مشروع الذخيرة العربية

عودة للموسوعة

مشروع الذخيرة العربية

مشروع الذخيرة العربية هومشروع عربي ستشرف عليه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. والهدف منه هوإنشاء بنك إلكتروني لللغة العربية المستعملة بالعمل وعمل معجم إلكتروني فيه اللغة العربية في الحدثات المرادفة لها في اللغة الإنجليزية والفرنسية. ويرأس هذا المشروع الدكتور عبد الرحمن حاج صالح.

الفكرة

إن مشروع الذخيرة اللغوية العربية هومشروع عربي ستشرف عليه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. وقد عرض لأول مرة، على مجلسها التطبيقي في ديسمبر 1988 فوافق أعضاؤه على تبنيه. وقد راسلت المنظمة بعد ذلـك، أبرز المؤسسات الفهمية العربية والجهات الرسمية المعنية بالتربية والتعليم العالي والبحث الفهمي تطلب منها إبداء الرأي فيه وفي كيفية تطبيقه، فتوالت على المنظمة إجابات كثيرة كلها إيجابية وأجمعت على أهمية المشروع وضـرورة الشروع في إنجازه في أقرب الآجال.

ثم نظمت جامعة الجزائر مع المنظمة في مايو1991 ، أول ندوة للمشروع شارك فيها بعض ممثلي الهيئات الفهميـة العربية وذلك للنظر في كيفية إنجاز المشروع واتخـاذ التدابير اللازمة لسير العمل المشهجر. وخرجوا بتوصيات تخص تنظيم العمل وكيفية المشاركة وإنشـاء الهيئات المناسبة للمتابعة. واتفقـوا على حتى يلتقوا من حديث في ندوة ثانية موسعـة بجميع ممثلي البلدان العربية، والمفروض حتى تعقد هذه الندوة في دمشق.


الذخيرة اللغوية العربية والغرض منها

إن هذا المشروع نشأ من فكرة الاستعانة بالحاسوب (الحاسوب) واستغلال سرعته الهائلة في علاج المعطيات وقدرته العجيبة في تخزين الملايين من هذه المعطيات في ذاكرته، لإنشاء بنك آلي من المعطيات يحتوي على أبرز ما حرّر بالعربية مما سينتجه على مرّ السنين.

وسيكون هذا البنك الآلي تحت تصرف أي باحث في أي مكان في العالم فيمكنه حتى يسأل الحاسوب عما يشاء من المعلومات فيجيبه بسرعة الضوء. ونحن نعهد حتى الباحث –واللغوي خاصة- قد يقضى الشهور بل والسنين الطوال في قراءة الأسفار الكثيرة من الخط حتى يعثر على بغيته.

وقد شرعت بعض المؤسسات العربية في تخزين بعض النصوص العربية وذلك مثل القرآن الكريم وخط الحديث والشعر الجاهلي. فالذي نرجوه هوحتى يعمم ذلك على نطاق واسع في الوطن العربي. فالذخيرة اللغوية العربية هي إذن بنك آلي من النصوص القديمة والحديثة (من الجاهلية إلى وقتنا الحاضر). وأهم صفة تتصف بها هي سهولة حصول الباحث على ما يريد، وسرعته ثم شمولية المعلومات التي يمكن حتى يحصل عليها وأهم من هذا أيضاً اشتمالها على الاستعمال الحقيقي للغة العربية عبر العصور وعبر البلدان العربية المتنوعة.

أهداف المشروع

يرمي مشروع الذخيرة اللغوية العربية إلى إنجاز:

1- بنك آلي للغة العربية المستعملة بالعمل (بنك نصوص).

2- معجم آلي جامع للغة العربية مع اللقاء الفرنسي والإنكليزي يستخرج من البنك الآلي المذكور (معجم مفردات).

مواصفات المشروع

سينجز البنك الآلي (أوالحاسوبي) للمعطيات النصية انطلاقا من الاستعمال الحقيقي للغة العربية ليضم:

1- المؤلفات ذات القيمة الكبيرة في الآداب والعلوم والتكنولوجيا وغيرها، القديمة منها والحديثة.

2- المحاضرات الجامعية القيمة المنشورة.

3- الموضوعات ذات القيمة المنشورة في المجلات الأدبية والفهمية والبحوث القيمة المعروضة في الندوات والمؤتمرات والموائد المستديرة وغيرها.

4- جميع المعاجم العربية والمزدوجة اللغة القديمة والحديثة (مثل لسان العرب والمعجم الكبير الحديث وغيرهما)؛ والغرض من بنك النصوص الآلي هوحتىقد يكون قاعدة معطيات دائمة بحيث تقبل الزيادة والتسليم على الدوام بسبب تطور المعلومات من خلال الاستعمال الحقيقي للغة العربية وبالتالي حتى تصير المصدر الأساسي لإنجاز المعجم الجامع للغة العربية الذي سيحرره الفهماء وخاصة أعضاء المجامع العربية وإنجاز العدد الكبير جدا من الدراسات والبحوث في اللغة العربية، زيادة على ذلك.

والذي يميز هذه الذخيرة اللغوية عن الذخائر التي أنجزت في الزمان الحاضر كذخيرة اللغة الفرنسية مثلا هوفي وجود هذا البنك الآلي للنصوص العربية السابق الذكر وكونه بنكا مفتوحا غير مغلق بل قابل للزيادة والتسليم. وسيكون بفضل شبكة اتصال دولية عربية تحت تصرف أي باحث في العالم في أي وقت أراد ويمكن حتى تضاف إليه جميع الزيادات الممكنة وأن تدخل فيه جميع النصوص ذات الأهمية على الدوام وبدون انقطاع.

فوائد إنجاز إنجاز الذخيرة

اعتبارات عامة

إنّ أبرز ما تختص به الذخيرة اللغوية العربية هوأنها تتناول الاستعمال الحقيقي للغة العربية كما تجاوز حتى قلنا، من أقدم العصور حتى العصر الحاضر. فالنصوص –أوالسياقات- هي التي ينبغي حتى يعتمد عليها لتحديد معاني المفردات ولا يكتفى في ذلك بالمعاجم الموجودة.

ثم إذا ما سيترتب على ذلك من المنافع هوشئ عظيم كما يصرح بذلك الذين سيساهمون في إنجازها أنفسهم لأن البحث عن مفردة أوصيغة أوبنية هجريبية أوتعبير جامدة أوأي شئ يخص اللغة في نص واحد أوعدة نصوص قد يحتاج زمناً طويلا جدا وقد يقضي الإنسان عمره في البحث عن هذه الأمور ولا سيما بالنسبة للنصوص التي لم تفهرس وحتى المفهرسة منها فقد لا تفي بكل ما يطلبه الباحث. وسرّ الذخيرة أنها فهرسة كبيرة شاملة لكل ما أنتجه الفكر العربي منذ الجاهلية إلى يومنا هذا. أضف إلى ذلك أنها آلية وسرعة العثور فيها على ما يطلبه الباحث هي في سرعة الضوء. كما يمكن حتى نعهد بالضّبط المعاني التي قصدها المستعملون للغة العربية عبر العصور من سياقات الحدثات وهذا متعذّر على الباحث الأعزل الذي لا يستعين بالأجهزة الحديثة.

لا ينبغي حتى يعتقد الباحث اللغوي حتى هذه الذخيرة وهذا المعجم يلغيان الأعمال العظيمة التي ينجزها الفهماء. فالذخيرة هي هذه الأعمال نفسها وليس فيها إلا ما يحرره الفهماء. فالجديد فيها هوفقط اللجوء إلى الوسائل الآلية الجبارة واستغلالها كما تستغل حاليا في جميع الميادين التي تعالج فيها المعلومات.

هذا وستعطى الأولوية في تخطيط العمل إلى المصطلحات الفهمية نظرا إلى الأهمية القصوى التي تكتسيها المصطلحات بالنسبة إلى تعريب العلوم في البلدان العربية.


بنك النصوص الآلي كمنبع للمعاجم العربية

إن بنك النصوص المراد إنشاؤه سيكون المنبع الذي لا يستغني عنه أي باحث في اللغة بل ومنبع للكثير من الدراسات في العلوم الاجتماعية وتاريخ الأفكار والنظريات وغيرها. وسيتمكّن الباحثون من إجراء:

  • رصد دقيق وتام لاستعمال العربية في إقليم خاص في عصر من العصور.
  • رصد منتظم للاستعمال الحقيقي لمصطلحات ميدان فنّي معيّن.
  • تصفّح معاني الحدثات من خلال سياقاتها عـبر الزمان وتحديد تاريخ ظهور بعض الحدثات الفصيحة المولّدة أواختفائها؛
  • تحليل لغة محرر أوشاعر أوخطيب وإحصاء مفرداته بكيفية آلية وغير ذلك.
  • وعلى هذا الأساس يمكن حتى تؤلف أنواع كثيرة من المعاجم مثل:
  • المعجم التاريخي للغة العربية؛
  • معاجم خاصة بأسماء الأعلام والأماكن وغيرها.
  • معاجم فنية في جميع الميادين.
  • معاجم أساسية ووظيفية لتعليم العربية.
  • معاجم لألفاظ الحضارة قديما وحديثا.
  • معاجم للغة الطفل العربي.

إنجاز المشروع

نشأة المشروع وتطوره

إن حجم المعطيات التي ستدخل في ذاكرة الحاسوب كبيرة جدا كما هومعلوم ويتعذر على ذلك حتى تتكفل مؤسسة واحدة بهذا العمل مهما بلغت إمكاناتها، ولهذا السبب تبنّى المحركون لهذا المشروع مبدأ المشاركة التطوعية الجماعية على مستوى الوطن العربي وربّما على المستوى العالمي إذا اقتضى الحال. وحصل هذا الاختيار في الندوة الأولى للمشروع التي انعقدت في الجزائر في سنة 1991 تحت إشراف المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، حيث جمعت عددا من الممثلين العرب لمؤسسات فهمية وصدر عنها بعض التوصيات.

ثم إذا هناك عددا من النصوص باللغة العربية قد تمت حيازتها (أي إدخالها في الحاسوب) في العشرية الأخيرة خارج هذا المشروع. فالذي نرجوه هوحتى تعمّم هذه الأعمال وأن تنسّق التنسيق المحكم في المستوى الدولي. وقد اقترحت الندوة الأولى المذكورة التنظيم التالي: تعيّن جميع واحدة من المؤسسات الفهمية المشاركة في المشروع في جميع بلد، ممثلا لها لدى لجنة عربية دولية، بعد موافقة المنظمة العربية، لمدة خمس سنوات وتكون مهمة اللجان المحلية واللجنة الدولية التخطيط والتنسيق حتى لا يحصل تكرار للعمل. وينبغي حتى يحرر مشروع قرار أومرسوم داخل جميع بلد يرمي إلى اقتناء اللجان المحلية لكل إنتاج ذي قيمةقد يكون قد تمت حيازته في الحاسوب فيدخل عندئذ في الذخيرة.

المدونات والمعطيات المعجمية

من حيث هذه النصوص والمدونات يمكن حتى نذكر مدونة الرصيد اللغوي العربي، وقد بلغ تسجيل أكثر من مليوني حدثة من أفواه الأطفال بالعربية (مكتوبة ومنطوقة) عبر الوطن العربي. وقد تم أيضا حيازة النص القرآني والحديث الشريف بفضل بعض الشركات العربية، فيجب إلحاقها بالذخيرة. وكذلك جميع ما حصلت حيازته كدواوين الشعر الجاهلي في مركز البحوث العربية بالجزائر والمصطلحات الحديثة في معهد الدراسات والأبحاث للتعريب بالرباط وغيرها. ويطلب من جميع من قام أوهوبصدد القيام بعمل مثل هذا حتى يطلع اللجنة المحلية على ذلك.

البحوث المتعلقة بالذخيرة

اقتراح مخطط عام للفترة 1997 - 2000 إن البحوث التي تتطلبها الذخيرة تخص:

  • المشاكل التقنية واللغوية الخاصة بالحيازة.
  • حوسبة بنك النصوص الآلي.
  • إنجاز المعجم الجامع.


المشاكل التقنية واللغوية المتعلقة بحيازة المعطيات

برمجة أعمال الحيازة

إن اللجنة المحلية تنظر فيما تقترحه عليها جميع مؤسسة للحيازة ثم تقترح بدورها اللجنة الدولية ما اصطفته من المؤلفات والنصوص في مستواها وتنسق اللجنة الدولية بين هذه الاختيارات وتحاول حتى تصل إلى قائمة ليس فيها تكرار، مع تحديد جدول زمني للعمل. أما كيفية اختيار المؤلفات والنصوص وتحديد أدنى كمية مما يجب على جميع مؤسسة مشاركة حتى تتكفل به، فإن جميع هذا ينبغي حتى يخضع لمقاييس موضوعية ونذكر من بينها شهرة المؤلف أوالنص مع قيمته الفهمية أوالأدبية أوالتاريخية، ثم فيما يخص تحديد أدنى عدد من المؤلفات فإنه سيقرر قريبا.

توحيد طرائق النشر الأوّلي وتقنيات الحصر والإحصاء

فهذا مهم جدا لأن النصوص بحاجة إلى علاج إضافي قبل حيازتها حتى تكون الاستفادة من تجميع النصوص في ذخيرة واحدة كاملة ونعني بذلك حتى يتمكن الباحث من إلقاء أي سؤال على الذخيرة مما يخص السياقات والمراجع التي وردت فيها الحدثات وعدد المرات التي وردت بها وغير ذلك كثير.

حوسبة الذخيرة اللغوية

إن الصفة الأساسية لبنك النصوص هوأنه آلي وهذا يستلزم القيام بحوسبة هذا البنك أي حتى يوضع له ما يسمى بالقوام البرمجي وهي مجموعة البرمجيات التي لا بد منها لاستثمار الذخيرة (إلقاء أسئلة على الحاسوب). وهذا القوام هوفي الواقع نظام (نسق) لتسيير قواعد المعطيات التي هي نصوص بالنسبة للذخيرة. وتجري الآن بحوث مكثفة في الوطن العربي فيمـا يخص هذه البرمجيات ونذكر على سبيل المثال البحوث الحاسوبية الخاصة بتنظيم التخزين للمعلومات وهي أهمها وبحوث تخص حيازة النصوص (إدخالها في ذاكرة الحاسوب) بكيفية آلية (المسح الضوئي).

أما فيما يخص الأسئلة التي تمس البنى اللغوية، فقد أنجزت برمجيات ناجحة جدا في هذا الميدان كالاستخراج الآلي لأبنية الحدث والمواد الأصلية وغير ذلك.

إنجاز المعجم الآلي الجامع للغة العربية

سيتكفل بذلك الفهماء بعد إنجاز الجزء الكبير من البنك الآلي.

فوائد أخرى يمكن حتى نجنيها من الذخيرة الآلية

بالنسبة لمجامع اللغة والمؤسسات الفهمية العربية وما تضعه من المصطلحات الفهمية على مرّ الأيام ففوائد هذه الذخيرة كثيرة نذكر منها:

1- الاعتماد في وضع المصطلحات والبحث عنها على جميع المعطيات اللغوية في ميدان معين من واقع استعمال اللغة العربية قديما وحديثا. فالمتخصص الذي قد يحتاج إلى حتى يضع مصطلحا معينا لا يجده فيما لديه من المراجع لمفهوم معيّن تجعل الذخيرة أمامه في بضع ثوان جميع الألفاظ التي استخدمت عبر العصور أوتستعمل الآن بالعمل عبر البلدان من تلك التي ينتمي إليها ذلك المفهوم. فهولا يرجع بذلك إلى القواميس وقوائم المصطلحات التي اقترحت فقط (وربما لم تدخل بعد في الاستعمال) بل إلى الاستعمال الحقيقي في شتى البلدان العربية.

2- الاعتماد في اختيار اللفظ على مقياس الشيوع والدقة في دلالة المعنى المراد ويستطيع المتخصص أيضا حتى يعهد مع ذلك درجة شيوع هذه الألفاظ قديما وحديثا ثم يعهد مدلولها الحقيقي لا من التحديدات فقط بل من جميع السياقات التي وردت فيها في الاستعمال وهي أمثل الطرق لتحديد معاني الألفاظ وأكثرها موضوعية. وفوق جميع هذا فأنه يحصل على جميع هذا في بضع دقائق.

3- الاعتماد على هذا البنك النصي الآلي في البحث عن التطور الدلالي للألفاظ العربية ومن ثم إمكان وضع معجم تاريخي دقيق للغة العربية.

4- إمكان الفهرسة الآلية لكل النصوص العربية ذات القيمة الفهمية والأدبية مما طبع وما يطبع وينشر على مستوى الوطن العربي (المصطلحات، الألفاظ الحضارية، بيان تردّد جميع لفظة في النص الواحد، الأعلام وغير ذلك).

5- إقامة الدراسات الفهمية المقارنة في مختلف الميادين حول مجموعة معينة من المفاهيم الفهمية.

6- البحث المنتظم عن تطور الفكر الفهمي العربي بالاعتماد على تطور دلالات الألفاظ الفهمية داخل حقول دلالية عبر الزمان.

7- إمكان وضع معجم تام للغة العربية المستعملة بالعمل تخصص لكل مدخل فيه دراسة لغوية دقيقة، وغير ذلك من الفوائد.

الوظائف اللغوية للذخيرة اللغوية العربية

الدراسات التي يمكن القيام بها بفضل الذخيرة

أما الدراسات التي يمكن القيام بها انطلاقا من الذخيرة وبالنظر إلى محتواها فيمكن حتى تخص اللغة العربية في ذاتها لأن الذخيرة هي بمنزلة مادوّن من كلام العرب في عهد اللغويين العرب الأولين. فقد جمعوا العدد الضخم من النصوص النثرية والشعرية وأمثال العرب وكلامهم العفوي بالإضافة إلى النص القرآني وانطلقوا من هذه المدونة اللغوية العظيمة لاستنباط قوانين العربية وأوصافها من الاستعمال الحقيقي لها، كما استخرجوا منه المعجم العربي. وعلى هذا فإن أنواع الدراسات اللغوية التي يمكن حتى تؤديها الذخيرة كبيرة جدا مثل دراسة تطور معاني الحدثات عبر العصور، ودراسة تردّدها بالنسبة لعصر واحد أومؤلف واحد، ودراسة تردّد المواد الأصلية وأوزانها في كتاب واحد أوعدة خط، ودراسة صيغ الجمل بحسب الأغراض والموضوعات، ودراسة أساليب الكتّاب في جميع عصر ودراسة اتساع رقعة الاستعمال للمصطلحات في عصرنا هذا، ودراسة الأصوات العربية (من خلال الذخيرة الآلية الصائتة)، ودراسة مجالات المفاهيم الحضارية أوالفهمية خاصة، ودراسة المترادف والمشهجر من الألفاظ في الاستعمال في وقت معيّن، ودراسة الغريب والشاذ إفرادا وهجريبا كيفا وكمّا وبالنسبة إلى جميع مؤلف أونص وكل عصر، ودراسة صيغ الجمل وظواهر الفصل والوصل في الخطاب، ودراسات في المجاز والاستعارة والكناية وغيرها من الصور البيانية ودراسة تطور جميع هذا، وغير ذلك مما يخص اللغة كلغة قديما أوحديثا عبر العصور والبلدان. جميع هذا قد قام به الكثير من الفهماء قديما وحديثا ولكن مزية الاستفاضة الزمانية المكانية لمحتوى الذخيرة وآليتها يسهّل على الجميع الخوض في أعماق الواقع التعبيري والاتصالي ومن ثم الفكري المعيش للأمة العربية القديم والحديث. وفيما يخص الميادين الأخرى غير اللغوية فكثيرة جدا أيضا نذكر منها الدراسات التاريخية وخاصة تاريخ الحضارة العربية وتاريخ الفكر العربي الاجتماعي والفهمي والديني وغيرها. وكذلك الدراسات الاجتماعية والنفسية الاجتماعية بحصر مجالات التصورات الخاصة بكل فئة (من خلال استعمال الألفاظ والأساليب وغيرها) في جميع قطر أوإقليم وعبر العصور، ودراسة تفاعلها ومدى تأثيرها وما ترتب على ذلك. وكذلك بالبناء جزئيا على العناصر اللغوية ذات الدلالة وفهم مدى اتساع رقعتها وفهم ترددها في الخطابات الرسمية وغير ذلك. وكذا الدراسات الاقتصادية والعمرانية والحضارية من خلال استعمال الناس للغة.

وظائف الذخيرة الأساسية

رأينا المزايا التي تمتاز بها الذخيرة فماذا يا ترى يمكن حتى تقوم به من وظيفة بناء على هذه المزايا،يا ترى؟ أوبعبارة أخرى كيف من الممكن أن يمكن حتى تستثمر الذخيرة وتوظف عمليا،يا ترى؟ إذا الإجابة عن هذا السؤال تفسّر سبب التزامنا بأهم الأوصاف التي تجاوز حتى ذكرت وهي صفة الحيوية النابعة من الاستعمال الحقيقي ثم الصفة الآلية في مباشرة الذخيرة والتفاعل معها.

ومن بين الوظائف الأساسية التي تقوم بها الذخيرة:

1- تحصيل معلومات تخص الحدثة العربية عادية كانت أومصطلحا.

الأسئلة التي يمكن حتى يطرحها الباحث: ‌* هل توجد حدثة (س) الآن في الاستعمال (المكتوب أوالمنطوق أوكليهما)،يا ترى؟ وأين ظهرت وفي أي معنى في جميع واحد من مصادر وجودها،يا ترى؟ وما هي السياقات التي وردت فيها بالنسبة لكل كتاب أونص أوبالنسبة لكل عصر أوجميع بلد؟ ‌* هل وردت (س) قديما مع نفس الاسئلة السابقة؟ ‌* ما المجال المفهومي الذي تنتمي إليه (س)،يا ترى؟ وهل لها مرادفات وما هي،يا ترى؟ ثم ما المقابـل أواللقاءات لأول مرة بالمعنى الفلاني أوبأي معنى آخر،يا ترى؟ ومتى اختلفت لآخر مرة إذا خرجت عن الاستعمال بهذا المعنى أوبغيره من المعاني،يا ترى؟ الخ.

2- تحصيل معلومات تخص الجذور وصيغ الحدث: ‌* هل وردت المواد الأصلية ا ب ج د… في الاستعمال عند مؤلف أومتحدث خاصة،يا ترى؟ وما هي الحدثات التي صيغت عليها واستخدمها هذا المؤلف؟ ‌* نفس السؤال بالنسبة إلى الصيغ أَ بَ جَ دَ… ‌* اذكر جميع الحدثات التي صيغت على صيغة (أ) أو(ب) أو(ج) أو(د) مع الإشارة إلى مدلول جميع حدثة من هذه الحدثات (صيغة عملة بضم الفاء وسكون العين أوفعالية بفتح الفاء وغير ذلك).

3- تحصيل معلومات تخص أجناس الحدث ‌* ما هي أسماء الأعلام أوالمصادر أوالأفعال الثلاثية أوالرباعية المجردة والمزيدة (وغيرها) والصفات الخاصة بمجال مفهومي (الألوان والعيوب وأي حلية) وغير ذلك من أجناس الحدث الواردة في نص معين أوعدة نصوص وعبر الزمان؟ ‌* ما تردد جميع واحد منها بالنسبة إلى نص واحد أوعدة نصوص؟ وما هي >سياقاتها؟

4- تحصيل معلومات تخص حروف المعاني نفس الأسئلة أوبالنسبة إلى عصر واحد أونص واحد أوعدة نصوص.

5- تحصيل معلومات تخص المعرّب عامة الذي ورد في الاستعمال أسئلة عن قائمة المعرّبات (ومبادئها) التي وردت في عصر معين أومؤلف أوعبر العصور.

6- تحصيل معلومات تخص صيغ الجمل والأساليب الحية والجامدة منها (والصور البيانية العربية) نفس الأسئلة.

7- تحصيل معلومات تخص بحور العروض والضرورات الشعرية والزحافات والقوافي وغيرها.وغير ذلك من الأسئلة.

8- تحصيل معلومات تخص المفهوم الحضاري أوالفهمي (البحث عن ألفاظ عربية لتغطية مفاهيم فهمية): ‌* هل توجد حدثة عربية للدلالة على مفهوم معيّن خاص بالطب أوالبيطرة أوالهندسة المعمارية أوغير ذلك، المعبر عنه بالإنجليزية أوالفرنسية بكذا، في الإنتاج الفهمي العربي المعاصر؟ ‌* هل يوجد هذا المفهوم وما يقاربه في نص قديم معيّن (كتاب من خط ابن سينا أوابن الهيثم…الخ) وذلك من خلال الحدثة العربية التي اتىت في الجواب السابق،يا ترى؟ ( يمكن على هذا حتى نتبين الفوارق الدلالية بين مفهوم الحدثة العربية عند القدماء والمفهوم الحديث بالسياقات). ‌* ما هي الألفاظ العربية التي كانت تدلّ عند القدامى على مفاهيم من الممكن لاقد يكون لها لقاء باللغات الأجنبية (مثل الحركة والسكون وحروف المدّ في صوتيات العربية)؟

  • ما هي الألفاظ الدخيلة التي لها ما يقابلها في العربية،يا ترى؟ وما مدى درجة شيوع هذه وتلك؟

وفي جميع واحد من هذه الأسئلة يمكن حتى تكون الإجابة مرفوقة بذكر جميع السياقات التي ورد فيها العنصر اللغوي أومجموعة خاصة منها في عصر أومؤلف وذكر مصدر جميع واحد منها أوجميع مجموعة منها (اسم الكتاب والصفحة والجزء وتاريخ الطبع).

ويحسن ههنا حتى نلفت النظر إلى الأهمية الكبرى التي تكتسيها السياقات وحصرها، فهي التي تمكّن الباحث اللغوي من تحديد المقصود من استعمالها في فترة معيّنة أوفي أكثر من مكان. وقد يحدث المقصود بها شيئاً آخر في مكان آخر وهذا يتعذر على الباحث حتى يجده في المعاجم العادية لكثرة المقاصد بل لعدم تناهيها والمقصود غير المعنى المعجمي العادي ولا سبيل إلى تحديد المقصود أوالمقاصد إلا بالرجوع إلى جميع السياقات التي ورد فيها العنصر اللغوي والمقارنة بينها بالاعتماد على منهج التحليل الدلالي الذي يعهده بعض فهماء اللسان المعاصرين وفهماؤنا القدامى وخاصة أهل التفسير والبلاغيين الأولين. ولا يمكن حتى يحصل الباحث على جميع سياقات المفردة في نص كبير أوفي آلاف النصوص إلا باللجوء إلى ذخيرة آلية (وإلا قضى الباحث في جمع ذلك عمره كلّه).

ومن فوائد الذخيرة زيادة على شموليتها موسوعيتها لأنها مجموعة أحداث كلامية مدونة كما وردت، وهي مثل شواهد اللغة والنحولا يجوز ردّها إذا كانت كثيرة في الاستعمال. وعلى هذا الأساس يمكن حتى تكون كثرة ورود الحدثة واتساع رقعتها (بمعنى من المعاني) مقياسا موضوعيا لاختيار المصطلحات وإقرارها. فإن جميع المقاييس الأخرى مثل خفة الحدثة في النطق وهجريب حروفها وقابليتها للاشتقاق وعدم تضمنها معنى محظورا اجتماعيا وعدم غرابتها وغير ذلك من المقاييس الثانوية تستلزمه كثرة الاستعمال وهوإقبال الناطقين الكثيرين على استعمال الحدثة لاجتماع جميع هذه الصفات الإيجابية فيها. وبذلك تبتعد المجامع وجميع المؤسسات الفهمية عن الذاتية في اختيار المصطلح الأنسب بل ويحصل التوحيد المنشود في استعمال المصطلحات العربية.

وفائدة أخرى للذخيرة أنها تمكن الباحث من تتبع تطور معاني الألفاظ عبر العصور، فالحاسوب هوالوحيد الذي يمكن الباحث من اكتشاف تحوّل المعاني بأن يضع تحت تصرّفه جميع النصوص التي ورد فيها بالعمل العنصر اللغوي الذي يهمه. ومن ثم فإنه لا يتصور أبدا حتى يوضع معجم تاريخي للغة العربية إلا بالاعتماد على مدوّنة نصّية تغطي جميع العصور وكل البلدان العربية. فكيف يمكن حتى نضمن شمولية ما يقرره الباحث من التحويلات الدلالية إذا لم يعتمد على عدد هائل من القرائن والسياقات تنتمي إلى جميع عصر. ولهذا كانت المحاولات لوضع مثل هذا المعجم قاصرة أوجزئية تقتصر على عصر واحد أوعلى عدد محدود جدا من المصادر.

أوصاف المعجم الجامع لألفاظ اللغة العربية المستعملة

يستخرج هذا المعجم كما قلنا من الذخيرة الآلية فهي المصدر من المعطيات التي ينطلق منها ويعتمد عليها الواضعون لهذا المعجم الكبير الذي لا يختلف عن الذخيرة إلا بالترتيب الأبجدي وغيره لمحتواها المعجمي وبالدراسات والتحليلات الخاصة بكل مدخل من مداخلها فكل مادة ثبتت في الذخيرة (في نصوص معينة) فلا بد حتى يحرر لها درس لغوي مستفيض.

ولهذا المعجم الآلي عدة أشكال، فهوينقسم قبل جميع شيء إلى مجموعات مرتبة لألفاظ الذخيرة ثم إلى معجم موسوعي لغوي يخصّص لكل لفظة دراسة فهمية مستفيضة. أما المجموعات المرتبة فهي تعبير عن جذاذيات آلية جميع واحدة منها تختص بترتيب معيّن وهي بحسب الترتيب كالتالي:

  • ترتيب أبجدي عام (الانطلاق من اللفظ)
  • ترتيب أبجدي بحسب مجالات المفاهيم (الانطلاق من المعاني)
  • ترتيب بحسب تردّد الحدثة (عدد المرات التي تظهر في النصوص).
  • ترتيب بحسب شيوع الحدثة أي ذيوعها في البلدان العربية في الوقت الراهن وفي جميع حقبة.
  • ترتيب بحسب العلوم والفنون.

وثمة عنصر آخر للمعجم هوالخرائط الجغرافية التي تبيّن فيها ذيوع الألفاظ العربية في مختلف الأنطقيم وكذلك في فترة أخرى ذيوع التنوعات الصوتية في الأداء وغير ذلك. أما المعجم المحرر فسيكون على غرار ما وضع من الذخائر اللغوية للفرنسية أوالإنكليزية، فهوموسوعة يحرر فيها الفهماء بحوثا حول جميع لفظة، فكل باب أومدخل من هذا المعجم يحتوي على ما يلي:

1- تحليل دلالي للفظة انطلاقا من السياقات وحدها ثم تحديدات فهماء اللغة القدامى إذا وجدت وذلك بـ:

  • التوضيح الدقيق:
  • للمعنى الوضعي للمادة الأصلية (الجذر).
  • للمعنى الوضعي والمعاني الفرعية لكل حدثة اشتقت من تلك المادة للتمييز بين المعاني الفنية وغير الفنية.
  • ذكر اللقاء الإنكليزي والفرنسي لكل حدثة إذا عثر أوما يقرب منه مع بيان الفوارق التصوّرية.

2- تعليق نحوي صرفي وجيز (وصوتي وهجائي إذا اقتضى الحال) بالاعتماد على ما ذكره فهماء اللغة والنحوقديما (مع ذكر المراجع).

3- تعليق تاريخي للمادة وفروعها (انطلاقا من تحليل النصوص أوالمقارنة بينها) وذلك ب:

  • بيان أصل الحدثة إذا كانت من الدخيل وتفسير تكييفها.
  • ذكر تاريخ الورود الأول للحدثة في النصوص التي لدينا (الأصلية والدخيلة)
  • ذكر تاريخ أول تحول دلالي للحدثة (والسياقات التي ظهرت فيها المعاني المستحدثة).
  • ذكر تارخ آخر ظهور لها إذا اختفت في الاستعمال.
  • وصف إجمالي تفسيري للتطور اللفظي والدلالي للحدثة
  • بيان نظائر الحدثة في اللغات السامية (مع ذكر المواد الأصلية).

4- ذكر درجة تردّد الحدثة حسب العصور والبلدان بالنسبة للآثار الفهمية أوالأدبية إذا اقتضى الحال.

5- بيان شيوع الحدثة الجغرافي (حسب العصور أيضا).

6- ذكر المتجانسات والمترادفات والأضداد إذا وجدت للحدثة.

7- ذكر الدراسات التي خصّصها الفهماء لها قديما وحديثا إذا وجدت.

انظر أيضا

  • المجمع اللغوي الجزائري.
  • المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

المصادر

  1. ^ عبد الرحمن حاج صالح. "ورقة حول مشروع الذخيرة اللغوية".
تاريخ النشر: 2020-06-04 04:31:10
التصنيفات: مشاريع عربية, تكنولوجيا ومعلومات, لغة عربية, ترجمة

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

أستراليا تتراجع عن الاعتراف بالقدس الغربية كعاصمة لإسرائيل

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-18 03:15:31
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 44%

وأخيرا.. بنزيمة يفوز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-18 00:25:34
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 59%

إسبانيا تواجه موجة جديدة من المهاجرين الجزائريين

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-18 03:15:30
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 46%

الحكومة المصرية تصدر قرارا بشأن الإخوان والقرضاوي بعد وفاته

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-18 03:16:40
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 86%

أستراليا تتخلى عن الاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل

المصدر: فرانس 24 - فرنسا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-18 03:16:28
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 94%

حاليا بالمغرب.. 136 مصابا بكورونا بينهم حالتين خطيرتين

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-18 03:15:32
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 44%

اعتقال أزيد من 200 مهاجر غير نظامي بمقطورة شاحنة وسط المكسيك

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-18 03:15:26
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 35%

الاندلسي يكتب.. الفضاء الأزرق وزحف تفاهة “الجهل الأزرق “

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-18 03:15:31
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 46%

الأدوية منتهية الصلاحية خطر أم لا؟

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-18 03:16:27
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 91%

حصري.. وضع رئيس بلدية أمزميز رهن الحراسة النظرية

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-18 03:15:28
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 46%

قطر تفوز باستضافة كأس آسيا 2023 في كرة القدم

المصدر: كِشـ24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-10-18 03:15:29
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 43%

تحميل تطبيق المنصة العربية