ثيودورا
ثيودورا (500 - 548) بالإنجليزية Theodora ، باليونانية Θεοδώρα ، هي إمبراطورة الإمبراطورية البيزنطية ، وزوجة الإمبراطور جستنيان ، وثيودرا مقدسة في الديانة الأرثوذوكسية وتحيا في 14 نوفمبر.
حياتها
إن جميع ما ينطق عن ثيودورا أنها بدأت حياتها سيدة غير مكملة، واختتمتها ملكة متصفة بجميع صفات الملوك الطيبة. ويقول المؤرخون حتى ثيودورا هي ابنة مدرب دببة ، وإنها نشأت في جوحلبة ألعاب الوحوش ، ثم صارت ممثلة ، تثير مشاعر أهل القسطنطينية ، وتدخل البهجة في قلوبهم بتمثيل المسرحيات الصامتة الخليعة. ثم ولدت أبناً غير شرعي ، وصارت عشيقة رجل سوري يدعى هسبولوس Hecebolus ثم هجرها هذا العشيق ، واختفت عن الأعين فترة من الزمان في الإسكندرية ، عادت بعدها إلى الظهور في القسطنطينية فقيرة ولكنها عفيفة شريفة ، تكسب قوتها بغزل الصوف ، ثم أحبها جستنيان ، فاتخذها عشيقة له ، ثم تزوج بها وجعلها ملكة. وليس في وسعنا الآن حتى نعهد على وجه التحقيق ما في هذه الأقوال من صدق وكذب؛ ولكن الذي نستطيع حتى نقوله إذا كانت هذه المقدمات لم تقلق بال إمبراطور فهي خليقة بألا نقف عندها طويلاً. وتوج جستنيان في كنيسة القديسة صوفيا بعد حتى تزوجها بزمن قليل ، وتوجت ثيودورا إمبراطورة إلى جانبه.
ثيودورا الإمبراطورة
أيا كان منشأ ثيودورا فإنها أضحت بعد زقابلا بالإمبراطور سيدة لا يستطيع أحد حتى يتهمها في عفافها. وكانت تحب المال والسلطان حباً جماً ، وتثور في بعض الأحيان ثورة جامحة ، وتدبر المؤامرات لتصل إلى أغراضها التي لا تتفق مع أغراض جستنيان. وكانت نؤوما ، تكثر من الطعام والشراب ، وتحب الترف ، والحلي، والمظاهر، وتقضي عدداً كبيراً من اشهر السنة في قصورها القائمة عل شاطئ البحر. لكن جستنيان ظل طول حياته يحبها رغم هذه الصفات ، ويصبر صبر الفلاسفة على تدخلها في خططه وأعماله. لقد خلع عليها وهوكلف بها حلة من السيادة لا تقل من الوجهة النظرية عن سيادته هو، ولم يكن في مقدوره حتى يشكوإذا مارست هذه السيادة. وقد اشهجرت اشتراكاً عملياً في السياسة الخارجية والشئون الكنسية. وكانت تنصب البابوات والبطارقة وتخلعهم ، وتعزل أعداءها من مناصبهم. وكانت في بعض الأحيان تصدر من الأوامر ما يتعارض وأوامر زوجها ، وكثيراً ما كانت أوامرها هي في صالح الدولة ، ذلك حتى ذكائها كان يتناسب مع سلطانها. وتتهم ثيودورا بقسوتها على معارضيها ، وبأنها ألقت بعضهم في الجب وقتلت عدداً قليلاً منهم ، وكان الذين يسيئون إليها إساءات شديدة يختفون دون حتى يقف لهم أحد على أثر ، وكانت تسير في هذا على المبادئ الأخلاقية السائدة بيننا في هذا القرن الذي نعيش فيه. لكنها لم يخل قلبها من الرحمة ، من ذلك أنها بسطت حمايتها على البطريق أنثميوس الذي أمر جستنيان لنفيه لمروقه من الدين وأخفته في جناحها عامين كاملين. ولعلها كانت لينة فوق ما ينبغي مع زوجة بليساريوس التي عهدت بالزنى. ولكنها كفرت عن هذا بإقامة "دير للتوبة" جميل تلجأ إليه العاهرات التائبات. على حتى بعض التائبات قد تبن من توبتهن ، وألقين بأنفسهن من النوافذ لأنهن ضقن ذرعاً وفضلن عليه الموت. وكانت تعنى عناية الجدات بزواج صديقاتها ، وكان لها هي الفضل في ترتيب هذه الزيجات ، وكثيراً ما كانت تجعل الزواج شرطاً أساسياً للرقي في بلاطها. وقد صارت في شيخوختها حارسة قوية الشكيمة للأخلاق الكريمة وهوما ينتظره الإنسان من أمثالها.
ثيودورا والدين
وجهت ثيودورا عنايتها في آخر حياتها لدراسة الدين ، وكانت تناقش زوجها في طبيعة المسيح. فقد كان جستنيان يبذل غاية جهده ليوحد الكنيستين الشرقية والغربية لاعتقاده حتى الودة الدينية لابد منها لوحدة الإمبراطورية. غير حتى ثيودورا لم تكن تستطيع حتى تفهم وجود طبيعتين في المسيح. وإن لم تجد صعوبة ما في وجود ثلاثة أقانيم في الله. ومن أجل هذا اعتنقت ممضى اليعاقبة ، وهي تفهم حتى الشرق لا يمكن حتى يخضع للغرب في هذه العقيدة. لكنها كانت ترى حتى قوة الإمبراطورية ومستقبلها إنما يعتمدان على ولايتها الغنية في آسيا وسوريا ، ومصر ، لا على ولايتها الغربية التي خربها البرابرة وأهلكتها الحروب. وكان لها الفضل في تخفيف حدة تعصب جستنيان للممضى الديني الأصيل ، وبسطت حمايتها على الخارجين على هذا الممضى ، وتحدت البابوية ، وشجعت خفية قيام كنيسة يعقوبية مستقلة في الشرق ؛ ولم تترد في سبيل تحقيق هذه الغايات في حتى تعارض بكل ما تستطيع من قوة الإمبراطور والبابا على السواء.
ثورة نيكا
بلغ خطر حزب الخضر وحزب الزرق أشده في ثورة نيكا سنة 532م, وبالتالي لم يكن جستنيان في مركز يمكنه من الالتفات لمشاريعه الكبري قبل سنة 532 أي قبل القضاء علي الخطر الداخلي وتلافي خطر الفرس. وبالرغم من التنافس السابق بين الحزبين (الخضر والزرق) فقد وحدا صفوفهما ضد جستنيان واخذ أنصارهما يعيثون في القسطنطينية فسادا , بل وتمكنوا من التغلب علي بعض القوات الحكومية , وقد تحرج مركز جستنيان لدرجة أنه فكر في الفرار من القسطنطينية لولا موقف زوجته تيودورا وجرأتاها وتشجيعها لجستنيان ورجاله لكي يصمدوا ضد الثوار, وقد انتهي الامر بتغلب الامبراطور علي خوفه,فأوفد قائده الشهير بليزاريوس ورجاله للقاءة الجمهور الثائر , وتمكن هذا القائد من إخماد الثورة بعد مقتل 30ألف نفس.
أنظر أيضا
- جستنيان الأول
- إضطرابات نيكا
- الإمبراطورية البيزنطية
وصلات خارجية
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع [[commons: Category:Empress Theodora (6th century)
| Empress Theodora (6th century) ]]. |
- Justinian, Theodora and Procopius
المصادر
ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors=
ignored (|author=
suggested) (help)