطق الرشيد ذات يوم قد كان ماسويه ذكر أنه خدم السقمى بالمارستان وأنه يعالج الطبائع فليدخل إلى عليلتنا لعل عنده فرجاً لها فأحضر جبرائيل وماسويه فنطق له ماسويه عهدني حالها وجميع ما دبرتها به إلى وقتنا هذا فلم يزل جبرائيل يصف له ما عالجها به فنطق ماسويه التدبير صالح والعلاج مستقيم ولكن أحتاج إلى حتى أراها فأمر الرشيد حتى يدخلا إليها فدخل وتأملها وجس عروقها بحضرة الرشيد وخرجوا من عنده ونطق ماسويه للرشيد يا أمير المؤمنينقد يكون لك طول العمر والبقاء هذه تقضي بعد غد ما بين ثلاث ساعات إلى نصف الليل فنطق جبرائيل كذب يا أمير المؤمنين إنها تبرأ وتعيش فأمر الرشيد بحبس ماسويه ببعض دوره في القصر ونطق لأسبرنّ ما نطقه وأنذرنا به فما رأينا بفهم الشيخ بأساً فلما جاء الوقت الذي حده ماسويه توفيت فلم يكن للرشيد همة بعد دفنها إلا حتى أحضر ماسويه فسأله وأعجب بكلامه وكان أعجمي اللسان ولكنه كان بصيراً بالعلاج كثير التجارب فصيره نظيراً لجبرائيل في الرزق والنزل والعلوفة والمرتبة وعني بابنه يوحنا ووسع النفقة عليه فبلغ المرتبة المشهورة نطق يوسف بن إبراهيم عدت جبرائيل بن بختيشوع بالعلث في سنة خمس عشرة ومائتين وقد كان خرج مع المأمون في تلك السنة حتى هبط المأمون في دير النساء فوجدت عنده يوحنا بن ماسويه وهويناظره في علته وجبرائيل يستحسن استماعه وإجابته ووصفه فنادى جبرائيل بتحويل سنته وسألني النظر فيه وإخباره بما يشير عليه الحساب فنهض يوحنا عند ابتدائي بالنظر في التحويل فلما خرج من الحراقة نطق لي جبرائيل ليست بك حاجة إلى النظر في التحويل لأني أحفظ جميع قولك وقول غيرك في هذه السنة وإنما أردت بدفعي التحويل إليك حتى ينهض يوحنا فأسألك عن شيء بلغني عنه وقد نهض فأسألك بحق اللَّه هل سمعت يوحنا قط يقول أنه أفهم من جالينوس بالطب فحلفت له أني ما سمعته قط يدعي ذلك فما انقضى كلامنا حتى رأيت الحراقات تنحدر إلى مدينة السلام فانحدر المأمون في ذلك اليوم وكان يوم خميس ووافينا مدينة السلام غداة يوم السبت ودخل الناس كلهم إلى مدينة السلام خلا أبي العباس بن الرشيد فإنه أقام في الموضع المعروف بالقلائين من الجانب الغربي بمدينة السلام وهوبإزاء دار الفضل بن يحيى بباب الشماسية التي صار بعضها في خلافة المعتصم لأبي العباس بن الرشيد فكنت وجماعة ممن يريد المصير إلى أبي العباس ممن منازلهم في قنطرة البردان ونهر المهدي لا نجشم أنفسنا المصير إلى الجسر ثم المصير إلى القلائين لبعد الشقة فنصير إلى قصر الفضل بن يحيى ونقف بإزاء مضرب أبي العباس‏.‏ وكانت الزبيديات توافينا فتعبر بنا فإجتمعت ويوحنا بن ماسويه عند أبي العباس بعد موافاة المأمون مدينة السلام بثلاثة أيام وجمعتنا الزبيدية عند انصرافنا فسألني عن عهدي بجبرائيل فأفهمته أني لم أره منذ إجتمعنا بالعلث ثم قلت له قد شنعت عنده فنطق بماذا فقلت له بلغه أنك تقول أنا أفهم من جالينوس فنطق على من إدعى علي هذه الدعوة لعنة اللّه واللّه ما صدق مؤدي هذا الخبر ولا بر فسرى ذلك من قوله ما كان في قلبي وأفهمته أني أزيل عن قلب جبرائيل ما تأدى إليه من الخبر الأول فنطق لي اعمل نشدتك اللّه وقرر عنده ما أقول وهوما كنت أقوله فحرف عنده فسألته عنه فنطق إنما قلت لوحتى أبوقراط وجالينوس عاشا إلى حتى يسمعا قولي في الطب وصفاتي لسألا ربهما حتى يبدلهما بجميع حواسهما من البصر والشم والذوق واللمس حساً سمعياً يضيفانه إلى ما معهما من حس السمع ليسمعا حكمي ووصفي فأسألك باللّه أما أديت هذا القول عني إليه فإستعفيته من إلقاء هذا الخبر عنه فلم يعفني فأديت إلى جبرائيل الخبر وقد كان أصبح في ذلك اليوم مفرقاً من علته فتداخله من الغيظ والضجر ما تخوفت عليه منه النكسة وأقبل يدعوعلى نفسه ويقول هذا جزاء من وضع الصنيعة في غير موضعها وهذا جزاء من اصطنع السفل وأدخل في مثل هذه الصناعة الشريفة من ليس من أهلها ثم نطق هل عهدت السبب في يوحنا وأبيه فأبلغته أني لا أعهدهما فنطق لي إذا الرشيد أمرني باتخاذ بيمارستان وأحضرت دهشتك رئيس بيمارستان جندي سابور لتقليده البيمارستان الذي أمرت باتخاذه فامتنع من ذلك وذكر حتى السلطان ليست له عليه أرزاق جارية وإنه إنما يقول بيمارستان جندي سابور وميخائيل ابن أخيه حسبة وتحمل علي بطيمانيوس الجاثليق في إعفائه وابن أخيه فأعفيتهما فنطق لي أما إذ قد أعفيتني فإني أهدي إليك هدية ذات قدر يحسن بك قبولها وتكثر منفعتها لك في هذا البيمارستان فسألته عن الهدية فنطق لي إذا صبياً كان ممن يدق الأدوية عندنا ممن لا يعهد له أب ولا قرابة أقام في البيمارستان أربعين سنة وقد بلغ الخمسين سنة أوجاوزها وهولا يقرأ حرفاً واحداً بلسان من الألسنة إلا أنه قد عهد الأدواء داء داء وما يعالج به جميع داء وهوأفهم خلق اللّه بانتقاء الأدوية واختيار جيدها ونفي رديها فأنا أهديه لك فاضممه إلى من أحببت من تلامذتك ثم قلد تلميذك البيمارستان فإن أموره تخرج على أحسن من مخرجها لوقلدتني هذا البيمارستان فأفهمته أني قد قبلت الهدية وانصرف دهشتك إلى بلده وأنفذ إلي الرجل فأدخل علي في زي الرهبان وكشفته فوجدته على ما حكى لي عنه وسألته عن اسمه فأبلغني حتى اسمه ماسويه وكنت في خدمة الرشيد وداؤد بن سرابيون مع أم جعفر وكان المنزل الذي ينزله ماسويه يبعد من منزلي ويقرب من منزل داؤد بن سرابيون وكان في داؤد نادىبة وبطالة وكان في ماسويه ضعف من ضعف السفل فيستطيبه جميع بطال فما مضى بماسويه إلا يسير حتى صار إلي وقد غير زيه ولبس الثياب البيض فسألته عن خبره فأفهمني أنه قد عشق جارية لداؤد بن سرابيون صقلبية ينطق لها رسالة وسألني ابتياعها له فابتعتها له بثمانمائة درهم ووهبتها له فأولدها يوحنا وأخاه ثم رعيت لماسويه ابتياعي له رسالة وطلبه منها النسل وصيرت وُلْدَه كأنهم ولدُ قرابة لي وعنيت بحمل أقدارهم وتقديمهم على أبناء أشراف أهل هذه المهنة وفهمائهم ثم رتبت ليوحنا وهوغلام المرتبة الشريفة ووليته البيمارستان وجعلته رئيس تلامذتي فكانت مثوبتي منه هذه الدعوى التي لا يسمع بها أحد إلا قذف من خرَّجه ونوّه باسمه وأطلق لسانه بمثل ما أطلقه به ولمثل ما خرج إليه هذه السفلة كانت الأعاجم تمنع جميع الناس عن الانتنطق عن صناعات آبائهم وتحظِّر ذلك غاية الحظر واللّه المستعان‏.‏


المصادر

تاريخ النشر: 2020-06-04 04:18:55
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رونالدو يرفع عائدات بث الدوري السعودي عالميا 650 %

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-28 12:07:56
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 85%

قسد تعتقل قائد مجلس دير الزور العسكري

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-28 12:07:43
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 88%

الأردن يسجل يسجل هزة أرضية بقوة 3.5 درجة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-28 12:07:36
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 100%

أزمة كبرى تضرب إسرائيل ومطالب باللجوء لمصر والأردن

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-28 12:07:50
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 93%

فيلم ينافس "باربي" بقوة على صدارة شباك التذاكر

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-28 12:08:22
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 96%

وفاة 4 أشخاص وإنقاذ 18 في حادث غرق زورق مهاجرين قبالة اليونان

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-28 12:07:47
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 95%

أرمينيا: مقتل جنديين في ظروف غامضة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-28 12:07:44
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 94%

مدفيديف: روسيا تزود نفسها بكل أنواع الأسلحة

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-28 12:07:35
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 93%

انقلاب مركب قبالة اليونان يودي بأربعة مهاجرين

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-28 12:07:20
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 87%

على طريقة ميسي.. نيمار يطلق باريس سان جيرمان نهائيا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-28 12:07:57
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 93%

مصر تتفوق على الإمارات في بنك "بريكس".. فكم حصة كل منهما؟

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-28 12:07:53
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 94%

"تايمز": بريطانيا تبتكر طريقة لتتبع المهاجرين وتحديد موقعهم

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-28 12:07:41
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 88%

تدمير مسيرتين أوكرانيتين فوق القرم

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-28 12:07:45
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 88%

بطولة ألمانيا: المهاجم كاين يؤكد "أحب الانسجام" في بايرن ميونيخ

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-08-28 12:07:16
مستوى الصحة: 82% الأهمية: 97%

تحميل تطبيق المنصة العربية