اسحاق بن عمران
اسحاق بن عمران ( - 320 هـ) ، طبيب مشهور وعالم مذكور ويعهد باسم ساعة ونطق سليمان ابن حسان المعروف بابن جلجل إذا إسحاق بن عمران مسلم النحلة وكان بغدادي الأصل ودخل إفريقيا في دولة زيادة اللّه بن الأغلب التميمي وهواستجلبه وأعطاه شروطاً ثلاثة لم يف له بأحدها بعث إليه عند وروده عليه راحلة أقلته وألف دينار لنفقته وكتاب أمان بخط يده متى أحب الانصراف إلى وطنه انصرف وبه ظهر الطب بالمغرب وعهدت الفلسفة وكان طبيباً حاذقاً متميزاً بتأليف الأدوية المركبة بصيراً بتفرقة العلل أشبه الأوئل في فهمه وجودة قريحته استوطن القيروان حيناً وألف خطاً منها كتابه العروف بنزهة النفس وكتابه في داء المالنخوليا لم يسبق مثله وكتابه في الفصد وكتاب في النبض.
ودارت له مع زيادة الله بن الأغلب محنة أوجبت الوجدة بينهما حتى صلبه ابن الأغلب وكان إسحاق قد استأذنه في الانصراف إلى بغداد فلم يأذن له وكان إسحاق يشاهد أكل ابن الأغلب فيقول له جميع هذا ودع هذا حتى ورد على ابن الأغلب وقع يهودي اندلسي فاستقربه وخف عليه وأشهده أكله فكان إسحاق إذا نطق له اهجر هذا لا تأكله نطق الإسرائيلي يصعبه عليك وكان بابن الأغلب علة النسمة وهي ضيق النفس فقد بين يديه لبناً مريباً فهم بأكله فنهاه أسحق وسهل عليه الإسرائيلي فوافقه بالأكل فعرض له في الليل ضيق النفس حتى أشرف على الهلاك فأوفد إلى إسحاق وقيل له هل عندك من علاج فنطق قد نهيته فلم يقبل مني ليس عندي علاج فقيل لإسحاق هذه خمسمائة مثنطق وعالجه فأبى حتى بلغ إلى ألف مثنطق فأخذها وأمر بإحضار الثلج وأمره بالأكل منه حتى تملأ ثم قيأه فخرج جميع اللبن قد تجبن ببرد الثلج فنطق إسحاق أيها الأمير لوولج هذا اللبن إلى أنابيب رئتك ولحج فيها أهلكك بضيقة النفس لكني أجهدته وأخرجته قبل وصوله فنطق زيادة اللّه باع إسحاق روحي في البدء ابتروا رزقه فلما بتر عنه الرزق خرج إلى وضع فسيح من رحاب القيروان ووضع هنالك كرسياً ودواة وقراطيس فكان يخط الصفات جميع يوم بدنانير فقيل لزيادة اللّه عرضت لإسحاق الغني فأمر بضمه إلى السجن فتبعه الناس هنالك ثم أخحرجه بالليل إلى نفسه وكانت له معه حكايات ومعاتبات احنقته عليه لفرط جوره وسخف رأيه فأمر بفصده في ذراعيه جميعاً وسال دمه حتى توفي ثم أمر به فصلب ومكث مصلوباً زماناً طويلاً حتى عشش في جوفه طائر وكان مما نطق لزيادة اللّه في تلك الليلة واللّه أنك لتدعى بسيد العرب وما أنت لها بسيد ولقد سقيتك منذ دهر دواء ليعملن في عقلك وكان زيادة اللّه مجنوناً فتمخل ومات ولإسحاق بن عمران من الخط كتاب الأدوية المفردة كتاب العنصر والتمام في الطب منطقة في الاستسقاء منطقة وجيزة خط بها إلى سعيد بن توفيل المتطبب في الإبانة عن الأمور التي ينطق أنها تشفي السقام وفيهاقد يكون البرء مما أراد إتحافه به من نوادر الطب ولطائف الحكمة كتاب نزهة النفس كتاب في المالنخوليا كتاب في الفصد كتاب في النبض منطقة في علل القولنج وأنواعه وشرح أدويته وهي الرسالة التي خط بها إلى العباس وكيل إبراهيم بن الأغلب كتاب في البول من كلام ابقراط وجالينوس وغيرهما كتاب جمع فيه أقاويل جالينوس في الشراب مسائل له مجموعة في الشراب على معنى ما مضى إليه ابقراط وجالينوس في الموضوعة الثالثة من كتاب تدبير الأمراض الحادة وما ذكر فيها من الخمر كلام له في بياض المعدة ورسوب البول وبياض المني.
كان طبيباً فاضلاً بليغاً عالماً مشهوراً بالحذق والفهم جيد التصنيف عالي الهمة ويكنى أبا يعقوب وهوالذي شاع ذكره وانتشرت معهدته بالإسرائيلي وهومن أهل مصر وكان يكحل من أوليته ثم سكن القيروان ولازم إسحاق بن عمران وتتلمذ له وخدم الإمام أبا محمد عبيد اللّه المهدي صاحب إفريقية بصناعة الطب وكان إسحاق بن سليمان مع فضله في صناعة الطب بصيراً بالمنطق متصرفاً في ضروب المعارف وعمر عمراً طويلاً إلى حتى نيف على مائة سنة ولم يتخذ امرأة ولا أعقب ولداً وقيل له أيسرّك حتى لك ولداً نطق أما إذا صار لي كتاب الحميات فلا يعني حتى بقاء ذكره بكتاب الحميات أكثر من بقاء ذكره بالولد. ويروى أنه نطق لي أربعة خط يحيي ذكري أكثر من الولد وهي كتاب الحميات وكتاب الأغذية والأدوية وكتاب البول وكتاب الأسطقسات.
ونطق أحمد بن إبراهيمم بن أبي خالد المعروف بابن الجزار في كتاب أخبار الدولة يعني ابتداء دولة الإمام أبي محمد عبيد اللّه المهدي الذي ظهر من المغرب حدثني إسحاق بن سليمان المتطبب نطق لما قدمت من مصر على زيادة اللّه بن الأغلب وجدته مقيماً بالجيوش في الأريس فرحلت إليه فلما بلغه قدومي وقد كان بعث في طلبي وأوفد إلي بخمسمائة دينار وتقويت بها على السفر فأدخلت إليه ساعة وصولي فسلمت بالإمرة وعملت ما يجب حتى يعمل للملوك من التعبد فرأيت مجلسه قليل الوقار والغالب عليه حب اللهووكل ما حرك الضحك فابتدأني بالكلام ابن خنيس المعروف باليوناني فنطق لي تقول حتى الملوحة تجلوقلت نعم نطق وتقول حتى الحلاوة تجلوقلت نعم نطق لي فالحلاوة هي الملوحة والملوحة والملوحة هي الحلاوة فقلت إذا الحلاوة تجلوبلطف وملاءمة والملوحة تجلوبعنف فتمادى على المكابرة وأحب المغالطة فلما رأيت ذلك قلت له تقول أنت حي نطق نعم قلت والكلب حي نطق نعم قلت فأنت الكلب والكلب أنت فضحك زيادة اللّه ضحكاً شديداً عملمت حتى رغبته في الهزل أكثر من رغبته في الجد نطق إسحاق فلما وصل أبوعبد اللّه داعي المهدي إلى رقادة أدناني وقرب منزلتي وكانت به حصاة في الكلى وكنت أعالجه بدواء فيه العقارب المحرقة فجلست ذات يوم مع جماعة من كتامة فسألوني عن صنوف من العلل فحدثا أجبتهم فلم يفقهوا قولي فقلت لهم إنما أنتم بقر وليس معكم من الإنسانية إلا الاسم فبلغ الخبر إلى أبي عبد اللّه فلما دخلت إليه نطق لي تقابل إخواننا المؤمنين من كتامة بما لا يجب وباللّه الكريم لولا أنك عذرك بأنك جاهل بحقهم وبقدر ما صار إليهم من فهم الحق وأهل الحق لأضربن عنقك نطق لي إسحاق فرأيت رجلاً شأنه الجد فيما قصد إليه وليس للهزل عنده سوق ولإسحاق بن سليمان من الخط كتاب الحميات خمس منطقات ولم يوجد في هذا المعنى كتاب أجود منه ونقلت من خط أبي الحسن علي بن رضوان عليه ما هذا مثاله أقول أنا علي بن رضوان الطبيب حتى هذا الكتاب نافع وجمع رجل فاضل وقد عملت بكثير مما فيه فوجدته لا مزيد عليه وباللّه التوفيق والمعونة كتاب الأدوية المفردة والأغذية كتاب البول اختصار كتابه في البول كتاب الأسطقسات كتاب الحدود والرسوم كتاب بستان الحكيم وفيه مسائل من الفهم الإلهي كتاب المدخل إلى المنطق كتاب المدخل إلى صناعة الطب كتاب في النبض كتاب في الترياق كتاب في الحكمة وهوأحد عشر ميمراً.
